بالقلم الأحمر
ما أصعب الفراق
صالح بن خميس الزهراني
عندما أرثي أبا محمد الخال عوضة الريد الذي ودعناه إلى مثواه الأخير يوم الجمعة من الأسبوع ما قبل الماضي، في مقبرة الشرائع بمكة المكرمة، فليس لصلة القرابة فقط بل لعل بعضا منا أن يكون كما كان عليه من خلق وأخلاق رفيعة، ونفس أبية، ويد نظيفة، ورجل لم تنقله إلى ما يغضب الرب. كان كريم السجايا محبا للضيف، مقدما في كل أموره محبا لتكاتف ربعه، لم نجد له موقفا مع أحد عارض رأيا قدمه أو أمرا تقدم فيه عن جماعة أو قبيلة، بل يعرض الأمر ويأخذ بما يتم الاتفاق عليه ولو خالف رأيه، وتلك صفة الكبار.
كان ممن يسعى بين الناس بالإصلاح بل ويجهد نفسه أن يكون الأول بين المتخاصمين، حتى أقعده المرض فكان محطة لمن أراد أن يجد عنده سوالف الأقدمين من القبائل والرجال، ثم إنه يسند ما يقول إلى عمه عوضه بن معيض وإلى خاله الشيخ محمد بن قريط وإلى حسن بن سعيد الغماري رحمهم الله جميعا، إذ كان كثير الملازمة لتلك القامات الكبيرة يسمع منهم ويقتبس من صفاتهم ويستلهم مواقفهم، كان كثير الحديث عنهم وعمن سبقهم.
أذكره وهو يحدثنا عن بداية حياته مع الملك عبدالعزيز رحمهم الله جميعا، عندما يصف لنا صفات الموحد وبساطته وتلطفه مع كل من قصده، ويشرح بطولاته التي سمعها ممن سبقه في الخدمة، وأذكره وهو يتحدث عن مواقف حدثت له في حياته وكيف كان يمتع من حوله بتلك الطرائف الجميلة التي حصلت له.
ما كان يسلينا عن فقيدنا إلا الصبر على القضاء ثم تلك الجموع التي توافدت من جميع القبائل تواسينا ومنهم من يذكر مآثر فقيدنا، ومنهم الشيخ علي بن صالح عضو مجلس منطقة الباحة، فقد أسهب في تناول جانب كبير من حياة الفاني، وما كانوا عليه من وفاق في خدمة الناس، إذ كان لتواجدهم خلال أيام العزاء في جدة أو في منزله في بلد زهران أكبر الأثر في تخفيف المصاب. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ما أصعب الفراق
صالح بن خميس الزهراني
عندما أرثي أبا محمد الخال عوضة الريد الذي ودعناه إلى مثواه الأخير يوم الجمعة من الأسبوع ما قبل الماضي، في مقبرة الشرائع بمكة المكرمة، فليس لصلة القرابة فقط بل لعل بعضا منا أن يكون كما كان عليه من خلق وأخلاق رفيعة، ونفس أبية، ويد نظيفة، ورجل لم تنقله إلى ما يغضب الرب. كان كريم السجايا محبا للضيف، مقدما في كل أموره محبا لتكاتف ربعه، لم نجد له موقفا مع أحد عارض رأيا قدمه أو أمرا تقدم فيه عن جماعة أو قبيلة، بل يعرض الأمر ويأخذ بما يتم الاتفاق عليه ولو خالف رأيه، وتلك صفة الكبار.
كان ممن يسعى بين الناس بالإصلاح بل ويجهد نفسه أن يكون الأول بين المتخاصمين، حتى أقعده المرض فكان محطة لمن أراد أن يجد عنده سوالف الأقدمين من القبائل والرجال، ثم إنه يسند ما يقول إلى عمه عوضه بن معيض وإلى خاله الشيخ محمد بن قريط وإلى حسن بن سعيد الغماري رحمهم الله جميعا، إذ كان كثير الملازمة لتلك القامات الكبيرة يسمع منهم ويقتبس من صفاتهم ويستلهم مواقفهم، كان كثير الحديث عنهم وعمن سبقهم.
أذكره وهو يحدثنا عن بداية حياته مع الملك عبدالعزيز رحمهم الله جميعا، عندما يصف لنا صفات الموحد وبساطته وتلطفه مع كل من قصده، ويشرح بطولاته التي سمعها ممن سبقه في الخدمة، وأذكره وهو يتحدث عن مواقف حدثت له في حياته وكيف كان يمتع من حوله بتلك الطرائف الجميلة التي حصلت له.
ما كان يسلينا عن فقيدنا إلا الصبر على القضاء ثم تلك الجموع التي توافدت من جميع القبائل تواسينا ومنهم من يذكر مآثر فقيدنا، ومنهم الشيخ علي بن صالح عضو مجلس منطقة الباحة، فقد أسهب في تناول جانب كبير من حياة الفاني، وما كانوا عليه من وفاق في خدمة الناس، إذ كان لتواجدهم خلال أيام العزاء في جدة أو في منزله في بلد زهران أكبر الأثر في تخفيف المصاب. إنا لله وإنا إليه راجعون.
تعليق