Tweet
بالقلم الأحمر
جولة الأمين صورة حتى تختفي
صالح بن خميس الزهراني
ليس من شك أن الإعلام سلاح ذو حدين فإنه نعمة ونقمة على الشخص صانع الحدث عندما يسيء استخدامه، بل إن ضرره يصل إلى المنشأة التي يعتلي هرمها الإداري. ما دعاني إلى هذا القول تلك التغطية الجميلة التي طالعتنا بها هذه الصحيفة يوم الأربعاء 5/11/1431هـ لجولة معالي أمين محافظة جدة في أحياء فاجعة أمطار جدة، وهو يتنقل من حي إلى آخر في موكب مكون من أربعين سيارة، وهذا من حق الأمين إذ كيف أن تسجل زيارة من غير مرافقين من الأمانة والبلديات الفرعية.
وأنا أعتب على هذه الصحيفة عندما كتبت بالبنط العريض أن (الأمين رفض الحديث للصحافيين)، لأن هذا من أبسط حقوقه، إذ ما عساه أن يصرح به فليس من المنطق أن يقول إن ما تشاهدون في عهد الأمين السابق وهو منه بمنزلة الأخ فليس بينهم صلة رحم أو شراكة حتى يجير الإخفاق عليه ويحمله ما لم يكن له فيه ذنب حتى وإن عمل معه ما يقرب من خمس سنوات.
والعتب هنا يزول عندما أجد أن الأمين أجبر هذه الصحيفة على أن تكون تغطيتها عبارة عن وصف كانت بدايته (تلخصت جولة الأمين – بدأت جولة الأمين – اطلع الأمين – أكد الأهالي للأمين – وقال الأهالي للأمين – وناشد الأهالي الأمين ..و..)، هل لأنه لم يتحدث لوسائل الإعلام عما سوف يقوم به لحل مشاكل تلك الأحياء؟.إذن لماذا أفردت هذه الصحيفة صفحة كاملة في وصف جولة تسببت في اختناقات مرورية ؟!.
ليس من حقي أن أجيب بقدر ما أتوقع بل أجزم أن مهنية من يقوم على الصحيفة ويتسنم المسؤولية فيها عندما وجد مسؤولا صامتا يتنقل بين أحياء منكوبة لا زالت تعيش كارثة سيول مضى عليها ما يقرب من العام، فما كان منه إلا أن قدم للقارئ (10) صور توضح أن الخلل لازال مستمرا وأن الحل أبعد ما يكون، حتى مع صورة أحد مرافقي الأمين وهو يعلن عدم رضاه عن الحال بوضع اللثمة على وجهه خلال (4) ساعات من أجل أن لا يستنشق روائح يعيشها السكان. أستطيع القول إن رئيس التحرير تمكن بمهنيته العالية من استنطاق الصور وتمكينها بشكل احترافي من وصف حالة قد تعجز عن وصفها مئات العبارات، وهي مدرسة إعلامية اشتهر بها الأستاذ محمد التونسي وتوجها بـ «صورة حتى تختفي» هذه الفكرة الخلاقة غير المسبوقة التي أكدت قدرة ودور الإعلام الواعي في معالجة قضايا الوطن والمواطن.
عكاظ الخميس 13/11/1431 هـ
جولة الأمين صورة حتى تختفي
صالح بن خميس الزهراني
ليس من شك أن الإعلام سلاح ذو حدين فإنه نعمة ونقمة على الشخص صانع الحدث عندما يسيء استخدامه، بل إن ضرره يصل إلى المنشأة التي يعتلي هرمها الإداري. ما دعاني إلى هذا القول تلك التغطية الجميلة التي طالعتنا بها هذه الصحيفة يوم الأربعاء 5/11/1431هـ لجولة معالي أمين محافظة جدة في أحياء فاجعة أمطار جدة، وهو يتنقل من حي إلى آخر في موكب مكون من أربعين سيارة، وهذا من حق الأمين إذ كيف أن تسجل زيارة من غير مرافقين من الأمانة والبلديات الفرعية.
وأنا أعتب على هذه الصحيفة عندما كتبت بالبنط العريض أن (الأمين رفض الحديث للصحافيين)، لأن هذا من أبسط حقوقه، إذ ما عساه أن يصرح به فليس من المنطق أن يقول إن ما تشاهدون في عهد الأمين السابق وهو منه بمنزلة الأخ فليس بينهم صلة رحم أو شراكة حتى يجير الإخفاق عليه ويحمله ما لم يكن له فيه ذنب حتى وإن عمل معه ما يقرب من خمس سنوات.
والعتب هنا يزول عندما أجد أن الأمين أجبر هذه الصحيفة على أن تكون تغطيتها عبارة عن وصف كانت بدايته (تلخصت جولة الأمين – بدأت جولة الأمين – اطلع الأمين – أكد الأهالي للأمين – وقال الأهالي للأمين – وناشد الأهالي الأمين ..و..)، هل لأنه لم يتحدث لوسائل الإعلام عما سوف يقوم به لحل مشاكل تلك الأحياء؟.إذن لماذا أفردت هذه الصحيفة صفحة كاملة في وصف جولة تسببت في اختناقات مرورية ؟!.
ليس من حقي أن أجيب بقدر ما أتوقع بل أجزم أن مهنية من يقوم على الصحيفة ويتسنم المسؤولية فيها عندما وجد مسؤولا صامتا يتنقل بين أحياء منكوبة لا زالت تعيش كارثة سيول مضى عليها ما يقرب من العام، فما كان منه إلا أن قدم للقارئ (10) صور توضح أن الخلل لازال مستمرا وأن الحل أبعد ما يكون، حتى مع صورة أحد مرافقي الأمين وهو يعلن عدم رضاه عن الحال بوضع اللثمة على وجهه خلال (4) ساعات من أجل أن لا يستنشق روائح يعيشها السكان. أستطيع القول إن رئيس التحرير تمكن بمهنيته العالية من استنطاق الصور وتمكينها بشكل احترافي من وصف حالة قد تعجز عن وصفها مئات العبارات، وهي مدرسة إعلامية اشتهر بها الأستاذ محمد التونسي وتوجها بـ «صورة حتى تختفي» هذه الفكرة الخلاقة غير المسبوقة التي أكدت قدرة ودور الإعلام الواعي في معالجة قضايا الوطن والمواطن.
عكاظ الخميس 13/11/1431 هـ