ثقافة ورثها العرب، أقصد غرز السكين في الجمل الطايح . كتبوا عنها الأشعار ووضعوا لها الأمثال: ومنها هذا العنوان.. !
حسني مبارك مثلا، هذا الضابط الطيار الحربي الذي ساهم في تحرير وتأسيس مصر. والذي كان إلى الأمس مباركا ومهابا، وبمجرد تنحيته أصبح حتى الراقصات يغرزن فيه السكاكين التي كنا يقطعن بها البصل في مطابخ المتعة!
زين الفاسدين ، أو أخسّ العابدين ؛ مع أنني لم أكن مرتاحا له منذ أن عرفته ، خاصة بعد أن عرفت قصة غدره بمعلمه ومربيه الحبيب بو رقيبة ، ليتولى هو المنصب بدلا منه ، ثم تواطئه وزواجه بزوجته الخائنة الشهيرة ليلى الطرابلسي. وكبته للمسلمين خصوصا والتونسيين عموما . إلا أنني لم أرَ ، أو اقرأ ، انتقادا له من أحد. بل على العكس فقد كان يمتدحونه ويمجدونه ويجتمع العرب كلهم عنده إذا ااردوا مناقشة الأمن والأمان .
ولكنه وبمجرد ما أزيح بدأت الأقلام تنسلّ ولا سيوف بني هلال في برقه وطرابلس في عصرهم.
والموظف الذي يصل إلى منصب كبير ويصبح ذو جاه، فيبدأ الناس بالتقرب منه وتقبيل يديه وجبهتيه ، ويدّعي قرابته من ليس له بقريب. فهذا يقول أنه خالي وذاك يقول ابن عمي وآخر يقول هو مني وأنا منه، وبيننا أشياء مشتركة, وبمجرد ما ينقل من مكانه أو يحال إلى التقاعد يبدأ الكل يسلّ اللسان ويمدّ اليد التي كانت كسيحة !
والغني الذي يميل الناس إليه ميلة واحدة ، فيمجّدوه ويبجّلوه ويتوددوا إليه ، عطْسته تصبح نكتة يضحك منها الجميع ، وسُعَاله يصبح موسيقى يرقص عليها البدناء . وبمجرد ما تتغير أحواله يتخلى عنه حتى أقرب الأقرباء وتتضح ألوان الحرباء.
ياترى لماذا نحن هكذا ؟
تعليق