عندما يتم التفكير في إنشاء منشأة حكومية أو خاصة فان تحديد الموقع ومساحته من أولويات التنفيذ ، بعد رصد التكلفة .. إلا في منطقة الباحة ، فان أراضي المدارس حدد مكانها الأهالي بعد أن تبرعوا بها ، ومعها المستشفيات ، والطرق الفرعية التي تربط بين القرى فتحت كذلك بعد اتفاق سكان القرى المستفيدة من الخدمة ، ومن أملاكهم الخاصة ، وعند توسعتها كانت بمجالس تكفى ودخيلك في متر ومترين ، وعلى روح من فادها ، في الوقت الذي يصرف فيه تعويض مجزي في مناطق أخرى لمثل هذه المشاريع.
حتى مشاريع الباحة السياحية ، يتم اختيار مواقعها في أماكن لاتكون جاذبة ، لأمور عدة منها أن أصحابها لم يحصلوا على التعويض المستحق ، او كانت محل نزاع سابق ، مثل موقع مركز الملك عبدالعزيز الحضاري وقاعة الأمير سلطان الكبرى ، تم إنشاءه على قمة جبل (القيم) من الجهة الشمالية لمدينة الباحة ، والجبل من أساسه الى قمته كان محل نزاع بين أهالي الباحة أصحاب الملك ، وبين وكيل الإمارة عندما رغب في امتلاكه ، حتى وصل أمره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – يحفظه الله - ، وهو ولي عهد في ذلك الوقت .. فحسم أمر ملكيته لأهل الباحة ، بعد أن قابلوه يتقدمهم الشيخ / محمد بن سعيد قماد - رحمه الله - ( هذا الرجل كان مثال الصدق والنزاهة ، والكرم والطيب عرفناه وهو يشغل رئيس صحة البيئة في أمانة مدينة جدة نهاية العقد العاشر من القرن الهجري الماضي ، إذ كنت وقتها مراسل صحفي في جريدة عكاظ ) ، وعندما تقاعد واستقر في مدينة الباحة عين عمده لمدينة الباحة ، ثم سحب منه ختم العمودية ، هكذا قال لي بلسانه يرحمه الله بعد أن قاد مجموعة من أهالي الباحة للدفاع عن امتلاك ذلك الجبل فتحققت المطالبة.
وإذا سلمنا بان المركز الحضاري شيد مبناه على جبل يشرف على مدينة الباحة كموقع جميل ، إلا أن وسائل الإعلام لم تطالعنا بأنه تبرع من ملاكه .. ولم نجد مايشير إلى انه سيضم متحف للمنطقة لحفظ موروثاتها الشعبية من النسيان ، ولم تعقد به ندوات فكرية ثقافية تاريخية .. مما يجعل أي منا يتساءل ماهي الفائدة من إقامته ؟ .. وإذا نزعت ملكية الجبل من غير تعويض لماذا لم تقام عليه منشأة جامعة الباحة لقربه من توسط المنطقة؟ .. وإذا كان الخلاف على ذلك الجبل قائم لماذا لم يعوضون بالتعويض الذي صرف لأراضي العقيق ؟ .. والى أن نجد الإجابة فإنني اقترح على وسائل الإعلام أن تطرح قضية منشأة أقيمت في منطقة الباحة لم يستفاد منها لعدم تفعليها ، او لبعدها عن الكثافة السكانية كجامعة الباحة !! .. أقول ماقلت والرازق الله.
الكاتب :الأستاذ صالح بن خميس الزهراني
حتى مشاريع الباحة السياحية ، يتم اختيار مواقعها في أماكن لاتكون جاذبة ، لأمور عدة منها أن أصحابها لم يحصلوا على التعويض المستحق ، او كانت محل نزاع سابق ، مثل موقع مركز الملك عبدالعزيز الحضاري وقاعة الأمير سلطان الكبرى ، تم إنشاءه على قمة جبل (القيم) من الجهة الشمالية لمدينة الباحة ، والجبل من أساسه الى قمته كان محل نزاع بين أهالي الباحة أصحاب الملك ، وبين وكيل الإمارة عندما رغب في امتلاكه ، حتى وصل أمره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – يحفظه الله - ، وهو ولي عهد في ذلك الوقت .. فحسم أمر ملكيته لأهل الباحة ، بعد أن قابلوه يتقدمهم الشيخ / محمد بن سعيد قماد - رحمه الله - ( هذا الرجل كان مثال الصدق والنزاهة ، والكرم والطيب عرفناه وهو يشغل رئيس صحة البيئة في أمانة مدينة جدة نهاية العقد العاشر من القرن الهجري الماضي ، إذ كنت وقتها مراسل صحفي في جريدة عكاظ ) ، وعندما تقاعد واستقر في مدينة الباحة عين عمده لمدينة الباحة ، ثم سحب منه ختم العمودية ، هكذا قال لي بلسانه يرحمه الله بعد أن قاد مجموعة من أهالي الباحة للدفاع عن امتلاك ذلك الجبل فتحققت المطالبة.
وإذا سلمنا بان المركز الحضاري شيد مبناه على جبل يشرف على مدينة الباحة كموقع جميل ، إلا أن وسائل الإعلام لم تطالعنا بأنه تبرع من ملاكه .. ولم نجد مايشير إلى انه سيضم متحف للمنطقة لحفظ موروثاتها الشعبية من النسيان ، ولم تعقد به ندوات فكرية ثقافية تاريخية .. مما يجعل أي منا يتساءل ماهي الفائدة من إقامته ؟ .. وإذا نزعت ملكية الجبل من غير تعويض لماذا لم تقام عليه منشأة جامعة الباحة لقربه من توسط المنطقة؟ .. وإذا كان الخلاف على ذلك الجبل قائم لماذا لم يعوضون بالتعويض الذي صرف لأراضي العقيق ؟ .. والى أن نجد الإجابة فإنني اقترح على وسائل الإعلام أن تطرح قضية منشأة أقيمت في منطقة الباحة لم يستفاد منها لعدم تفعليها ، او لبعدها عن الكثافة السكانية كجامعة الباحة !! .. أقول ماقلت والرازق الله.
الكاتب :الأستاذ صالح بن خميس الزهراني