بضاعة مُزجاة
المواطن المريض بالورم.. غلطان
م. طلال القشقري
غلطانٌ هو المواطن الذي نشرت قصّته جريدُة (المدينة) يوم الثلاثاء الماضي، وأصيب بورم في فخذه الأيمن، فاضطرّ لإحضار سريرٍ معه لمستشفى الملك فهد في المدينة المنوّرة، بعد اعتذار المستشفى عن علاجه لعدم توفّر سرير خالٍ فيه، والغلط راكبه بنسبة 100 %، من قمّة رأسه لأخمص قدميه!.
إنه غلطان لأنه مَرِض، فمن قال له أن يمرض؟! وبورم (كمان)؟! يا سلام، هذا دَلَعْ، وكان عليه أن يتجنّب القضاء والقدر، وإذا أراد أن يمرض فليختر مرضاً عُضالاً، ليس الورم السهل، كالزُكام مثلاً! وهو غلطان لأنه لم يتعالج في محافظته مهد الذهب، البعيدة عن المدينة المنوّرة بـ 360 كيلاً، لأنّ وزارة الصحّة وفّرت أرقى المستشفيات التخصّصية في كلّ المحافظات النائية! وهو غلطان لأنه راجع المُستشفى 4 مرّات حسب مواعيدها، وهذا إزعاجٌ لها يستحقّ العقاب عليه، فمتى يكفّ المواطن عن إزعاج المستشفيات؟! وهو غلطان لأنه أحضر سريراً أزرق ليتماشى مع لون أسرّة المُستشفى، فربّما كان مسئولو المستشفى لا يُشجّعون نادي الهلال ذا اللون الأزرق، بل الاتحاد ذا اللونين الأصفر والأسود! وهو غلطان لأنه أحضر السرير على سيّارة وانيت (عراوي)، فالواجب أن يُحضره في سيّارة لكزس، أو يشحنه في طرْد دي إتش إل ليُبيِّن تعامل المستشفى مع وسائل الشحن العالمية! وهو غلطان لأنه اشترى السرير من ورشة حدادة، وفي هذا إهانة للمستشفى، وكان عليه شراؤه من مفروشات أيكيا الراقية، وأخيراً هو غلطان لأنّ المستشفى طلب من الجريدة فاكساً ليُوضّح موقفه دون حلّ جذور المشكلة بمعالجة المُواطن الموجوع، وفي هذا إثباتٌ أنّ الفاكس، أحياناً، أهمّ من صحّة مواطن متورّم!.
جريدة المدينة السبت 1/شعبان 1432هـ
نقلتها لكم ورزقي على اللهhttp://www.al-madina.com/node/313189
المواطن المريض بالورم.. غلطان
م. طلال القشقري
غلطانٌ هو المواطن الذي نشرت قصّته جريدُة (المدينة) يوم الثلاثاء الماضي، وأصيب بورم في فخذه الأيمن، فاضطرّ لإحضار سريرٍ معه لمستشفى الملك فهد في المدينة المنوّرة، بعد اعتذار المستشفى عن علاجه لعدم توفّر سرير خالٍ فيه، والغلط راكبه بنسبة 100 %، من قمّة رأسه لأخمص قدميه!.
إنه غلطان لأنه مَرِض، فمن قال له أن يمرض؟! وبورم (كمان)؟! يا سلام، هذا دَلَعْ، وكان عليه أن يتجنّب القضاء والقدر، وإذا أراد أن يمرض فليختر مرضاً عُضالاً، ليس الورم السهل، كالزُكام مثلاً! وهو غلطان لأنه لم يتعالج في محافظته مهد الذهب، البعيدة عن المدينة المنوّرة بـ 360 كيلاً، لأنّ وزارة الصحّة وفّرت أرقى المستشفيات التخصّصية في كلّ المحافظات النائية! وهو غلطان لأنه راجع المُستشفى 4 مرّات حسب مواعيدها، وهذا إزعاجٌ لها يستحقّ العقاب عليه، فمتى يكفّ المواطن عن إزعاج المستشفيات؟! وهو غلطان لأنه أحضر سريراً أزرق ليتماشى مع لون أسرّة المُستشفى، فربّما كان مسئولو المستشفى لا يُشجّعون نادي الهلال ذا اللون الأزرق، بل الاتحاد ذا اللونين الأصفر والأسود! وهو غلطان لأنه أحضر السرير على سيّارة وانيت (عراوي)، فالواجب أن يُحضره في سيّارة لكزس، أو يشحنه في طرْد دي إتش إل ليُبيِّن تعامل المستشفى مع وسائل الشحن العالمية! وهو غلطان لأنه اشترى السرير من ورشة حدادة، وفي هذا إهانة للمستشفى، وكان عليه شراؤه من مفروشات أيكيا الراقية، وأخيراً هو غلطان لأنّ المستشفى طلب من الجريدة فاكساً ليُوضّح موقفه دون حلّ جذور المشكلة بمعالجة المُواطن الموجوع، وفي هذا إثباتٌ أنّ الفاكس، أحياناً، أهمّ من صحّة مواطن متورّم!.
جريدة المدينة السبت 1/شعبان 1432هـ
نقلتها لكم ورزقي على اللهhttp://www.al-madina.com/node/313189
تعليق