في آخر مؤتمر صحافي لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل أجاب على سؤال ماذا ستعمل المملكة مع القوى الخارجية التي تحاول زعزعة أمنها واستقرارها ؟ فقال: الأصابع التي تحاول العبث بأمن وطننا سنقطعها.
ولم يعد خافيا على أحد أن جمهورية إيران الإسلامية هي التي تحاول العبث بأمن واستقرار المملكة. فمنذ مجيء الخميني وهم يحاولون تصدير الثورة التي تتدخل في شؤوننا وتحاول جاهدة العبث بأمننا . ولم يعد أيضاً خافيا أن أمريكا تؤيد ما تعمله إيران أو ترضى على الأقل. فمع أن الخميني بدأ باحتجاز موظفي السفارة الأمريكية في طهران كرهائن لمدة(444)يوما ، إلا أن ردة فعل الأمريكان لم تكن مساوية للفعل أو مناسبة له ، فلم يقم الأمريكان إلا بمحاولة فاشلة لإجلاء الرهائن ، توقفت بمجرد أن تصادمت بعض الطائرات الأمريكية ببعضها في صحراء إيران ، ( يعني لم تكن أمريكا تنوي عمل أي شيء بالإيرانيين ، فقط أجلاء الرهائن). بل على العكس فقد جاءت فضيحة (إيران جيت ) لتؤكد أنّ أمريكا تعمل على تزويد إيران بالأسلحة ، في الوقت الذي كانت تسميها إيران بالشيطان الأكبر .
راهنّا على قوة العراق ووقوفه في وجه المدّ الفارسي والثورة الخمينية وولاية الفقيه ، فعمدت أمريكا إلى إعطاء الضوء الأخضر للشيطان الأصفر ( إسرائيل ) لمهاجمة المفاعل النووي العراقي ، فدمّرته تماما في دقيقتين . ثم فاجأنا صدام حسين باحتلاله للكويت، فقضوا على جيشه وعتاده، ولاحقوه حتى فتشوا غرف نومه ، وملابس زوجته الداخلية ، في أكبر عملية إذلال وإهانة للعرب . بينما الفرس يتفرجون ويضحكون.
راهنّا على السنّة في أفغانستان ورأينا في حكومة طالبان السند القوي بعد الله الذي يقلق إيران على الأقل ، فجاءت عملية (11) سبتمبر التي لا يعرف أحد حلّ ألغازها إلى اليوم ، فقامت أمريكا بتدمير أفغانستان فأستانست إيران واستمرت في مشاريعها التي تضايق بها العرب من ناحية وترهبهم بها من ناحية أخرى . فهذا هو المفاعل النووي الذي يقيمون الدنيا من أجله الأمريكان وحلفاءهم ولا يقعدونها، لكنهم لا يرمونهم إلا بصواريخ من الكلام، إنما لا تفتيش ولا تهديد فعلي كما حصل للعراق أو لكوريا الشمالية التي هددت أمريكا بالرد العملي فسكتت أمريكا إلى الأبد.
والآن على من نراهن ؟ فقد استقوت إيران وكشفت عن نواياها بوضوح في عملية تمرّد الشيعة في البحرين، وقبلها كان لنا معهم تجارب عديدة ، ولا زالوا يتوعدون ويهددون في كل حج ، وما نفق المعيصم وحادثة الجمرات والجسور التي حول الحرم عنا ببعيد .
ياصاحب السمو : إننا نقدر لكم حكمتكم في التعامل مع الأمور وعدم استعجالكم في الحكم عليها ، ونقدر دبلوماسيتكم الهادئة ، إلا أننا أصبحنا نخشى أن يطمع الروافض فينا فيحسبون دفعنا بالتي هي أحسن ذلا واستكانة ، والأمريكان والغرب عموما ليسوا هم الذين يراهن عليهم كما قد ثبت ، فهل نراهن على الجبهة الداخلية ؟ ونرد لهم الصاع صاعين ؟ أو على الأقل نردّ عليهم بالمثل؟!
ياصاحب السمو : هؤلاء لا يريدون فقط العبث بأمننا واستقرارنا ، بل يريدون إحراقنا والقضاء علينا.
تعليق