بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد:
فلقد جاءني رجل في الثلاثينيات من عمره يبدو على محياه سيما إرهاق ونظرات فيها من الحيرة مالله به عليم, دنا مني بعد فرض من فروض الصلاة فقال لي : إن لي إليك حاجة. قلت انتظرني حتى نفرغ من صلاتنا .
لا أخفيكم أن الدنيا على قولنا لوتبي فالرجل يحير ونظراته زائغة وارتباكه أربكني وما تهنيت تلك الركعتين فعين على السجود وأخرى الله أعلم بها نسأل الله أن يتجاوز عني وعنكم .
بعد أن فرغنا وفرغ الجامع من المصلين قمت إليه في زاوية المسجد فقلت له مرحبا بك تفضل قل ما عندك فكلي آذان صاغية وسأخدمك بما استطيع عليه. وكأني بالرجل تهللت أسارير وجهه فانطلق يقول :
(( كنت شاباً في ريعان الشباب أحلم بما يحلم به كل شاب آمال وطموحات وأخرى لم أكن أعلم من أين كانت تأتيني تلك الأفكار والرؤى كنت مجتهدا في دراستي إلا أني وقعت في الحب أحببت من أعماق قلبي حتى أني لم أكن أتنفس إلا هواء الحب ولا آكل ولا أشرب إلا على موائده عاديت كل من عاداه وتقربت إلى كل من وافقني ولو بإيماءة من رأسه إلا أني في نهاية المطاف فقدت من أحب في ظروف غامضة لا تفيد ولن أستفيد من ذكرها لك, المهم أني بعدها تيسرت أموري وعاد قلبي ينتعش من جديد بعد أن عاش في أقسى مراحل حياته ثم من الله علي وتزوجت بعد ضغوطات كبيرة من العائلة والمجتمع من حولي إلا أن من في القلب بقي مكانه لم يتزحزح مضت السنة الأولى على ما فيها من تقلبات ومراحل استكشاف بيني وبيني زوجي ثم انقضت السنة الثانية ولنا منها خدوش, ثم مضت السنة الثالثة والرابعة حتى هدأت الحياة واقتربنا من بعضنا في الحياة بالرغم من بعض الفروقات التي كانت بيننا إلا أنا استطعنا أن نتكيف مع الحياة ونمضي بالسفينة على الوجه الذي نراه سليما.
وقبل أيام وفي ليلة ليلاء جاءني اتصال في آخر الليل بعد الثانية فجرا وإذا هو صوت ناعم أطار النوم من رأسي ونزغ الشيطان في صدري :
قلت : من ؟
قالت : لا عليك هل هذا هاتف الاستاذه فلانه ؟
قلت ساخراً : لا هذا هاتف الاستاذ فلان ـ اسمي ـ .
قالت شكرا ثم أغلقت الهاتف .
في تلك الليلة وبعد أن عدت إلى فراشي حيث أني قمت وخرجت من غرفة النوم بحجة دورة المياة حتى لا ترى أم العيال أو تشعر بما حدث, لما عدت واستلقيت على فراشي قدم إبليس بخيله ورجله فقال لي ما رأيك أن تبعث إليها برسالة قصيرة تفهمها أنك قد فهمت المكالمة وأنك لست من أهل الليالي الحمراء ـ لصوص الليل ـ امتنعت في البداية أن أطيعه, فاستعذت بالله منه وانقلبت على جنبي الآخر, فعاد الخبيث يراودني ويلح علي, استعذت بالله وانقلبت مرة أخرى, وسرى ليلي بين استعاذة وانقلاب, أخذت نفسا عميقاً ثم تناولت الهاتف فكتبت الرسالة ثم أرسلتها فلقد غلبني الخبيث, رجعت لأغمض عيني وبعد مضي دقائق معدودة عاد هاتفي ينبض فنبض قلبي معه وليتني ما رددت عليه, فإذا نفس الرقم :
نعم
سلام عليكم
وعليكم السلام
لماذا تكتب هذا الكلام هل تظن أن كل الناس بمثل هذا الفكر الذي فكرت فيه ؟
لا لكني استغربت أن يأتي اتصال في هذا الوقت يسأل عن فلان وعلان
لا يا سيدي أنا صادقة فيما أقول والله على ذلك من الشاهدين.
وماذا تريدين من فلانه
لا شيء كنت أريدها في أمر ما
هل أنت معلمه أم طالبة
طالبة وانت
موظف
وبعد مضي عشر دقائق من التباسط في الحديث اكتشفت أنها شاعرة ـ استمعت لبعض قصائدها فصحى وعامية ـ ورسامة ـ أرسلت لي بعض رسوماتها ـ وفي نهاية المطاف تبادلنا الايميلات ثم أغلقت الهاتف ونمت .
في اليوم الثاني بدأنا نتبادل الاحاديث حول بعض القضايا في الشعر والادب وفي وفي حتى انجررنا وارتاح كل منا للآخر, وتمضي الأيام ونحن على تواصل وأمنيات بالتوفيق والسداد ونصائح من هنا وهناك حتى وصلنا إلى أمنيات باللقاء على الحلال وقد تعلق كل منا بصاحبه أما أنا فقد استولى علي الخوف والقلق وأما هي فلقد بلغت من التعلق بي أن أصبحت أهم عندها من وجباتها الرئسية وقد اتخذتني فارس الأحلام, حاولت التملص والتخلص حتى لا أجرح مشاعرها واتخذت اسلوب الحب المقنن والنصائح التي يغلب عليها الصرامة إلا أني لم استطع أن أبتعد عنها واحترت بين قلبي وعقلي وواقعي ومشاعرها المسكينة فلولم تكن الرسالة لم أصل الى ما وصلت إليه, والمصيبة أن زوجتي أصبحت تتعلق بي بشكل لم أشعر به من قبل وقد غدوت بين هذين القلبين قلب قريب حلالا وقلب بعيد حرام أخشى أن يفقدني الله الاثنين بسببه فاحترت وإني من حالي كما ترى فما العمل ؟))
.
قلت له بسيط ولا تحتار لعل في الأمر خير عميم لم لا تحاول الزواج وتنعم بالخيرين .
نظر إلي وقد احمرت أوداجه حتى كاد أن ينفجر وجهه في وجهي مجنون أنت ظروفي لا تسمح لي فما ذنب زوجتي ثم أني لا اقوى على المصاريف وأنت تعلم ظروف هذا العصر
سكت وأنا أتأمله ودموعه تملأ عينيه وفي قلبي آلام قديمة حركها الرجل فلعمري أني اعرف ما يعتري الرجل من معاناة حب هبط فجأة حتى يجعل الحليم حيرانا فقلبه يدعوه ويغرقه وعقله يمسك به لينتشله وينقذه وبينهما المسكين يصيح .
طلبت منه مهله حتى اجد له مخرجا .
فساعدوني وساعدوه
رحمني الله وإياكم ورحمه
فلقد جاءني رجل في الثلاثينيات من عمره يبدو على محياه سيما إرهاق ونظرات فيها من الحيرة مالله به عليم, دنا مني بعد فرض من فروض الصلاة فقال لي : إن لي إليك حاجة. قلت انتظرني حتى نفرغ من صلاتنا .
لا أخفيكم أن الدنيا على قولنا لوتبي فالرجل يحير ونظراته زائغة وارتباكه أربكني وما تهنيت تلك الركعتين فعين على السجود وأخرى الله أعلم بها نسأل الله أن يتجاوز عني وعنكم .
بعد أن فرغنا وفرغ الجامع من المصلين قمت إليه في زاوية المسجد فقلت له مرحبا بك تفضل قل ما عندك فكلي آذان صاغية وسأخدمك بما استطيع عليه. وكأني بالرجل تهللت أسارير وجهه فانطلق يقول :
(( كنت شاباً في ريعان الشباب أحلم بما يحلم به كل شاب آمال وطموحات وأخرى لم أكن أعلم من أين كانت تأتيني تلك الأفكار والرؤى كنت مجتهدا في دراستي إلا أني وقعت في الحب أحببت من أعماق قلبي حتى أني لم أكن أتنفس إلا هواء الحب ولا آكل ولا أشرب إلا على موائده عاديت كل من عاداه وتقربت إلى كل من وافقني ولو بإيماءة من رأسه إلا أني في نهاية المطاف فقدت من أحب في ظروف غامضة لا تفيد ولن أستفيد من ذكرها لك, المهم أني بعدها تيسرت أموري وعاد قلبي ينتعش من جديد بعد أن عاش في أقسى مراحل حياته ثم من الله علي وتزوجت بعد ضغوطات كبيرة من العائلة والمجتمع من حولي إلا أن من في القلب بقي مكانه لم يتزحزح مضت السنة الأولى على ما فيها من تقلبات ومراحل استكشاف بيني وبيني زوجي ثم انقضت السنة الثانية ولنا منها خدوش, ثم مضت السنة الثالثة والرابعة حتى هدأت الحياة واقتربنا من بعضنا في الحياة بالرغم من بعض الفروقات التي كانت بيننا إلا أنا استطعنا أن نتكيف مع الحياة ونمضي بالسفينة على الوجه الذي نراه سليما.
وقبل أيام وفي ليلة ليلاء جاءني اتصال في آخر الليل بعد الثانية فجرا وإذا هو صوت ناعم أطار النوم من رأسي ونزغ الشيطان في صدري :
قلت : من ؟
قالت : لا عليك هل هذا هاتف الاستاذه فلانه ؟
قلت ساخراً : لا هذا هاتف الاستاذ فلان ـ اسمي ـ .
قالت شكرا ثم أغلقت الهاتف .
في تلك الليلة وبعد أن عدت إلى فراشي حيث أني قمت وخرجت من غرفة النوم بحجة دورة المياة حتى لا ترى أم العيال أو تشعر بما حدث, لما عدت واستلقيت على فراشي قدم إبليس بخيله ورجله فقال لي ما رأيك أن تبعث إليها برسالة قصيرة تفهمها أنك قد فهمت المكالمة وأنك لست من أهل الليالي الحمراء ـ لصوص الليل ـ امتنعت في البداية أن أطيعه, فاستعذت بالله منه وانقلبت على جنبي الآخر, فعاد الخبيث يراودني ويلح علي, استعذت بالله وانقلبت مرة أخرى, وسرى ليلي بين استعاذة وانقلاب, أخذت نفسا عميقاً ثم تناولت الهاتف فكتبت الرسالة ثم أرسلتها فلقد غلبني الخبيث, رجعت لأغمض عيني وبعد مضي دقائق معدودة عاد هاتفي ينبض فنبض قلبي معه وليتني ما رددت عليه, فإذا نفس الرقم :
نعم
سلام عليكم
وعليكم السلام
لماذا تكتب هذا الكلام هل تظن أن كل الناس بمثل هذا الفكر الذي فكرت فيه ؟
لا لكني استغربت أن يأتي اتصال في هذا الوقت يسأل عن فلان وعلان
لا يا سيدي أنا صادقة فيما أقول والله على ذلك من الشاهدين.
وماذا تريدين من فلانه
لا شيء كنت أريدها في أمر ما
هل أنت معلمه أم طالبة
طالبة وانت
موظف
وبعد مضي عشر دقائق من التباسط في الحديث اكتشفت أنها شاعرة ـ استمعت لبعض قصائدها فصحى وعامية ـ ورسامة ـ أرسلت لي بعض رسوماتها ـ وفي نهاية المطاف تبادلنا الايميلات ثم أغلقت الهاتف ونمت .
في اليوم الثاني بدأنا نتبادل الاحاديث حول بعض القضايا في الشعر والادب وفي وفي حتى انجررنا وارتاح كل منا للآخر, وتمضي الأيام ونحن على تواصل وأمنيات بالتوفيق والسداد ونصائح من هنا وهناك حتى وصلنا إلى أمنيات باللقاء على الحلال وقد تعلق كل منا بصاحبه أما أنا فقد استولى علي الخوف والقلق وأما هي فلقد بلغت من التعلق بي أن أصبحت أهم عندها من وجباتها الرئسية وقد اتخذتني فارس الأحلام, حاولت التملص والتخلص حتى لا أجرح مشاعرها واتخذت اسلوب الحب المقنن والنصائح التي يغلب عليها الصرامة إلا أني لم استطع أن أبتعد عنها واحترت بين قلبي وعقلي وواقعي ومشاعرها المسكينة فلولم تكن الرسالة لم أصل الى ما وصلت إليه, والمصيبة أن زوجتي أصبحت تتعلق بي بشكل لم أشعر به من قبل وقد غدوت بين هذين القلبين قلب قريب حلالا وقلب بعيد حرام أخشى أن يفقدني الله الاثنين بسببه فاحترت وإني من حالي كما ترى فما العمل ؟))
.
قلت له بسيط ولا تحتار لعل في الأمر خير عميم لم لا تحاول الزواج وتنعم بالخيرين .
نظر إلي وقد احمرت أوداجه حتى كاد أن ينفجر وجهه في وجهي مجنون أنت ظروفي لا تسمح لي فما ذنب زوجتي ثم أني لا اقوى على المصاريف وأنت تعلم ظروف هذا العصر
سكت وأنا أتأمله ودموعه تملأ عينيه وفي قلبي آلام قديمة حركها الرجل فلعمري أني اعرف ما يعتري الرجل من معاناة حب هبط فجأة حتى يجعل الحليم حيرانا فقلبه يدعوه ويغرقه وعقله يمسك به لينتشله وينقذه وبينهما المسكين يصيح .
طلبت منه مهله حتى اجد له مخرجا .
فساعدوني وساعدوه
رحمني الله وإياكم ورحمه
تعليق