الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ ...
سبحان الله ! مِن الناس من يموتُ وهو على طاعةٍ فيطمئن قلبك لأن الله ختم له بخاتمة ، ومنهم من يموت على العكس من ذلك فيتفطر قلبك ويحزن لأجله ...
من الناس من يموت وهو يردد الأذان لأنه بقي يؤذن سنواتٍ طويلةً فامتزج الأذان بلحمه ودمه ...
ومنهم من يموت وهو يضرب بالعود أو يمثل على خشبة المسرح نسأل الله حسن الخاتمة ...
ولعلي أذكر بفضل أجر الأذان ، وأجر المؤذن .
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عَمِّهِ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، فَجَاءهُ الْمُؤَذِّنُ يَدْعُوهُ إِلَى الصَّلاَةِ. فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
أخرجه مسلم ( 387 ) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ أَحَالَ لَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لاَ يَسْمَعَ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ، فَإِذَا سَمِعَ الإِقَامَةَ ذَهَبَ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ صَوْتَهُ، فَإِذَا سَكَتَ رَجَعَ فَوَسْوَسَ ".
أخرجه مسلم .
الموت يغيب مؤذن سراة عبيدة فاقد الوعي
سراة عبيدة: محمد آل عطيف
شيعت سراة عبيدة عصر أمس مؤذنها، والذي عرف بمؤذن الغيبوبة. وكانت إحدى القنوات العربية قد وثقت حالة المؤذن الذي يؤذن للصلاة ويقيم لها في كل وقت من أوقاتها، وهو في غيبوبة تامة.
ورصدت الكاميرا أنه مع حلول صلاة العصر أخيراً، وما إن بدأ المؤذن في الآذان حتى انطلق صوت العم سعد آل مشاوي متزامناً مع صوت المؤذن بالخارج، كل هذا وهو راقد في شبه غيبوبة كاملة، لا يفيق منها إلا مع وقت دخول الصلاة.
وأجرى مذيع القناة في السعودية لقاءً مع بنات العم سعد في منزله وسط محافظة سراة عبيدة، حيث تحدثن عن العناية به، والمناوبة على رعايته، كل واحدة منهن أسبوعاً، وتعذر بث اللقاء لأسباب فنية.
وكانت "الوطن" نقلت الحدث في عددها الصادر يوم السبت 24 يناير 2009 وتناقلته وكالات أنباء ومواقع إلكترونية، وورد فيه حينها أن هناك في أروقة مستشفى محافظة سراة عبيدة في عسير يقبع مسن فقد ذاكرته منذ ما يزيد عن 8 سنوات، دأب على هذه العادة، فتجد النساء اللاتي يتلقين العلاج في الجناح (A) في المستشفى يذرفن الدموع بعد كل مرة يؤذن ذلك المسن الذي اعتاد معظم سكان المحافظة على سماعه لدى دخولهم المستشفى.
"الوطن" زارت المسن في غرفته بالمستشفى، وعندما حان أذان العصر رفع صوته بالتكبير، أعقبها بعد مرور ربع ساعة بإقامة الصلاة.
العم سعد مفرح آل مشاوي مُقعد في منزله وسط المحافظة منذ 8 سنوات، لا يدرك معها لا الزمان ولا المكان، رُزق بـ 10 أبناء ذكور توفوا كلهم وتبقى لديه 6 بنات أكبرهن "60 عاماً" وأصغرهن "13 عاماً"، يتناوبن على رعايته.
في المقابل، أكد الطبيب النفسي في المستشفى السعودي الألماني الدكتور بركات ممدوح حدوث مثل هذه الحالات، لاسيما أن الشخص المصاب بفقدان الذاكرة معتاد على مثل هذا الأمر "الأذان والإقامة" بانتظام فترات طويلة من حياته، وعلى اقتناع تام بأهميتها طيلة حياته، وكونها جزءا من نشاطه اليومي سابقاً. وأضاف بركات أن هناك حالات مشابهة قابلته أثناء عمله خلال السنوات العشر الماضية في مستشفيات المملكة ومستشفى جامعة عين شمس بالقاهرة.
تعليق