Unconfigured Ad Widget

Collapse

يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • رحيق مختوم
    عضو
    • Apr 2009
    • 18

    يومئذ تعرضون لاتخفى منكم خافية

    قبل البدء بالمشاركة ارجو من الجيش النظامي والجيش الحر ايقاف العمليات العسكرية فورا حتى انتهاء التحقيقات؟ فلدينا مؤشرات قوية وصور اقمار صناعية على ان الكوموندس الاسرائيلي متورط في مجزرة الغوطة الكيماوية وفي تفجيرات الضاحية الجنوبية من مفرق راسه الى اخمص قدميه؟ وليس لدى الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان؟ ليس لدى هؤلاء جميعا الجراة على ان ينبسوا ببنت شفة خوفا من اليهود؟ ولااستطيع في الوقت الحالي ان اعطيكم الا دليلا واحدا على احتمال تورطهم بنسبة تسعين في المائة وهو قوله تعالى{ولاتزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم{كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله؟ ويسعون في الارض فسادا(وقد افسدوا الهواء بالكيماوي مما ادى الى اختناق الناس وموتهم؟ ونبدا بالمشاركة على بركة الله؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ وَكَفَى وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الْقَادِرِ الْمُقْتَدِرِ السَّمِيعِ الْبَصِيرِ الْعَلِيمِ الْحَكِيمِ الْعَلِيِّ الْقَدِيرِ الَّذِي بِيَدِهِ مَفَاتِيحُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْض؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي يَبْتَلِي عِبَادَهُ وَيَخْتَبِرُهُمْ لِيَعْلَمَ اَيُّهُمْ اَحْسَنُ عَمَلَا؟ نَحْمَدُكَ يَارَبَّنَا وَيَااِلَهَنَا وَيَامَعْبُودَنَا وَنَعْبُدُكَ وَحْدَكَ وَلَانُشْرِكُ بِكَ اَحَداً وَنُعَفّرُ جَبِينَنَا وَجِبَاهَنَا اَذِلَّاءَ بَيْنَ يَدَيْكَ خَاشِعِينَ وَاَعِزَّاءَ اَمَامَ غَيْرِكَ بِعِزَّةِ الْاِيمَانِ وَالْاِسْلَامِ وَالَّتِي لَيْسَ فِيهَا ظُلْمٌ وَلَاطُغْيَان؟ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُه؟ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ اَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّآتِ اَعْمَالِنَا؟ وَنُوصِي اَنْفُسَنَا جَمِيعاً بِتَقْوَى اللهِ الْعَظِيمِ وَطَاعَتِه؟ وَاُحَذّرُ نَفْسِي وَاِيَّاكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ مِنَ الْمَعَاصِي؟ فَاِنَّهَا السِّلَاحُ الْمُوَجَّهُ اِلَى صُدُورِنَا؟ وَاُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى الله؟ وَالَّتِي هِيَ طَوْقُ نَجَاتِنَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا وَاِلَيْكَ الْمَصِير؟ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَاِسْرَافَنَا فِي اَمْرِنَا وَاَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ اَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين؟ وَاَشْهَدُ اَنْ لَااِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ هُوَ نَاصِرُ الْحَقِّ وَهَازِمُ الْبَاطِل؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ جَاءَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَاَتْبَاعِهِمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِين؟ اَمَّا بَعْدُ فَيَاَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ فَفِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ؟ تَحَدَّثْنَا كَمَا تَحَدَّثَتْ سُورَةُ الْحَاقَّةِ عَنْ مَصَارِعِ الْمُكَذّبِينَ وَالْمُعَانِدِينَ وَالْمُتَعَنِّتِينَ وَالْعُتَاةِ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ طَغَوْا وَبَغَوْا فِي الْاَرْضِ فَاَخَذَهُمُ اللهُ تَعَالَى بِالطَّاغِيَةِ وَاَخَذَهُمْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَة{وَدَمَّرْنَا مَاكَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَاكَانُوا يَعْرِشُون(وَدَمَّرَ سُبْحَانَهُ {الْمُؤْتَفَكِةَ وَاَهْوَى؟ فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى؟ فَبِاَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى( وَكُلُّ هَذِهِ الْاَهْوَالِ الَّتِي ذَكَرَتْهَا هَذِهِ السُّورَةُ؟ لَاتُسَاوِي جُزْءاً يَسِيراً مِنْ اَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ بَلْ اِنَّهَا لَاتُسَاوِي جُزْءاً مِنْ مَلَايِينِ الْاَجْزَاءِ مِنْ اَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الَّتِي ذَكَرَتْ بَعْضَهَا سُورَةُ الْحَاقَّة؟ فَبَعْدَ اَنْ ذَكَرَتْ مَصَارِعَهُمْ قَالَتْ؟ هَذَا فِي الدُّنْيَا؟ وَاَمَّا فِي الْآخِرَة{فَاِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَة؟ وَحُمِلَتِ الْاَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة؟ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَة؟ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَة؟وَالْمَلَكُ عَلَى اَرْجَائِهَا؟ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة؟ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَاتَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَة{فَاِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَة( نَعَمْ اَخِي؟ وَعِنْدَنَا فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ مَايُسَمَّى بِاسْمِ الْمَرَّة؟ أيْ مَرَّةً وَاحِدَة؟ وَيَكُونُ عَلَى وَزْنِ فَعْلَة؟ نَقُولُ مَثَلاً ضَرَبْتُهُ ضَرْبَة؟ بِمَعْنَى ضَرْبَةً وَاحِدَةٍ؟ لِمَرَّةٍ وَاحِدَة؟ وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيح؟ اَنَّ مَنْ قَتَلَ الْعَقْرَبَ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَلَهُ ثَلَاثُونَ حَسَنَة؟ وَمَنْ قَتَلَهُ بِضَرْبَتَيْنِ؟ فَلَهُ عِشْرُونَ حَسَنَة؟ وَمَنْ قَتَلَهُ بِثَلَاثِ ضَرْبَاتٍ؟ فَلَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ فَقَطْ؟ لِاَنَّكَ اَخِي حِينَمَا تَقْتُلُهُ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَاِنَّكَ تُرِيحُهُ مِنْ اَلَمِ الْمَوْتِ بِسُرْعَة؟ وَلِذَلِكَ تَحْصَلُ عَلَى ثَلَاثِينَ حَسَنَة؟ وَاَمَّا فِيمَا عَدَا ذَلِكَ؟ فَاِنَّكَ تُرِيحُهُ مِنْ اَلَمِ الْمَوْتِ بِبُطْءٍ شَدِيد؟ وَلِذَلِكَ اَخِي؟ جَاءَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ فَوْراً بِفَاءِ الْمُفَاجَاَةِ فِي قَوْلِهِ {فَاِذَا نُفِخَ فِي الصُّور(وَمَاهُوَ هَذَا الصُّور؟ لَانُرِيدُ هُنَا اَنْ نَدْخُلَ فِي التَّفْصِيلِ؟ وَاِنَّمَا نَتْرُكُ عِلْمَهُ وَحَقِيقَتَهُ لِلهِ سُبْحَانَه؟ وَلَكِنْ مَاذَا يَحْدُثُ بَعْدَ هَذِهِ النَّفْخَةِ مَعَ هَذِهِ الْاَرْضِ الَّتِي نَعِيشُ عَلَيْهَا؟ وَنَسْتَقِرُّ عَلَى ظَهْرِهَا؟ وَنَتَنَقَّلُ بَيْنَ اَرْجَائِهَا؟ وَنَغُوصُ فِي اَعْمَاقِهَا؟ وَنَرْكَبُ بِحَارَهَا؟ وَنَصْعَدُ جِبَالَهَا؟ وَنَنْزِلُ وِهَادَهَا؟ وَنَرَاهَا بِاَنَّهَا شَيْءٌ ضَخْمٌ جِدّاً؟ وَلَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِاَقْوَامٍ اُخْرَى وَمَخْلُوقَاتٍ اُخْرَى وَلِكَوَاكِبَ اُخْرَى؟ فَاِنَّهَا لَاتُسَاوِي هَبَاءَة؟ بَلْ لَاتُسَاوِي ذَرَّة؟ وَلَكِنَّنَا نَحْنُ نَتَخَيَّلُهَا كَبِيرَةً جِدّاً؟ وَلَكِنَّهَا فِي حَقِيقَتِهَا مَهْدٌ مَهَّدَهُ اللهُ لَنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَهَذِهِ الْاَرْضُ وَمَعَ عَظَمَتِهَا فِي نَظَرِنَا؟ مَاذَا سَيَحْدُثُ لَهَا؟ وَهَذِهِ الْجِبَالُ الَّتِي نَرَاهَا شَاهِقَةً رَاسِخَةً وَمُتَعَمِّقَةً بِجُذُورِهَا فِي بَاطِنِ الْاَرْض؟ نَعَمْ هَذِهِ الْجِبَالُ؟ وَهَذِهِ الْاَرْضُ؟ مَاذَا سَيَحْدُثُ لَهَا؟ اَلْقُرْآنُ هُوَ الَّذِي يُنَبِّهُنَا وَيُخْبِرُنَا{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْاَرْضُ غَيْرَ الْاَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ؟ وَبَرَزُوا لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار؟ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْاَصْفَاد؟ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ؟ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّار{فَاِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَة؟ وَحُمِلَتِ الْاَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة(نَعَمْ دَكَّةً وَاحِدَة؟ وَتَصَوَّرْ مَعِي اَخِي هَذِهِ الْجِبَالَ الرَّاسِيَاتِ؟ وَهَذِهِ الْاَرْضَ؟ تُحْمَلُ جَمِيعُهَا بِمُجَرَّدِ هَذِهِ النَّفْخَة؟ نَعَمْ اِنَّهُ زِلْزَالٌ لَيْسَ كَبِقِيَّةِ الزَّلَازِل؟ بَلْ اِنَّ كُلَّ مَايَحْدُثُ فِي الْاَرْضِ مِنْ زَلَازِلَ؟ لَايُسَاوِي زَلْزَلَةً خَفِيفَةً جِدّاً مِنْ زَلَازِلِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ اِلَّا كَمَا يَتَسَاوَى صَارُوخٌ مِنَ اَلْعَابِ الْاَطْفَالِ مَعَ الصَّارُوخِ الْحَقِيقيّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ؟ اِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيم؟ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا اَرْضَعَتْ؟ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا؟ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى؟ وَمَاهُمْ بِسُكَارَى؟ وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ(لِلظَّالِمِينَ وَالطُّغَاةِ وَالْبُغَاة وَسَفَّاكِي الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقّ؟ وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَهْدِرُونَ كَرَامَةَ الْاِنْسَان؟ نَعَمْ اَخِي{وَحُمِلَتِ الْاَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة؟ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَة(وَقَدْ مَرَّ مَعَنَا اَخِي مِنْ اَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ اَلْحَاقَّة؟ وَالْقَارِعَة؟ وَاَمَّا هُنَا فَاِنَّهُ الْوَاقِعَة؟ اِسْمٌ آخَرُ مِنْ اَسْمَاءِ يَوْمِ الْقِيَامَة؟ نَعَمْ{وَقَعَتِ الْوَاقِعَة(وَهَذِهِ الْوَاقِعَةُ؟ اِذَا كَانَتِ الْاَرْضُ نُسِفَتْ بِسَبَبِهَا؟ وَالْجِبَالُ قُلِعَتْ مِنْ جُذُورِهَا ثُمَّ زَالَتْ؟ وَكَانَتِ{الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوش{يَوْمَ تَرْجُفُ الْاَرْضُ وَالْجِبَالُ؟ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلَا{وَيَسْاَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ؟ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفَا؟ فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفَا؟ لَاتَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلَا اَمْتَا؟ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لِاعِوَجَ لَهُ؟ وَخَشَعَتِ الْاَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ اِلَّا هَمْسَا؟ يَوْمَئِذٍ لَاتَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ اِلَّا مَنْ اَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلَا؟ يَعْلَمُ مَابَيْنَ اَيْدِيهِمْ وَمَاخَلْفَهُمْ؟ وَلَايُحِيطُونَ بِهِ عِلْمَا؟ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ؟ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمَا{نَعَمْ خَابَ وَخَسِرَ كُلُّ ظَالِمٍ يَابَشَّار؟ اِنْ لَمْ يَتُبْ اِلَى الله؟ اِسْمَعْ مِنِّي يَامِسْكِين؟ وَتُبْ اِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً قَبْلَ فَوَاتِ الْاَوَان؟ فَاِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَتَكَ؟ وَلَوْ بَلَغَ اِجْرَامُكَ؟ وَلَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاء؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى بَعْدَهَا{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ؟ فَلَايَخَافُ ظُلْماً وَلَاهَضْمَا{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ؟ وَاَصْلَحَ؟ فَاِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْه( وَلَا اَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عِنْدِي؟ بَلْ هُوَ مَوْجُودٌ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ وَعَلَيْكَ اَنْ تَقْرَاَ الْقُرْآنَ اِنْ لَمْ تُصَدِّقْنِي؟ فَوَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ غَيْرُه؟ سَتَنْدَمُ؟ وَسَتَعَضُّ عَلَى اَصَابِعِكَ مِنْ قُوَّةِ النَّدَمِ وَالْحَسْرَةِ اِنْ لَمْ تُسْرِعْ اِلَى التَّوْبَة؟ ولذلك اَخِي؟ اِذَا كَانَ هَذَا هُوَ حَالُ الْجِبَالِ؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالسَّمَوَاتِ؟ وَهَلْ تَنْجُو السَّمَوَاتُ مِنْ هَذِهِ الْاَهْوَال؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى هَذِهِ السَّمَوَاتِ الْمُحْكَمَة؟ وَانْظُرْ اِلَى هَذِهِ الْكَوَاكِبِ الْمُتَنَاثِرَة؟ وَانْظُرْ اِلَى هَذِهِ النُّجُومِ الْمُتَلَاْلِئَة؟ مَاذَا سَيَحْدُثُ لَهَا عَلَى الرَّغْمِ مِنْ قُوَّتِهَا وَاِحْكَامِهَا وَتَمَاسُكِهَا{اِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ؟ وَاِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ؟ وَاِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ؟ وَاِذَا الْعِشَارُ عُطّلَتْ؟ وَاِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ؟ وَاِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ؟ وَاِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ؟ وَاِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ؟ بِاَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ؟ وَاِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ؟ وَاِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ؟ وَاِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ؟ وَاِذَا الْجَنَّةُ اُزْلِفَتْ؟ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا اَحْضَرَتْ{اِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ؟ وَاِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ؟ وَاِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ؟ وَاِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ؟ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَاقَدَّمَتْ وَاَخَّرَتْ{ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَة(وَكَلِمَةُ وَاهِيَة بِمَعْنَى ضَعِيفَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَلَائِكَةِ الْعِظَامِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْش؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ يَصْعَدُونَ اِلَى السَّمَاءِ وَيَنْزِلُونَ اِلَى الْاَرْضِ بِسُرْعَةٍ تَفُوقُ سُرْعَةَ الضَّوْءِ وَتَفُوقُ سُرْعَةَ الصَّوْتِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ سُرْعَتِهِمُ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ بِاِذْنِ الله{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ اِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ اَلْفَ سَنَة(بِمَعنَى اَنَّ الْاِنْسَانَ مِنَّا لَوِ اسْتَطَاعَ اَنْ يَنْفُذَ مِنْ اَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ بِسُلْطَانٍ مِنَ اللهِ حَتَّى يَصِلَ اِلَيْهِ؟ فَاِنَّهُ يَحْتَاجُ اِلَى خَمْسِينَ اَلْفَ سَنَةٍ مِنَ الْمَسَافَةِ الزَّمَنِيَّةِ حَتَّى يَصِلَ اِلَيْهِ سُبْحَانَه؟ وَاَمَّا الْمَلَائِكَةُ فَاِنَّهُمْ يَصِلُونَ اِلَيْهِ بِسُرْعَةٍ تَفُوقُ سُرْعَةَ الْبَرْقِ وَالرَّعْدِ وَالصَّوْتِ وَالضَّوْءِ بِاِذْنِ اللهِ؟ كُلٌّ عَلَى حَسَبِ مَااَعْطَاهُ اللهُ لَهُ مِنْ هَذِهِ السُّرْعَةِ الْخَارِقَة؟ فَهُنَاكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَرِيع؟ وَهُنَاكَ مِنْهُمْ اَسْرَع؟ وَهُنَاكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَنْ لَايَمْلِكُ اِلَّا جَنَاحَيْن؟ وَهُنَاكَ مَنْ يَمْلِكُ ثَلَاثَةَ اَجْنِحَة؟ وَهُنَاكَ مَنْ يَمْلِكُ اَرْبَعَةً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْهُمْ{جَاعِلُ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً اُولِي اَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاع(بَلْ{يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَايَشَاء(وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ مِنَ الْقُدُرَاتِ الْخَارِقَةِ لِلْعَادَةِ لَهُمْ اَيْضاً كَالسُّرْعَةِ الَّتِي تَحَدَّثْنَا عَنْهَا؟ فَمَاذَا سَيَحْدُثُ لِهَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة{وَانْشَقّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَة؟ وَالْمَلَكُ عَلَى اَرْجَائِهَا{نَعَمْ اَخِي{وَالْمَلَك(وَكَلِمَةُ الْمَلَكِ هُنَا هِيَ مُفَرَد جَمْعُهُ مَلَائِكَة؟ فَلِمَاذَا قَالَ سُبْحَانَهُ{وَالْمَلَكُ عَلَى اَرْجَائِهَا(بِالْمُفْرَدِ؟ وَلَمْ يَقُلْ{وَالْمَلَائِكَةُ عَلَى اَرْجَائِهَا(بِالْجَمْع؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَللهُ سُبْحَانَهُ عَبَّرَ عَنْهُمْ بِصِيغَةِ الْمُفْرَدِ؟ لِاَنَّ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ الشَّدِيدَ جَمَعَهُمْ عَلَى صَعِيدٍ وَاحِدٍ؟ فَكَانُوا كَاَنَّهُمْ مَلَكٌ وَاحِدٌ؟ جَمَعَهُمْ خَوْفٌ شَدِيدٌ وَاحِد؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ خَوْفٌ مَلَائِكِيّ شَدِيد؟ فَاَيْنَ يَلْجَؤُون؟ نَعَمْ اَخِي فِي الْمَاضِي كَانُوا اِذَا حَصَلَتْ حُرُوبٌ وَاُمْطِرَتْ مَدِينَةٌ مِنَ الْمُدُنِ بِالْقَنَابِلِ وَالصَّوَارِيخِ؟ فَاِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَلْجَؤُونَ اِلَى الْمَلَاجِىءِ الْآمِنَة؟ وَاَمَّا فِي عَصْرِنَا؟ فَحَتَّى الْمَلَاجِىءُ فَاِنَّهَا تُدَكُّ دَكَّا؟ وَلَمْ يَعُدْ هُنَاكَ مَكَانٌ آمِنٌ؟ فَاَيْنَ يَذْهَبُ هَؤُلاَءِ الْمَلَائِكَة{وَالْمَلَكُ عَلَى اَرْجَائِهَا( نَعَمْ اَخِي يَذْهَبُونَ اِلَى اَطْرَافِ السَّمَاءِ هَارِبِينَ خَائِفِينَ مَذْعُورِين؟ وَاَمَّا عَرْشُ الرَّحْمَنِ؟ فَاِنَّنَا دَائِماً نَقُولُ جُزْءاً مِنْ آيَةٍ نَتْلُوهَا كَثِيراً دُبُرَ كُلِّ صَلَاة أيْ بَعْدَهَا؟ وَهِيَ آيَةُ الْكُرْسِيّ؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضَ[مَاالسَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَمَا فِيهِنَّ اِلَى جَانِبِ عَرْشِ الرَّحْمَنِ وَمُقَارَنَةً مَعَهُ؟ اِلَّا كَحَلْقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ مُلْقَاةٍ فِي صَحْرَاء( اَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لِاَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ الْعَرْش؟ اِنَّهَا الْكُرْسِيّ؟ اِذَا اَرَدْنَا قِيَاسَهَا وَمُقَارَنَتَهَا وَمُوَازَنَتَهَا مَعَ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ وَمَنْ فِيهَا مِنْ عُقَلَاءَ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَة{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ اِلَّا هُو(وَمَافِيهَا مِنْ غَيْرِ الْعُقَلَاءِ اَيْضاً؟ فَمَاذَا يُسَاوِي هَؤُلَاءِ جَمِيعاً اِلَى جَانِبِ الْعَرْشِ اَوِ الْكُرْسِيّ؟ نَعَمْ اَخِي؟ مَاهَؤُلَاءِ جَمِيعاً؟ اِلَّا كَحَلْقَةٍ صَغِيرَةٍ مِنْ حَدِيدٍ؟ اَخَذْتَهَا وَاَلْقَيْتَهَا فِي الصَّحْرَاءِ الْكَبِيرَةِ الْوَاسِعَة؟ فَمَا هُوَ هَذَا الْحَيِّزُ الَّذِي تَاْخُذُهُ هَذِهِ الْحَلْقَةُ الصَّغِيرَةُ مِنَ الْحَدِيد؟ اِنَّهُ حَيِّزٌ صَغِير؟ اِنَّهُ مَكَانٌ صَغِيرٌ جِدّاً؟ لَايُسَاوِي شَيْئاً اِلَى جَانِبِ الصَّحْرَاءِ الْكَبِيرَةِ الْوَاسِعَة؟ وَكَذَلِكَ اَخِي السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ فِيهَا وَمَا فِيهَا مِنْ هَذَا الْكَوْنِ اللَّامُتَنَاهِي؟ لَاتُسَاوِي بِالنِّسْبَةِ لِعَرْشِ الرَّحْمَنِ شَيْئاً اَبَداً؟ اِلَّا مَاتُسَاوِيهِ هَذِهِ الْحَلْقَةُ الصَّغِيرَةُ الْمُلْقَاةُ فِي فَلَاةٍ؟ مِنْ قِيمَةٍ صَغِيرَةٍ جِدّاً؟ فِي حَجْمِهَا الصَّغِيرِ جِدّاً؟ مَعَ حَجْمِ الصَّحْرَاءِ الْكَبِيرَةِ الْوَاسِعَةِ وَقِيمَتِهَا الْكَبِيرَةِ جِدّاً{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة(نَعَمْ اَخِي؟ ثَمَانِيَةٌ مِنَ الْمَلَائِكَة؟ جائز؟ وَرُبَّمَا ثَمَانِيَةٌ مِنْ طَبَقَاتٍ وَمُسْتَوَيَاتٍ مِنَ الْمَلَائِكَة؟ وَهَذَا جَائِزٌ اَيْضاً فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْاُمُورِ الْغَيْبِيَّة؟ وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي؟ فَخُذْهَا ثَمَانِيَة؟ وَانْتَهَى الْاَمْرُ؟ وَلَاتَدْخُلْ فِي التَّصَوُّرَاتِ وَالْمُخَيِّلَاتِ الْعِلْمِيَّةِ ذَاتِ الْاَوْهَامِ الْخَاطِئَةِ وَالتَّخْمِينِ الْوَاهِم؟ فَاِنَّ التَّخْمِينَ هُنَا يُذْهِبُ جَلَالَ هَذِهِ الْحَوَادِث؟ بَلِ اتْرُكْهَا هَكَذَا فِي جَلَالِ مَوْقِفِهَا عَلَى حَالِهَا كَمَا اَنْزَلَهَا الله{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَة(وَكُلُّهَا اَحْدَاثٌ مُخِيفَة؟ لَكِنَّ الْاَشَدَّ مِنْهَا هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَاتَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَة(نَعَمْ تُعْرَضُونَ وَكُلُّ شَيْءٍ هُنَاكَ مَكْشُوف؟ وَلَيْسَ هُنَاكَ مِنْ شَيْءٍ مَخْبُوء؟ وَالْقُرْآنُ يُفَسِّرُ بَعْضُهُ بَعْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْاَرْضُ غَيْرَ الْاَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ؟ وَبَرَزُوا لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار؟ وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْاَصْفَاد؟ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّار{نَعَمْ اَخِي{تُعْرَضُون(وَعَلَى مَنْ سَنُعْرَض؟ عَلَى اللهِ اَوّلاً اَخِي؟ نَعَمْ سَنُعْرَضُ عَلَى اللهِ؟ وَهُنَاكَ تَنْهَارُ اَثْوَابُ النِّفَاق؟ هُنَالِكَ يَتَعَرَّى الْاِنْسَانُ فِي ظَاهِرِهِ وَفِي بَاطِنِهِ اَيْضاً مَكْشُوفاً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ الَّذِي لَاتَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء؟ فَاَيْنَ الْعُرُوش؟ وَاَيْنَ الْكَرَاسِي؟ اَيْنَ كُرْسِيُّكَ يَابَشَّار؟ حِينَمَا تَصْرُخُ بِاَعْلَى صَوْتِك{يَاوَيْلَنَا اِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِين(اَيْنَ الْمَنَاصِبُ الَّتِي قَدْ يُرِيقُ النَّاسُ بِسَبَبِهَا مِيَاهَ وُجُوهِهِمْ؟ وَتُرَاقُ مِنْ اَجْلِهَا الدِّمَاء؟ اَيْنَ كُلُّ هَذِهِ الْعُرُوش؟ لَقَد تَّكَسَّرَتْ وَتَحَطَّمَتْ وَدَمَّرَهَا اللهُ فِي الْآخِرَةِ تَدْمِيراً كَمَا فِي الدُّنْيَا{دَمَّرْنَا مَاكَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَاكَانُوا يَعْرِشُون(وَلَمْ يَبْقَ اِلَّا عَرْشُ الرَّحْمَنِ صَامِداً بِقُوَّةِ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ شَدِيدِ الْعِقَاب{يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَايَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ؟ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْم؟ لِلهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار(فَمَاذَا سَتَنْفَعُكَ اُلُوهِيَّتُكَ الزَّائِفَةُ يَابَشَّار؟ هَلْ سَتَصْمُدُ اَمَامَ اُلُوهِيَّةِ الله؟ مَاذَا سَيَنْفَعُكَ جَبَرُوتُك؟ هَلْ سَيَصْمُدُ اَمَامَ جَبَرُوتِ الله؟ وَاَنْتَ لَاتُسَاوِي وَلَاحَتَّى هَبَاءَة مَنْثُورَة صَغِيَرة جِدّاً لَاتُرَى بِالْعَيْنِ الْمُجَرَّدَة اَمَامَ بَطْشِ اللهِ وَانْتِقَامِهِ وَجَبَرُوتِه{اَوَلَمْ يَرَوْا اَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ اَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّة} فَيَارَبَّنَا؟ هَذَا حَالُنَا؟ وَهَذَا حَالُ الظَّالِمِينَ مِنَّا وَمِنْ غَيْرِنَا؟ لَايَخْفَى عَلَيْك؟ اَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَاَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ؟ حَمْداً لِلهِ وَصَلَاةً وَسَلَاماً عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذًرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُمْ؟ اَمَّا بَعْدُ فَيَاَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَهُنَاكَ سُؤَالٌ يَقُولُ فِيهِ السَّائِل؟ دَخَلْتُ اِلَى الْمَسْجِدِ وَالْخَطِيبُ وَاقِفٌ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَة؟ وَوَقَفْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ؟ فَاَشَارَ اِلَيَّ اَحَدُهُمَا اَنْ صَلِّ قَبْلَ اَنْ تَقْعُد؟ وَاَمَّا الْآخَرُ فَقَالَ لِي اِجْلِسْ وَلَاتُصَلِّ؟ فَاَيُّهُمَا عَلَى صَوَاب؟ وَهَلْ تَجُوزُ الصَّلَاةُ عِنْدَ انْعِقَادِ اَحَدِ خُطْبَتَيِ الْجُمُعَةِ الْاُولَى اَوِ الثَّانِيَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك؟ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ قَال؟ دَخَلَ رَجُلٌ اِلَى الْمَسْجِدِ وَالرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ بِالنَّاس؟ فَجَلَسَ هَذَا الرَّجُلُ وَاسْمُهُ سُلَيْمُ الْغَطَفَانِي نِسْبَةً اِلَى قَبِيلَةِ غَطَفَان؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَهُ؟ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ اقْعُدْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ دَخَلَ هَذَا الرَّجُلُ الْمَسْجِدَ؟ وَالرَّسُولُ يَخْطُبُ بِالنَّاسِ؟ وَهُمُ الْمَوْجُودُونَ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ مِنَ الصَّحَابَةِ؟ فَجَلَسَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ؟ قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَنْ تَقْعُد؟ لَكِنْ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ؟ اَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ؟ وَالرَّسُولُ يَخْطُبُ فِي النَّاسِ؟ فَاَخَذَ هَذَا الرَّجُلُ يَتَخَطَّى الرِّقَابَ؟ فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ اِجْلِسْ وَلَاتُؤْذِ؟ فَمَاذَا نَفْهَمُ مِنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ اَخِي؟ طَبْعاً فِي الْحَدِيثِ الْاَوَّلِ قَالَ لَهُ صَلِّ رَكْعَتَيْن؟ وَاَمَّا فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ؟ فَلَمْ يَقُلْ لَهُ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ؟ وَاِنَّمَا قَالَ لَهُ اِجْلِسْ وَلَاتُؤْذِ؟ بِمَعْنَى لَاتُؤْذِ النَّاسَ بِتَخَطّيكَ رِقَابَهُمْ؟ فَاِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَجْلِسَ فِي الصَّفِّ الْاَوَّلِ مِنَ الصَّلَاةِ؟ فَتَعَالَ مُبَكِّراً اِلَى الْمَسْجِد؟ وَاَمَّا اَنْ تُؤْذِيَ النَّاسَ كَمَا يُقَالُ فِي الْعَرَبِيَّةِ بِتَخَطّيكَ وَفِي الْعَامِّيَّةِ بِقَحْصِكَ عَنْهُمْ؟ فَلَا اَسْمَحُ لَكَ بِذَلِكَ؟ اِلَّا اِذَا كَادَ الْعَطَشُ اَنْ يَقْتُلَكَ؟ وَلَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَصِلَ اِلَى مَكَانِ الْمَاءِ اَوْ قَضَاءِ الْحَاجَةِ اِلَّا بِتَخَطّيكَ رِقَابَ النَّاسِ؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اَسْمَحُ لَك؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى مُجَرَّدِ اَذىً مِنَ الْقَحْصِ وَالتَّخَطّي؟ فَاِنَّهُ مَهْمَا كَانَ بَسِيطاً فِي نَظَرِ النَّاسِ؟ فَاِنَّهُ يُعْتَبَرُ عَظِيماً عِنْدَ اللهِ؟ وَلَاسِيَّمَا اِذَا حَدَثَ ذَلِكَ فِي بَيْتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَاْتِي اِلَى الْمَسْجِدِ؟ حَامِلاً مَعَهُ مِنْ كُوكْتِيلِ الرَّوَائِحِ الْخَبِيثَةِ؟ مِنَ الثُّومِ وَالْبَصَلِ وَالتَّدْخِينِ وَالْعَرَقِ وَالْجَوَارِبِ وَالثّيَابِ وَالْبَدْلَةِ الَّتِي تَفُوحُ مِنْهَا الرَّوَائِحُ الْكَرِيهَةُ؟ بِحُجَّةِ اَنَّ بَدْلَةَ الْعَمَلِ هِيَ بَدْلَةُ شَرَف؟ وَمَتَى كَانَ لِلشَّرَفِ رَائِحَةُ خَبِيثَة كَرِيهَةٌ غَيْرُ طَيِّبَة؟ نَعَمْ اَخِي؟ هَذَانِ الْحَدِيثَانِ الْوَارِدَانِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِي وَمُسْلِم؟ هُمَا حَدِيثَانِ صَحِيحَانِ يُنَاقِضَانِ بَعْضَهُمَا فِي الظَّاهِرِ؟ فَمَا هِيَ قِصَّتُهُمَا؟ وَكَيْفَ اسْتَطَاعَ الْعُلَمَاءُ شَرْحَ لُغْزِهِمَا الْمُحَيِّرِ وَالتَّوْفِيقَ بَيْنَهُمَا؟ وَمَا هُوَ رَاْيُ الْفُقَهَاءِ مِنْ اَتْبَاعِ التَّابِعِينَ رَحِمَهُمُ اللهُ فِيهِمَا؟ ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ؟ اَنَّ مَنْ دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ اِلَى الْجَامِعِ وَالْاِمَامُ يَخْطُبُ؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يَجْلِسَ وَلَايُصَلّي شَيْئاً؟ وَذَهَبَ الْحَنَابِلَةُ وَالشَّافِعِيَّةُ؟ عَلَى اَنَّهُ يُسَنُّ لَهُ اَنْ يُصَلّيَ رَكْعَتَيْ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ قَبْلَ اَنْ يَجْلِس؟ وَنَقُولُ لِلشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَة؟ مَاهُوَ الدَّلِيلُ عَلَى مَاقُلْتُمْ مِنْ مَشْرُوعِيَّةِ سُنَّةِ رَكْعَتَيْ تَحِيَّةِ الْمَسْجِد؟ قَالُوا؟ دَلِيلُنَا اَوِ اسْتِدْلَالُنَا جَاءَ مِنَ الْحَدِيثِ الْاَوَّلِ الَّذِي قَالَ فِيهِ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِلرَّجُلِ قَبْلَ اَنْ تَقْعُدَ عَلَيْكَ اَنْ تُصَلّيَ رَكْعَتَيْن؟ وَنَقُولُ لِلْمَالِكِيَّةِ وَالْحَنَفِيَّة؟ وَمَاهُوَ الدَّلِيلُ عَلَى مَاقُلْتُمْ مِنْ قُعُودِ الرَّجُلِ اَوِ الْمَرْاَةِ مِنْ دُونِ اَنْ يُصَلّيَا شَيْئاً؟ قَالُوا؟ دَلِيلُنَا جَاءَ مِنْ الْحَدِيثِ الْآخَر؟ قَالُوا؟ اِنَّ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لَمْ يَقُلْ لِهَذَا الَّذِي كَادَ اَنْ يَتَخَطّى الرِّقَابَ؟ صَلِّ رَكْعَتَيْن؟ وَاِنَّمَا قَالَ لَهُ اِجْلِسْ وَلَاتُؤْذِ النَّاس؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ كِلَاهُمَا حَدِيثَانِ صَحِيحَان؟ لَكِنْ اَقُولُ لِلْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّة؟ مَارَاْيُكُمْ فِي الْحَدِيثِ الْاَوَّلِ الَّذِي لَايُوَافِقُكُمْ عَلَى رَاْيِكُمْ؟ وَالَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ لِلرَّجُلِ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَنْ تَقْعُد؟ قَالُوا؟ هَذَا حُكْمٌ خُصُوصِيٌّ وَخَاصٌّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ اَرَادَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ اَنْ يُصَلّيَ رَكْعَتَيْنِ؟ لِاَنَّهُ كَانَ رَثَّ الثّيَابِ فَقِيرَ الْحَال؟ فَحِينَمَا يَنْظُرُ اَكْثَرُ النَّاسِ الْمَوْجُودِينَ فِي الْجَامِعِ اِلَى ثِيَابِهِ الْمُرَقَّعَةِ الْمُهْتَرِئَةِ بِوُضُوحٍ وَهُوَ وَاقِفٌ يُصَلّي؟ فَاِنَّهُمْ رُبَّمَا يَرْثُونَ لِحَالِهِ فَيَتَصَدَّقُونَ عَلَيْه؟ وَنَقُولُ لِلْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّة؟ مَاالَّذِي يَجْعَلُنَا نَقْبَلُ بِهَذَا التَّاْوِيلِ الْبَعِيدِ لِكَلَامِ رَسُولِ الله؟هَلْ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَرَى النَّاسُ فَقْرَ هَذَا الرَّجُلِ وَتَتَحَرَّكَ نَخْوَتُهُمُ الْاِيمَانِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ مِنْ اَجْلِ الصَّدَقَةِ عَلَيْهِ يَاْمُرُهُ الرَّسُولُ بِصَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ؟ مَعْنَى هَذَا اَنَّهُ يُسْتَحَبُّ لِكُلِّ فَقِيرٍ اَنْ يُصَلّيَ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ؟ وَقَدْ يَنْشَغِلُونَ بِالصَّدَقَةِ وَالنَّخْوَةِ عَمَّا يَقُولُهُ خَطِيبُ الْجُمُعَةِ مِنْ دُرُوسِ الْعِلْمِ؟ وَهَذَا يُخَالِفُ مَاذَهَبْتُمْ اِلَيْهِ فِي فِقْهِكُمْ وَكُتُبِكُمْ مِنْ تَحْرِيمِ اللَّغْوِ وَالِانْشِغَالِ عَمَّا يَقُولُهُ الْخَطِيبُ مِنْ دُرُوسِ الْعِلْمِ؟ قَالُوا؟ لَاحُجَّةَ لَكِ عَلَيْنَا اَيَّتُهَا الْاُخْتُ آلَاء؟ وَاِنَّمَا الْحُجَّةً لَنَا؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى اَمَرَ بِالصَّدَقَةِ وَالزَّكَاةِ دَاخِلَ الْمَسْجِدِ؟ وَقَرَنَهَا مُجْتَمِعَةً مَعَ ذِكْرِ اللهِ وَهُوَ دُرُوسُ الْعِلْمِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ؟ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ؟ رِجَالٌ لَاتُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَابَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَاِقَامِ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاةِ؟ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْاَبْصَار؟ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ اَحْسَنَ مَاعَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِه(وَنَقُولُ لِاَصْحَابِ الْمَقَاهِي وَالْمَحَلَّاتِ التِّجَارِيَّةِ الَّذِينَ يُغْلِقُونَهَا عِنْدَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ وَخُطْبَتَيْهَا وَيُؤَدُّونَ زَكَاةَ اَمْوَالِهِمْ فِي الْمَسْجِدِ احْتِرَاماً لِشَعَائِرِ اللهِ وَتَعْظِيماً لَهُ سُبْحَانَهُ بِتَعْظِيمِهَا؟ هَنِيئاً لَكُمْ بِهَذِهِ الآيَةِ وَمَابَعْدَهَا مِنْ رِزْقِ اللهِ وَلَوْ كَانَ مَحْدُوداً؟ وَلَكِنَّ بَرَكَتَهُ لَامَحْدُودَة؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب(بِمَعْنَى اَنَّهُ سَيَاْتِيكُمْ رِزْقٌ رُبَّمَا يَكُونُ مَحْدُوداً فِي الدُّنْيَا؟ وَلَكِنَّهُ لَامَحْدُودُ الْبَرَكَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ وَبِغَيْرِ حِسَابٍ اَيْضاً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي حُسْبَانِكُمْ؟ وَلَمْ يَكُنْ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكُمْ؟ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَااُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ اَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون(نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهُ رِزْقٌ مُعْجِزٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ؟ لَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَر؟ وَلَاعَيْنٌ رَاَتْهُ؟ وَلَا اُذُنٌ سَمِعَتْ به؟ وَنَقُولُ لِلشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَة؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي الْحَدِيثِ الثَّاِني الَّذِي يُخَالِفُ مَا ذَهَبْتُمْ اِلَيْهِ مِنْ اسْتِحْبَابِ صَلَاةِ سُنَّةِ رَكْعَتَيْ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ؟ حِينَمَا اَمَرَ الرَّسُولُ الرَّجُلَ اَنْ يَجْلِسَ وَلَايُؤْذِي النَّاس؟ قَالُوا؟ لَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ؟ وَلَيْسَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ دَلِيلٌ؟ عَلَى اَنَّهُ لَمْ يُصَلِّ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ؟ فَرُبَّمَا صَلَّى تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ؟ ثُمَّ بَعْدَ اَنِ انْتَهَى مِنْ صَلَاتِهَا؟ اَخَذَ يَتَخَطَّى الرِّقَابَ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ مَاقَال؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَقَرَّهُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ صَلَّاهُمَا فَقَطْ؟ وَنَهَاهُ عَنِ الزِّيَادَةِ عَلَيْهِمَا؟ بِمَعْنَى نَهَاهُ عَنْ صَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ غَيْرِهِمَا اَرَادَ اَنْ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ لِيُصَلّيَهُمَا فِي مَكَانٍ آخَرَ حَتَّى تَشْهَدَ لَهُ كَثْرَةُ الْاَمْكِنَةِ الَّتِي كَانَ يُصَلّي فِيهَا فِي الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ عِنْدَ الله؟ فَنَهَاهُ الرَّسُولُ عَنْ تِلْكَ الزِّيَادَةِ حَتَّى لَايُؤْذِيَ النَّاسَ؟ وَقَدْ يَنْشَغِلُونَ جَمِيعاً بِصَلَاةِ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ وَكَثْرَةِ تَغْيِيرِ اَمْكِنَتِهِمْ وَحَرَكَاتِهِمْ عَنْ الِاسْتِمَاعِ اِلَى خُطْبَةِ الْجُمُعَة؟ لِاَنَّ ذَلِكَ قَدْ يُحْدِثُ تَشْوِيشاً كَبِيراً فِي الْمَسْجِد؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ نَهَى عَنِ التَّشْوِيشِ وَلَوْ بِكَلِمَةِ صَهْ بِمَعْنَى اُسْكُتْ اَوْ اَنْصِتْ؟ فَمَنْ قَالَهَا لِغَيْرِهِ وَالْاِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَى؟ وَمَنْ لَغَى فَلَا جُمُعَةَ لَهُ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ وَسُبْحَانَ الله؟ فَاِنَّ اللهَ يَتَسَامَحُ مَعَكَ اَخِي بِاللَّغْوِ فِي اَيْمَانِكَ اِذَا اَقْسَمْتَ بِهِ قَسَماً خَاطِئاً غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ لِلْكَذِبِ وَلَايُؤَاخِذُكَ؟ وَلَكِنَّهُ لَايَتَسَامَحُ مَعَكَ بِاللَّغْوِ عِنْدَ اسْتِمَاعِكَ اِلَى دُرُوسِ الْعِلْمِ وَمِنْهَا خُطْبَتَا الْجُمُعَة وَلَوْ كَانَ لَغْواً بِالْكَلَامِ؟ وَلَوْ كَانَ لَغْواً بِالْحَرَكَة؟ فَمَنْ قَلَّبَ الْحَصَى وَالْخَطِيبُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَا؟ وَمَنْ لَعِبَ بِالسُّبْحَةِ فَقَدْ لَغَا وَلَوْ سَبَّحَ بِهَا؟ وَلَوْ سَبَّحَ بِاَصَابِعِهِ؟ فَلَايَجُوزُ اَنْ يُشْغِلَهُ شَيْءٌ اَبَداً عَنْ فَهْمِ خُطْبَةِ الْجُمُعَة؟ وَمَنْ شَبَّكَ بَيْنَ اَصَابِعِهِ فَقَدْ لَغَى؟ لِاَنَّ التَّشْبِيكَ مِنَ الشَّيْطَان؟ وَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ لِغَيْرِ عُذْرٍ فَقَدْ لَغَى وَلَوْ عَادَ اِلَيْهِ؟ وَمَنْ لَغَى فَلَاجُمُعَةَ لَهُ؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلَكِنَّهُ اَيْضاً سُبْحَانَه لَايَتَسَامَحُ مَعَكَ بِاللَّغْوِ فِيمَا يُسَمَّى بِاللَّهْوِ وَالْعَبَثِ وَقَتْلِ الْوَقْتِ بِدُونِ فَائِدَةٍ لِلْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِين؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عِبَادَ الرَّحْمَن{اِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامَا{وَاِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ اَعْرَضُوا عَنْهُ؟ وَقَالُوا لَنَا اَعْمَالُنَا وَلَكُمْ اَعْمَالُكُمْ؟ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَانَبْتَغِي الْجَاهِلِين(وَهُوَ سَلَامُ الْمُفَارَقَةِ وَالْوَدَاعِ لِاَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْعَابِثِينَ؟ اِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَائِدَة مَرْجُوَّة مِنَ الْحَدِيثِ مَعَهُمْ مِنْ اَجْلِ هِدَايَتِهِمْ؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى دَهَاءِ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ وَالْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَذَكَائِهِمْ وَقُوَّةِ حِيلَتِهِمْ وَاجْتِهَادِهِمْ وَاِقْنَاعِهِمْ لِمَنْ يَدْرُسُ فِقْهَهُمْ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ اِلَى دَرَجَةٍ لَاتُمَكِّنُكَ اَخِي اَبَداً مِنِ اسْتِبْعَادِ رَاْيِهِمْ؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ هَذِهِ كُلُّهَا تَاْوِيلَاتٌ؟ مِنْهَا تَاْوِيلٌ ضَعِيفٌ كَمَا هُوَ تَاْوِيلُ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ؟ وَمِنْهَا تَاْوِيلٌ قَوِيٌّ كَمَا هُوَ تَاْوِيلُ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنْبَلِيَّة؟ وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي؟ فَاِنَّكَ اِنْسَانٌ يَنْبَغِي عَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ مُقَلّداً؟ فَاِنْ شِئْتَ فَقَلّدْ مَذْهَبَ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ بِاَنْ تَجْلِسَ وَلَاتُصَلّي؟ وَاِنْ شِئْتَ قَلَّدْتَّ مَذْهَبَ الشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ فَتُصَلّي رَكْعَتَيْن؟ وَاَمَّا اَنْتَ اَخِي خَطِيبُ الْجُمُعَة؟ فَاِذَا دَخَلَ اِنْسَانٌ وَجَلَسَ؟ فَلَا تَقُلْ لَهُ قُمْ وَصَلِّ؟ فَاِذَا صَلَّى؟ فَلَا تَقُلْ لَهُ اِجْلِسْ وَلَاتُصَلِّ؟ لِاَنَّكَ اَخِي الْخَطِيبُ؟ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ الْاَمْرَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مُخْتَلَفاً فِيهِ؟ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لِكُلٍّ دَلِيلُهُ وَحُجَّتُهُ؟ مَاسَكَتْنَا عَلَى اِنْسَانٍ صَلَّى اَوْ لَمْ يُصَلِّ؟ بَلْ نَتَّبِعُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْعُلَمَاء؟ فَاِذَا احْتَجَّ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ عَلَى الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ بِاَنَّ وَجْهَ اسْتِدْلَالِهِمْ ضَعِيفٌ فِيمَا ذَهَبُوا اِلَيْهِ مِنَ الْجُلُوسِ وَعَدَمِ صَلَاةِ الرَّكْعَتَيْنِ؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ؟ اِنَّ الْقَاضِي اِذَا اجْتَهَدَ فَحَصَلَ مِنِ اجْتِهَادِهِ عَلَى وَجْهِ اسْتِدْلَالٍ ضَعِيفٍ جِدّاً فِي بَرَاءَةِ الْمُتَّهَمِ؟ فَاِنَّهُ يَكُونُ لِمَصْلَحَةِ الْمُتَّهَمِ وَلَوْ كَانَ ضَعِيفاً؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يُمْكِنُ اعْتِمَادُ هَذَا الِاسْتِدْلَالِ الضَّعِيفِ وَالِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ اَيْضاً مِنْ اَجْلِ اِطْلَاقِ سَرَاحِ الْمُتَّهَمِ وَلَوْ كَانَ مُتَّهَماً بِجَرِيمَةِ قَتْلٍ؟ وَلَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ اَكْثَرُ الْاَدِلَّةِ الَّتِي تُدِينُه؟ وَبِالتَّالِي يُمْكِنُ اعْتِمَادُ اَدِلَّةِ الْحَنَفِيَّةِ وَالْمَالِكِيَّةِ وَلَوْ كَانَتْ بِاسْتِدْلَالِهَا ضَعِيفَة؟ فَاِذَا احْتَجَّ الشَّافِعِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ بِاَنَّهَا مَسْاَلَةُ حَيَاةٍ اَوْ مَوْتٍ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُتَّهَمِ؟ فَاِنَّنَا اَيْضاً نَحْتَجُّ عَلَيْهِمْ بِاَنَّهَا مَسْاَلَةُ حَيَاةٍ اَوْ مَوْتٍ فِكْرِيٍّ وَاسْتِدْلَالِيٍّ وفِقْهِيٍّ لِتُرَاثِ الْفُقَهَاءِ الاَرْبَعَةِ؟ لِاَنَّهُمْ وَرَثَةُ الْاَنْبِيَاءِ؟ وَلِاَنَّهُمْ اَتْبَاعُ التَّابِعِينَ الْاَقْرَبُ اِلَى رَسُولِ اللهِ مِمَّنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلهِ وَالرَّسُولِ اِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ[وَالْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَاَحَبُّ اِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيف؟ لَكِنْ فِي كُلِّ مِنْهُمَا خَيْر( اَوْ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟وَكَمْ مِنْ حَامِلِ فِقْهٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ وَالصَّحَابَةِ اِلَى التَّابِعِينَ؟ اِلَى مَنْ هُمْ اَفْقَهُ مِنَ التَّابِعِينَ؟ وَهُمْ هَؤُلَاءِ اَتْبَاعُ التَّابِعِينَ مِنْ اَصْحَابِ الْمَذَاهِبِ الْاَرْبَعَة؟ وَذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاء؟ لَكِنْ اَخِي؟ وَانْتَبِهْ لِمَا سَاَقُولُهُ جَيِّداً؟ فِي اَنَّ الَّذِي لَايَجُوزُ شَرْعاً؟ وَيُكْرَهُ كَرَاهَةً تَحْرِيمِيَّة؟ اَنْ يَاْتِيَ اِنْسَانٌ مَا اِلَى الْمَسْجِدِ وَيَجْلِسَ مِنْ دُونِ صَلَاة؟ ثُمَّ اِذَا انْتَهَى خَطِيبُ الْجُمُعَةِ مِنَ الْخُطْبَةِ الْاُولَى؟ قَامَ هَذَا الْاِنْسَانُ وَاَخَذَ يَنْقُرُ نَقْرَ الدِّيكِ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُصَلّيَ مَافَاتَهُ مِنَ السُّنَّةِ مِنْ رَكْعَتَيْ تَحِيَّةِ الْمَسْجِد؟ فَهُنَا لَاتَجُوزُ تِلْكَ الصَّلَاةُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَال؟ وَلِذَلِكَ اِذَا رَاَيْتَ اَخِي خَطِيبَ الْجُمُعَةِ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَقُولَ لَهُ اِجْلِسْ وَلَاتُصَلِّ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْن؟ فَمَا دُمْتَ قَدْ حَضَرْتَ الْخُطْبَةَ الْاُولَى وَاسْتَمَعْتَ اِلَيْهَا قَاعِداً مِنْ دُونِ صَلَاةٍ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَقْعُدَ مِنْ دُونِ صَلَاةٍ اَيْضاً اِذَا حَضَرْتَ الْخُطْبَةَ الثَّانِيَةَ وَاسْتَمَعْتَ اِلَيْهَا؟ لِاَنَّ حُكْمَ الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ كَحُكْمِ الْخُطْبَةِ الْاُولَى فِي الْقُعُودِ الْمُلَازِمِ لَهُمَا؟ وَهَذَا لَايَنْطَبِقُ عَلَى الصَّلَاة؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي اِذَا صَلَّيْتَ فِي الْخُطْبَةِ الْاُولَى؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَقُومَ مِنْ جَدِيدٍ لِتُصَلّيَ فِي الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ اَوْ بَيْنَ الْخُطْبَتَيْن؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ دَخَلْتُ اِلَى الْمَسْجِدِ؟ ثُمَّ بَدَا لِي اَنْ اَقْعُدَ مِنْ دُونِ صَلَاة؟ ثُمَّ بَدَا لِي اَنْ اَقُومَ وَاُصَلّي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِذَا قَعَدْتَّ؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تُصَلّيَ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ؟ اِلَّا اِذَا كُنْتَ نَاسِياً؟ لِاَنَّ تَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ تَزُولُ بِالْقُعُودِ لِغَيْرِ النَّاسِي؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ اَخِي اِذَا دَخَلْتَ اِلَى الْمَسْجِدِ وَجَلَسْتَ وَلَمْ تُصَلِّ؟ فَقَدِ انْتَهَى الْاَمْرُ؟ وَلَايَجُوزُ لَكَ الْقِيَامُ اِلَى الصَّلَاةِ؟ اِلَّا اِذَا نَسِيتَ اَنْ تُصَلّيَ قَبْلَ اَنْ تَجْلِسَ؟ فَهُنَا يَجُوزُ لَكَ الْقِيَامُ اِلَى الصَّلَاةِ؟ وَلَايَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تُصَلّيَ اَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَالْخَطِيبُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاء؟ وَلَا اَعْلَمُ فِي ذَلِكَ مُخَالِفاً مِنْهُمْ؟ وَيُسْتَدَلُّ مِنْ هَذَيْنِ الْحَدِيثَيْنِ؟ اَنَّ الْخَطِيبَ اِذَا رَاَى شَيْئاً يُخَالِفُ الشَّرْعَ اَوْ اَخْطَاَ بَعْضُ الْمُصَلّين؟ فَالْوَاجِبُ عَلَى الْخَطِيبِ هُنَا مَاذَا يَفْعَلُ اَخِي؟ طَبْعاً لَابُدَّ مِنَ التَّنْبِيه؟ بِمَعْنَى اَنْ يُنَبِّهَ عَلَى ذَلِك؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ تُرِيدِينَ مِنْ خَطِيبِ الْجُمُعَةِ اَنْ يُخْجِلَ هَذَا الْاِنْسَانَ وَيُحْرِجَهُ بِالنَّصِيحَةِ اَمَامَ النَّاس؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ تُخْجِلُهُ اَوْ لَاتُخْجِلُهُ اَمَامَ النَّاس؟ فَهَذَا لَيْسَ مَحَلَّ الْخَجَلِ وَلَامَوْضِعَه؟ لِاَنَّ الْوَقْتَ لَيْسَ فِيهِ مُتَّسَعٌ لِلِاسْتِدْرَاك؟ بِمَعْنَى اَنَّ خَطِيبَ الْجُمُعَةِ لَايَسْتَطِيعُ تَاْجِيلَ النَّصِيحَةِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّ الْمُصَلّي سَيَرْتَكِبُ الْمُخَالَفَةَ؟ فَهَلْ عَلَى خَطِيبِ الْجُمُعَةِ اَنْ يَنْتَظِرَهُ حَتَّى يَرْتَكِبَ الْمُخَالَفَةَ مِنْ اَجْلِ اَلَّا يُزْعِجَ خَاطِرَهُ اَمَامَ النَّاس ثُمَّ يَنْصَحَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى انْفِرَاد؟ هَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِل؟ هَلْ اَقُولُ فِي نَفْسِي وَاَنَا اَرَى اِنْسَاناً مَا يَكَادُ يَهْوِي فِي حُفْرَة؟ لَنْ اُنَبِّهَهُ؟ وَلَنْ اُحَذّرَهُ؟ حَتَّى لَااَجْرَحَ مَشَاعِرَهُ اَمَامَ النَّاسِ فِي الشَّارِعِ؟ بَلْ سَوْفَ اَتْرُكُهُ حَتَّى يَقَعَ فِي الْحُفْرَةِ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْصَحُهُ وَاَنَبِّهُه؟ هَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ اَيْضاً؟ لِمَاذَا يَا بَشَّار؟ لِمَاذَا يَاسِيسِي؟ لِمَاذَا يَامَالِكِي؟ لِمَاذَا يَاحَسَنْ نَصْرَ الله؟ لِمَاذَا يَازُعَمَاءَ الْعَالَم؟ لِمَاذَا اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَمَازِلْتُ اُكَرِّرُهَا فِي اَكْثَرِ مِنْ مُشَارَكَةِ؟ لِمَاذَا الْاُمُورُ الدِّينِيَّةُ وَنَصَائِحُهَا وَمَوَاعِظُهَا وَاَخْذُ الْعِبْرَةِ مِنْهَا؟ لِمَاذَا هِيَ ثَقِيلَةٌ عَلَى النُّفُوس؟ لِمَاذَا تَتَحَمَّلُ الطَّبِيبَ اَخِي مَهْمَا قَسَا عَلَيْكَ فِي الْكَلَامِ مِنْ اَجْلِ صِحَّةِ جَسَدِكَ الَّذِي سَيَاْكُلُهُ الدُّودُ فِي الْقَبْرِ؟ لِمَاذَا لا تَتَحَمَّلُ مِنْ خَطِيبِ الْجُمُعَةِ كَلِمَةً وَاحِدَةً مِنْ اَجْلِ صِحَّةِ دِينِكَ وَاِيمَانِكَ وَعَقِيدَتِكَ وَاِسْلَامِكَ وَاَخْلَاقِك؟ لِمَاذَا تَتَحَمَّلُ الطَّبِيبَ مَهْمَا قَسَا عَلَيْكَ فِي الْكَلَام؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي تَدْفَعُ لَهُ أيَّ شَيْءٍ يَطْلُبُهُ مِنْ اَمْوَالِك؟ لِمَاذَا لَاتَتَحَمَّلُ خَطِيبَ الْجُمُعَةِ الَّذِي يُعْطِيكَ مِنْ تَعَبِهِ وَمَجْهُودِهِ وَعِلْمِهِ بِالْمَجَّان؟لِمَاذَا وَهُوَ لَايَطْلُبُ مِنْكَ شَيْئاً مِنْ اَمْوَالِكَ لِنَفْسِهِ وَلِخَاصَّتِهِ وَلَايَصِلُ اِلَى جَيْبِهِ مِنْهَا لَيْرَةٌ وَاحِدَة؟ بِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي؟ حِينَمَا يُصْلِحُ لَكَ اَخْطَاءَكَ وَيُصَوِّبُهَا؟ اَوْ يُنَبِّهُكَ قَبْلَ اَنْ تَقَعَ فِيهَا؟ اَلَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ اَنْ تَتَحَمَّلَ خَطِيبَ الْجُمُعَةِ كَمَا هُوَ يَتَحَمَّلُكَ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ اَنَّكَ اَخِي تَرَى خَطِيبَ الْجُمُعَةِ اَحْيَاناً يُخْطِىءُ فِي الْقِرَاءَةِ وَهُوَ فِي الصَّلَاةِ؟ فَاِذَا بِكَ اَخِي تَرُدُّهُ عَنْ خَطَئِهِ عَلَناً اَمَامَ النَّاسِ فِي الصَّلَاة؟ اَوْ يَرُدُّهُ النَّاس؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّهُ يَشْكُرُكَ وَيَشْكُرُهُمْ؟ وَيَتَحَمَّلُكَ وَيَتَحَمَّلُهُمْ؟ لِمَاذَا لَايَجِدُ فِي نَفْسِهِ عَلَيْك؟ لِمَاذَا لَايَقُولُ لَكَ لَقَدْ اَخْجَلْتَنِي وَاَحْرَجْتَنِي اَمَامَ النَّاس؟ ثُمَّ تَرَاهُ اَحْيَاناً يُخْطِىءُ فِي عَدَدِ الرَّكَعَاتِ؟ فَاِذَا بِكَ اَخِي اَوْ بِالنَّاسِ يُنَبِّهُونَهُ اِلَى ذَلِكَ بِكَلِمَةِ سُبْحَانَ الله؟ فَاِذَا بِهِ يَتَحَمَّلُكَ وَلَايَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنْ كَلَامِكَ مَايَجْعَلُهُ ثَقِيلاً عَلَيْه؟ فَاِذَا كَانَ خَطِيبُ الْجُمُعَةِ يَتَحَمَّلُكَ اَخِي وَهُوَ قَائِدُكَ فِي الصَّلَاة؟ فَلِمَاذَا لَاتَتَحَمَّلُهُ اَنْتَ اَيْضاً اَخِي خَارِجَ الصَّلَاة؟ لِمَاذَا لَاتَجِدُ فِي نَفْسِكَ مِنْ كَلَامِهِ مَالَايَجْعَلُهُ ثَقِيلاً عَلَيْك؟ وَكَلِمَةُ سُبْحَانَ اللهِ هَذِهِ اَخِي لَهَا مَعْنَى؟ فَاِنَّكَ لَاتَقُولُ لَهُ اَللهُ اَكْبَر؟ وَاِنَّمَا تَقُولُ لَهُ سُبْحَانَ الله؟ وَكَاَنَّكَ اَخِي تَقُولُ لَهُ اَنْتَ مَعْذُورٌ لِاَنَّكَ اِنْسَان؟ وَاَمَّا الْمُنَزَّهُ عَنِ الْخَطَاِ فَهُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عَلَيْنَا اَنْ نَتَعَلَّمَ الذَّوْقِيَّاتِ مِنَ الْعِبَادَةِ؟ لِاَنَّ الْعِبَادَةَ اِذَا لَمْ تَقْتَرِنْ بِالذَّوْقِيَّاتِ؟ فَاِنَّهَا لَاتُؤْتِي ثَمَرَتَهَا؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الصَّوْمَ يَجِبُ اَنْ يَقْتَرِنَ بِالذَّوْقِيَّاتِ اَيْضاً؟ لِاَنَّ الْاُسْرَةَ الَّتِي تَتَخَاصَمُ عِنْدَ طَعَامِ الْاِفْطَارِ؟ عَلَيْهَا اَنْ تَكُونَ وَاثِقَةً تَمَاماً؟ اَنَّ الشَّيْطَانَ مَعَهَا؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّ مِنْ آدَابِ الصَّوْمِ اَيْضاً؟ اَنْ يَاْتِيَ رَبُّ الْبَيْتِ اِلَى بَيْتِهِ قَبْلَ الْغُرُوب؟ وَلَايَنْتَظِرْ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ وَحَضْرِة جَنَابُو لَمْ يَصِلْ اِلَى الْبَيْتِ بَعْد وَالْاُسْرَةُ تَنْتَظِرُه؟ وَاعْلَمْ اَخِي اَنَّ زَوْجَتَكَ وَاَوْلَادَكَ بِحَاجَةٍ اِلَى حُضُورِكَ وَتَوَاصُلِكَ مَعَهُمْ بِمَا هُوَ اَكْبَرُ بِكَثِيرٍ جِدّاً مِنْ حَاجَتِهِمْ اِلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْمَال؟ بَلْ لَايَهْنَاُ لَهُمْ طَعَامٌ وَلَاشَرَابٌ مِنْ دُونِك؟ وَاِذَا كَانَ هُنَاكَ جَوٌّ مُنَاسِبٌ اَخِي قَبْلَ الْاِفْطَار؟ فَافْتَحِ الرَّادْيُو اَوِ التِّلْفَاز؟ وَاسْتَمِعْ اِلَى آيَاتِ اللهِ وَهِيَ تُتْلَى؟ حَتَّى تَطْرُدَ شَيْطَانَ الْمُشَاحَنَةِ وَالْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ مِنْ بَيْتِك؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ؟ فَمَااَكْثَرَ مَحَطَّاتِ الرَّادْيُو وَالتِّلْفَازِ الَّتِي تُذِيعُ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ وَاَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ جَوٌّ مُنَاسِبٌ لِسَمَاعِ الْقُرْآن؟ وَاَمَّا اَنْ تَحْصَلَ الْخُصُومَةُ وَالسِّبَابُ وَالشَّتْمُ وَاللَّعْنُ وَاِيقَاعُ الطَّلَاقِ وَآيَاتُ اللهِ تُتْلَى مِنْ دُونِ خَوْفِ مَنْ يَسْمَعُهَا وَلَاخَجَلِهِ وَلَاحَيَائِهِ مِنَ الله؟ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ اَلِيم؟ وَكَمْ نَتَاَلَّمُ فِي رَمَضَانَ اَلَماً شَدِيداً وَنَحْنُ نُسْتَفْتَى فِي مَسَائِلِ الطَّلَاقِ خَاصَّةً؟ اَلُو نَعَمْ؟ اَيَّتُهَا الْاُخْتُ آلَاء؟ زَوْجِي طَلَّقَنِي قَبْلَ الْاِفْطَار؟ مَاهُوَ السَّبَبُ يَاابْنَتِي؟ اَلسَّبَبُ هُوَ اَنَّهُ كَانَ خَرْمَاناً عَلَى سِيجَارَة؟ ثُمَّ تَتَّصِلُ اُخْرَى فَاَقُولُ لَهَا؟ مَاهُوَ السَّبَب؟ فَتَقُولُ نَسِيتُ اَنْ اَشْتَرِيَ الْمِلْحَ؟ فَطَلَبْتُ مِنْهُ اَنْ يَشْتَرِيَ الْمِلْحَ مِنْ اَجْلِ الطَّعَامِ؟ خَوْفاً مِنْ اَنْ يَبْطِشَ بِي وَيُلْبِسَنِي الطَّعَامَ بِرَاْسِي كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الَّذِينَ مَاتَتْ هَيْبَةُ اللهِ وَالْخَوْفُ مِنْهُ فِي قُلُوبِهِمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد؟ اَنَّهُ مَااَكْثَرَ اللَّوَاتِي يَتَّصِلْنَ بِي وَيُكَلّمْنَنِي عَنِ الطَّلَاقِ وَمَايَسْبِقُهُ مِنَ السِّبَابِ وَالشَّتَائِمِ الَّتِي لَاتَسْتَثْنِي اَحَداً حَتَّى الله؟ فَاِنَّهُمْ يَقُومُونَ بِسَبِّهِ وَشَتْمِهِ وَلَعْنِهِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ وَلَايُوجَدُ مَنْ يُوقِفُ خَنَازِيرَ رَمَضَان هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةَ الْاَوْسَاخَ الْاَقْذَارَ عِنْدَ حَدِّهِمْ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ؟ اَنَّ صَوْمَ الْحَيَوَانِ وَالْخِنْزِيرِ؟ اَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ هَذَا الْوَغْدِ الْحَقِيرِ الَّذِي يَشْتُمُ الله؟ وَنَحْنُ لَانُحَرِّكُ سَاكِناً اَبَداً؟ وَكَاَنَّنَا رَاضُونَ بِهَذِهِ الْجَرِيمَةِ الشَّنِيعَةِ الَّتِي لَايُوجَدُ اَشْنَعُ وَاَقْذَرُ وَاَحْقَرُ مِنْهَا وَمِنْ صَاحِبِهَا فِي الْكَوْنِ كُلّه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي ثِقْ بِاللهِ؟ اَنّهُ اِذَا حَصَلَتْ خُصُومَةٌ وَلَوْ بَسِيطَةٌ عِنْدَ الْاِفْطَارِ؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَةِ لَيْسَتْ حَاضِرَةً عِنْدَكَ؟ وَاِنَّمَا الَّذِي يَحْضُرُ هُوَ الشَّيْطَان؟ وَلِذَلِكَ يُرْوَى اَنَّ رَجُلاً دَخَلَ مَجْلِسَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَكَانَ اَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَوْجُوداً فِيهِ فَشَتمَهُ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرَّجُلَ شَتَمَ اَبَا بَكْرٍ؟ وَاَبُو بَكْرٍ سَاكِت؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اغْتَاظَ اَبُو بَكْرٍ مِنْ هَذَا الشَّاتِمِ حِينَمَا شَتَمَهُ مَرَّةً اُخْرَى؟ فَرَدَّ عَلَيْهِ الشَّتِيمَةَ بِمِثْلَيْهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ الرَّجُلَ قَالَ لَهُ اَبُوك؟ فَقَالَ لَهُ اَبُو بَكْرٍ اَبُوكَ وَاَبُو اَبُوك؟ بِمَعْنَى اَنَّ اَبَا بَكْرٍ لَعَنَ اَبَاهُ وَجَدَّهُ؟ وَاَمَّا الشَّاتِمُ فَلَمْ يَلْعَنْ لَهُ اِلَّا اَبُوه؟ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ كَانَ الْمَلَكُ بَيْنَكُمَا؟ وَهُوَ مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَرِيباً مِنْكَ يَااَبَا بَكْرٍ؟ فَلَمَّا زِدْتَّ عَلَى شَتِيمَةِ صَاحِبِكَ؟ خَرَجَ مِنْ بَيْنِكُمَا؟ فَجَاءَ الشَّيْطَانُ مَسْرُوراً وَحَلَّ مَحَلَّه؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِالَّذِينَ يَجْلِسُونَ عَلَى مَوَائِدِ الْاِفْطَارِ؟ وَالْخِلَافَاتُ وَالذَّمُّ وَالْقَدْحُ وَالشَّتْمُ وَالصِّيَاحُ عَلَى اَشُدِّهِ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْاُمُور؟ فَاَيْنَ الْعِبَادَةُ الَّتِي تُرَقّقُ الطّبْعَ؟ وَتُهَدِّىءُ مِنَ النَّفْسِ؟ وَتُهَذّبُهَا؟ وَتَدْعُو اِلَى الْمُسَامَحَةِ؟ وَاِلَى الصَّفْحِ {وَاِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَارَيْبَ فِيهَا؟ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل(فَمَا دَامَتِ السَّاعَةُ آتِيَةٌ؟ وَمَا دُمْنَا سَنَمُوت؟ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ؟ حَتَّى يَصْفَحَ اللهُ عَنَّا جَمِيعاً؟ وَحَتَّى يَرْزُقَنَا اللهُ مَنْ يَصْفَحُ عَنَّا وَيَتَرَحَّمُ عَلَيْنَا بَعْدَ مَوْتِنَا؟ فَكَمَا اَنَّكَ اَخِي تُحِبُّ اَنْ يَصْفَحَ اللهُ عَنْكَ اِذَا اَخْطَاْتَ بِحَقّهِ؟ فَكَذَلِكَ اَخُوكَ اَيْضاً اِذَا اَخْطَاَ بِحَقّكَ؟ فَاِنَّهُ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَدْ يَنْدَمُ وَيَتَمَنَّى لَوْ اَنَّكَ تَصْفَحُ عَنْهُ؟ وَكَذَلِكَ زَوْجَتُكَ الْمِسْكِينَة؟ فَاِنَّهَا قَدْ تَنْدَمُ وَتَتَمَنَّى لَوْ اَنَّكَ تَصْفَحُ عَنْهَا عَلَى نِسْيَانِهَا الْمِلْحَ اَنْ تَضَعَهُ فِي طَعَامِك؟ فَقَدْ تَكُونُ الْمِسْكِينَةُ قَدْ تَعِبَتْ مِنَ الصَّوْمِ؟ وَقَدْ يُؤَثّرُ عَلَيْهَا الصَّوْمُ اِلَى دَرَجَةٍ تَجْعَلُهَا تَنْسَى نَفْسَهَا اَنَّهَا صَائِمَة؟ فَاِذَا بِهَا تَاْكُلُ وَتَشْرَبُ نَاسِيَةً لِصَوْمِهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ صَوْمَهَا صَحِيحٌ رَحْمَةً مِنَ اللهِ بِهَا؟ فَلِمَاذَا لَاتَرْحَمُهَا اَخِي اَنْتَ اَيْضاً؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ عَدُوَّةً لَكَ هِيَ وَاَوْلَادُهَا؟ فَلَا حُجَّةَ لَكَ اَخِي فِي تَرْكِ الصَّفْحِ؟ بَلِ الْعَفْوَ وَالصَّفْحَ وَالْمَغْفِرَةَ اَيْضاً جَمِيعَهَا مَطْلُوبَةٌ مِنْكَ؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِنَّ مِنْ اَزْوَاجِكُمْ وَاَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ؟ وَاِنْ تَعْفُوا؟ وَتَصْفَحُوا؟ وَتَغْفِرُوا{فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيل{وَكَلِمَةُ جَمِيل؟ بِمَعْنَى اَلَّا يَحْمِلَ قَلْبُكَ اَخِي عَلَيْهِ اَوْ عَلَيْهَا اَوْ عَلَى زَوْجِكِ اَوْ عَلَى اُخْتِكِ أيَّ ضَغِينَةٍ اَوْ حِقْدٍ اَوْ كَرَاهِيَةٍ اَوْ نِيَّةِ غَدْرٍ بِهِ بَعْدَ اَنْ تَصْفَحَ عَنْه{اَلَا تُحِبُّونَ اَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيم؟ وَاَخِيراً هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَنِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيه؟ هَلْ يَجُوزُ اَنْ آكُلَ مِنْ لًحْمٍ نَذَرْتُهُ لِلهِ صَدَقَةً عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي مَعَ الْاَسَفِ لَايَجُوزُ اَنْ تَاْكُلَ مِنْهُ اَبَداً اِلَّا فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ؟ وَهِيَ اَنْ تُدْخِلَ تَعْدِيلاً جَدِيداً فِي الْمَرَّةِ الْقَادِمَةِ عَلَى صِيغَةِ النَّذْرِ الَّذِي تَنْذُرُهُ بِقَوْلِكَ مَثَلاً؟ لِلهِ عَلَيَّ نَذْرٌ اَنْ اَذْبَحَ لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ ذَبِيحَةً اَتَصَدَّقُ بِلَحْمِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ عَلَى اَنْ آكُلَ رُبْعَهَا مَعَ اَهْلِ بَيْتِي اَوْ نِصْفَهَا اَوْ ثَلَاثَةَ اَرْبَاعِهَا اَوْ شَيْئاً مِنْ لَحْمِهَا وَاَتَصَدَّقَ بِالْبَاقِي؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَجُوزُ لَكَ اَنْ تَاْكُلَ مَااشْتَرَطْتَّ لِنَفْسِكَ وَاَهْلِ بَيْتِكَ عَلَى رَبِّكَ مِنْ هَذَا النَّذْرِ{فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئَا}قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ يَجُوزُ لِلْاِنْسَانِ اَنْ يَشْتَرِطَ عَلَى رَبِّه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِكَ مَثَلاً؟ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ؟ لَبَّيْكَ حَجّاً وَعُمْرَةً؟ وَاَشْتَرِطُ عَلَيْكَ رَبِّي اِنْ حَبَسَنِي حَابِسٌ؟ فَمَحَلّي حَيْثُ حَبَسَنِي؟ لَكِنْ يَشْتَرِطُ اللهُ عَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الْحَبْسِ اَخِي اِذَا مَنَعَتْكَ السُّلُطَاتُ السُّعُودِيَّةُ مِنْ اَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ خَوْفاً عَلَيْكَ اَخِي مِنْ عَدْوَى الْاَمْرَاضِ الْمَوْجُودَةِ عِنْدَهُمْ مَثَلاً اَنْ تَنْتَقِلَ اِلَيْكَ؟ فَاِنَّ اللهَ يَشْتَرِطُ عَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ تَذْبَحَ ذَبِيحَة؟ وَاَنْ تَقْضِيَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فِي السَّنَةِ الَّتِي يُيَسِّرُ اللهُ لَكَ الْقَضَاءَ فِيهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ اُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي(كَمَا اَنَّهُ يَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَشْتَرِطَ عَلَى رَبِّكَ اَنْ يُدْخِلَكَ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ وَفَضْلِهِ وَاِحْسَانِهِ لَابَعَدْلِهِ؟ وَاَنْ يُنْقِذَكَ مِنَ النَّارِ؟ وَالْمُؤْمِنُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ؟ وَاللهُ هُوَ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ سُبْحَانَهُ؟ وَكَلِمَةُ الْمُؤْمِنِ اِذَا كَانَتْ فِي حَقِّ اللهِ فَهِيَ بِمَعْنَى الصَّادِقِ الْمَعْبُودِ لَا الْعَابِد؟ وَلَكِنَّ اللهَ يَشْتَرِطُ عَلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ تَشْتَرِطَ لَهُ اَوّلاً لَاعَلَيْهِ وَتُعَاهِدَهُ عَلَى اَنْ تَعْبُدَهُ وَلَاتُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً؟ وَهُنَاكَ شَرْطٌ آخَرُ اَيْضاً وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ{فَالتَّغْيِيرُ يَجِبُ اَنْ يَبْدَاَ مِنْكَ اَوّلاً اَخِي لَا مِنَ الله؟ وَلَكِنْ بِتَوْفِيقٍ مِنَ الله؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَشْتَرِطُ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ الْجَنَّةَ كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ اَخِي؟ اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يُوفُونَ بِعُهُودِهِمْ وَلَايَنْقُضُونَ مَوَاثِيقَهُمْ وَيَلْتَزِمُونَ بِشُرُوطِهِمْ وَشُرُوطِ خَالِقِهِمْ وَرُسُلِهِ وَالْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِين؟ وَاَخْتِمُ هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ بِقَوْلِي لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّ اَعْظَمَ جَرِيمَةٍ تُرْتَكَبُ فِي الْاَرْضِ هِيَ سَفْكُ الدِّمَاءِ وَاِهْدَارُ كَرَامَةِ الْاِنْسَان؟ وَمَا اَكْثَرَ التَّفْجِيرَاتِ الَّتِي نَسْمَعُ عَنْهَا فِي الْمُحَافَظَاتِ السُّورِيَّةِ وَالْعِرَاقِيَّةِ وَغَيْرِهَا؟ وَمَااَكْثَرَ مَاتُودِي بِهِ اِلَى قَتْلِ وَجَرْحِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاس؟ لِمَاذَا صَارَ دَمُ الْاِنْسَانِ رَخِيصاً اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة؟ لِمَاذَا اَضْحَتْ كَرَامَةُ الْاِنْسَانِ مُهَانَة اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ الْبَشِعَةِ الْمُخْزِيَة؟ اَللَّهُمَّ يَارَبّ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يَقُومُ بِهَذِهِ التَّفْجِيرَاتِ بِغَيْرِ حَقٍّ وَخَاصَّةُ فِي الْعِرَاقِ الْحَبِيب؟ وَعَلَيْكَ بِمَنْ يُدَمِّرُ بُيُوتَ حِمْصَ وَغَيْرِهَا؟ عَلَيْكَ بِمَنْ يَسْفِكُ الدِّمَاء؟ عَلَيْكَ بِهَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الطُّغَاةِ الَّذِينَ لَايَخَافُونَ الله؟ وَنَحْنُ نَخَافُكَ يَااَلله؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لَابُدَّ مِنَ الصَّرَاحَةِ مَعَ الْجَمِيع؟ وَمَازِلْنَا اِلَى الْآنَ نَتَوَاصَلُ مَعَ جَمِيعِ الْاَجْهِزَةِ وَالْفُرُوعِ الْاَمْنِيَّةِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا(وَلَقَدْ كَانَ اَكْثُرُهُمْ اِيجَابِيِّينَ مَعِي؟ وَقَالُوا لِي؟ اِحْتِرَامُنَا لَكِ يَزْدَادُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ وَلِجَمِيعِ مُرَبِّيَاتِ الْاَجْيَالِ الْفَاضِلَات؟ فَقُلْتُ لَهُمْ؟ بَارَكَ اللهُ فِيكُمْ؟ وَلَكِنَّكُمْ تَعْلَمُونَ اَنَّهُ فِي الْجَامِعِ لَمْ يَحْدُثْ شَيْءٌ مِنَ الْمُظَاهَرَات؟ وَاَمَّا خَارِجَ الْجَامِعِ فَقَدْ حَدَث؟ وَدَائِماً نَحْنُ نُهَدِّىءُ الْعَوَاطِفَ الثَّائِرَة؟ لَكِنْ قَالَ لِي بَعْضُ الْاِخْوَةِ؟ تَعَالَي وَانْظُرِي بِعَيْنَيْكِ؟ فَرُبَّمَا لَاتُصَدِّقِينَنَا؟ فَمَشَيْتُ مَعَهُمْ فِي الشَّارِعِ؟ فَاِذَا طِفْلٌ صَغِيرٌ لَايَتَجَاوَزُ الْعَاشِرَةَ؟ يُؤْخَذُ وَيُضْرَبُ ضَرْباً مُؤْلِماً؟ وَيُوضَعُ فِي السَّيَّارَة؟ ثُمَّ مَشَيْتُ اِلَى مَسَافَاتٍ مَحْدُودَةٍ؟ فَاِذَا بِشَابٍّ يَسْتَغِيثُ بِي؟ وَالْغَوْثُ الْحَقِيقِيُّ لِلهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ وَاِذَا بِهِمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَاْخُذُوهُ فِي السَّيَّارَة؟ فَتَكَلَّمْتُ مَعَ ضَابِطٍ بِرُتْبَةِ نَقِيبٍ مِنْهُمْ؟ فَقَالَ لَابُدَّ مِنَ الْقَبْضِ عَلَيْهِ وَالتَّحْقِيقِ مَعَهُ بِكَلِمَتَيْنِ مَعَ فَرْكَةِ اُذُنٍ؟ ثُمَّ نُطْلِقُ سَرَاحَهُ وَانْتَهَى الْاَمْرُ؟ فَقُلْتُ لَهُ لَا؟ هَاتَانِ الْكَلِمَتَانِ عِنْدَكُمْ؟ اَحْيَاناً تَكُونَانِ سَنَوَاتٍ مِنَ الشَّقَاءِ وَالتَّعْذِيب؟ فَاَصَرَّ الضَّابِطُ عَلَى مَوْقِفِهِ؟ ثُمَّ تَدَخَّلَ ضَابِطٌ آخَرُ؟ وَقَالَ لِي نَحْنُ طَوْعَ اَمْرِكِ وَرَهْنَ اِشَارَتِكِ يَاسَيِّدَتِي؟ ثُمَّ اَطْلَقُوهُ؟ وَيَعْلَمُ اللهُ اَنِّي مَانِمْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى ذَهَبْتُ اِلَى الْمُحَافِظ؟ وَيَشْهَدُ اللهُ اَنِّي لَمَسْتُ مِنْهُ اِنْسَانِيَّةً وَاحْتِرَاماً لَمْ اَعْهَدْهُمَا عِنْدَ غَيْرِه؟ فَمَا زِلْتُ هُنَاكَ حَتَّى جِيءَ بِهَؤُلَاءِ الْاَطْفَالِ الْمَقْبُوضِ عَلَيْهِمْ؟ فَاَطْلَقُوا سَرَاحَهُمْ؟ وَاَخَذُوا عَلَيَّ تَعَهُّداً؟ وَاَوْصَلْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ اِلَى بَيْتِه؟ فَنَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ وَاسْمَعُونِي جَيِّداً؟ اَقُولُ لَكُمْ نَحْنُ نُرِيدُ فِي مَدِينَتِنَا طَرْطُوسَ هَذِهِ التَّهْدِئَةَ؟ وَلَكِنْ نُرِيدُ بِالْمُقَابِلِ اَلَّا يُهَانَ الْاِنْسَانُ اَبَداً؟ وَاَلَّا تُهْدَرَ كَرَامَتُهُ اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي لَا اَسْكُتُ اَبَداً اِذَا رَاَيْتُ اِنْسَاناً يُضْرَبُ اَمَامَ عَيْنِي فِي الشَّارِع؟ وَلِذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ نَحْنُ نَقُولُهَا دَائِماً؟ نَحْنُ نُحِبُّ الْهُدُوء؟ وَالْحَمْدُ لِلهِ هَؤُلَاءِ الشَّبَاب وَهَؤُلَاءِ الْمَوْجُودُونَ الْآنَ هُنَا فِي الْمَسْجِدِ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ اِلَى كَلَامِي عَبْرَ الْبُوفْلَاتِ وَمُكَبِّرَاتِ الصَّوْتِ وَيَسْتَجِيبُونَ لِي؟ وَكَمَا يَسْتَجِيبُونَ لِي فَاِنِّي اَطْلُبُ مِنْ اِخْوَانِنَا رِجَالِ الْاَمْنِ اَنْ يُحَافِظُوا عَلَى كَرَامَتِهِمْ وَعَلَى اِنْسَانِيَّتِهِمْ؟ اَللَّهُمَّ يَارَبّ؟ كُلُّ مَنْ يَضْرِبُ اِنْسَاناً ظُلْماً فَشُلَّ يَدَيْهِ وَلَوْ كُنْتُ اَنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ نَحْنُ نُرِيدُ اَنْ نَعِيشَ مُتَآلِفِينَ؟ وَقَدْ كُنَّا كَذَلِكَ مُتَحَابِّينَ مِنْ اَوَّلِ الْاَحْدَاثِ وَاَعْلَنَّا ذَلِك؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا لَانَرْضَى مِنْ اَحَدٍ مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ اَنْ يُلْقِيَ الْقَبْضَ عَلَى رَجُلٍ بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ 65 سَنَة ثُمَّ يَقُولَ لَهُ كْمَشْتَك وَاَنْتَ مَقْبُوضٌ عَلَيْكَ؟ فَقُلْتُ لَهُ مَاذَا كَمَشْتَ فِيهِ اَيُّهَا التَّافِه؟ وَبِاَيِّ تُهْمَةٍ اَلْقَيْتَ الْقَبْضَ عَلَيْه؟ هَلْ تُرِيدُ وَتَرْضَى اَنْ يُهَانَ وَلَدُك؟ هَلْ تَرْضَى اَنْ يُهَانَ اَبُوك؟ هَلْ تَرْضَى اَنْ تُهَانَ اُمُّك؟ هَلْ كَمَشْتَهُ اَيُّهَا الْمَصْرُوع؟ مَاذَا كَانَ يَفْعَلُ الَّذِينَ فِي الْمَسْجِد؟ مَاخَرَجُوا اِلَّا مُسَالِمِين؟ وَكُلٌّ ذَهَبَ اِلَى بَيْتِهِ؟ وَهَذَا مِنْ تَوْصِيَاتِي لَهُمْ؟ وَلَاخَوْفاً مِنْ اَحَد؟ وَلَكِنْ يُقَدِّرُونَنِي وَيَحْتَرِمُونَنِي؟ وَيِعْلَمُونَ اَنِّي لَااَبْغِي لَهُمْ اِلَّا الْخَيْر؟ وَلَااَبْغِي لِوَطَنِي اِلَّا الْخَيْر؟ اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَ بِاُمَّتِنَا وَبِبَلَادِنَا وَوَطَنِنَا خَيْراً فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيه؟ وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فَخُذْهُ يَااَلله؟ فَاَنْتَ عَزِيزٌ مُقْتَدِرٌ سُبْحَانَك؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّ الَّذِي لَايُعْجِبُهُ هَذَا الْكَلَام؟ لَيْسَ اِنْسَاناً اَبَداً؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَحْتَرِمُكَ وَاَحْتَرِمُ كَرَامَتَكَ؟ وَتَحْتَرِمُنِي وَتَحْتَرِمُ كَرَامَتِي؟ وَاِلَّا فَلَا كَرَامَةَ لَكَ عِنْدِي؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَلْحُبُّ لَايُفْرَضُ فَرْضاً؟ كَمَا اَنَّ الدِّينَ لَايُفْرَضُ فَرْضاً؟ وَكَمَا اَنَّ الِاحْتِرَامَ لَايُفْرَضُ فَرْضاً؟ وَكَمَا اَنَّ الِاحْتِقَارَ لِكَرَامَةِ الْاِنْسَانِ لَايُفْرَضُ فَرْضاً؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ لَنْ يَمُرَّ مُرُورَ الْكِرَامِ عَلَى مَنْ يَفْعَلُهُ مِنْ دُونِ عِقَابٍ وَعَوَاقِبَ قَدْ تَكُونُ وَخِيمَةً جِدّاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِذَا اَهَنْتَنِي اَخِي وَظَلَمْتَنِي؟ سَاَكُونُ ثَائِراً وَثَائِرَةً ضِدَّك؟ اِذَا ضَاعَ حَقّي فِي الْمَحْكَمَةِ؟ وَهَذَا وَضْعٌ طَبِيعِيّ؟ لَكِنْ اُلْطُفْ بِي وَارْحَمْنِي؟ وَتَحَنَّنْ اِلَيّ وَتَوَدَّدْ؟ وَسَتَجِدُنِي رَفِيقاً وَرَفِيقَةً لَكَ وَبِكَ؟ اَحْسِنْ اِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمْ لِلهِ لَا لَكَ؟ وَلَكِنْ بِمَا قَسَمَهُ اللهُ لَكَ مِنْ اِحْسَانِهِمْ اِلَيْكَ وَمَحَبَّتِهِمْ لَكَ وَرَحْمَتِهِمْ بِكَ؟ لَا مِنْ رُكُوعِهِمْ وَسُجُودِهِمْ وَعُبُودِيَّتِهِمْ وَذُلّهِمْ وَانْكِسَارِهِمْ لِغَيْرِ الله؟ فَاِذَا اسْتَطَعْتَ اَنْ تَسْتَعْبِدَ قُلُوبَهُمْ لِلهِ؟ فَهَنِيئاً لَكَ وَلَهُمْ بِرَحْمَةِ اللهِ الَّتِي{وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء(وَاَمَّا اِذَا اسْتَعْبَدْتَّ قُلُوبَهُمْ لَكَ اَوْ لِغَيْرِ اللهِ؟ فَاِنَّ رَحْمَةَ غَيْرِ اللهِ مَحْدُودَة؟ وَعَلَى نِطَاقٍ ضَيِّقٍ؟ وَلَنْ تُسْعِفَكَ وَاِيَّاهُمْ اِلَّا رَحْمَةُ الله؟ وَلِذَلِكَ يَقُولُ الشَّاعِرُ بِهَذَا الْمَعْنَى؟ اَحْسِنْ اِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِدْ قُلُوبَهُمْ؟ فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الْاِنْسَانَ اِحْسَانُ؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُهُ؟ اِنَّنَا لَنَكْرَهُ الطَّائِفِيَّةَ؟ وَنَكْرَهُ نَعَرَاتِهَا؟ وَنَحْنُ نَعِيشُ وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ سَوِيّاً مُتَحَابِّينَ مُتَآلِفِين؟ لَكِنْ يَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا؟ اَنْ يَحْتَرِمَ الْآخَرَ؟ وَاَنْ يُقَدِّرَ مَشَاعِرَه؟ فَمَاذَا يَبْقَى مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا اِلَّا الْمَحَبَّة؟ وَمَا هِيَ الْفَائِدَةُ اَخِي؟ اِذَا اَطَعْتُكَ فِي الظَّاهِرِ؟ وَقَلْبِي مَلِيءٌ بِالْغِلِّ عَلَيْك؟ مَاذَا تَسْتَفِيدُ مِنْ ذَلِكَ اَخِي؟ لَاشَيْءَ اَبَداً؟ وَمَاهِيَ الْفَائِدَةُ اَخِي الْحَاكِمُ صَاحِبُ الْكُرْسِيّ فِيمَا لَوْ مَلَكْتَ الدُّنْيَا كُلَّهَا؟ وَلَكِنَّكَ خَسِرْتَ قُلُوبَ الْعِبَادِ وَقُلُوبَ النَّاس؟ فَاَنْتَ هُنَا خَاسِرٌ مَهْمَا كَانَ عِنْدَكَ مِنْ قِوىً مَادِّيَّةٍ؟ وَلَوْ كَانَتْ صَوَارِيخُكَ وَاَسْلِحَتُكَ الثَّقِيلَةُ تُهِيبُ وَتُخِيفُ الْعَالَمَ كُلَّه؟ وَلَوِ اسْتَطَعْتَ اَنْ تُسَيْطِرَ بِهَا عَلَى الْعَالَمِ كُلّهِ؟ فَمَا هِيَ الْفَائِدَةُ الْمُرْجُوَّةُ مِنْهَا اِذَا كُنْتَ لَاتَسْتَطِيعُ السَّيْطَرَةَ عَلَى قُلُوبِ النَّاسِ وَعُقُولِهِمْ وَاَفْكَارِهِمْ مَهْمَا قَتَلْتَ مِنْهُمْ؟ وَمَهْمَا دَمَّرْتَ مِنَ الْبُيُوتِ عَلَى رُؤُوسِهِمْ؟ وَلَكِنَّكَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَقْتُلَ الْاَفْكَارَ وَالْمَبَادِىءَ الْخَالِدَةَ فِي اُمَّةٍ عَرَبِيَّةٍ اِسْلَامِيَّةٍ وَغَيْرِ اِسْلَامِيَّة؟ اِنَّهَا اِنْسَانِيَّة وَاحِدَةٌ؟ ذَاتُ رِسَالَةٍ تَوْرَاتِيَّةٍ وَاِنْجِيلِيَّةٍ وَقُرْآنِيَّةٍ خَالِدَة؟ وَقَدْ لَاتَكُونُ وَاحِدَةً فِي عَقِيدَتِهَا؟ وَلَكِنْ فِيهَا قَوَاسِمُ مُشْتَرَكَةٌ كَثِيرَةٌ مِنَ الْاَخْلَاقِ الْمُشْتَرَكَةِ؟ وَالْوَصَايَا الْعَشْرِ الْمُشْتَرَكَةِ؟ وَالَّتِي تَدْعُو جَمِيعاً اِلَى حَقْنِ دِمَاءِ النَّاسِ جَمِيعاً وَرَفْعِ الظُّلْمِ عَنْهُمْ؟ لِتَاْخُذَ الْعَدَالَةُ وَالْاِحْسَانُ وَالْمَحَبَّةُ وَالرَّحْمَةُ مَجْرَاهَا جَمِيعاً عَلَى الْجَمِيعِ؟ دُونَ تَمْيِيزٍ بَيْنَهُمْ بِالْجِنْسِ اَو بِاللَّوْنِ اَوْ بِالْحِزْبِيَّةِ اَوْ بِالْعَشَائِرِيَّةِ اَوْ الطَّائِفِيَّةِ اَوْ جَمِيعِ الِاتِّجَاهَاتِ الْفِكْرِيَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الَّذِينَ يُدَمِّرُونَ الْبُيُوتَ وَالْمَلَاجِىءَ الْآمِنَةَ عَلَى اَهْلِهَا؟ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمُونَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْاَطْفَالَ وَيُجْهِزُونَ عَلَى الْجَرْحَى؟ اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِمْ يَااَللهُ؟ فَاِنَّهُمْ لَايُعْجِزُونَكَ؟ حَتَّى وَلَوْ كُنْتُ اَنَا وَاحِدَةً مِنْهُمْ؟ فَخُذْنِي اِلَيْكَ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر؟ هَلْ تَقُولُونَ آمِينَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَلْ تَدْعُونَ عَلَيّ؟ سَامَحَكُمُ الله؟ اَقُولُ هَذَا مِنْ بَابِ الِافْتِرَاضِ وَالتَّنْفِيسِ؟ عَمَّا يَعْتَلِجُ فِي صَدْرِي مِنْ مَشَاعِرِ الْغَضَبِ عَلَى هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ؟ كَمَا قَالَهَا رَسُولُ اللهِ مِنْ قَبْلُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{قُلْ لَاتُسْاَلُونَ عَمَّا اَجْرَمْنَا؟ وَلَانُسْاَلُ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُون}نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ ثُمَّ هُنَاكَ نَغْمَةٌ دَارِجَةٌ كَثِيراً نَسْمَعُهَا فِي اَيَّامِنَا مِنْ بَعْضِ النَّاس؟ اَنْتَ اَيْنَ تُصَلّي؟ فِي الْجَامِعِ الْفُلَانِي؟ عِنْدَ الشَّيْخِ الْفُلَانِي؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ؟ مَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ فِي هَذَا الْجَامِعِ الْفُلَانِي؟ اِنَّنَا نُهَدِّىءُ الْمَشَاعِرَ؟ وَنُخَدِّرُ فَوْرَتَهَا وَثَوْرَتَهَا؟ وَنُسَكِّنُ الْجَوَارِحَ؟ وَنَنْصَحُ وَنَعِظُ؟ وَنَنْظُرُاِلَى النَّاسِ جَمِيعاً نَظْرَةً وَاحِدَة؟ فَمَنْ مِنْكُمْ يَكْرَهُ اَنْ تَكُونَ الْقُلُوبُ مُتَآلِفَة؟ مَنْ مِنْكُمْ يَكْرَهُ اَنْ يَسْجُدَ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَحْدَه؟ مَنْ يَكْرَهُ هَذَا اِلَّا ضَالٌّ مُضِلّ؟ اَلَيْسَ ذَلِكَ خَيْرٌ مِنْ اَنْ نَحْرِقَ الْبَلَد؟ يَامَنْ تَعْبُدُونَ الْاَسَد؟ هَلْ تُرِيدُونَ الْعِنَبَ اَوِ النَّاطُور؟ فَاِذَا كُنْتُمْ تُرِيدُونَ نَاطُورَ الظُّلْمِ وَالْفَسَادِ وَالتَّدْمِيرِ؟ فَنَحْنُ نُرِيدُ عَاماً فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ بِنَاطُورِ الْعَدَالَةِ وَالْحُبِّ وَالرَّحْمَةِ عَلَى شَعْبِهِ؟ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ الْعِنَبَ؟ لِيَصْنَعُوا مِنْهُ الْمُرَبَّى وَالْحَلْوَى وَالزَّبِيبَ؟ لِيَشْعُرُوا بِطَعْمِ الْعَدَالَةِ وَالْاِحْسَانِ وَمَذَاقِهِمَا الْحُلْوِ؟ وَيَنْسَوْا طَعْمَ الظُّلْمِ الْعَلْقَمِ الْمُرِّ الَّذِي سَقَانَا اِيَّاهُ الشَّيْطَانُ؟ مِنْ عَمَلِهِ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ؟ خَمْراً نَتَجَرَّعُهُ وَلَانَكُادُ نُسِيغُه؟ وَيَاْتِينَا بِالْمَوْتِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فِي الدُّنْيَا؟ وَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ فِي جَهَنَّمَ؟ اِنَّهُ الْخَمْرُ الشَّيْطَانِيُّ الَّذِي صَدَّنَا عَنْ عِبَادَةِ اللهِ؟ اِلَى عِبَادَةِ مَنْ سِوَاهُ؟ وَصَدَّنَا عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ؟ وَلَمْ نَعُدْ نَتَذَكَّرُ اِلَّا الضَّغَائِنَ وَالْاَحْقَادَ الشَّيْطَانِيَّةَ عَلَى بَعْضِنَا؟ وَلَمْ نَقِفْ صُفُوفاً مُتَراصِّينَ فِي صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ جَنْباً اِلَى جَنْبٍ؟ حَتَّى يَنْزِعَ اللهُ مِنَّا الْفُرْقَةَ وَالْاَحْقَادَ وَالضَّغَائِنَ مِنْ قُلُوبِنَا؟ وَحَتَّى نَرْحَمَ بَعْضَنَا بِقَوْلِنَا {اَلرَّحْمَنُ الرَّحِيم؟ مَالِكِ يَوْمِ الدِّين(بِمَا فِيهِ مِنْ قُلُوبِنَا{يَوْمَ لَايَنْفَعُ مَالٌ وَلَابَنُون؟ اِلَّا مَنْ اَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم(وَلَمْ نَقُمْ بِالدُّعَاءِ لِبَعْضِنَا بِقَوْلِنَا{اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم؟ صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ( نَعَمْ اَخِي؟ اِذَا دَعَتْكَ قُدْرَتُكَ عَلَى ظُلْمِ النَّاسِ؟ فَتَذَكَّرْ قُدْرَةَ اللهِ عَلَيْك؟ وَتَذَكَّرْ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ وَقَدْ سَمِعَ اَبَا مَسْعُودٍ؟ وَقَدْ رَفَعَ سَوْطَهُ؟ كِرْبَاجَهُ؟ يُرِيدُ اَنْ يَضْرِبَ غُلَامَهُ؟ فَتَاهُ؟ عَبْدَهُ الْمَمْلُوكَ؟ فَاِذَا بِالْغُلَامِ يَسْتَغِيثُ بِرَسُولِ الله؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ؟ اَبَا مَسْعُود؟ اَبَا مَسْعُود؟ يَا اَبَا مَسْعُود؟ تَذَكَّرْ اَنَّ قُدْرَةَ اللهِ عَلَيْكَ؟ اَقْوَى مِنْ قُدْرَتِكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ الَّذِي تُرِيدُ اَنْ تَضْرِبَهُ بِسَوْطِكَ وَلَوْ ضَرْبَةً وَاحِدَة؟ فَتَذَكَّرْ بِاَنَّ قُدْرَةَ اللهِ؟ اَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَام؟ فَارْتَجَفَتْ يَدَاهُ؟ وَوَقَعَ السَّوْطُ مِنْ يَدِ اَبِي مَسْعُودٍ؟ وَقَال هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ يَارَسُولَ الله؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله؟ لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ؟ لَاَحْرَقَتْكَ النَّار؟ نَعَمْ اَخِي؟ سَوْطٌ وَاحِد؟ ضَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ؟ ثُمَّ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ غُلَاماً مِنْ غِلْمَانِهِ فِي حَاجَةٍ مَا؟ فَتَاَخَّرَ هَذَا الْغُلَام؟ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَلَمَّا حَضَرَ الْغُلَامُ؟ نَظَرَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِلَيْهِ؟ وَبِيَدِ الرَّسُولِ الْكَرِيمِ مِسْوَاك؟ هَلْ تَدْرِي مَاذَا قَالَ لَهُ اَخِي؟ لَوْلَا مَخَافَةُ اللهِ اَنْ يَقْتَصَّ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ لَضَرَبْتُكَ بِهَذَا السُّوَاك؟ فَكَيْفَ لَانَعْشَقُ رَسُولَ اللهِ اَخِي؟ وَكَيْفَ لَانُحِبُّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ؟ وَهُوَ يَخَافُ اَنْ يُقَاصِصَهُ اللهُ؟ اِذَا ضَرَبَ هَذَا الْغُلَامَ؟ بِهَذَا الْعُودِ مِنَ السُّوَاكِ الَّذِي لَايُؤْلِمُ مَهْمَا ضَرَبَهُ بِهِ؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَ سَوْطاً كِرْبَاجاً يُؤْلِم؟ وَكَيْفَ سَيَكُونُ الْخَوْفُ فِي قَلْبِكَ مِنْ قِصَاصِ اللهِ وَشِدَّةِ عَذَابِهِ الْاَلِيم؟ فَيَا اَيُّهَا الظَّالِمُونَ؟وَيَااَيُّهَا الَّذِينَ تَهْدِمُونَ الْبُيُوتَ عَلَى اَهْلِهَا؟ وَيَامَنْ تَقْتُلُونَ الْاَطِبَّاءَ الَّذِينَ يُدَاوُونَ الْجَرْحَى؟ يَامَنْ تُحَارِبُونَ بِالْكِيمَاوِي هَؤُلَاءِ الْاَطْفَالَ الْمَسَاكِين؟ هَلْ مَاتَتْ بَرَاءَةُ الطُّفُولَةِ فِي قُلُوبِكُمْ؟ يَامَنْ كَذَا وَكَذَا؟ كَيْفَ بِكُمْ بِيَوْمٍ{تُعْرَضُونَ لَاتَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَة(ويبدو انه لافائدة من تكرار النصائح والمواعظ معكم؟ وليس لكم الا دواء واحد؟ وهو وضع مكافاة مالية كبيرة جدا لمن يقوم بالقبض على اكابر مجرميكم وتسليمهم الى قبضة العدالة احياء او ميتين؟ لان الناس عندنا في سوريا اكثرهم مع الاسف يعبدون المال؟ وهم على استعداد ان يفعلوا أي شيء من اجل المال حتى ولو خاطروا بحياتهم وماتوا؟ فَنَرْجُو اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ اَنْ تَكُونَ بِلَادُنَا بِلَادَ الْاَمْنِ وَالْاَمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْجَمَالِ وَالْوِئَام؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَقَدْ كَانَتْ اُخْتِي رَحِمَهَا اللهُ تُدَرِّسُ فِي الْمَدْرَسَةِ مَادَّةَ التَّرْبِيَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ؟ وَكَانَ يَحْضُرُ دَرْسَهَا مَجْمُوعَةٌ مِنَ الْاِخْوَةِ الْمَسِيحِيِّينَ طَوَاعِيَة؟ وَكَانَتْ تَاْبَى اَنْ تُمَيِّزَ هَذَا عَنْ هَذَا مِنْ أيِّ طَائِفَةٍ هُوَ اَوْ دِين؟ بَلْ تَطْلُبُ مِنَ الْجَمِيعِ وَاحِداً وَاحِداً؟ اَنْ يَقْرَؤُوا شَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ اَمَامَ الْآخَرِينَ؟ وَتُصْلِحُ لَهُمْ اَخْطَاءَهُمْ فِي اَحْكَامِ التَّجْوِيدِ؟ وَتَسْاَلُهُمْ عَنْ مَعَانِي بَعْضِ كَلِمَاتِ الْقُرْآنِ وَيُجِيبُونَهَا؟ وَيَسْاَلُونَهَا فَتُجِيبُهُمْ؟ وَكَانَ جَمِيعُ الطُّلَّابِ الْمَسِيحِيِّينَ يَقُولُونَ عَنِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؟ اِنَّهُ عَهْدُ اللهِ الْاَخِير؟ كَمَا اَنَّ الْاِنْجِيلَ عَهْدُ اللهِ الْجَدِيد؟ وَكَمَا اَنَّ التَّوْرَاةَ عَهْدُ اللهِ الْقَدِيم؟ وَمَاكُنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ التَّمْيِيزَ وَالطَّائِفِيَّةَ اَبَداً؟ بَلْ عَرَفْنَا اَنْ نُعَامِلَ النَّاسَ بِالْعَدْل؟ بَلْ عَرَفْنَا وَعَلِمْنَا اَنَّ السَّمَاءَ ضَجَّتْ؟ اَتَدْرِي لِمَاذَا اَخِي؟ لِاَنَّ مُسْلِماً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ سَرَقَ؟ فَاَرَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ اَنْ يَخْدَعُوا رَسُولَ اللهِ؟ وَاَنْ يَقُولُوا لَهُ اِنَّ السَّارِقَ هُوَ الْيَهُودِيّ؟ وَاَرَادُوا اَنْ يَسْتَغِلُّوا الْعَدَاوَاتِ وَالْحُرُوبَ الَّتِي كَانَتْ تَحْصَلُ بَيْنَ رَسُولِ اللهِ وَبَيْنَ الْيَهُودِ اَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلْمُسْلِمِين؟ وَكَادُوا يُقْنِعُونَ رَسُولَ اللهِ اَنَّ السَّارِقَ هُوَ الْيَهُودِيّ؟ فَاِذَا السَّمَوَاتُ تَهْتَزُّ مِنْ اَجْلِ الْعَدَالَةِ؟ وَمِنْ اَجْلِ الرَّحْمَةِ الَّتِي قَامَتْ عَلَيْهَا السَّمَوَاتُ وَالْاَرْضُ مُنْذُ الْاَزَلِ وَالْمَاضِي السَّحِيق؟ فَتَنْزِلُ آيَاتٌ مِنْ سُورَةِ النِّسَاءِ؟ تُبَرِّىءُ الْيَهُودِيَّ؟ وَتَقُول؟ اَلْمُسْلِمُ هُوَ السَّارِق؟ هَذَا هُوَ دِينُ مُحَمَّد؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَالْاِمَامُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ حَكَمَ عَلَيْهِ الْقَاضِي ضِدَّهُ؟ وَلِمَصْلَحَةِ الْيَهُودِيّ؟ وَكَانَ الْيَهُودِيُّ قَدِ اسْتَوْلَى عُنْوَةً وَسَلْبَطَةً عَلَى الدِّرْعِ الَّذِي يَمْلِكُهُ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ؟ فَاَقَامَ الْخَلِيفَةُ؟ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ؟ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ؟ دَعْوَى عَلَيْهِ اَمَامَ الْقَضَاءِ؟ ثُمَّ حَضَرَ مَعَ الْيَهُودِيِّ اِلَى الْقَاضِي وَاسْمُهُ شُرَيْح؟ وَبَعْدَ التَّحْقِيقِ مَعَهُمَا وَالْجِدَالِ وَالْمُنَاقَشَةِ الطَّوِيلَةِ قَالَ الْقَاضِي شُرَيْح؟ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ اَلدِّرْعُ بِيَدِكَ؟ وَلَيْسَ عِنْدَكَ بَيِّنَةٌ وَلَا دَلِيلٌ عَلَى اَنَّكَ تَمْلِكُه؟ فَقَالَ لَهُ؟ اَمَا تَرْضَى بِشَهَادَةِ سَيِّدَيْ شَبَابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ وَلَدَايَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْن؟ اِسْتَمِعُوا يَامَنْ تُرِيدُونَ التَّفْرِقَةَ بَيْنَ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ وَبَيْنَ النَّاسِ؟اِسْتَمِعُوا اِلَى مَا يَقُولُهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه يَقُولُ؟ وَاللهِ لَقَدْ سَمِعْتُ صِهْرِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُول؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[سَيِّدَا شَبَابِ اَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ فَقَالَ الْقَاضِي شُرَيْح هَذَا هُنَالِكَ فِي الْآخِرَة؟ وَاَمَّا هُنَا فِي الدُّنْيَا اَمَامَ الْقَضَاءِ؟ فَاِنَّ النَّاسَ جَمِيعاً سَوَاسِيَة؟ وَلَاتَنْفُعُكَ شَهَادَةُ وَلَدَيْكَ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِصَالِحِكَ؟ وَاِنَّمَا تَنْفَعُنَا ضِدَّكَ؟ وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ اَنَّ شَهَادَةَ الْاُصُولِ وَالْفُرُوعِ مِنَ الْآبَاءِ وَالْاَبْنَاءِ لِصَالِحِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً بَاطِلَة؟ وَلَكِنَّهَا مَقْبُولَة اِذَا كَانَتْ ضِدَّ مَصْلَحَتِهِمْ عَلَى بَعْضِهِمْ بَعْضاً؟ وَلَيْسَ لِبَعْضِهِمْ بَعْضَا؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ حَكَمَ الْقَاضِي لِمَصْلَحَةِ الْيَهُودِيّ؟ بِدِرْعِ الْخَلِيفَةِ اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ فَاَخَذَ الْيَهُودِيُّ الدِّرْعَ مِنْ يَدِ اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ؟ ثُمَّ اَرَادَ اَنْ يَذْهَبَ اِلَى حَالِ سَبِيلِه؟ لَكِنَّهُ مَا اِنْ خَطَا خُطْوَتَيْنِ؟ حَتَّى اَعْلَنَ اِيمَانَهُ وَاِسْلَامَه؟ وَهَكَذَا يَكُونُ الْاِيمَانُ وَالْاِسْلَام؟ وَهَكَذَا يَدْخُلُ النَّاسُ فِي دِينِ اللهِ اَفْوَاجَا؟ لَا بِالْجَبْرِ؟ وَلَا بِالْاِكْرَاهِ؟ وَلَا بِالْعُنْف؟ لَايُمْكِنُ اَنْ يَحْصَلَ شَيْءٌ بِالْاِكْرَاهِ اَبَداً؟ وَاِنَّمَا بِالْمُعَامَلَةِ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ اَيُّهَا الْاِخَوَة؟ فَمَاذَا قَالَ الْيَهُودِيّ؟ قَالَ سُبْحَانَ الله؟ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ وَابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ؟ يَقِفُ اَمَامَ الْقَاضِي فِي جَانِبِي؟ دُونَ تَمْيِيز؟ ثُمَّ يَحْكُمُ الْقَاضِي عَلَى اَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِ؟ لِمَصْلَحَةِ الْيَهُودِيِّ الْكَاذِبِ؟ بِهَذَا الدِّرْع الثَّاقِب؟ اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا الله؟ وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله؟ آمَنْتُ بِاللهِ رَبّاً؟ وَبِالْاِسْلَامِ دِيناً؟ وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَنَبِيّاً؟ فَمَاذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ؟ قَالَ وَالدِّرْعُ لَكَ هَدِيَّةٌ مِنِّي عَلَى اِسْلَامِك؟ نَعَمْ اَخِي؟ اِنَّهَا اَخْلَاقُ النُّبُوَّة؟ لَيْسَتْ بِالْبَطْشِ؟ وَلَا بِالْهَمَجِيَّةِ؟ وَلَا بِالتَّجَبُّرِ وَالطُّغْيَانِ عَلَى خَلْقِ الله؟ اِنَّهَا اَخْلَاقُ الْاِمَامِ عَلِيّ؟ اِمَامُنَا؟ وَسَيِّدُنَا؟ وَمَوْلَانَا؟ وَقُدْوَتُنَا؟ وَقُرَّةُ اَعْيُنِنَا؟ اَمِيرُ الْمُؤْمِنِين؟ اِنَّهُ عَلِيٌّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ فَاقْتَدُوا بِهِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟فَنِعْمَ الْقُدْوَةُ؟ وَنِعْمَ الْاِمَام؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَمَازَالَ هَذَا الْيَهُودِيُّ مُسْلِماً مُلَازِماً لِلْاِمَامِ عَلِيٍّ؟ خَادِماً وَفِيّاً لَهُ؟ اِلَى اَنْ حَدَثَتْ مَوْقِعَةُ صِفّين؟ وَاسْتُشْهِدَ الْيَهُودِيُّ فِي هَذِهِ الْمَعْرَكَةِ رَحِمَهُ الله؟ وَاَخْتِمُ هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ اَيْضاً بِبَعْضِ التَّوْجِيهَاتِ الْمُهِمَّةِ؟ وَاَرْجُوكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ اَنْ يَذْهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ اِلَى بَيْتِهِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؟ دُونَ تَجَمُّعَاتٍ عَلَى بَابِ الْجَامِع؟ وَاَنَا حِينَمَا اَقُولُ لَكُمْ هَذَا الْكَلَام؟ اَعْرِفُ مَصْلَحَةَ الْجَمِيع؟ وَالَّذِي يُرِيدُ اَنْ يُسَلّمَ عَلَيّ؟ فَلْيُسَلّمْ عَلَيَّ؟ ثُمَّ لْيَمْشِ فَوْراً اِلَى بَيْتِه؟ وَاِنْ شَاءَ الله تَكُونُ الْخُطْبَةُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ عَلَى هَذَا النَّمَطِ؟ اِلَى اَنْ يُفَرِّجَ اللهُ عَنَّا جَمِيعاً؟ فَاَنَا وَالْحَمْدُ لِلهِ؟ اِلْتَزَمْتُ مَعَكُمْ؟ وَاَنْتُمْ اَيْضاً عَلَيْكُمْ اَنْ تَلْتَزِمُوا مَعِي؟ فَيَااَيُّهَا الْاِخْوَة الْكِرَام؟ اِنِّي اَتَفَرَّسُ فِي وُجُوهِكُمُ الْكَرِيمَةِ؟ حِينَمَا اُشَاهِدُهَا فِي التِّلْفَازِ؟ وَعَلَى النِّتِّ؟ وَفِي الْمَسَاجِدِ؟ فَاَرَى شَبَاباً قَدِ انْعَكَسَ اَثَرُ الْاِيمَانِ عَلَى وُجُوهِهِمْ؟ فَاِذَا جِبَاهُهُمْ وَقَدْ اَصْبَحَتْ مُضِيئَةً بِنُورِ الْاِيمَانِ وَالتَّقْوَى وَالْحَمْدُ لِله؟ وَاَرَى كُهُولاً وَشُيُوخاً؟ وَقَدْ كَسَاهَا الْوَقَارُ وَالِاحْتِرَامُ وَالْهَيْبَةُ؟ لِاَنَّ الْاِيمَانَ فِي الْقَلْبِ؟ لَابُدَّ اَنْ يَظْهَرَ اَثَرُهُ عَلَى الْوُجُوهِ؟ وَفِي سُلُوكِكُمْ؟ وَفِي سُجُودِكُمْ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ اَثَرِ السُّجُود}نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ؟ وَلَابُدَّ اَنَّكُمْ مُحْتَاجُونَ اَنْ تُنَفّسُوا شَيْئاً مِمَّا فِي دَاخِلِ نُفُوسِكُمْ؟ وَسَاَسْتَجِيبُ اِلَى ذَلِكَ مَعَكُمْ مَعَ اسْتِعْمَالِ الْحِكْمَةِ قَدْرَ اسْتِطَاعَتِي؟ وَلَكِنْ مَادُمْتُ قَدِ اسْتَجَبْتُ لَكُمْ؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْتُمْ اَيْضاً اَنْ تَسْتَجِيبُوا لِي؟ فَاِذَا رَضِيتُمْ مِنِّي اَنْ اَكُونَ شَيْخَةً لَكُمْ؟ فَاسْمَعُوا مِنِّي مَااَقُول؟ فَاِذَا قُلْتُ لَكُمْ قُولُوا آمِينَ؟ فَقُولُوهَا؟ فَاِذَا قُلْتُ لَكُمْ اَيْضاً قُومُوا؟ فَقُومُوا؟ وَاِذَا قُلْتُ لَكُمُ انْصَرِفُوا بَعْدَ الصَّلَاةِ اِلَى بُيُوتِكُمْ مِنْ دُونِ مُظَاهَرَاتٍ؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَسْتَجِيبُوا لِي؟ حِرْصاً عَلَى حَيَاتِكُمْ؟ وَحَتَّى لَانُحْدِثَ شَوْشَرَةً اَوْ ضَوْضَاءَ اَوْ ضَجِيجَاً دَاخِلَ الْمَسْجِدِ اَوْ خَارِجَهُ فَيَسْمَعُنَا اِخْوَانُنَا مِنْ رِجَالِ الْاَمْنِ بِسْمِ الله عَلَى كَشْكَشْ بَدَنِين فَيَنْزَعِجُون؟ لِاَنَّهُمْ وَبِبَسَاطَة شَدِيدَة{يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ؟ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ؟ قَاتَلَهُمُ اللهُ اَنَّى يُؤْفَكُون(اَللَّهُمَّ لَاتُؤَاخِذْنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا يَارَبُّ مِنْ اَصْحَابِ النَّوَايَا الْحَسَنَة وَسُفَرَائِهَا؟ عَفْواً اَقْصِدُ مِنْ اَصْحَابِ النَّوَايَا الْعَاطِلَة الْخَبِيثَةِ الْحَاقِدَةِ عَلَى الْاِسْلَامِ وَاَهْلِهِ؟ وَعَلَى رَاْسِهِمْ سُفَرَاءُ النَّوَايَا الْحَسَنَة الشَّرِيفَة سَيِّد شَرِيف وَسِتّ شَرِيفَة؟ وَالَّذِينَ رَفَعُوا رُؤُوسَنَا عَالِياً فِي التَّشْجِيعِ وَالتَّحْرِيضِ عَلَى الْعُهْرِ وَالدَّعَارَةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ وَاللّبْنَانِيَّةِ وَالسُّورِيَّةِ وَالْمِصْرِيَّةِ مَعاً فِي برنامج عرب آيدل؟ فَمَا هِيَ هَذِهِ الْحَالُ الَّتِي اَوْصَلَنَا اِلَيْهَا اَعْدَاءُ اللهِ هَؤُلَاءِ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ حِينَمَا جَعَلُوا اَصْحَابَ الْفَنِّ وَالْخَلَاعَةِ وَالْعُهْرِ وَالْمُجُون مِنْ اَصْحَابِ النَّوَايَا الْحَسَنَة؟ بَلْ اِنَّهُمْ يَفْرِشُونَ لَهُمُ السَّجَّادَ الْاَحْمَرَ اَيْنَمَا ذَهَبُوا وَاَيْنَمَا حَلُّوا؟ وَاَمَّا الْمَسَاجِدُ وَالْكَنَائِسُ؟ فَاِنَّهُمْ يُحْرِقُونَهَا وَيُدَمِّرُونَهَا عَلَى مَنْ فِيهَا بِمَا فِيهَا مِنَ السَّجَّادِ الْاَحْمَرِ الْمَوْجُودِ فِيهَا اَيْضاً وَالَّذِي يُحْرِقُونَهُ اَيْضاً؟ لِاَنَّ اَصْحَابَ الْمَسَاجِدِ وَالْكَنَائِسِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ اَعْدَاءِ اللهِ وَالْاِنْسَانِيَّة هُمْ مِنْ اَصْحَابِ النَّوَايَا الْخَبِيثَةِ الْاِرْهَابِيَّة؟ لِاَنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ وَالْكَنَائِسَ بَعِيدَةٌ كُلَّ الْبُعْدِ عَنْ عُهْرِهِمْ وَشَرْمَطَتِهِمْ وَتِعْرِيصِهِمْ؟ لِاَنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ فِيهَا{رِجَالٌ يُحِبُّونَ اَنْ يَتَطَهَّرُوا؟ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِين(وَاَمَّا هَؤُلَاءِ الْحُثَالَةُ الْاَقْذَارُ الْاَنْجَاسُ؟ فَاِنَّهُمْ يَكْرَهُونَ الطَّهَارَةَ وَاَصْحَابَهَا؟ بَلْ يُنَادُونَ بِاَعْلَى صَوْتِهِمْ {اَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ؟ اِنَّهُمْ اُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام اِنَّهَا الْاِبَاحِيَّةُ الْبَغِيضَةُ الْمَقِيتَةُ عَلَى اِطْلَاقِهَا وَالَّتِي تَدْعُو اِلَى التَّحَرُّرِ مِنْ كُلِّ قُيُودِ الْفَضِيلَة؟ وَدِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ يَدْعُونَا دَائِماً اِلَى التَّقَيُّدِ بِقُيُودِ الْفَضِيلَة؟ بَلْ اِلَى التَّقَيُّدِ بِقُيُودِ السِّجْنِ اِنْ لَزِمَ الْاَمْر؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ اَحَبُّ اِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي اِلَيْه؟ وَاِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ اَصْبُ اِلَيْهِنَّ وَاَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِين؟ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنّ؟ اِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم؟ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَارَاَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِين{كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء؟ اِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِين(وَصَدِّقُونِي اَيُّهَا الْاِخْوَة اَنَّ ذَلِكَ اَهْوَنُ عَلَيْنَا بِكَثِيرٍ جِدّاً مِنَ الدُّخُولِ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{خُذُوهُ فَغُلُّوه؟ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوه؟ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوه{فَيَوْمَئِذٍ لَايُعَذّبُ عَذَابَهُ اَحَد؟ وَلَايُوثِقُ وَثَاقَهُ اَحَد( فَاسْتَمِعُوا اِلَيَّ وَاَطِيعُونِي اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ لِاَنِّي لَااُرِيدُ لَكُمْ اِلَّا الْخَيْر؟ وَيَشْهَدُ اللهُ اَنَّ مَنْ كَانَ فِي عُمُرِي؟ فَاِنِّي اَنْظُرُ اِلَيْهِ نَظْرَةَ الْاُخْتِ لِاَخِيهَا؟ وَمَنْ كَانَ اَصْغَرَ مِنِّي؟ فَاِنِّي اَنْظُرُ اِلَيْهِ نَظْرَةَ الْوَالِدَةِ لِوَلَدِهَا؟ وَمَنْ كَانَ اَكْبَرَ مِنِّي؟ اَنْظُرُ اِلَيْهِ نَظَرَ الْوَلَدِ لِوَالِدِهِ اَوْ وَالِدَتِهِ؟ وَهَذَا يَشْمَلُ الذُّكُورَ وَالْاِنَاثَ مَعاً؟ اَللَّهُمَّ يَارَبّ؟ يَارَافِعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَد؟ يَابَاسِطَ الْاَرْضِ عَلَى مَاءٍ جَمَد؟ يَامَنْ بِيَدِكَ الْاَمْرُ كُلُّهُ يَااَلله؟ اُنْصُرِ الْحَقَّ وَاَهْلَه؟ وَاهْزُمِ الْبَاطِلَ وَجُنْدَه؟ آمِين؟ اَللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِهَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ يُقْتُلُونَ؟ وَالَّذِينَ يُدَمِّرُونَ؟ وَالَّذِينَ يَقْلِبُونَ الْبَلَدَ مِنْ اَمْنٍ اِلَى خَوْف؟ اَللَّهُمَّ مَنْ اَرَادَ بِبِلَادِنَا وَبِاُمَّتِنَا وَبِدِينِنَا خَيْراً فَاجْعَلِ الْخَيْرَ عَلَى يَدَيْهِ يَااَلله؟ وَمَنْ اَرَادَ بِذَلِكَ سُوءاً فَخُذْهُ اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِر؟ آمِينَ يَامَنْ لَايُعْجِزُكَ شَيْءٌ فِي الْاَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء؟ اَللَّهُمَّ اِنَّهُمْ جَعَلُونَا نَبْكِي بَدَلَ الدُّمُوعِ دِمَاءً عَلَى مَايَجْرِي فِي عِرَاقِنَا الْحَبِيبِ وَسُورِيَّتِنَا وَمِصْرِيَّتِنَا الْجَرِيحَة؟ اَللَّهُمَّ جَفَّتْ مَآقِينَا مِنْ كَثْرَةِ الدُّمُوع؟ وَبُحَّتْ حَنَاجِرُنَا مِنْ رَفْعِ اَصْوَاتِنَا اِلَيْكَ بِالدُّعَاءِ جَائِرِين؟ فَيَا رَحِيمُ ارْحَمْنَا؟ وَيَا وَدُودُ تَوَدَّدْ اِلَيْنَا؟ يَاقَدِيرُ لَاتُقْدِرْ عَلَيْنَا عَدُوَّنَا وَعَدُوَّكَ؟ يَارَبّ فَرِّجْ كَرْبَنَا يَارَبّ؟ اَزِلْ عُسْرَنَا يَارَبّ؟ اِقْضِ حَوَائِجَنَا يَارَبّ؟ اِجْعَلْنَا فِي بِلَادِنَا آمِنِين؟ وَاغْفِرِ اللّهُمَّ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَوَالِدِي وَالِدِينَا؟ وَلِمَنْ يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ فِي الْاَرْضِ وَفِي الْفَضَاءِ وَفِي الْمَرِّيخِ وَعَلَى الْاِنْتِرْنِتِّ؟ وَلِجَمِيعِ الْقَائِمِينَ عَلَى هَذَا الْمُنْتَدَى الْكَرِيمِ وَالْمُشْتَرِكِينَ فِيهِ وَالزَّائِرِين؟ عِبَادَ الله{اِنَّ اللهَ يَاْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ وَاِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكَّرُون{فَهَلْ عَسَيْتُمْ اِنْ تَوَلَّيْتُمْ اَنْ تُفْسِدُوا فِي الْاَرْضِ وَتُقَطّعُوا اَرْحَامَكُمْ؟ اُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَاَصَمَّهُمْ وَاَعْمَى اَبْصَارَهُمْ( وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله آلَاء؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين


  • المجداف
    عضو مميز
    • Apr 2002
    • 4273

    #2
    عندك شك والا ماعندك

    البصمات واضحه جدا وهي بصمات حزب الله والنظام الذين حضرتك

    لا تشك فيها ( ربما لأنك مائل اليهما وعاشق ولهان للنظام السوري )

    انا ارى ذلك بين السطور التي كتبتها اعلاه .

    ولا يوجد عندي اي تفسير لكلامك سوى انك محب للنظام السوري وعاشق

    لحزب الشيطان ومن التابعين لمن يدعمهم .


    اراك هنا تتبع مسارا يسمونه .. الفتنة ..


    نسيت جرائم النظام وقتله الاطفال والنساء ام انك تناسيت ... الله اعلم

    يارحيق الفتنة ...!!!
    ....

    ناس (ن) يجيها المال وناس(ن) بلا مال

    وناس(ن) على جمر الغضا ماسكينه

    يا الله ياربي طلبتك بالآمال

    تعجل لنا بالغيث لو جات عينه


    ... المجداف ...

    تعليق

    Working...