بسم الله الرحمن الرحيم
وصلتني امس بعيثة من الاستاذ قينان الكناني الزهراني..وهي عبارة عن ثلاثة من الكتب القيمة
التي نبحر من خلالها في سياحة مكانية وزمانية عبر تاريخ زهران
فنقرأ ونحن جلوس نحتسي الشاي كتبا ماجمع مادتها والفها أصحابها الا بعد ان عانو الامرين بحثا وتنقيبا ودرسا وتنقيحا
فلك الشكر الجزيل ابوعبدالرحمن على تلك الهدايا الغالية والتي زادها قيمة ماخطته يدي المؤلفين الكريمين من اهداء يشرفني ويثلج صدري
وعند وصولي الى المنزل بالكتب,أخذت أتصفح بشغف بعض ماجاء فيها لأكون لمحة عامة قبل أن أبدأ القراءة التفصيلية(( وأعترف أنها ليست عادتي في قراءة الكتب..ولكن فضولي غلبني هذه المرة))
وكان اول ماوقع عليه الاختيار كتاب(قبيلة من زهران-بني كنانة بين الحاضر والماضي)..وشدني من بداية الكتاب مقدار الصدق والتواضع التي تميز الاستاذ قينان .. ولعلها أهم واعز ميزتين يمكن ان تتواجد بمؤلف لكتب ذات طبيعة تاريخية قبلية معقدة
وأثق أن هناك مسودات ومعلومات كثيرة مازال الاستاذ قينان يستطيع ان يثري بها المكتبة العربية
-ومما لاحظته ان بني كنانة قد تكون أصرح قبائل زهران الحجاز نسبا..
-كما لاحظت قصيدة ابن ثامرة امام الادريسي وذكره لوجود عساكر الغطريف بوادي السيسبان,وهي وان كانت خياليه الا اني تمنيت كتابة كامل الابيات,لنستشف المزيد من رؤية زهران على المستوى الشعبي لهذا(الغطريف) الذي لايذكر الا بمعرض الذم والعتو والكفروالاستكبار
والتي قد تكون ناتجة عن بقايا تاريخيه لزعامة عامة عسكرية ودينية قديمة..جرته الى صدامات فعلية مع بقية زهران وغيرهم من القبائل
-وشدني التطرق لموضوع الزعامة بزهران,والابتداء بزعامة ابوالبرش,وهو موضوع شدني ولكم تمنيت لوكانت هناك المزيد من التفاصيل(اوحتى افراد كتاب بالمستقبل عن تاريخ بيوت الزعامة في زهران)..وهناك مقولات عن طغيان ابوالبرش هذا تستدعي للذاكرة طغيان الغطريف بالجاهلية
- ولاحظت أيضا مايشعر به الكاتب الاستاذ قينان من مرارة يحاول ايصالها للقارئ,عند حديثه عن تغيير المسميات التاريخية وايجاد مسميات حديثة لاتمت لواقع ولا تاريخ المنطقة بصله,وهو أمر مستغرب كيف يمر بسهولة بمنطقة سياحية ما كان اجدرها ان تحتفظ باسمائها التاريخيه الاصيلة,وعدم تغيير الاسماء اخذا بالنظرة الشخصية والتي قد تختلف بحسب الذائقه لكل فرد..
-كما أن كتاب بيت من زهران,والحديث فيه عن بيت في الجاهلية(بيت حممه الدوسي)وبيت في الاسلام(بيت آل خضران) ..كتاب رائع في بابه وكم تمنيت مزيدا من التفصيل في تاريخ ال خضران ليكون الكتاب مناصفة بين البيتين,وان كنا لانجهل مدى الصعوبات وربما كره اثارة اي حساسيات عند الاسهاب في تفاصيل احداث قد لاتكون بعيدة
كما اطلعت على كتاب(العنوان في انساب زهران من الحجاز الى عمان وغيرهما من البلدان)..وهو كتاب نفيس فيه تفاصيل كثيرة تستحق الوقوف عندها مطولا وعدم الاكتفاء بقراءة سريعة لن تكون كافية لاستيعاب كتاب بذل فيه غاية الجهد والاستقصاء وشدت لأجل تأليفه وجمع مادته الرحال
وقد تكونت لدي ايضا ملاحظات من اطلاعي السريع:
-فأول ماشدني الملاحظة الهامة بآخر الكتاب,والتي يبدو أنها استدراك,او تأكيد لبعض ماورد بالكتاب,وفيها التأكيد على كون مسمى بالحارث يشمل كل بني حسن,وان كان اكثر تخصيصا لفرع(ال وجه الذيب)وهم الاوضح وربما الاصرح انتسابا اليه...حتى أنهم يذكرون نسبه كالتالي(الحارث بن سبعان بن مخالف بن جشم) ويعتبرون الحارث هذا واحد من عدة ابناء لسبعان(وهذا يختلف عن استنتاجات المؤلف التي يرى فيها ان الحارث هو الحارث بن عبدالله بن عامر الغطريف)
-وثاني أمر شدني..ولعل الاستاذ أحمدبن علي أبو عذرته,وصاحب السبق فيه,هواقتحام ماأحجم غيره عنه,من العمل على ربط قبائل زهران المعاصرة بالقبائل المذكورة بكتب التاريخ,ولعل هذا مايميز الكتاب عن غيره من كتب
-كما لاحظت عند الحديث عن فرع بني يوس أن المؤلف نسب بالخزمر الى يوس نسبا صريحا
أما بقية يوس((بني حسن-بني عامر-بني كنانة-الاحلاف-بيضان))..فهم ليسو من نسل يوس, وهنا نرى ان من غير المنطقي ان يسمى الجميع باسم يوس(أوس) والذي لاينتمي اليه نسبا الا بالخزمر,بل ان بني عامر حسب المؤلف((وهو الشائع لدى الجميع))هو ابو ليوس ولبني كنانة,وكان الاولى انتساب الابناء للاب لانسبة الاب للابن,وخاصة مع عدم توافر سبب مقنع لذلك,إذ ان لبني كنانة وبني عامر من القوة والعزة والشرف والاستقلالية ماهو معلوم
,كما أن بني حسن وبيضان والاحلاف بعيدة نسبيا في نسبها عن يوس(بحسب وجهة نظر المؤلف) فكيف انتسبت كل هذه القبائل والبطون ليوس,
من وجهة نظري الأمر أعقد من ذلك,وهناك الكثير من المعلومات تنقصنا,والتي لو توافرت لكان هناك المزيد من الدقة والاصابة في معرفة الانتماءات القديمة لتلك الشبكة المعقدة من القبائل
أكرر شكري الجزيل للاستاذ قينان,وأؤكد أني سأستغل كل فرصة يتوافر لي فيها الوقت وصفاء للذهن,لقراءة تلك الكتب القيمة قراءة متأنية فاحصة
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق وصلى الله على محمد
وصلتني امس بعيثة من الاستاذ قينان الكناني الزهراني..وهي عبارة عن ثلاثة من الكتب القيمة
التي نبحر من خلالها في سياحة مكانية وزمانية عبر تاريخ زهران
فنقرأ ونحن جلوس نحتسي الشاي كتبا ماجمع مادتها والفها أصحابها الا بعد ان عانو الامرين بحثا وتنقيبا ودرسا وتنقيحا
فلك الشكر الجزيل ابوعبدالرحمن على تلك الهدايا الغالية والتي زادها قيمة ماخطته يدي المؤلفين الكريمين من اهداء يشرفني ويثلج صدري
وعند وصولي الى المنزل بالكتب,أخذت أتصفح بشغف بعض ماجاء فيها لأكون لمحة عامة قبل أن أبدأ القراءة التفصيلية(( وأعترف أنها ليست عادتي في قراءة الكتب..ولكن فضولي غلبني هذه المرة))
وكان اول ماوقع عليه الاختيار كتاب(قبيلة من زهران-بني كنانة بين الحاضر والماضي)..وشدني من بداية الكتاب مقدار الصدق والتواضع التي تميز الاستاذ قينان .. ولعلها أهم واعز ميزتين يمكن ان تتواجد بمؤلف لكتب ذات طبيعة تاريخية قبلية معقدة
وأثق أن هناك مسودات ومعلومات كثيرة مازال الاستاذ قينان يستطيع ان يثري بها المكتبة العربية
-ومما لاحظته ان بني كنانة قد تكون أصرح قبائل زهران الحجاز نسبا..
-كما لاحظت قصيدة ابن ثامرة امام الادريسي وذكره لوجود عساكر الغطريف بوادي السيسبان,وهي وان كانت خياليه الا اني تمنيت كتابة كامل الابيات,لنستشف المزيد من رؤية زهران على المستوى الشعبي لهذا(الغطريف) الذي لايذكر الا بمعرض الذم والعتو والكفروالاستكبار
والتي قد تكون ناتجة عن بقايا تاريخيه لزعامة عامة عسكرية ودينية قديمة..جرته الى صدامات فعلية مع بقية زهران وغيرهم من القبائل
-وشدني التطرق لموضوع الزعامة بزهران,والابتداء بزعامة ابوالبرش,وهو موضوع شدني ولكم تمنيت لوكانت هناك المزيد من التفاصيل(اوحتى افراد كتاب بالمستقبل عن تاريخ بيوت الزعامة في زهران)..وهناك مقولات عن طغيان ابوالبرش هذا تستدعي للذاكرة طغيان الغطريف بالجاهلية
- ولاحظت أيضا مايشعر به الكاتب الاستاذ قينان من مرارة يحاول ايصالها للقارئ,عند حديثه عن تغيير المسميات التاريخية وايجاد مسميات حديثة لاتمت لواقع ولا تاريخ المنطقة بصله,وهو أمر مستغرب كيف يمر بسهولة بمنطقة سياحية ما كان اجدرها ان تحتفظ باسمائها التاريخيه الاصيلة,وعدم تغيير الاسماء اخذا بالنظرة الشخصية والتي قد تختلف بحسب الذائقه لكل فرد..
-كما أن كتاب بيت من زهران,والحديث فيه عن بيت في الجاهلية(بيت حممه الدوسي)وبيت في الاسلام(بيت آل خضران) ..كتاب رائع في بابه وكم تمنيت مزيدا من التفصيل في تاريخ ال خضران ليكون الكتاب مناصفة بين البيتين,وان كنا لانجهل مدى الصعوبات وربما كره اثارة اي حساسيات عند الاسهاب في تفاصيل احداث قد لاتكون بعيدة
كما اطلعت على كتاب(العنوان في انساب زهران من الحجاز الى عمان وغيرهما من البلدان)..وهو كتاب نفيس فيه تفاصيل كثيرة تستحق الوقوف عندها مطولا وعدم الاكتفاء بقراءة سريعة لن تكون كافية لاستيعاب كتاب بذل فيه غاية الجهد والاستقصاء وشدت لأجل تأليفه وجمع مادته الرحال
وقد تكونت لدي ايضا ملاحظات من اطلاعي السريع:
-فأول ماشدني الملاحظة الهامة بآخر الكتاب,والتي يبدو أنها استدراك,او تأكيد لبعض ماورد بالكتاب,وفيها التأكيد على كون مسمى بالحارث يشمل كل بني حسن,وان كان اكثر تخصيصا لفرع(ال وجه الذيب)وهم الاوضح وربما الاصرح انتسابا اليه...حتى أنهم يذكرون نسبه كالتالي(الحارث بن سبعان بن مخالف بن جشم) ويعتبرون الحارث هذا واحد من عدة ابناء لسبعان(وهذا يختلف عن استنتاجات المؤلف التي يرى فيها ان الحارث هو الحارث بن عبدالله بن عامر الغطريف)
-وثاني أمر شدني..ولعل الاستاذ أحمدبن علي أبو عذرته,وصاحب السبق فيه,هواقتحام ماأحجم غيره عنه,من العمل على ربط قبائل زهران المعاصرة بالقبائل المذكورة بكتب التاريخ,ولعل هذا مايميز الكتاب عن غيره من كتب
-كما لاحظت عند الحديث عن فرع بني يوس أن المؤلف نسب بالخزمر الى يوس نسبا صريحا
أما بقية يوس((بني حسن-بني عامر-بني كنانة-الاحلاف-بيضان))..فهم ليسو من نسل يوس, وهنا نرى ان من غير المنطقي ان يسمى الجميع باسم يوس(أوس) والذي لاينتمي اليه نسبا الا بالخزمر,بل ان بني عامر حسب المؤلف((وهو الشائع لدى الجميع))هو ابو ليوس ولبني كنانة,وكان الاولى انتساب الابناء للاب لانسبة الاب للابن,وخاصة مع عدم توافر سبب مقنع لذلك,إذ ان لبني كنانة وبني عامر من القوة والعزة والشرف والاستقلالية ماهو معلوم
,كما أن بني حسن وبيضان والاحلاف بعيدة نسبيا في نسبها عن يوس(بحسب وجهة نظر المؤلف) فكيف انتسبت كل هذه القبائل والبطون ليوس,
من وجهة نظري الأمر أعقد من ذلك,وهناك الكثير من المعلومات تنقصنا,والتي لو توافرت لكان هناك المزيد من الدقة والاصابة في معرفة الانتماءات القديمة لتلك الشبكة المعقدة من القبائل
أكرر شكري الجزيل للاستاذ قينان,وأؤكد أني سأستغل كل فرصة يتوافر لي فيها الوقت وصفاء للذهن,لقراءة تلك الكتب القيمة قراءة متأنية فاحصة
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق وصلى الله على محمد