Unconfigured Ad Widget

Collapse

وفاء الأوفياء

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • قينان
    أدعو له بالرحمه
    • Jan 2001
    • 7093

    وفاء الأوفياء

    بالقلم الأحمر

    وفاء الأوفياء

    صالح بن خميس الزهراني
    أجزم بأن سرور أي منا عندما يقيم مناسبة، وبالأخص احتفالات الأعراس له أو لأحد من أسرته، لن يكون كما يتمنى أن يكون عليه ما لم يكن معه أصدقاؤه ومحبوه، ومن استأنس بصحبتهم في تواجد أهله وأقربائه ومجتمعه الذي عاش بينهم حيا كان أو قبيلة.. كون مشاركتهم له بها يزهو ومنها يسر.
    هذا الانطباع السائد عند الأكثر من بني البشر إن لم يكن كلهم يجعلني أنقل معايشة تلك اللحظات مساء الخميس الماضي عندما أكرمني الباري جلت قدرته أن أحتفل مع ذلك الجمع الكثير من مختلف بلادنا ــ حرسها الباري ــ بزواج ابني محمد ــ وفقه الله. وهنا يحق لي أن أعبر عن سروري وعظيم تقديري لكل من تجشم مشاق السفر والتنقل إلى أن حضر ولو كان الأقرب من مكان المناسبة، ثم إنني أثني بالشكر الجزيل لكل من اعتذر لظرف أقدره واهتمام أثمنه كوني كنت محل اهتمامه وتلك من شيم الأوفياء وكرم الكرماء وأدب العظماء. زاد من سروري إحياء موروث قبيلتي الحجازية في تلك الليلة عند إقامة عرضتهم المتميزة عن غيرها، فكانت بمن حضر من الشعار أكثر تألقا إلى نهايتها من غير خطأ يعكر صفو ذلك الجمع المميز.
    وإذا كنا موقنين أن الكمال لله تعالى، فإن الخطأ قد يحدث في المناسبات الكبيرة سواء من صاحب المناسبة أو أحد عناصر من يقوم عليهم الحفل، وخاصة إحياء الموروثات الشعبية.. وفي هذا يجب أن نقر بما قيل عن الخطأ: بأنه أكبر معلم للإنسانية وعنوا أو قصدوا بقولهم: إن الإنسان كثيرا ما يتعلم من الفشل أكثر مما يتعلم من الصواب.
    وقد سئل الجاحظ مرة (ممن تعلمت الأدب؟ فقال: من قليل الأدب) وهكذا قيل.. يتعلم الإنسان الصمت من الثرثار، والصدق من الكذاب، والاستقامة من المنافق، فالعاقل من اتعظ بغيره، والشقي من وعظ به غيره. وفي هذا السياق قال يحيى بن معاذ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثا: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.
    هكذا الفقهاء، والأدباء، والنبلاء في أثرهم ومآثرهم نستذكرها مع كل مناسبة، ونستحضرها عندما نجد من يسدل الستار على المشهد قبل أن ينتهى
    صحيفة عكاظ
    الخميس5/4/1432هـ
    sigpic
Working...