بالقلم الأحمر
تقنية الأحوال المدنية
صالح بن خميس الزهراني
من الطبيعي أن تتطور الأحوال المدنية بشريا وفنيا وإداريا لإنجاز مراجعيها وبأي عدد كان، ليس لكونها أول من تعامل مع هذه التقنية قبل ما يقرب من ثلاثة عقود أن لم يكن أكثر عندما شرعت في إدخال المعلومات الديموغرافية لكل مواطن ومواطنة من واقع سجلاتهم المدنية لحفيظة النفوس. لكن من غير الطبيعي أن يكون تنظيم مواعيد المراجعين ـــ عن طريق الإنترنت ـــ محدودا بعدد من المراجعين والمراجعات يصعب تجاوزه كون خدمة الحجز غير متاحة فيتم إجبارك على أن تختار يوما آخر وربما في ساعة لا يمكن أن تجد فيها متسعا لحجزك.
صحيح أن التنظيم روح العمل وهو ـــ أي التنظيم ـــ إبداع المدير الناجح خاصة عندما يبحث عن الوسيلة التي تخدم جمهور الإدارة الخارجي بأسهل الطرق وأيسرها في سرعة وإتقان، وهذا لن يتحقق ما لم يكن لجمهور المنشأة الداخلي ـــ وهم العاملون من فنيين وإداريين ـــ النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية والتعهد بالدورات التخصصية والحوافز المعنوية والمالية، فليس من ضير أن تتم مكافأة المجد المنجز براتب شهر أو شهرين خاصة إذا كان النظام يتسع لهذه الحافز.
مما يؤسف له أن بعض القيادات الإدارية تسعى بطريقة أو بأخرى إلى وضع تنظيم إداري في مظهره الخارجي يخدم المراجع بينما هو خدمة للإدارة.
خذ عندك على سبيل المثال الأحوال المدنية محور حديثنا: في تصوري أن المواعيد الآلية خففت من المراجعين بنسبة تتجاوز 200 %، إذا أخذنا متوسط المراجعين لإدارات الأحوال المدنية في السنوات الماضية في الرياض أو جدة سوف نجد أن عددهم يتجاوز ما بين 1000 إلى 1500 مراجع يتم إنجازهم إلا من كان لديه نواقص في بعض المتطلبات، بينما مع المواعيد الآلية قد لا يتجاوز 450 رجلا وما يقرب من 130 امرأة، قد يتخلف نصفهم أو أقل، وهنا يشار إلى جودة التنظيم، وفي هذا إشكالية لمن تجبرهم الظروف الوقتية أو الطارئة وخاصة في غياب ما يثبت فإنهم خارج الحل حتى مع عدم وجود مراجعين.
عكاظ الخميس 26 ربيع أول 1432هـ
تقنية الأحوال المدنية
صالح بن خميس الزهراني
من الطبيعي أن تتطور الأحوال المدنية بشريا وفنيا وإداريا لإنجاز مراجعيها وبأي عدد كان، ليس لكونها أول من تعامل مع هذه التقنية قبل ما يقرب من ثلاثة عقود أن لم يكن أكثر عندما شرعت في إدخال المعلومات الديموغرافية لكل مواطن ومواطنة من واقع سجلاتهم المدنية لحفيظة النفوس. لكن من غير الطبيعي أن يكون تنظيم مواعيد المراجعين ـــ عن طريق الإنترنت ـــ محدودا بعدد من المراجعين والمراجعات يصعب تجاوزه كون خدمة الحجز غير متاحة فيتم إجبارك على أن تختار يوما آخر وربما في ساعة لا يمكن أن تجد فيها متسعا لحجزك.
صحيح أن التنظيم روح العمل وهو ـــ أي التنظيم ـــ إبداع المدير الناجح خاصة عندما يبحث عن الوسيلة التي تخدم جمهور الإدارة الخارجي بأسهل الطرق وأيسرها في سرعة وإتقان، وهذا لن يتحقق ما لم يكن لجمهور المنشأة الداخلي ـــ وهم العاملون من فنيين وإداريين ـــ النصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية والتعهد بالدورات التخصصية والحوافز المعنوية والمالية، فليس من ضير أن تتم مكافأة المجد المنجز براتب شهر أو شهرين خاصة إذا كان النظام يتسع لهذه الحافز.
مما يؤسف له أن بعض القيادات الإدارية تسعى بطريقة أو بأخرى إلى وضع تنظيم إداري في مظهره الخارجي يخدم المراجع بينما هو خدمة للإدارة.
خذ عندك على سبيل المثال الأحوال المدنية محور حديثنا: في تصوري أن المواعيد الآلية خففت من المراجعين بنسبة تتجاوز 200 %، إذا أخذنا متوسط المراجعين لإدارات الأحوال المدنية في السنوات الماضية في الرياض أو جدة سوف نجد أن عددهم يتجاوز ما بين 1000 إلى 1500 مراجع يتم إنجازهم إلا من كان لديه نواقص في بعض المتطلبات، بينما مع المواعيد الآلية قد لا يتجاوز 450 رجلا وما يقرب من 130 امرأة، قد يتخلف نصفهم أو أقل، وهنا يشار إلى جودة التنظيم، وفي هذا إشكالية لمن تجبرهم الظروف الوقتية أو الطارئة وخاصة في غياب ما يثبت فإنهم خارج الحل حتى مع عدم وجود مراجعين.
عكاظ الخميس 26 ربيع أول 1432هـ