يا للسعادة لقد وصل فيلم هاري بوتر إلى دولة قطر، ومنذ وصوله وأنا أطوف بيوت أقاربي، وأتصل بأصدقائي حاثا إياهم على اصطحاب عيالهم لمشاهدة الفيلم، الذي حلق بي عاليا في دنيا الخيال الطفولي، حتى نسيت شارون وقارون (بوش)، ونسيت أيضا عمرو موسى (في الحلقة الأخيرة من برنامج الاتجاه المعاكس الذي يقدمه فيصل القاسم من قناة الجزيرة، قال أحدهم في مداخلة له إن الملايين باتت تعلن بالغناء عن حبها لعمرو موسى، وهكذا أصبح شعبان عبد الرحيم "مرجعا" قوميا، فوا مصيبتاه)، وكلما شاهدت فيلما أمريكيا تحصنت أكثر ضد الأفلام العربية، واكتسبت مناعة أكثر ضدها، وفي تقديري فإن مفاسد السينما العربية اكثر من مفاسد السينما الأمريكية، وعلى الأقل فإنك إذا رأيت مفسدة في فيلم أمريكي تستطيع أن تقول إذا كان عودك الأخلاقي قويا: لست منهم وليسوا مني، أما في الفيلم العربي الذي يفترض أنه يعكس جوانب من حياتك وحياة قومك، فلا عاصم لك سوى الهجر، أي أن تفلت بعقلك من ملوثاته وتهجر الفيلم العربي بغير معروف!! هل تابعت العبارات التي تتردد في أفلام الجريمة العربية عندما يقول لص لزميله وهما يخططان لسرقة منزل أو قتل ثري لسرقة أمواله: إن شاء الله ستكون هذه آخر عملية ونستثمر ما سيأتينا منها في مشروع ونعيش بـ"الحلال"!! ويقف اللص أمام الخزينة التي كسرها ويقول لصاحبه: ما شاء الله خير ربنا كتير! مثل ذلك اللص أو بالأحرى مخرج الفيلم يلوذ بالله لوذ لئيم جبان؟ ويعتقد من ينتجون ويخرجون الفيلم العربي أن نثر عبارات "ما شاء الله" و "إن شاء الله" تضفي على أحداثه بعدا دينيا وأخلاقيا، فتجد ماجنا يتغزل بجسم راقصة: تبارك الله إيه "ده كله"، أو يشرب زجاجة خمر كاملة ويقول للكاميرا: الحمد لله أخذت كفايتي!! ومثل هذا الوسخ كثير على شاشات السينما والتلفزيون عندنا! وقائلوها مثل السارق أو تاجر المخدرات الذي يحسب أنه يطهر ماله الملوث، بالتصدق بجزء منه! ودَعك من الأب الذي يصيح في ابنه: تعال هنا يا ابن الكلب! عملت كده ليه يا معفِّن؟ ماذا تقول لعيالك وهم يسمعون ويرون أناسا تجمعهم بهم قواسم مشتركة في الدين واللغة والعادات وهم يرددون مثل تلك العبارات أو مثل: الرقص مهنة شريفة! ثم تنهض الراقصة الشريفة وتأتي بحركات لو رأيت زوجتك تأتي بها في غرفة معتمة، يتعذر فيها على الإنسان أن يرى أرنبة انفه وليس معها أحد، لطلقتها وأقنعت أباها بتطليق أمها بأثر رجعي!
Unconfigured Ad Widget
Collapse
دعواتكم لهم بالرحمة
قينان حد السيف أبو زهير رمضان بن عبداللهافلام عربية
Collapse
X
تعليق