للمكان ترنيمة حياة.. وثقافة أمة ودلال غزال.. للمكان ارجوحة العمر.. وابتسام الغرير وزهو الشباب.. وحلاوة الأيام في الامكنة تدور الأزمنة..وعلى ثراها تسطر الأشعار وبين جنباتها تغرد الأطيار من هنا كان للمكان الشعبي.. صورة في ذاكرة الأيام منذ فجرها الأول إلى يومنا هذا وبعده ومن صوره اخترت لكم أيها القراء الاعزاء عبر الخزامى "الملفى" وهو مكان مخصص لاستقبال الضيوف واستقبالهم وعادة يكون في منتصف القرية أو الحي وقد يكون في مكان بارز ما عند الجامع أو سوق كبير أو محطة أو ما شابه ذلك، و"الملفى" مأخذ من الإلف والإيلاف والألفة والمحبة والاخاء والتقابل بين الجماعة والأهل والاخوان والأقارب فيقال تلقاني في الملفى أو "المجمع".وما زالت أكثر الأسر والقبائل في المناطق الجنوبية وغيرها تهتم بهذا المكان ولو من املاكها الخاصة ويكون ملفى للجماعة يرحبون فيه بالضيوف القادمين أو يجلسون فيه لانتظار مشورة أو منقطع أو ضيف قادم وصديق أو عابر سبيل وقد يطور.وهناك مكان أو ركن يسمى ب "السفلة" وهو عبارة عن بوابة منزلية من خشب الطلح الجنوبي وعليه ضبة حديدية تستخدم للضيافة وطرقه عند وصول الضيف وتعريف الأجيال على تراث الآباء وكيف كانت منازلهم واستقبالهم للضيوف.كما تضم القرية على ركن "الدرب" وهو عبارة عن بوابة كبيرة من خشب الطلح المحلي بعرض 40متراً وارتفاع , 35أمتار مخصص لدخول الجمال منقوش بعبارات وتراث جنوبي أصيل وكيفية نزول الحمولة من على الجمال."الجرين": وهو المكان المخصص لاستخدام دياسة الحبوب الزراعية قديماً مثل القمح والشعير والبر والذرة وقد يكون واسعاً بمساحة 350مترا أو أقل حسب الحاجة وقد يشترك فيه مزارعون مساهمة منهم في الاحتفاء بعادة الدياسة المعروفة لدى ابن الصحراء والذي يحرص أن يقف ويشارك الغير في مناسباته وان قلت وهو دليل على التكاتف والتضامن العربي حتى ولو بصورة مبسطة المهم المشاركة والمباركة والاخاء والترابط والوفاء وهي صفات موروثة لدى ابن الجزيرة العربية منذ القدم إلى يومنا هذا في وطن النماء والأصالة المملكة العربية السعودية."القرية أو الحارة" معقد الازار وشدو الهزار وملمح الطفولة ومرتع الشباب والرجولة.. فيها تنفس الأطفال رائحة السذاجة..وبها نمت أبجديات الحياة وترعرعت ثم نمت وغدت وديانها وأزقتها أشرطة ذكريات محفوظة في دفاتر العمر.. في القرى عانق الربيع جدول الشتاء.وبناديها تعلم أبناء القرى الرجولة الحقة فكيف لا تكون القرى مكاناً شعبياً يحفر في ذاكرة العمر حلاوة الأيام وطلاوتها حقاً ان الافئدة لا تنسى مراتعها في القرى والحارات الشعبية.ولكن الآن طورت مثل هذه الأماكن الشعبية وجعلت مكانها الأندية الرياضية والثقافية والأدبية والاجتماعية، كما ضم إليها المنتزهات والمراكز الثقافية وكذلك المنتديات الخاصة التي تقام في المنازل أو الفنادق والاستراحات وهذه النقلة الحضارية التي شهدتها البلاد السعودية منذ عهد المؤسس إلى عصرنا الحاضر في عهد الفهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود أمده الله بالعافية والصحة .
بقلم د. محمد الربيعي المدخلي
بقلم د. محمد الربيعي المدخلي
تعليق