تزخر مناطق المملكة العربية السعودية بتعدد صور المأثور الجماعي، ويتنوع فيه هذا المأثور بين ما هو سمعي وبصري أو ما يتفق عليه خبراء الفلكلور بالحواس الخمس المناظرة للمأثور، وتحظى منطقة الحجاز وجنوب المملكة بالنصيب الأوفر من هذا المأثور الجماعي وتنوعه، لعل ارتباط الإنسان ببيئته هنا هو ما جعل هذا المأثور يزدهر ويبلغ مرحلة النضج.
في منطقة نجد تحديداً نجد أن المأثور الجماعي يقل تجانساً وتناغماً، لعل أثر البيئة الصحراوية هنا واضح جلي في خلق نوع من الجفاء مع أنواع التطور الحضاري والذي يمكن صياغته في التعامل الجماعي مع طقوس الزواج و الأفراح والعمران و الصناعات الحرفية، إن المجتمع البدوي الذي يقل التأثر فيه بالبيئة المحيطة أوجد بعض الطبائع التي أثر فيها هذا الجفاء وشقاء الصحراء.
ان الحنين في ذات الأشخاص وأثرهم الذي تركوه في البيئة وليس المكان والبيئة بحد ذاتها هو من أوجد لنا بعض القطع الرائعة في الأدب والشعر، لقد أبدع أهل الوبر في هذا الجانب بل ونشروا هذا الإبداع الوحيد وفاخروا به ليس من باب الإبداع ولكن يأتي من باب عدم وجود إبداعات أخرى في المأثور الجماعي الخاص بهم، ولعل التنقل وأثر البيئة الشديد هو ما أثر في النتاج الجماعي وجعل المأثور هنا مقصوراً على (السمع) وما نتج عنه من رواية وأشعار.
لو نظرنا في الأماكن والتجمعات التي تكونت في القرون القريبة السابقة لوجدنا مجتمع لديه من المأثور الجماعي الشيء القليل، فلم يتأثر هذا المجتمع بالمتغيرات من حوله كما حدث لمجتمع الحجاز الذي تأثر سلباً و إيجاباً بأنماط المعارف والتجارب والثقافة القادمة إليه من الخارج، فالمجتمع النجدي على سمته هذه منذُ عصور قديمة تمتد حتى العصر الجاهلي فالنزاع القبلي والسلب والنهب والتفاخر وطبيعة المجتمع البدوي المتمرد والملتف حول سلطة واحده ليضمن لها البقاء جعله في شبه عزلة مدة طويلة، ولعل عدم الاستيطان والعمران الا في مناطق قليلة هو من ساهم في خلق هذا النوع من السطوة المتوحشة ، إن عوامل كثيرة أدت إلى جمود هذا المأثور وعدم تطوره تطوراً كبيراً خلال قرون متعددة ، قد يكون هناك نوع من التأثر في هذا المجتمع ولكن بنسب لا تذكر خصوصاً مع بلاد ما بين النهرين (العراق) بحكم التبادل التجاري ، ولو أتينا بمثال واحد لوجدنا أن الكليجا التي كانت تقوم بعملها الأم لابنتها عند زواجها (تيمناً بالخصب والنماء) وهي من المأثور في منطقة القصيم ما هي الا أرث من تلك الأساطير القديمة التي شاعت في بلاد مابين النهرين عندما كانت كعكة الكليجا تقدم (للإلهة) في موسم الحصاد كتعبير عن الخصب والنماء .
بعد ان تم توحيد المملكة العربية السعودية في العصر الحديث في دولة واحدة لم يكن لمناطق محددة وخصوصاً منطقة نجد ذلك البعد الثقافي والعلمي والحضاري بل ان هذا المجتمع بعد ان أعيد توطينه لم يحمل من المحصلات الحضارية الا النزر القليل، هذا ما أوجد نقطة تحول في تلك الفترة خصوصاً اذا حاولنا ان نقارن افرازات الحضارة في منطقة نجد بما لدى منطقة الحجاز في تلك الفترة، هنا تحديداً كان لابد أن يصبح لهذه المنطقة واجهه تفاخر بها فنزعت نحو الدين والعقيدة لتوظيفها توظيفاً يهيمن بل ويلغي بعض أوجه هذا المأثور في أماكن أخرى ويعزز من نفوذ هذا المد القادم، لقد مارست هذه المجموعة بعد ان اتخذت منعطفاً دينياً لردم الهوة والفجوة الحضارية والتراثية والثقافية بينها وبين المراكز الحضارية الأخرى في الجزيرة شتى أنواع التسلط لإقصاء الأطراف الأخرى وتهميشها بل والعبث بمخزونها من المأثور الجماعي والحضاري والتراث الإنساني والعمراني، وقامت بتضييق الخناق وهدم ما طالت له يدها في فترة زمنية قياسية وذلك لعدم وجود ارتباط وجداني بين هذه المجموعة ومكونات التراث الإنساني.
إن نقد الذات الذي يواجهه هذا المجتمع ما هو الا شعور أبنائها بعودتهم لبناء مأثور جماعي يجمعهم، كذلك نتج هذا النقد عن وجود استقرار بيئي وانفتاح ثقافي وجد أبناء هذه المجموعة أنفسهم مشاركون فيه، فنمى لديهم هذا الإرتباط بمأثورهم الجماعي وأصبح النقد في هذه المجموعة مسموحاً بل سيكون شديداً في الأيام القادمة.
في منطقة نجد تحديداً نجد أن المأثور الجماعي يقل تجانساً وتناغماً، لعل أثر البيئة الصحراوية هنا واضح جلي في خلق نوع من الجفاء مع أنواع التطور الحضاري والذي يمكن صياغته في التعامل الجماعي مع طقوس الزواج و الأفراح والعمران و الصناعات الحرفية، إن المجتمع البدوي الذي يقل التأثر فيه بالبيئة المحيطة أوجد بعض الطبائع التي أثر فيها هذا الجفاء وشقاء الصحراء.
ان الحنين في ذات الأشخاص وأثرهم الذي تركوه في البيئة وليس المكان والبيئة بحد ذاتها هو من أوجد لنا بعض القطع الرائعة في الأدب والشعر، لقد أبدع أهل الوبر في هذا الجانب بل ونشروا هذا الإبداع الوحيد وفاخروا به ليس من باب الإبداع ولكن يأتي من باب عدم وجود إبداعات أخرى في المأثور الجماعي الخاص بهم، ولعل التنقل وأثر البيئة الشديد هو ما أثر في النتاج الجماعي وجعل المأثور هنا مقصوراً على (السمع) وما نتج عنه من رواية وأشعار.
لو نظرنا في الأماكن والتجمعات التي تكونت في القرون القريبة السابقة لوجدنا مجتمع لديه من المأثور الجماعي الشيء القليل، فلم يتأثر هذا المجتمع بالمتغيرات من حوله كما حدث لمجتمع الحجاز الذي تأثر سلباً و إيجاباً بأنماط المعارف والتجارب والثقافة القادمة إليه من الخارج، فالمجتمع النجدي على سمته هذه منذُ عصور قديمة تمتد حتى العصر الجاهلي فالنزاع القبلي والسلب والنهب والتفاخر وطبيعة المجتمع البدوي المتمرد والملتف حول سلطة واحده ليضمن لها البقاء جعله في شبه عزلة مدة طويلة، ولعل عدم الاستيطان والعمران الا في مناطق قليلة هو من ساهم في خلق هذا النوع من السطوة المتوحشة ، إن عوامل كثيرة أدت إلى جمود هذا المأثور وعدم تطوره تطوراً كبيراً خلال قرون متعددة ، قد يكون هناك نوع من التأثر في هذا المجتمع ولكن بنسب لا تذكر خصوصاً مع بلاد ما بين النهرين (العراق) بحكم التبادل التجاري ، ولو أتينا بمثال واحد لوجدنا أن الكليجا التي كانت تقوم بعملها الأم لابنتها عند زواجها (تيمناً بالخصب والنماء) وهي من المأثور في منطقة القصيم ما هي الا أرث من تلك الأساطير القديمة التي شاعت في بلاد مابين النهرين عندما كانت كعكة الكليجا تقدم (للإلهة) في موسم الحصاد كتعبير عن الخصب والنماء .
بعد ان تم توحيد المملكة العربية السعودية في العصر الحديث في دولة واحدة لم يكن لمناطق محددة وخصوصاً منطقة نجد ذلك البعد الثقافي والعلمي والحضاري بل ان هذا المجتمع بعد ان أعيد توطينه لم يحمل من المحصلات الحضارية الا النزر القليل، هذا ما أوجد نقطة تحول في تلك الفترة خصوصاً اذا حاولنا ان نقارن افرازات الحضارة في منطقة نجد بما لدى منطقة الحجاز في تلك الفترة، هنا تحديداً كان لابد أن يصبح لهذه المنطقة واجهه تفاخر بها فنزعت نحو الدين والعقيدة لتوظيفها توظيفاً يهيمن بل ويلغي بعض أوجه هذا المأثور في أماكن أخرى ويعزز من نفوذ هذا المد القادم، لقد مارست هذه المجموعة بعد ان اتخذت منعطفاً دينياً لردم الهوة والفجوة الحضارية والتراثية والثقافية بينها وبين المراكز الحضارية الأخرى في الجزيرة شتى أنواع التسلط لإقصاء الأطراف الأخرى وتهميشها بل والعبث بمخزونها من المأثور الجماعي والحضاري والتراث الإنساني والعمراني، وقامت بتضييق الخناق وهدم ما طالت له يدها في فترة زمنية قياسية وذلك لعدم وجود ارتباط وجداني بين هذه المجموعة ومكونات التراث الإنساني.
إن نقد الذات الذي يواجهه هذا المجتمع ما هو الا شعور أبنائها بعودتهم لبناء مأثور جماعي يجمعهم، كذلك نتج هذا النقد عن وجود استقرار بيئي وانفتاح ثقافي وجد أبناء هذه المجموعة أنفسهم مشاركون فيه، فنمى لديهم هذا الإرتباط بمأثورهم الجماعي وأصبح النقد في هذه المجموعة مسموحاً بل سيكون شديداً في الأيام القادمة.
تعليق