ناصر المرشدي
٢٠١٢/٣/١٤
التعليم العالي:
حالة عداء للإصلاح!
١ تعليقالأكاديمية الأمريكية التي عملت أستاذة للغة الإنجليزية في جامعة الملك خالد، أعدت تقريراً يلخص معظم مشكلات التعليم العالي، من وجهة نظر محايدة تماماً، تجعل من التشكيك في محتواه أو التقليل من شأنه أمراً غير مقبول، فضلاً عن أنه مطابق للمواصفات التي اشترطها أحد مسؤولي التعليم العالي إبان “قضية ساينس”! فالتقرير مبني على حقائق وأرقام، ومن كتبته لا تحمل في أجنداتها أي مؤامرة -وإلا كانت اتجهت به إلى المجلة الأمريكية الشهيرة- وليس في لهجة تقريرها “ما ينم عن عداء للمملكة” لا من قريب ولا من بعيد!
طريقة تعامل المسؤولين مع التقرير هي التي كانت “تنم عن حالة عداء للإصلاح”! وإلا ما معنى أن يُبتلع التقرير لعام كامل وكأنه لم يكن، وربما لم يكن ليدري به أحد لولا الأحداث الطلابية التي حدثت مؤخراً، وجعلت من ابتلعه يغص به ويلفظه! وهذا يدخل فيما وصفته الأستاذة الأمريكية بـ”انهيار النظام الإداري العلمي”!
مؤلم أن يصل بنا الحال إلى أن يكون تعليمنا العالي محل شفقة وحسرة سيدة غربية، قالت بصدق “أنا أتفهم أن يكون هذا هو الوضع في العالم الثالث، لكن المملكة ليست عالماً ثالثاً”! نعم، المملكة مؤهلة لتنتقل للعالم الأول، لكن مع الأسف إن بعض مسؤولينا ما فتئ يمارس بجهل إركاسنا في العالم الثالث، بطريقة جعلت حتى الغرباء يشفقون علينا، ولسان حالهم: “ولم أرَ في عيوب الناس عيباً .. كنقص القادرين على التمام”!

جريدة الشرق
الأربعاء 21/4/2433هـ