| الحنظل |
على جنبات الطريق تنتشر حبات الحنظل بلونها المتموج بين صفار طاغي وخضرة متدرجة، صاحبي يقف بسيارته جانباً ويقطف حبات من الحنظل، تبدو في يده بغاية الجمال كأنما هي حبات (شمام) صغيرة لم تنضج بعد.
لصاحبي فلسفة في الحياة يرى من خلالها أحياناً القليل كثير، وأحيناً يرى أن ما يقوم به هو الصواب، يلجمك في كثير من الأحيان بما يقول فليس لك الا ان تصغي لما يملي، لأدري كم من الحنظل قطف لكن ما أعلمه علم اليقين أن له فيه مأرب (أخرى) ، في المقعد الخلفي أستقرت تلك الثمرات من الحنظل وفي الفيافي الشاسعة تتهادى سيارتنا عبر مناظر ربيعية تخلب الألباب، عدت الى الديار بصحبة صاحبي وحنظلاته الخمس.
أيام وأسابيع تمر وصاحبي يتعهد بذور الحنظل بالرعاية والعناية بعد أن غرسها في حوض مخصصٍ لذلك، يقول صاحبي ان هذه البذور عندما لم تجد الماء الصالح والتربة الطيبة والعناية الفائقة أصبح طعمها مراً، لكني سأسقيها من زلال الماء وأزرعها في حوضٍ من الفخار وأعتني بها ليل نهار، سيصبح طعمها بعد ذلك أحلى وألذ من الشمام والبطيخ.
تركت صاحبي البارحة وهو يقطع الحنظل الواحدة تلو الأخرى وما زال طعمها مراً كما خلقها الله تعالى.
تعليق