Unconfigured Ad Widget

Collapse

أوراق متجول بين المعرض و الكتاب ( 1 )

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • الشعفي
    مشرف المنتدى العام
    • Dec 2004
    • 3148

    أوراق متجول بين المعرض و الكتاب ( 1 )

    أوراق متجول بين المعرض و الكتاب ( 1 )


    بقلم : عبدالرحمن بن عبدالله الصبيح


    انتصفت أيام معرض الكتاب و كادت، وكان لابد لي من أكثر من جولة، ومع تلك الجولات لابد أن تتوارد الخواطر والآراء، و تتبادر العناوين وأسماء المؤلفين. ولكلٍ اختياره وذوقه واهتمامه، وكنت أعجب أنه في كل سنة قد يكون للمرء مجموعة اختيارات واهتمامات تحددها ميوله و اهتماماته وقت المعرض، فيركز جهده على ما يشغله، ومن الناس من هو دوما بلا اختيار أو هدف. أسير القوائم والنصائح، زبون دائم للإعلانات التي ما أصبحت تأخذ جانب الدعاية المجردة و "البنر" الواضح الكبير. ويبدوا أن تلك الطريقة الإعلانية هي من أضعف الوسائل الإعلانية الآن. والدعاية ذات المفعول السحري للكتاب هي التي تأخذ طابعا آخر و لوناً آخر يسري بين الناس سريان النار في الهشيم؛ ألا وهو: تزكية ذا رأي وفكر لهذا الكتاب أو ذاك، أو حديث مستفيض عن منع ذاك الكتاب أو هذا، أو أن هذا الكتاب فيه ما لم تتنبه له عين الرقيب فبادِر بأخذه. فتأخذه وأنت مغمض العينين، تضمه لفوائدك بقوة وتبالغ في إخفائه، تخشى أن تتنبه له عين الرقيب فتأخذه عنوة من بين يديك! فإذا غادرت تلك البوابة ذات الأطواق الأمنية المشددة تنفست الصعداء.

    ومما يُذكر في هذا الصدد كتاب ( السجين 32) لمحمد سعيد الطيب عند المركز الثقافي العربي دَوَّن فيه مذكراته وهي مجموعة لقاءات أجريت معه، ويقال أن الناشر في أول أيام المعرض تحرج من عرضها و دسها تحت الرف إلى غير ذلك، و قالوا إن فيها بعض التجاوز المُحبذ للبعض، و تناول بعض الشخصيات، و لم أشتر الكتاب لسعره الباهظ المبالغ فيه (70 أو 80 ريال) و لذلك لست متأكداً مما يحتويه الكتاب. و لكني أخذت له ( مثقفون و أمير) قدَّم له عبدالعزيز الخضر " كتاب (مثقفون و أمير) للناشط الإصلاحي المستشار محمد سعيد الطيب تبدو أهميته أنه عينة تاريخية نادرة عن الحالة السعودية... "، و تكمن أهمية مقدمة الخضر انه مؤلف كتاب " السعودية.. سيرة دولة و مجتمع"، و الكاتب (ياسر محمد سعيد) -الاسم المستعار الذي نشر به الكتاب أول مرة- لم يعرفه الكاتب محمود السعدني في صوت الكويت! وأنا لم أقرأ الكتاب بعد فأنا ما زلت مستكشفا له.

    وما دام الحديث عن الحِراك الفكري و الثقافي فلا يجب أن تُغفل رواية ( زوار السفارات) لمحمد بن صالح الشمراني، و تقديم إبراهيم السكران. تلك الرواية الساخنة جداً، و المثيرة جداً، فهي كفكرة جديدة و جريئة ومثيرة في آن واحد، اجزم أن كل من سيقرئها سيستمع بها سواء وافق المؤلف أم عارضه، لأنها رواية محترفة قبل كل شيء. و أعتقد أن هذا العنصر بالتحديد هو الذي تفتقده الرواية "الإسلامية" السعودية تحديداً، فبعض الروايات أشبه بالمواعظ منها بالروايات. هذه الرواية ستفتح أفقاً، وستحرك ساكناً، و قد تنطق ساكتاً، "الشيء الذي أنا متأكد منه أن هذه الرواية ستربك الخطة تماماً" إبراهيم السكران. وأعتقد أنها قد تكون بداية لفتح بعض الملفات المغلقة و المعلقة. المؤلف ذاته له رواية أخرى بعنوان ( أميرة 2) و قد نالت المركز الأول لأجمل رواية التي أقامتها مجلة البيان، و كِلا روايتي الشمراني تعرضتا للحجب و المنع و صعوبة النشر، و يقال بأن الأولى سحبت من المعرض. الروايات متوفرة عند (مركز الدراسات الفلسطينية) التي لا يبدوا على وجه البائع السرور و هو يبيع هاتين الروايتين، و لا أدري لماذا؟!

    و الرواية تجرنا للرواية كذلك، فهناك ( دار الرواية) وهي مهتمة بالروايات الهادفة، ولهم بداية قوية وقدموا مجموعة من العناوين الكثيرة، أخذت منهم ( رائحة الخبز) لمروان كجك رحمه الله الذي توفي قبل طباعة الرواية بشهرين فقط. كما أن الدار توفر روايات الدكتور المتفنن المبدع محمد الحضيف. ودعم هذه الدار وغيرها من الدور و المشاريع الإصلاحية متحتم. ومن الروايات التي يجدر الإشارة بها. روايتي ( اليهودي و الفتاة والعربية) لعبدالوهاب آل مرعي، و (مدائن الرماد) لبدرية العبدالرحمن، مكتبة العبيكان، و هاتان الروايتان ظلمتا كثيرا، ربما لنفسهما الإسلامي، وهما روايتان غاية في الروعة، و كلاهما فيهما إسقاطات، و مدائن الرماد اعتمدت على بعض الخيال العلمي والتنبؤ المستقبلي، وهذا فن يفضله البعض. و في الأخرى ابتدأ الرواية بفتاة جبلية في عسير انتهى بها المطاف في أوروبا! سارت من هنا إلى هناك في ملحمة عجيبة متقنة. وأعتقد أن أي منصف لو ألقى نظرة عابرة على هاتان الروايتان لا يمكن أن يبقيهما على الرف بهذا الشكل. و كلي أمل أن ينهض الكاتبان فيتحفانا بعمل آخر يثريان به الساحة الأدبية و الروائية.

    والملفات المغلقة تقودنا للحديث عن كتاب مهم جداً، بل يعد وثيقة نفيسة ( ذكريات و أسرار 40 عاماً في الإعلام و السياسة) لعرفان نظام الدين. دار الساقي. المؤلف واكب نشأة جريدة الحياة و رأس تحريرها، و أحد مؤسسي الشرق الأوسط و رأس تحريرها كذلك، و تدرب عنده الشاب النحيل -وقتها- تركي السديري، ثم عمل و ساهم في تأسيسmbc، وغير ذلك من مسيرته الحافلة التي سطرها في 890 صفحة، و الكتاب يباع بـ 100 ، أو 80 ريال كما أخذتُه، و لا استخسر عليه ثمنه. الكتاب مملوء بالأسرار و الأخبار و الطرائف، فيه حديث عن ضمائر مهراقة، وتبييت الشر و الفساد و الإفساد من خلال تأسيس بعض القنوات، لا يصح أبدا الحديث عن الكتاب بهذا الشكل المُجتزأ. ستأخذ دورة مكثفة من خلال قراءتك في العمل الإعلامي الاحترافي، و ستتكشف لك الكثير من الأسرار، يكفي فيه حديثه عن ذلك الاجتماع الذي واكب التأسيس و الذي قال فيه أحدهم: أن تلك الأمور التي تعرض في الشاشة يجب أن تدخل كل بيت!! يجب أن نقضي على التخلف...الخ. كان عرفان يتساءل: من الذي يوجب؟

    (عصر العلم) لأحمد زويل، يقال عن الكتاب أنك لا يمكن أن تقرأه و لا يتغير فيك شيء! لم أقرأ الكتاب بعد، كنت دوماً ما أسوف شراء ذلك الكتاب النفيس، ولما رأيت اسم المؤلف -فقط اسمه- يزين البرنامج الثقافي للمعرض، قلت لابد من الجمع بين الحسنيين. كتاب و محاضرة، حضر الكتاب ولُعب علي فيه و لم تحضر المحاضرة! ومما يجدر قوله عن المعرض: أن هناك نية مبيَّته، و هناك قَدَرٌ مكتوب، مضى القدر وحده. فكأن ذلك المعرض أُتي من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله، حتى إذا تهاوى خرَّ عليه السقف من فوقه، و لله سبحانه وتعالى حكمة. تألمت كثيرا لعدم إقامة المحاضرة، و للأسف أن خبرها لم يأتِ إلا متأخرا، بعد أن قدمت المعرض. ويقال أنه كُبر التكبيرة الرابعة على جميع البرنامج الثقافي.

    هو -الكتاب- لعبقري عربي زاحم الأعين الزرق، وتسيد قمة العلم.

    أما كيف لُعب عليَّ في الكتاب؟ فأنا لدي قناعة أن أي كتاب يباع في المعرض وخارجه فهو في الأغلب أرخص خارج المعرض ، أو قد يكون بنفس السعر وقلَّما يقل عنه، و كنت أذكر أن (عصر العلم) في بحر الثلاثين و يقارب الأربعين، و في قائمة أسعار المعرض بـ 42، و بعد الخصم 38 ، ويباع الكتاب بـ 40 ريال، رفضت السعر، و أخذته كما هو بـ 38 ، التي قبلها على مضض، فَرِحت. فقد ظننت أنني.. أنني ... . غادرت المعرض و توقفت في مكتبة جرير لغرض غير الكتاب، كان الكتاب هناك بـــ 30 ريالاً فقط!. (خيرها بغيرها).

    وهناك كتباً مَهما تقادمت فتبقى جديدة، ومؤلفين مهما تقادموا و تباعدت أزمانهم فيبقون هم السادة، فلا يزهدن المرء في كتب الأصول سواء في الشريعة أو التاريخ أو الأدب، و اعلم أنه مهما ابتعد الناس و صنفوا فهم عيال عليها لا ينفكون عنها، فالزمها إذاً. من هذه الكتب على سبيل المثال ( البداية والنهاية) لابن كثير، من رأيي أنه من أعظم كتب التاريخ إن لم يكن أعظمها و أنفسها، و فيه ما لا يوجد في غيره، ولابن كثير رحمه الله كلمات و تعليقات لا يقولها إلا هو، تستغني به و لا يُستغنى عنه. وكنت مستغنيا في المطولات بمكتبة الوالد حفظه الله، و لما تفرقت المكتبة - جمَّعها الله- شعرت بالحاجة الأكيدة لهذا الكتاب الذي أُطيل النظر فيه كثيرا، فكان ما كان في هذا المعرض. هناك طبعتان أو تحقيقان : ط/ دار ابن كثير ، و هي التي اشتريتها ، و هي طبعة نفيسه، وهي في المعرض و خارجه بــ 400 ريال، و أخذتها بأقل من هذا السعر. وهناك ت/ التركي، ومن رأيي أن تحقيق التركي غالي الثمن جدا، فهو يباع ما بين 600 إلى 700 ريال! و لا أظن أن هناك فرقاً كبيراً، بل بعض أهل الاختصاص من أهل الملاحظة الدقيقة اختلفوا في أي الطبعتين أفضل، فيُكتفى بطبعة ابن كثير و التي راجعها الشيخ عبدالقادر الأرناوؤط رحمه الله وهي طبعة (فاخرة، وملونه، ورق أصفر) و هناك طبعات أُخَر بسعر أقل يبدأ من 80 ريال إلى 700 ريال، فاختر ما بدا لك.

    ومن الأسماء التي لا تتقادم: شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وابن رجب في رسائله النافعة الماتعة، و من المعاصرين الرافعي، والمازني فعنده ما لا يوجد عند غيره من ثقافة موسوعية وثقافات متعددة قلَّ نظيرها، و العقاد في كتابه ( أنا) و القطبين محمد و سيد، والشيخ علي الطنطاوي، ويكفي في الطنطاوي مذكراته فهي آخر ما كتب. و غيرهم كثير. ومن الكتب اللطيفة الممتعة ( قصص العرب) أربع مجلدات و جمع في مجلد واحد عند المكتبة العصرية، لمجموعة من المؤلفين، جُمع لك فيه أدب العرب ونُقِي من كثير مما يُشوه ذلك الأدب و التاريخ من كذب أو دس وتدليس، كتاب لا يمل و لا يتقادم أبداً.

    والذي دعاني للاستطراد السابق أن البعض يدخل المعرض و المكتبة وفي ذهنه الجديد، ولمَّا ينته من القديم الذي يعتبر أصلاً لذلك الجديد، و كثير من الجديد للأسف الشديد غثاء كغثاء السيل، نسخا كربونية مشوهة رديئة التصنيع لذاك القديم المنبوذ!

    ومن القديم الذي لا مثيل له و لا نظير كتاب ( الاعتبار) لأسامة ابن منقذ رحمه الله، و لكنه سيكون ما أبتدئ به في الجزء الثاني من هذه الجولة.
    من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة
  • بن عبوش
    عضو مميز
    • May 2003
    • 2331

    #2
    رووووووووووووعه سلمت اناااااااااااااااملك انت معرض كتااااااااااااب بحااااااااااااااله صديقي وحبيبي اثااااااااااااااابك الله على هذا الجهد الراااااااااااائع ,,,صدقت اخي فبعد المعرض بخمسه اياااااااام فقط يكون جميع ما عرض فيه متوفر في جرير والعبيكان وارخص ولكن البعض يحب يستعرض في المعرض عشااااااااااااااان يقال عنه مسقف ,!!!!!!!!

    تعليق

    • الشعفي
      مشرف المنتدى العام
      • Dec 2004
      • 3148

      #3
      الأخ ابن عبوش سعدت بمرورك الكريم

      ما أنا إلا ناقل لمتجول في المعرض , والحقيقة ان معارض الكتب قل مرتادوها
      في ظل انشغال الناس بالقراءة العنكبوتية من صحف ومنديات وفيس بوك وغيرها
      وكما ذكر الكاتب أن الجديد نسخة من القديم .

      سلامي وشكري لك عزيزي .
      من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        عزيزي الشعفي
        كنت أظنك المتجول في المعرض . وقد تجولت مثلك وحاولت تسجيل بعض مارأيت فما استطعت .
        شكرا لك .
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        Working...