Unconfigured Ad Widget

Collapse

هل يحق للاعضاء التقاعد

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • أبو أحمد
    عضو مميز
    • Sep 2002
    • 1770

    هل يحق للاعضاء التقاعد

    تقدم الى منتدى الديرة العضو المميز( ........ ) مفيداً ان بداية عضويتة 00 –0 – 2001 بذل من خلال هذه الفترة الزمنية كل ما يستطيع من جهد لكي يرقى بالمنتدى الى منصات المنتديات المتقدمة والمتطورة وذات فعالية وشهرة منقطعة النضير والحمدلله وصل المنتدى الى تلك الطموح بفضل من الله ومشاركة اعضائه المتميزين وجهد ادارته الموقرة. و تدرج في الألقاب الى ان وصل الى منصة الأدارة وكون علاقات مع الأعضاء متميزة وتعرف على كثيرا من الأمور واصبح بفضل الله من المعروفين لدى الأعضاء وكثير من متصفحي مواقع الأنترنت حيث اتسمت مقالاته وتعليقاته وردود الأفعال بالحكمة وعدم الخروج عن المألوف وان الآن حان الوقت ان يقدم الى الأدارة الموقرة خطاب يطلب فيه حالته للتقاعد المبكر نضراً لضروفه الصحية و عدم استطاعته متابعة كل ما يكتب في المنتدى علماً انه يعلم ان حقوق نهاية الخدمة لا توازي عنده شوقه وحبه للمنتدى
    هذا والله ولي التوفيق

    ملحوظة: هي مجرد دعابة مني واعجاب بما يكتبه هذا العضو المميز ولنجعل اسم العضو مبهم حتى يتعرف عليه الأعضاء من خلال هذه النماذج

    هذي نماذج من المواضيع المتميزة
    (النموذج الأول)
    الرابع من شعبان سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة للهجرة ، يرتفع الأذان منادياً لصلاة الجمعة ، الجموع تتسابق لهذا اليوم المشهود ، تزاحمت ارجاء المسجد مابين راكعٍ ، وساجدٍ ، وعابد ، يعتلي المنبر الشيخ محي الدين بن محمد بن علي القرشي بن الزكى ، فبدأ خطبته بقول الحق تبارك وتعالى
    ((فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))
    فحمد الله وشكر ، وأورد تحميدات القران كلها ثم قال:
    الحمد لله معز الإسلام بنصره، ومذل الشرك بقهره ، ومصرف الأمور بأمره،ومزيد النعم بشكره،ومستدرج الكافرين بمكره،الذى قدر الأيام دولا بعدله،وجعل العاقبة للمتقين بفضله،وأفاض على العباد من طله وهطله ، الذي أظهر دينه على الدين كله،القاهر فوق عباده،فلا يمانع،والظاهر على خليقته،فلا ينازع،الأمر بما يشاء،فلا يراجع،والحاكم بما يريد،فلا يدافع،أحمده على إظفاره،وإظهاره،وإعزازه لأوليائه،ونصرة أنصاره،ومطهر بيت المقدس،من أدناس الشرك وأوضاره، حمد من استشعر الحمد،باطن سره،وظاهر أجهاره،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له،الأحد الصمد،الذى لم يلد ولم يولد،ولم يكن له كفواً أحد،شهادة من طهر بالتوحيد قلبه،وأرضى به ربه،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،رافع الشكر،وداحض الشرك،ورافض الإفك،الذى أسرى به من المسجد الحرام إلى هذا المسجد الأقصى،وعرج به منه إلى السموات العلى،إلى سدرة المنتهى عندها جنة المأوى،مازاغ البصر وماطغى،صلى الله عليه وسلم وعلى خليفته الصديق،السابق إلى الإيمان،وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب،أول من رفع عن هذا البيت شعار الصلبان،وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان،ذي النورين،جامع القران،وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،مزلزل الشرك،ومكسر الأصنام،وعلى اله وأصحابه،والتابعين لهم بإحسان.
    ومضى القاضي في خطبته واعظاً ، مذكرا بفضل الله على من ساهم في فتح بيت المقدس ، معدداً فضائله ومأثره حتى انتهى من خطبته.
    كانت هذه أول خطبة جمعة أقيمت في المسجد الأقصى المبارك ، بعد أثنين وتسعين عاماً من الأحتلال الصليبي.
    عدنا بالتاريخ الى ذلك الزمان
    نستشعر فرحة النصر
    ونلتمس أسباب العزة
    وندعوا الله مخلصين ، ان يهيئ لنا من أمرنا رشدا
    رحم الله السلطان الملك الناصر صلاح الدين
    يوسف بن أيوب .

    (النموذج الثاني)
    جُمانَة البَحرِيِّ
    يزداد إيماني يقيناً ان ما ترك لنا من تراث شعبي وما نقل لنا ما هو الى دراسة نستشف منها ابعاد تطور مجتمعنا عبر العصور ، قد يكون التطور بطيئاً وقد يكون مغايراً للواقع ، وهي أمور تحدث تبعاتها عبر أجيال مكونةً شخصية أي مجنمع ، لعل من المفيد القول هنا إن صياغة التاريخ الإجتماعي ودراسة طبائعه ومدى تطوره وتأقلمه مع الوسط المحيط به ومظاهر تقبله للدخيل من العادات والمورثات منوطاً بدراسة ادبه الشعبي وتراثه المكتوب والمنقول والشعر بشقيه الشعبي والفصيح ، والحكايات الشعبيه هي طريقنا لدراسة سلوكيات المجتمع ، تبين لنا عبر تراثه الممتد عبر اجياله ما طراء عليه ومدى تعلقه بالبيئة المحيطة به ، الحكايات والأمثال والشعر والطقوس والعادت ماهي الا أدوات ان استخدمت من قبل باحث متمرس فهي تعطينا بعد تهذيبها وتقييمها الأداة المناسبة لمعرفة الأنشطة البيئية وسلوك المجتمع ، تتبان الحكايات حسب طبيعة البيئة وهي مُساهِمة في خلق شخصيته ، تُبرز لنا حكيات البحر طبائع قد تمتد بنا عبر أزمنة مختلفة ولكن نجد فيه التشابه الكبير حتى وأن بعدت المسافة الزمنية ، فالبيئة هنا هي من ترسم في بعض جوانبها شخصية هذا المجتمع ، ويأتي قياسنا على ذلك في بيئة الصحراء والجبال وهي مدخل لمواضيع أخرى قد يسمح الوقت لطرحها مع بعض الزملاء الأفاضل .
    شاعرنا في هذه القصيده هو المسيب بن عَلس وهو شاعر جاهلي كما انه خال الشاعر المشهور الأعشى ويعتبرالأعشى راوية شعره ، وتورد لنا كتب الأدب عن شاعرنا هذا موقفة مع طرفة بن العبد عندما انشد بيته الذي يقول فيه :
    وقد أتناسى الهم عند إحتضاره = بناج عليه الصيعرية مكدم
    فقال طرفه استنوق الجمل ، وهي مقولة لاتنفي شاعريته حسبما قيل ،،،
    اوه يامال

    تبداء أغاني ومواويل البحر في الخليج العربي بأهات تترجم لنا إحساس ساكنيها بقسوة المعيشة ، الإنسان تفرض عليه البيئة المحيطه به أن يتأقلم معها ، يألف سهلها وصعبها ، يعيش معناته وبحثه عن قوته .
    غدار أعرفك يابحر
    ضحكة أمواجك
    تسل سيوف تطعن في الظهر

    مثلما أعطاهم البحر التأمل والعيش ، أعطاهم الشقاء والغدر ، لا يدرون متى يغدر ولا يدرون متى يعطِف ، يشرعون بين هدير أمواجه بحثاً عن رزق صعب ، تطول شهور بعد شهور ، قد يكون الغنى صاحبهم وقد يكون الألم ما يعودون به الى ساحل الأمان .
    توب توب يابحر
    أربعة والخامس دخل
    ما تخاف من الله يابحر

    مواويل تحمل بين طياتها لهفة شوقهم الى العودة حيث الأهل وحيث الأمان ،رحلة مضت زادتهم صلابة وزادتهم عزيمة ، يقول محمد الفايز:
    ماذا يكون السندباد
    شتان بين خيال مجنون وعملاق تراه
    يطوي البحار على هواه
    بحباله
    بشراعه
    بإرادةٍ فوق النجوم
    بيد تكاد عروقها الزرقاء ترتجل النجوم

    على متن سفينة تشق لجة البحر بحثاً في قيعانه عن درةٍ ، يعود محمد الفايز ليقول لنا :
    في البدء كان البحر
    لا الكلمات يا تلك السفبنة
    أبناء نوح فوق متنك يبحثون
    عن ساحلٍ
    وانا أفتش عن محار

    هذه المعاناة لم تكن في عهدٍ قريب طواه عصر النفط ، بل ازلية قديمة نجد لها نصاً في ابيات من قصيدة للمسيب بن عَلس وهو شاعر جاهلي ، أخترناها في هذا الموضوع لكي نطلع على مفردات قيمة بين ثناياها ، تصف لنا البحث عن اللؤلو في ذلك العصر.
    بدايتها في النهاية ، جمانة وغواص ، بحر وموت ، فقر وغنى ، مفردات جعلت من هذه الجمانة عزيزه ونادره ، يتشبث بها الغواص عند البيع يضمها الى نحره بشوق ، يتذكر البحر وهيجانه ويتذكر والده وموته بحثاً عنها ، يتذكر فقره (ظمآن ملتهب من الفقر ) وما ستجلبه له من غنى وثروة ، ويتذكر فقدها وقد أصبحت جزءاً منه .
    قصة صيغت بعناية ، تَروي لنا عن سفينة تتهادى في لجة البحر على متنها خمسة أشخاص ،مختلفي الأصل والسحنة ، تنازعوا أمرهم فرضوا ان يقودهم هذا الغواص العالم بمسالك البحر ، الدقيق والصلب في بنيته ، والمتراكب الأسنان ، في يأس تمضي بهم شهراً بعد شهر بحثاً عن هذه الدرة حتى يلقي مرساته في عرض البحر ويغوص نصف يومه بحثاً عنها ، لايدري عنه رفيقه حتى يعود بتلك الدرة الثمينة المضيئة كالجمر ، وفي نهاية القصة يرسم الشاعر الملامح من إيرادها فهذه الدرة المصونة المضيئة التي أستخرجت بعد معاناة ماهي الى شبيهة محبوته التي طلعت من الخدر.
    فَتِلكَ شِبهُ المالِكِيَّةِ إِذ = طَلَعَت بِبَهجَتِها مِنَ الخِدرِ

    نترككم مع النص :

    كَجُمانَةِ البَحرِيِّ جاءَ بِها = غَوّاصُها مِن لُجَّةِ البَحرِ
    صُلبُ الفُؤادِ رَئيسَ أَربَعَةٍ = مُتَخالِفي الأَلوانِ وَالنَجرِ
    فَتَنازَعوا حَتّى إِذا اِجتَمَعوا = أَلقَوا إِلَيهِ مَقالِدَ الأَمرِ
    وَغَلَت بِهِم سَجحاءُ جارِيَةٌ = تَهوي بِهِم في لَجَّةِ البَحرِ
    حَتّى إِذا ما ساءَ ظَنُّهُمُ = وَمَضى بِهِم شَهرٌ إِلى شَهرِ
    أَلقى مَراسِيَهُ بِتَهلُكَةٍ = ثَبَتَت مَراسيها فَما تَجري
    فَاِنصَبَّ أَسقَفُ رَأسُهُ لَبِدٌ = نُزِعَت رَباعيتاهُ لِلصَبرِ
    أَشغى يَمُجُّ الزَيتَ مُلتَمِسٌ= ظَمآنُ مُلتَهِبٌ مِنَ الفَقرِ
    قَتَلَت أَباهُ فَقالَ أَتبَعُهُ = أَو أَستَفيدُ رَغيبَةَ الدَهرِ
    نَصَفَ النَهارُ الماءُ غامِرُهُ = وَرَفيقُهُ بِالغَيبِ لا يَدري
    فَأَصابَ مُنيَتَهُ فَجاءَ بِها = صَدَفِيَّةً كَمُضيئَةِ الجَمرِ
    يُعطى بِها ثَمَناً وَيَمنَعُها = وَيَقولُ صاحِبُهُ أَلا تَشري
    وَتَرى الصَراري يَسجُدونَ لَها = وَيَضُمُّها بِيَدَيهِ لِلنَحرِ

    ( النموذج الثالث )
    بو فراس الحمداني عدو أسره، وقريب قتله.
    هنا قصة شاعر فارس ، عاش طفولته يتيماً يتجرع مرارة يتم جناه عليه أقاربه ، ترك لنا شعراً رقيقا في شدة الأسر ، أفتخر بقومه وبنفسه ، لم يكن يدري يوماً ان رأسه ستحمل الى أقرب الناس إليه.
    في هذا الموضوع سندع الشعر يتحدث ، والشعر كما قال أبو فراس ألحمداني :
    الشعر ديوان العرب = أبداً . وعنوان الأدب


    أراني وقومي فرقتنا مذاهبُ = وإن جمعتناَ في الأصولِ المناسِبُ
    فأقصاهم أقصاهُمُ مِن مِساءتي = وأقربهم مما كرهتُ الأقاربُ
    وأعظم أعداء الرجال ثقاتُها = وأهونُ من عاديته من تحارب
    لقد زدتُ بالأيام والناس خبرة = وجربت حتى هذبتني التجاربُ بين عزة نفس وإفتخار وبين حروب وأسر وشجاعة ، كانت قصة شاعرنا الحارث بن سعيد بن حمدون الحمداني.
    عربي أصيل يكنى أبي فراس ، ولد العام 320 للهجرة في منبج شمالي حلب ، عاش اليتم صغيراً عندما قُتل والده على يد ابن أخيه ناصر الدولة ابن عم سيف الدولة الحمداني

    وإن أوجعتني من أعادي شيمةٌ = لقيت من الأحباب أدهى وأوجعا
    شاعراً عاش زمن شعراء ذاع صيتهم وسطع نجمهم في طليعتهم المتنبي والسري الرفاء ممن وفدوا على بلاط سيف الدولة ، تعلم ودرس علوم زمانه وكان استاذه وراوية شعره ابن خالويه .
    تقلد إمارة منبج ولم يتجاوز السادسة عشر سنة من عمره ،ومن الغريب أنه شاب وهو دون العشرين من عمره فقال في ذلك:

    عذيري من طوالع في عذاري = و من رد الشباب المستعار
    و ثوب كنت ألبسه أنيق = أجرر ذيله بين الجواري
    و مازادت على العشرين سني = فما عذر المشيب الى عذاري
    وللشيب مع أبي فراس الحمداني وقفات ، تارة مع من يحب

    ألم ينهك الشيب الذي حل نازلاً = وللشيب بعد الجهل للمرء رادعِ
    لئن وصلت سلمى حبال مودتي = فإن وشيك البين لاشك قاطعِ
    وإن ظمئت نفسي إلى طيب ريقها = لقد رويت بالدمع مني المدامعِ
    ولما وقفنا للرواح غَدِيّةً = أشارت إلينا أعين وأصابعِ
    وتارة يبرزها بفلسفة قِوامُها هم يجول بالنفس

    رأيت الشيبَ لاحَ فقُلتُ : أهلاً = وودعت الغواية والشباباَ
    وما إن شبت من كبرٍ ، ولكن = رأيت من الأحبة ما أشاباَ

    وذات يوم عندما كان في رحلة صيد فاجأه تيودور في كمين له قرب حصون منبج حيث نقل إلى خرشنه ثم الى القسطنطينيه حيث عاش مأسوراً في قصر يقوم على خدمته خدم ملبسينه ثيابه ، ولكنه كان ذا إباء حيث يقول :

    يمنون أن خلوا علي ثيابي وإنما = علي ثياب من دمائهم حُمر وعزة النفس والإفتخار ديدن أبو فراس حيث يقول :

    ولو سدّ غيري ما سددت أكتفوا به = وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
    ثم يعاود التأكيد في جل أشعاره أفتخاراً بنفسه وقومه

    وإني لجرار لكل كتيبة = معودة ان لا يخل بها النصر
    ثم يقول :

    وإني لنزال بكل مخوفة = كثير إلى نزالها النظر الشزر
    وبعد ان وجهه سيف الدولة إلى قنسرين لقتال أهلها و الفتك بنزار
    قال مفتخرا بقومه :

    ألم ترنا أعز الناس جاراً = وأمنعهم و أمرعهم جنابا
    لنا الجبل المطل على نزارٍ = حللنا النجد منه و الهضابا ويمضي مادحاً قومه واصفا سيف الدولة بأنه صانع هذا الإنتصار ، فهم غرس طاب لأن غارسه سيف الدولة ، وهم سهام أصابت مراميها لأن راميها سيف الدولة :

    صنائع فاق صانعها ففاقت = وغرس طاب غارسه فطابا
    وكنا كالسهام إذا أصابت = مراميها فراميها أصابا
    ثم يعود في نهاية القصيدة مفتخراً بنفسه حيث يقول :

    أنا أبن الضاربين الهام قدما = إذا كره المحامون الضِرابا
    ألم تعلم ؟ ومثلك قال حقاً = بأني كنت اثقبها شهاب على أن مدحه لسيف الدولة جاوز المدح حتى أصبح في نظر الأخرين أنانية

    أمن بعدِ بذل النفسِ فيما تريدهُ = اُثَاب بِمُرّ العَتب حِينَ اثابُ
    فليتك تحلو، والحياة ُ مريرة = وليتك ترضى والأنام غِضَابُ
    وليت الذي بيني وبينك عامرٌ = و بيني وبينَ العالمينَ خرابُ
    تساعد على شجاعته صفاته الجسمانية حيث كان طويلاً عريض المنكبين ممشوق القوام ، زينها بعزة نفس و إباء وحسن خلق و كرم ، يقول عن نفسة :

    متى تخلق الأيام مثلي لكم فتى = طويل نجاد السيف رحب المُقَلّدِ
    على ان شجاعته لم تنقص من شاعريته فهو يقول عن نفسه :

    وصناعتي ضرب السيوف و إنني= متعرض في الشعر با لشعراء
    ثم يمضي بنا بشعره بين مدحٍ و إفتخار بنفسه وقومه


    إذا ما العز أصبح في مكان = سموت له وإن بعد المزارُ
    أبت لي همتي وغرار سيفي = وعزمي و المطية و القفار
    و نفسٌ لا تجاورها الدنايا = وعرض لا يرف عليه عارُ
    وقوم مثل من صحبوا كرامٌ = وخيل مثل من حملت خيارُ
    وتتعدد صيغ الفخر لديه فتارة لنفسه وأخرى لأسلافه

    ومكارمي عدد النجوم ومنزلي = مأوى الكرام ومنزلَ الأضيافِ
    لا أقتني لصروف دهري عدةً = حتى كأن صروفه أحلافي
    شيم عُرِفتُ بهن مذ أنا يافع = ولقد عَرَفتُ بمثلها أسلافي و الفخر في شعر أبي فراس يتخذ صوراً كثيره يذكرنا كثيراً بشعراء الجاهلية من أمثال عنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم ، فهو يفتخر بقومه محاكياً معنى عمرو بن كلثوم معبراً عنها بأسلوب مختلف

    ونحن أناسٌ لا توسطَ عندنا = لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر
    تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا = ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر
    أَعَزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا = وأكرمُ مَن فوقَ التراب ولا فخر ويقول في قصيدة أخرى واصفا ومادحاً قومه بالشجاعة و الكرم ، فقد أعدوا للأعداء السيوف كما أعدوا حمر النعم يعطونها كديات تؤدى من مالهم

    إنا إذا أشتد الزمان = و ناب خطب وادلَهَمْ
    ألفيت حول بيوتنا = عِدَدَ الشجاعة و الكرم
    للقا العِدى بيض السيوف = و للندى حمر النعم
    هذا , و هذا دأبُنا = يُودى دَمٌ ويراق دم أسر أبو فراس قرب مبنج ولبث في الأسر ما يقرب من الأربع سنوات ، حتى أفتداه سيف الدولة ويقول عن أسره :

    أسرت و ما صحبي بعزل لدى الوغى = ولا فرسي مهر ولا ربه غُمر فليس ضعف منه ولا من أصحابه

    ولكن إذا حم القضاء على أمريء = فليس له بر يقيه ولا بحر فقضاء الله هوالمحتوم عليه ولقد اختار الأسر

    ولكنني أمضي لما لا يعيبني = وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
    وهل يتجافى عني الموت ساعة = إذا ما تجافى عني الأسر و الضر
    وبعد أن أسر الروم أبو فراس وهو جريح و يقال أنه أصيب بسهم في فخذه نقل من خرشنة إلى القسطنطينية .

    إن زرت خَرشَنة أسيراً = فلقد أحطت بها مغيرا
    وفي الأسر الذي طالت مدته ، أخرج لنا أشعاراً عرفت بالروميات، بث فيها شوقه و حنينه إلى أهله و وطنه و أمه ، نجد فيها الأحساس بمعاناة الأسر وبعد الأهل و صدق المشاعر .
    بلغه أن أمه ذهبت الى سيف الدولة تكلمه في الفداء عن إبنها فلم يجبها سيف الدولة بحجة أنه لا يخص أبن عمه دون سائر المسلمين فقال :

    عليلة بالشام مفردة = بات بأيدي العدى معللها
    تمسك أحشاءها على حُرق = تُطفِئُها , والهموم تشعلها
    تسأل عن الركبان جاهدة = بـدمع ما تكاد تمهلها
    يامن رأي لي بحصن خرشنة = أسد شرى في القيود أرجلها
    يامن رأى لي الدروب شامخه = دون لقاء الحبيب أطولها
    يامن رأى لي القيود موثقه = على حبيب الفؤاد أثقلها إن أحشاء والدته الحرقى عليه والتي تشعلها الهموم لا يمكن أن تُطفَى ، فأمه تسأل عنه الركبان وهي عليلة ، وحب أمه هو ما يدفعه على طلب فكه من الأسر:

    لولا العجوز بمنبج = ما خفت أسباب المنيه
    ولكان لي عما سألت = من الفدا نفس أبيه
    لكن الصبر هو ما يوصي به والدته طالباً منها عدم اليأس و الحزن :

    لا زال يطرق منبجاً = في كل عادية تحيه
    فيها التقى و الدين = مجموعان في نفس زكية
    يا أمتا لا تيأسي = لله ألطاف خفيه
    يا أمتا لا تحزني = و ثقي بفضل الله فيه
    كم حادثٍ عنا جلاه = و كم كفانا من منيه
    أوصيكِ بالصبر الجميل = فإنه خير الوصيه
    وفي الأسر ناحت بقربه حمامة على شجرة باسقة ، فأثارت شجونه وأطلق لنا هذه الأبيات الخالده حيث يقول :

    أقول وقد ناحت بقربي حمامة = أياجارتا هل تشعرين بحالي
    معاذ الهوى؟ماذقت طارقة النوى = ولا خطرت منك الهموم ببال
    أتحمل محزون الفؤاد قوادم = على غصن نائي المسافة عال
    أياجارتا، مأنصف الدهربيننا = تعالي أقاسمك الهموم تعالي
    تعالي تري روحاًلدي ضعيفة = تردد في جسم يعذب بال
    أيضحك مأسور وتبكي طليقة = ويسكت محزوناً ويندب سالِ
    لقد كنت أولى منك بالدمع مقلةً = ولكن دمعي في الحوادث غالِ إنه الإحساس بالغربة و البعد عن الأحباب ، يقول الثعالبي :
    ( لما أدركت أبا فراس حرفة الأدب ، و أصابته عين الكمال ، أسرته الروم في بعض وقائعها وهو جريح ، و كانت تصدر أشعاره في الأسر و المرض ، وأستزاده سيف الدولة وفرط الحنين إلى أهله ، وأخوانه ، وأحبابه ، والتبرم بحاله ومكانه عن صدر حرج وقلب شج فتزداد رقة ولطافه ، وتبكي سامعها ، وتعلق بالحفظ لسلاسته )
    ونقف عند رائعة أبا فراس الحمداني أراك عصي الدمع ، ولن نأتي على كل ابياتها فهي تزيد عن الخمسين بيتاً ، وبعض أبياتها تناثر بين جنبات هذا المقال ، ولكن نقتطف منها أبياتاً قليله من مقدمتها ، يقول الحارث:

    أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شيمتك الصّبرُ = أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ
    بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة = ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
    إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى = وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
    تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي = إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
    معللتي بالوصلِ والموتُ دونهُ = إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ
    تسائلني منْ أنتَ وهي عليمة = وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ
    فقلتُ كما شاءتْ وشاءَ لها الهوى = قَتِيلُكِ قالَتْ أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
    فقالتْ لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا = فقلتُ معاذَ اللهِ بلْ أنت لاِ الدهرُ
    فأيقنتُ أنْ لا عزَّ بعدي لعاشقٍ = وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
    فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها = لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ
    وعندما عاد من أسره في رجب سنة 355هـ ولاه سيف الدولة حمص ، وبعد عام توفي سيف الدولة الحمداني وتولى ابنه ابو المعالي الحكم بعده ، الذي أوغل قلبه غلامه التركي قرغويه على خاله أبي فراس فسعى الى محاربته وثار صراع بينهم سنة 357 هـ عند جبل مدببه ، قُتل أبا فراس في هذه المعركة وهو لم يبلغ السادسة والثلاثين من العمر وقطع رأسه وحمل إلى أبي المعالي وتُركت جثته حتى واراها أحد الأعراب الثرى ، وقال يرثي نفسه عندما رأى دموع أبنته قبل ذهابه إلى المعركة ، وهي أخر شعر قاله :

    أبنيتي ، لا تجزعي= كلُّ الأنامِ إلى ذهابِ
    أبنيتي ، صبراً جميلاً = للجَليلِ مِنَ المُصَاب!
    نُوحِي عَلَيّ بِحسرة ٍ = من خَلفِ سترِك وَالحجابِ
    قُولي إذَا نَادَيْتِني، = وعييتِ عنْ ردِّ الجوابِ
    زينُ الشبابِ أبو فرا سٍ = لمْ يُمتع بِالشبَابِ
    هكذا كانت نهايته جسداً في البرية و رأساً تحمل الى أبن أخته أبي المعالي ، ولنا العبرة في قوله :
    إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِ القُبُورِ = تيقنتَ أنكَ منهمْ غدا
    و أنَّ العزيزَ بها والذليلَ= سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَا لِلْبِلَى
    غَرِيبَيْنِ مَا لَهُمَا مُؤنِسٌ = وَحِيدَيْنِ تَحْتَ طِبَاقِ الثّرَى
    فلا أملٌ غيرُ عفوِ الإلهِ = وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْ مَضَى
    فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراً تَنَالُ = و إنْ كانَ شراً فشراً يرى
  • رمضان عبدالله
    عضو مميز
    • Oct 2007
    • 1853

    #2
    أبو اجمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سلمت أناملك على إنتقاء هذه الأخبار النثرية والشعرية من أقول قوم صالوا وجالوا وتربعوا على قمة مجد المعرفة حقبة من الزمن وسادوا ثم بادوا وتلك سنة الله في خلقه
    أرحام تدفع وأرض تبلع وعند الله المجمع وفي إحدى المنازل نقبع أما على يمين في جنة الخلد ونرجو أن نكون من أهلها أو في نار تفزع أجارنا الله وإياكم منها .
    سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ ، وَأَسْتَغْفِرُك ، وَأَتُوبُ إلَيْك

    تعليق

    • ابن خرمان
      عضو مميز
      • Mar 2003
      • 1797

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم

      جميل أن تكون مثل هذه الدعابة الدسمة وتستحق عليها كل الشكر والتقدير..

      موضوعات أختفت في صفحات قديمة ليت أمثالها تعود ..

      أعتقد أن من تتكلم عنه ( الشدوي ) فالموضوعات فيها شبه منه .. والله اعلم .

      إن لم يكن فهو بكل حال لايقل أدبا وتأديبا عنه ..

      تحياتي .
      ..
      أحرى بذي الصبر أن يظفر بحاجته ..... ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
      http://zahrani3li.blogspot.com/

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6171

        #4
        حيّاك الله يا أبا أحمد

        موضوع ظريف وشيق .

        والإجابة على السؤال الورد في العنوان هي لا .

        هناك أشياء لا يحق للإنسان التقاعد فيها أو منها . وأولها ذكر الله وعبادته مادام الإنسان مقتدرا . ومنها التواصل مع أصدقاء الحرف والكلمة حسب الإمكانية والظروف .

        شكرا أيها العزيز .
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • ألــم
          عضو نشيط
          • Dec 2004
          • 985

          #5
          موضوع رائع جدأ جدأ

          بـــارك الله فيك اخى الفاضــل

          تعليق

          • قينان
            أدعو له بالرحمه
            • Jan 2001
            • 7093

            #6

            أبو أحمد

            عندما يتذكر الانسان ماضي أولئك القوم رحمهم الله اللذين إذا قالوا فعلوا .

            وإذا تكلموا أوفو وإذا عاهدو لم يخونو.

            نترحم على حاضرنا ومستقبلنا ولكن نسأل الله اللطف.

            شكرا لك
            sigpic

            تعليق

            • أبو أحمد
              عضو مميز
              • Sep 2002
              • 1770

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة رمضان عبدالله
              أبو اجمد
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              سلمت أناملك على إنتقاء هذه الأخبار النثرية والشعرية من أقول قوم صالوا وجالوا وتربعوا على قمة مجد المعرفة حقبة من الزمن وسادوا ثم بادوا وتلك سنة الله في خلقه
              أرحام تدفع وأرض تبلع وعند الله المجمع وفي إحدى المنازل نقبع أما على يمين في جنة الخلد ونرجو أن نكون من أهلها أو في نار تفزع أجارنا الله وإياكم منها .
              سُبْحَانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ ، وَأَسْتَغْفِرُك ، وَأَتُوبُ إلَيْك
              شيخنا العزيز ابو عبدالعزيز يشرفني مرورك على موضوعي فلك مني جزيل الشكر والعرفان وتمنية من القلب ان يحسن خاتمتنا و يرزقنا واياك الجنة

              تعليق

              • أبو أحمد
                عضو مميز
                • Sep 2002
                • 1770

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ابن خرمان
                بسم الله الرحمن الرحيم

                جميل أن تكون مثل هذه الدعابة الدسمة وتستحق عليها كل الشكر والتقدير..

                موضوعات أختفت في صفحات قديمة ليت أمثالها تعود ..

                أعتقد أن من تتكلم عنه ( الشدوي ) فالموضوعات فيها شبه منه .. والله اعلم .

                إن لم يكن فهو بكل حال لايقل أدبا وتأديبا عنه ..

                تحياتي .
                ..
                الأديب والناقد ابن خرمان سررت بمرورك و ما سطرت اناملك هنا . أخي العزيز منتدى الديرة له فضل كثير علينا وكم كتاب عرفناهم هنا لهم بصمات وعرفوهم الناس من خلال هذا المنتدى حيث كان منتدى الديرة له السبق ثم ذهب من ذهب وبقا ما كتب فأن كان خير فهو شاهد له وان كان غير ذلك نسأل الله لنا وله المغفرة اخي العزيز اما اعتقادك فهو في محله نعم هو الأخ الشدوي وانا امون عليه رغم اني لم اخبره بذلك ولكن اني معجب بما يكتب الشدوي فالرجل موسوعه تاريخية فأن بحثت عن شي في التاريخ وجدته عنده وان بحثت عن كتب الأدب وما دار في تلك العصور وجدت ذاكرته تستوعب محتويات ام الكتب ماشاء الله تبارك الله اسأل الله ان يمتعه بالصحة والعافية وان يرزقنا واياه الثبات وان يحسن خاتمتنا

                تعليق

                • أبو أحمد
                  عضو مميز
                  • Sep 2002
                  • 1770

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
                  حيّاك الله يا أبا أحمد

                  موضوع ظريف وشيق .

                  والإجابة على السؤال الورد في العنوان هي لا .

                  هناك أشياء لا يحق للإنسان التقاعد فيها أو منها . وأولها ذكر الله وعبادته مادام الإنسان مقتدرا . ومنها التواصل مع أصدقاء الحرف والكلمة حسب الإمكانية والظروف .

                  شكرا أيها العزيز .
                  شكراً لك ابا احمد وانا مهما اكتب عنك لا اوفيك حقك لكن يكفيني شرفاً مرورك هنا

                  تعليق

                  • أبو أحمد
                    عضو مميز
                    • Sep 2002
                    • 1770

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ألــم
                    موضوع رائع جدأ جدأ

                    بـــارك الله فيك اخى الفاضــل

                    وفيك بورك

                    تعليق

                    • أبو أحمد
                      عضو مميز
                      • Sep 2002
                      • 1770

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة قينان

                      أبو أحمد

                      عندما يتذكر الانسان ماضي أولئك القوم رحمهم الله اللذين إذا قالوا فعلوا .

                      وإذا تكلموا أوفو وإذا عاهدو لم يخونو.

                      نترحم على حاضرنا ومستقبلنا ولكن نسأل الله اللطف.

                      شكرا لك
                      يا ابا عبدالرحمن لا زال الخير موجود ولكن بكل زمن اهله لك مني خالص الشكر والتقدير

                      تعليق

                      • عبدالرحمن
                        • Dec 2000
                        • 4527

                        #12
                        أبا أحمد..

                        بالاضافة إلى أدبه الجم وثقافته العالية ودعمه الدائم، فالكثير لا يعرف أن الشدوي هو من بحث عن اسم الديرة وسمح لي بتسجيله.

                        كما أشكرك على تذكيرنا بأبي عبدالله وأمثاله وقد كانت فرصة للعودة إلى تلك المشاركات وإعادة تنسيقها بشكل أفضل.
                        sigpic

                        تعليق

                        Working...