السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خلال مطالعتي للمكتبة الشاملة وجدت معلومات متفرقة جممعتها لكم
في هذا الموضوع آمل أن تحوز على رضاكم وتجدون فيها ما يسركم
تعريف لغوي :
قال الجوهري صاحب الصحاح : الصَيْفُ أحد فصول السنة، يقال: صَيْفٌ صائِفٌ
وهو توكيد له كما يقال: ليلٌ لائِلٌ، وهَمَجٌ هامِجٌ. والصَيْفُ أيضاً: المطرُ الذي يجيء
في الصيف. والمَصيفُ: المعوجُّ من مجاري الماء، وأصله من صافَ أي عدل
كالمضيق من صاقَ. ويومٌ صائِفٌ، أي حارٌّ. وليلةٌ صائِفةٌ. وربَّما قالوا يومٌ صافٌ
بمعنى صائِفٍ، كما قالوا يومٌ راحٌ ويومٌ طانٌ. وعاملت الرجل مُصايَفَةً، أي أَيّامَ
الصيف، مثل المشاهرة والمياومة والمعاومة. وصائِفةُ القوم: مِيرتهم في الصيف.
والصائِفَةُ: غزوةُ الرومِ، لأنَّهم يُغْزَوْنَ صَيْفاً؛ لمكان البرد والثلج. وصافَ بالمكان
أي أقام به الصيفَ. واصْطافَ مثله. والموضعُ مَصيفٌ ومُصْطافٌ. وصِفْنا، أي
أصابنا مطر الصيف. وصيفَتِ الأرض فهي مَصيفَةٌ ومَصْيوفَةٌ، إذا أصابها مطر
الصيف. وأصافَ الله عنِّي شرّ فلانٍ، أي صرفه وعدل به. وصَيَّفَني هذا الشيء
أي كفاني لِصَيْفتي. وقول أبي كَبيرٍ الهذَلي:
ولقد وَرَدْتُ الماءَ لم يَشْرَبْ به ... حَدَّ الربيعِ إلى شهور الصَيِّفِ
يعني به مطر الصيف، الواحدة صَيِّفَةٌ. يقال أصابتنا صَيِّفَةٌ غزيرةٌ، بتشديد الياء.
وتَصَيَّفَ من الصَيف، كما تقول: تَشَتَّى من الشتاء. وصافَ السهم عن الهَدَف
يَصيفُ صَيْفاً وصَيْفوفَةً، أي عدل.
الصيف في القرآن
وردت كلمة الصيف في القرآن الكريم مرة واحدة فقط في قَوْلُهُ تَعَالَى :
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ .
فال القرطبي رحمه الله في هذه الآية : والرحلة الارتحال. وكانت إحدى الرحلتين
إلى اليمن في الشتاء، لأنها بلاد حامية، والرحلة الأخرى في الصيف إلى الشام
لأنها بلاد باردة. وعن ابن عباس أيضا قال: كانوا يشتون بمكة لدفئها، ويصيفون
بالطائف لهوائها. وهذه من أجل النعم أن يكون للقوم ناحية حر تدفع عنهمها برد
الشتاء، وناحية برد تدفع عنهم حر الصيف، فذكرهم الله تعالى هذه النعمة.
وقال الشاعر:
تشتي بمكة نعمة ... ومصيفها بالطائف .
الصيف في الحديث النبوي:
ورد في السنة أحاديث عديدة جاء منها :قَوله صلى الله عليه وسلم :
اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ
فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ فِي الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ
مِنَ الزَّمْهَرِيرِ. رواه البخاري
فالصالحون يجعلون الآخرة نصب أعينهم و يثذكرون الآخرة بأحداث الدنيا فإذا تأذوا
من حرارة الصيف ذكروا جهنم وحرها وإذا شاهدوا الربيع وجماله ذكروا الجنة
ونعيمها مع مبادرتهم بالعمل والاستعداد
نزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة، فدعا بغدائه ورأى أعرابياً
فدعاه إلى الغداء معه، فقال: دعاني من هو خير منك فأجبته، قال: ومن هو؟ قال:
الله -تعالى- دعاني إلى الصيام فصمت، قال: في هذا الحر الشديد؟ قال: نعم صمت
ليوم أشد منه حراً، قال: فافطر وصم غداً، قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غد! قال:
ليس ذلك إليَّ، قال: فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه؟!
وخرج ابن عمر في سفر معه أصحابه فوضعوا سفرة لهم، فمر بهم راع فدعوه
إلى أن يأكل معهم، قال: إني صائم، فقال ابن عمر: في مثل هذا اليوم الشديد حره
وأنت بين هذه الشعاب في آثار هذه الغنم وأنت صائم؟ فقال: أبادر أيامي هذه الخالية!
فعجب منه ابن عمر، فقال له ابن عمر: هل لك أن تبيعنا شاة من غنمك ونطعمك
من لحمها ما تفطر عليه، ونعطيك ثمنها، قال: إنها ليست لي إنها لمولاي، قال:
فما عسيت أن يقول لك مولاك إن قلت أكلها الذئب؟ فمضى الراعي وهو رافع
إصبعه إلى السماء وهو يقول: فأين الله؟ فلم يزل ابن عمر يردد كلمته هذه
فلما قدم المدينة بعث إلى سيد الراعي فاشترى منه الراعي والغنم، فأعتق
الراعي وهب له الغنم.
في وصف الحر :
قال أحد البلغاء في وصف حر الصيف : حر يشبه قلب الصب، ويذيب دماغ الضب.
هاجرة كأنها من قلوب العشاق، إذا اشتعلت فيها نار الفراق.هاجرة تحكي الهجر
وتذيب قلب الصخر.أيام كأيام الفرقة امتداداً، وحر كحر الوجد اشتداداً.هاجرة
كقلب المهجور، والتنور المسجور.
من طرائف الأعراب :
قال بعضهم: رأيت أعرابياً في بعض أيام الصيف قد جاء إلى نهر، وجعل يغوص في
الماء، ثم يخرج ثم يغوص أيضاً، ويخرج وكلما خرج مرة، حل عقدةً من عقدٍ في خيطٍ
كان معه، قلت: ما شأنك؟ قال: جنابات الشتاء أحصيهن كما ترى وأقضيهن في الصيف.
للموضوع بقية
تعليق