يا والدي : يداك أوكتا وفوك نفخ
30/1/2002
عبدالرحمن بن محمد الهرفي
أبعد هذه السنين الطويلة تلومني ؟
أبعد هذه المدة تقول لي لماذا كتبت ؟ ولماذا قلت ؟
ألست أنت السبب ؟
يا سيدي الوالد هذا ما جنته يداك
تقول لي : لماذا تكتب هذه الكتابات الجريئة ؟
ألست أنت من علمني الجرأة ؟ ألست أنت من علمني أن الكرامة تؤخذ ولا تعطى ؟
هل نسيت أيام السحر التي كنا نجلسها سويا وتقص علينا فيها قصص الشجاعة ومنها قصة عمرو بن كلثوم الشاعر الذي أهانت أم الملك عمرو بن هند أمه فقتل ابن كلثوم الملك ، وحفظتني من شعره قوله :
بأي مشيئة عمرو بن هند *** نكون لقيلكم فيها قطينا
بأي مشيئة عمرو بن هند *** ترى أنَّا نكون الأرذلينا
بأي مشيئة عمرو بن هند ***تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وتوعدنا رويدا *** متى كنا لأمك مقتوينا
فإن قناتنا يا عمرو أعيت *** على الأعداء قبلك أن تلينا
هل نسيت عندما كنت تنشد بصوتك قول شوقي :
وللحرية الحمراء باب *** بكل يد مضرجة يدق
هل نسيت يوم كنت تنشد أيضا أبيات أبي القاسم الشابي :
عش دون رأيك في الحياة مجاهدا *** إن الحياة عقيدة وجهاد
لقد خالطت روحي هذه الكلمات قبل أن تصل إلى مسمعي
ألست أنت من كان يصف لي شجاعة عنترة حتى أحببت شجاعته ؟
وحدثتني عن شجاعة سيف الله المسلول حتى أحببته حبا جما ، بل كنيتني بأبي خالد لمحبتي لهذا الصحابي المجاهد .
وحدثتني وأسهبت عن شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها يوم وقف ليواجه طواغيت قريش وحده وهو يقول : يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح.
وعلمتني أن حبه واتباعه دين وعليه مدار الملة
هل نسيت يوم كنا في أبها في ليالي رمضان وحدثتني عن إبراهيم الخليل وشجاعته الفذة أمام صناديد الكفر من قومه وهو يهدم الأصنام ولا يحابي في دين الله تعالى
وقلت لي : لا محاباة في العقائد يا بني
أبي ظلمتني يوم حاولت أن تذيقني حلاوة الشجاعة التي تنعم بها
ثم تقول اليوم : لم ؟
فأقول : يداك أوكتا وفوك نفخ
هل نسيت يوم غرست في قلبي أن الكذب كله رزية ونفاق
وقلت لي : قل الحق ولو قتلت دونه ، وكنت طفلا صغيرا لم أدخل المدرسة بعدُ
هل نسيت يوم طلبت مني أن أردد ((الصدق يهدي إلى البر والكذب يهدي إلى الفجور ))
هل نسيت يوم رأيتك تزدري ذلك الرجل الكذاب ؟ وقلت لي : كل صفة يرجى صاحبها إلا الكذب
ثم تريدني الآن أن أترك الصدق وأسلك سلك أولئك
سيدي الوالد : أراك جبلا شامخا أشما
فقد كتبت دفاعا عن الطالبان يوم سكت من يرجى كلامه
كتبت تحفيزا لأمة مهزومة من داخلها قبل هزيمة أعدائها لها
كتبت تذكي روح الإباء والكرامة والشمم لأمة تمرغت في وحل الهوان والذل والخزي حتى باتت عند خصومها أهون من جيفة كلب رمي في مزبلة
وكانت كلماتك سياطا على ظهور الجبناء ونارا تحرق الخونة ونورا للأمة ، ثم تريدني ألا اقتفي الأثر وأركن للدعة وتخشي عليّ من نوائب الدهر
إني على طريق الرسول ثم الصحب والكرام ممن أتبع سائر ، والله خيرا حافظا وهو أرحم الراحمين
مجلة العصر 0
30/1/2002
عبدالرحمن بن محمد الهرفي
أبعد هذه السنين الطويلة تلومني ؟
أبعد هذه المدة تقول لي لماذا كتبت ؟ ولماذا قلت ؟
ألست أنت السبب ؟
يا سيدي الوالد هذا ما جنته يداك
تقول لي : لماذا تكتب هذه الكتابات الجريئة ؟
ألست أنت من علمني الجرأة ؟ ألست أنت من علمني أن الكرامة تؤخذ ولا تعطى ؟
هل نسيت أيام السحر التي كنا نجلسها سويا وتقص علينا فيها قصص الشجاعة ومنها قصة عمرو بن كلثوم الشاعر الذي أهانت أم الملك عمرو بن هند أمه فقتل ابن كلثوم الملك ، وحفظتني من شعره قوله :
بأي مشيئة عمرو بن هند *** نكون لقيلكم فيها قطينا
بأي مشيئة عمرو بن هند *** ترى أنَّا نكون الأرذلينا
بأي مشيئة عمرو بن هند ***تطيع بنا الوشاة وتزدرينا
تهددنا وتوعدنا رويدا *** متى كنا لأمك مقتوينا
فإن قناتنا يا عمرو أعيت *** على الأعداء قبلك أن تلينا
هل نسيت عندما كنت تنشد بصوتك قول شوقي :
وللحرية الحمراء باب *** بكل يد مضرجة يدق
هل نسيت يوم كنت تنشد أيضا أبيات أبي القاسم الشابي :
عش دون رأيك في الحياة مجاهدا *** إن الحياة عقيدة وجهاد
لقد خالطت روحي هذه الكلمات قبل أن تصل إلى مسمعي
ألست أنت من كان يصف لي شجاعة عنترة حتى أحببت شجاعته ؟
وحدثتني عن شجاعة سيف الله المسلول حتى أحببته حبا جما ، بل كنيتني بأبي خالد لمحبتي لهذا الصحابي المجاهد .
وحدثتني وأسهبت عن شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومنها يوم وقف ليواجه طواغيت قريش وحده وهو يقول : يا معشر قريش لقد جئتكم بالذبح.
وعلمتني أن حبه واتباعه دين وعليه مدار الملة
هل نسيت يوم كنا في أبها في ليالي رمضان وحدثتني عن إبراهيم الخليل وشجاعته الفذة أمام صناديد الكفر من قومه وهو يهدم الأصنام ولا يحابي في دين الله تعالى
وقلت لي : لا محاباة في العقائد يا بني
أبي ظلمتني يوم حاولت أن تذيقني حلاوة الشجاعة التي تنعم بها
ثم تقول اليوم : لم ؟
فأقول : يداك أوكتا وفوك نفخ
هل نسيت يوم غرست في قلبي أن الكذب كله رزية ونفاق
وقلت لي : قل الحق ولو قتلت دونه ، وكنت طفلا صغيرا لم أدخل المدرسة بعدُ
هل نسيت يوم طلبت مني أن أردد ((الصدق يهدي إلى البر والكذب يهدي إلى الفجور ))
هل نسيت يوم رأيتك تزدري ذلك الرجل الكذاب ؟ وقلت لي : كل صفة يرجى صاحبها إلا الكذب
ثم تريدني الآن أن أترك الصدق وأسلك سلك أولئك
سيدي الوالد : أراك جبلا شامخا أشما
فقد كتبت دفاعا عن الطالبان يوم سكت من يرجى كلامه
كتبت تحفيزا لأمة مهزومة من داخلها قبل هزيمة أعدائها لها
كتبت تذكي روح الإباء والكرامة والشمم لأمة تمرغت في وحل الهوان والذل والخزي حتى باتت عند خصومها أهون من جيفة كلب رمي في مزبلة
وكانت كلماتك سياطا على ظهور الجبناء ونارا تحرق الخونة ونورا للأمة ، ثم تريدني ألا اقتفي الأثر وأركن للدعة وتخشي عليّ من نوائب الدهر
إني على طريق الرسول ثم الصحب والكرام ممن أتبع سائر ، والله خيرا حافظا وهو أرحم الراحمين
مجلة العصر 0
تعليق