في البارحة كدت أفقد صوابي من شدة البكاء
نعم كنت أبكي مثل النساء ، وألعن هذا وذاك وألقي اللوم على هؤلاء وهؤلاء حتى توقف عقلي عن التفكير وصرت أهذي تماما كالمجنون أو حتى بدون الكاف وأما اليوم فقد عاد لي صوابي وتذكرت أن كل ما حصل لنا كمسلمين ويحصل وسيحصل ما هو إلا عبارة عن النتيجة الأكيدة لقعوصنا وتباطئنا عما هو واجب عليناالقيام به كمسلمين
تلاطشتنا الأمواج هنا وهناك بعد تحطيم سفينتنا بأيدينا ظنا منا أن قطعها الخشبية الموزعة على سطح المحيط المظلم ستنجينا إن تعلقنا بها !!!
فما زادنا تعلقنا بها إلا ألما قبل الموت !!!
دولة الخلافة العثمانية الآخيرة وفوق كل الأخطاء التي وقعت في تطبيق الإسلام على عهدها إلا أننا لم تستباح لنا حرمة على زمنها !! بل كنا مرهوبين الجانب عالين على الناس يدفعون لنا الجزية عن يد وهم صاغرين
فلسطين وما مر بها ويمر وسيمر عقاب لنا على عدم القيام بالواجب وهو تطبيق شرع الله على أرضه وعبادة ولن يتم ذلك إلا إذا قامت دولة تحكم بما أنزل الله وتعلن الجهاد وتحرر البلاد وتفتح صقاع الأرض كلها ويدين لها القاصي والداني بإذن الله
تركنا أصلب رابطة تجمعنا وهي رابطة العقيدة الإسلامية وتوجهنا إلى قومية عربية وكردية وتركيه وبشتونيه والقائمة تطول
ويا ليتنا توقفنا عند هذا الحد بل إنحدرنا إلى ما هو أسفل فأصبحنا ننادي بالإقليمية تارة وبالوطنية تارة أخرى حتى صاح الذل بوجهنا أتركوني فقد مللت منكم !! وصاحت الهزيمة على مسامعنا تبا لما صنعت أياديكم فذوقوا ما تصنعون !!
أفكار دخبلة ألبسوها لباس الإسلام زورا وبهتانا فأصبحنا لا نميز الخبيث من الطيب حتى وصل بنا الحال أن نصف الطيب بالخبيث والخبيث بالطيب !!!
أردنا النهضة فركبنا بغلا مختوم بختم غربي وانطلقنا خلف ركب التطور ولم نلاحظ أن البغل المهدى لنا يسير إلى الخلف وعندما شكينا الغرب للغرب قالوا لنا يجب عليكم أن تخلعوا ثيابكم فهي التي تبطئ مسيركم !!!
ولكننا نأبى أن نخلع ثيابنا فنحن الأعزاء أبناء الأعزاء أبناء صلاح الدين وخالد وإبن ماجة و عمر وعثمان وعلي وأبو بكر
رفضنا أن ننزع لباسنا ( إسلامنا ) ولن نفعل ولكننا نسينا أنفسنا أننا ما زلنا نركب البغل الغربي والذي يسير بنا إلى الخلف !!! والمبكي المحزن أن حصاننا الأصيل بجانبنا وما زلنا نرفض إعتلاءه ليطير بنا إلى الأمام نعم يطير فهو براق أصيل لا يسير ولا يطير دون أن نعتليه وفقط نحن المسلمين
أما آن الآوان يا مسلمين ؟؟؟!!!!!
أما آن الآوان لنركب البراق الأصيل فنداوي جراحنا وبإسم الرب الأعلى رب محمد نطير إلى أعالي القمم فننشر الهدى كما إهتدينا ونبدل الظلام بفجر الإسلام من جديد
أما آن الآوان لنخلع عن أنفسنا ثوب الأفكار الغربية الكافرة ونلبس ثوب الإسلام بأفكاره النيرة ؟؟
أما آن الآوان أن ندمر أسلاكا شائكه وضعت لتمنع عنا المسير ؟؟
أما آن الآوان أن نكبر وبإسم الله نعلنها خلافة ؟؟
أما آن الآوان أن نلملم جراحنا وندفن شهدائنا ونخرج فاتحين لا مدافعين منهزمين ؟؟
أما آن الآوان أن ننتقم لملاين الشهداء من المسلمين ؟؟
أما آن الآوان يا مسلمين بأن نضع أوامر ربنا نصب أعيننا وبها نسير ؟؟
أما آن الآوان أن نلبي نداء عزنا وشرفنا كمسلمين ؟؟
أما آن الآوان أن نسير مع الركب الذي ابى إلا أن يعلنها دولة إسلامية فتكون الخلافة الثانية على منهاج النبؤة ؟؟
اللهم إرحم شهداءنا وإقلب هزيمتنا نصرا وأعزنا بدولة الإسلام