كنا ثلاثة في رحلة برّية، فأعجب زميلنا الثالث بقائد الرحلة وبمعرفته بالأرض وحبّه للمغامرة، والحقّ أنني لم أرَ في حياتي رجلا مثله، إذ لا يضيّع الطريق ولا يتيه مهما حصل ! فكثيرا ما نطارد الأرانب بالليل ونبقى نتعقبها لأجزاء من الساعة وأحيانا لساعة وأكثر، حتى أننا نفقد جميعا اتجاهنا ونتيه طريقنا فلا يحصل له شيئا من ذلك أبداً ! ما شاء الله تبارك الله .
أقول رأيت الدهشة تتملك زميلنا والاستغراب يملأه فقلت له : لا تعجب يا أبا فلان فالناس نوعان : نوع كالذئاب لا تقف ولا تستكين ، لكنها لاتجري عبثاً ، ونوع كالثيران تَعْتَلِف وتَتْكِتّف أمام التلفاز ! من العمل إلى البيت ، ومن البيت إلى العمل ، لا يخرج إلا إلى الاستراحة ليكمل الإعتلاف ويواصل التمدّد والاسترخاء !
أنتابتة نوبة من الضحك لدرجة خوفنا عليه من أن يكون صابه نوعا من الهستيريا ... وصاح بي أكمل .. أكمل .. يا أبا أحمد أرجوك. أرجوك . والله إنني من الصنف الثاني وإنني أمارس هذه ا( الثوارة) منذ زمن طويل ولم أخرج إلا معكم هذه الأيام بعد أن فات الأوان .
استجبت لطلبه وبدأت أصنّف الناس حسبما قرأت وسمعت ورأيت. فقلت أن هناك من هو مثل الصقر ؛ يحلّق في الأعالي فيرى الأشياء من علو شاهق ، يلّم بأبعادها ويعرف أحجامها ومداخلها ومخارجها وحدودها ، ولا يهتم بالتفاصيل الداخلية الصغرى !
وهناك من هو مثل الدودة أو السوس، ينخر في العظم ليلّم بكل التفاصيل الدقيقة والصغيرة والتافهة، لكنه لا يرى من الأشياء الكبيرة والمهمة أبعد من أرنبة أنفه. يعرف أسماء الصغار والكبار وأماكن أعمالهم وحتى رواتبهم، ويعرف أسماء العجائز والنساء والبنات وحتى الأطفال الرضّع، لكن لو ناقشته في أمر هام وكبير وشامل لأنكشف لك جهله وضحالة تفكيره وضيق أفقه ، ولبدأ يحيلك إلى نظريات المؤامرة وظلم الناس له وحقدهم عليه وفسادهم !
وهناك من هو مثل الثعابين؛ لا يمكن أن تجدها مجتمعة مع بعضها إلا في النادر، إلا أنه من السهل رؤيتها. وهي لا تلدغك ولا تعترضك إلا إذا أذيتها ، ولا تخدعك باللدغ أو القتال ، بل تعلن ذلك علانية ، فتستقيم وتقاتل قتال الأبطال ومن الصعوبة قتلها . وهناك من هو مثل العقارب بالكاد تراها ، فعادة ما تختفي خلف أو تحت أي شيء حتى ولو كان صغيرا ، إلا أنك لا تجد واحدة إلا ومعها عشرات مثلها . وهي تخدعك باللدغ بسرعة مذهلة ، كما أنها لا تواجه ولا تلدغ إلا بذيلها وهي هاربة !
وهناك من هو مثل الجواد الأصيل ، لا يكاد يعرف في بداية السبق ، حيث يبدأ بالتسخين وجسّ النبض ، إلا أنه سرعان ما يستأنف الجري وبسرعة تمكّنه من كسب السبق فيكون هو الفائز في نهاية الأمر ، وهناك من يميل إلى طبيعة الأبقار التي تجدها تندفع كلها جميعا في بداية المشوار حتى تعكر صفو الماء على بعضها دون أن تشرب، وتسدّ الطريق أيضاً على بعضها فلا تتمكن إحداها من الإنفراد ، لكنها سرعان ما تمدّ ألسنتها وتتكوّم على بعضها فلا تفوز بالسبق ولا تظفر بالسلامة !
أقول رأيت الدهشة تتملك زميلنا والاستغراب يملأه فقلت له : لا تعجب يا أبا فلان فالناس نوعان : نوع كالذئاب لا تقف ولا تستكين ، لكنها لاتجري عبثاً ، ونوع كالثيران تَعْتَلِف وتَتْكِتّف أمام التلفاز ! من العمل إلى البيت ، ومن البيت إلى العمل ، لا يخرج إلا إلى الاستراحة ليكمل الإعتلاف ويواصل التمدّد والاسترخاء !
أنتابتة نوبة من الضحك لدرجة خوفنا عليه من أن يكون صابه نوعا من الهستيريا ... وصاح بي أكمل .. أكمل .. يا أبا أحمد أرجوك. أرجوك . والله إنني من الصنف الثاني وإنني أمارس هذه ا( الثوارة) منذ زمن طويل ولم أخرج إلا معكم هذه الأيام بعد أن فات الأوان .
استجبت لطلبه وبدأت أصنّف الناس حسبما قرأت وسمعت ورأيت. فقلت أن هناك من هو مثل الصقر ؛ يحلّق في الأعالي فيرى الأشياء من علو شاهق ، يلّم بأبعادها ويعرف أحجامها ومداخلها ومخارجها وحدودها ، ولا يهتم بالتفاصيل الداخلية الصغرى !
وهناك من هو مثل الدودة أو السوس، ينخر في العظم ليلّم بكل التفاصيل الدقيقة والصغيرة والتافهة، لكنه لا يرى من الأشياء الكبيرة والمهمة أبعد من أرنبة أنفه. يعرف أسماء الصغار والكبار وأماكن أعمالهم وحتى رواتبهم، ويعرف أسماء العجائز والنساء والبنات وحتى الأطفال الرضّع، لكن لو ناقشته في أمر هام وكبير وشامل لأنكشف لك جهله وضحالة تفكيره وضيق أفقه ، ولبدأ يحيلك إلى نظريات المؤامرة وظلم الناس له وحقدهم عليه وفسادهم !
وهناك من هو مثل الثعابين؛ لا يمكن أن تجدها مجتمعة مع بعضها إلا في النادر، إلا أنه من السهل رؤيتها. وهي لا تلدغك ولا تعترضك إلا إذا أذيتها ، ولا تخدعك باللدغ أو القتال ، بل تعلن ذلك علانية ، فتستقيم وتقاتل قتال الأبطال ومن الصعوبة قتلها . وهناك من هو مثل العقارب بالكاد تراها ، فعادة ما تختفي خلف أو تحت أي شيء حتى ولو كان صغيرا ، إلا أنك لا تجد واحدة إلا ومعها عشرات مثلها . وهي تخدعك باللدغ بسرعة مذهلة ، كما أنها لا تواجه ولا تلدغ إلا بذيلها وهي هاربة !
وهناك من هو مثل الجواد الأصيل ، لا يكاد يعرف في بداية السبق ، حيث يبدأ بالتسخين وجسّ النبض ، إلا أنه سرعان ما يستأنف الجري وبسرعة تمكّنه من كسب السبق فيكون هو الفائز في نهاية الأمر ، وهناك من يميل إلى طبيعة الأبقار التي تجدها تندفع كلها جميعا في بداية المشوار حتى تعكر صفو الماء على بعضها دون أن تشرب، وتسدّ الطريق أيضاً على بعضها فلا تتمكن إحداها من الإنفراد ، لكنها سرعان ما تمدّ ألسنتها وتتكوّم على بعضها فلا تفوز بالسبق ولا تظفر بالسلامة !
تعليق