(( الأمير المعزول ))
(( الأمير المعزول ))
فلقد رغب مني مكتب الدعوة بالصفراء في مدينة بريدة أن أتحدث في محاضرة عن سيرة بطل من الأبطال الشجعان يوم السبت 18/4/1431هـ في جامع الراجحي – إن شاءالله - .
فكتبت عنه:
كان إذا حزبه أمر نظر إلى الأرض ساعة ثم إلى السماء ساعة ثم يفرق له رأيه ، لم يكن خطيباً بقدر ما كان قائداً شجاعاً عالماً بالحرب ، لقد أقبل وأدبر ، وقدم وأخر ودوخ المناوئين للإسلام ، وقتل جماعة من الأبطال الشجعان ، كان في الجاهلية على أعنة الخيل لم يحفظ كثيراً من القرآن والعلم حيث أشغله الكر والفر عنهما ، يقول عن نفسه : ( لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعة أسياف ) قال فيه المصطفى ( اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به ) وتكون أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث خالته وخالة ابن عباس ولقد أكل الضب عندها بحضرت رسول الله وله أخت كثير ما يأخذ برأيها ، عقله هداه الله للإسلام ، قيل أنه شرب السم فلم يضره ، انتشل الجيش الإسلامي في مؤتة من كارثة محققة وموت جماعي ، وذلك عندما قُِتل القادة الثلاثة زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن رواحه ، ووقع الناس في حيرة ودهش حتى أخذ الراية فجرد سيفه وحرك دابته وسحب جيشه ، وجعل الميمنة مكان الميسرة والميسرة مكان الميمنة ، والمقدمة مكان المؤخرة والعكس ، حتى اختلفت الوجوه على الروم وظنوا أنه المدد ، وحمي الوطيس وضعف الأعداء وعندها قال النبي ( وأخذ الراية سيف من سيوف الله ، وحمي الوطيس ) ثم رفع يديه وقال : ( اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به ) وشتدت الحرب ، وظهرت المقاومة ، وجاء النصر للمسلمين ، وبعثه أبو بكر إلى بني سليم بعد ردتهم عن الإسلام ، فجعلهم في حظائر ثم حرقهم ومضى فلقي أسد وغطفان فأنزل بهم هزيمة منكرة ، ثم قال : لا أنتهي حتى أناطح مسيلمة ، فقال بعض جيشه أنا لن نصحبك ، فتركهم وجاءهم النصر بعد ذلك ، ولقد أنزل بالمرتدين هزائم متوالية ، ولما فرغ من اليمامة جاءه كتاب أبي بكر يأمر بالمسير إلى الشام ،فينجد جند الإسلام في الشام فمضى وقطع البرية في سرية معه، حتى سلك عين التمر ، فمر بدومة الجندل ، ومضى حتى قدم الشام وكان النصر و الفتح ، ثم جاءه كتاب أبي بكر للمضي إلى العراق لنجدة المثنى ، فمضى وقاد الجيوش في العراق ثم كان النصر ، فسبحان من جعل الشجاعة في قلبه ، والقوة في سواعده .
كان إسلامه في أول يوم من صفر سنة 8 وفرح النبي بإسلامه ، وأسلم معه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة ، وقال له النبي ( الحمدلله الذي هداك ، قد كنت أرى لك عقلاً ، ورجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير ) وروي أن خالد رأى رؤيا ذكرها لأبي بكر بعد إسلامه يقول خالد : ( وأرى في النوم وكأني في بلاد ضيقة جديبة ، فخرجت إلى بلد أخضر واسع ، فقلت : إن هذه لرؤيا فلما قدمت المدينة قلت: لأذكرنها لأبي بكر وقال : فذكرتها ، فقال: هو مخرجك الذي هداك الله للإسلام ، والضيق الذي كنت فيه الشرك ) وكان في مقدمة الجيش يوم حنين وجرح جراحات كثيرة بعد أن انهزم الناس . وروي أن خالد قال: يا رسول الله إن كائداً من الجن يكيدني ، قال: قل: (( أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر ما يعرج في السماء ، وما ينزل منها ، ومن شر كل طارق ، إلا طارق يطرق بخير يا رحمن )) قال: ففعلت فأذهبه الله تبارك وتعالى عني .
وبعثه النبي إلى بني جذيمة ومعه بنو سليم فقتل قوماً فيهم مسلمون خطأ ، فلما علم النبي رفع يديه إلى السماء وقال: ( اللهم أني أبرأ إليك من صنع خالد مرتين أو ثلاثاً ) وعابه عبدالرحمن بن عوف ، وأبو قتادة وابن عمر وعمر بن الخطاب ، وأكثروا عليه في ذلك ، وحرق بنو سليم لما ارتدوا عن الإسلام وسبوا الرسول ، فكلم عمر أبا بكر أن يعزله ، فقال أبو بكر : لا أشيم سيفاً سله الله – عز وجل – على الكفار حتى يكون الله الذي يشيمه .
وقتل مالك بن نويرة التميمي ، وكان يدخل على أبي بكر متقلداً السيف معتماً في عمامته أسهم فيها دم ، ولما توفي أبو بكر الصديق عزله عمر بن الخطاب ، وكانت إقالته في رجب سنة 14 بعد فتح دمشق ، وكان عمر يقول : أما والله لئن صيرن الله هذا الأمر إليّ لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق ، وخالد بن الوليد عن الشام ، حتى يعلم الناس أن النصر من الله وحده وليس منهما .
ولقد تقبل خالد بن الوليد قرار عزله بكل صدر رحب حين قال : ( نسمع ونطيع لولاتنا ) وثبت أنه قال لأبي الدرداء والله يا أبا الدرداء لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها وقد كنت وجدت عليه في نفسي أمور لما تدبرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل ، وكنت وجدت عليه في نفسي حيث بعث إلي من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعلي فرأيته فعل ذلك مع أهل السالفة ومن شهد بدراً وكنت أدل عليه بقرابة فرأيته لا يبالي قريباً ، ولا لوم لائم في غير الله فذلك الذي أذهب ما كنت أجدُ عليه ، وكان يكثر عليّ عنده ، وما كان ذلك مني إلا على النظر كنت في حرب ومكابدة وكنت شاهداً وكان غائباً ، فكنت أعطي على ذلك ، فخالفه ذلك من أمري ، وقد جعلتُ وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب ) .
وقيل أن عمر بن الخطاب ندم بعد ذلك على عزل خالد ، ولما توفي خالد بن الوليد سنة 21 في حمص وعلم عمر أقبل يصيح ويقول لطلحة بن عبيدالله ، يا أبا محمد يا طلحة ، لقد مات أبو سليمان ، مات أبو سليمان رحم الله أبا سليمان ، فقال له طلحة :
لا عرفتك بعد الموت تندبني وفي حياتي مازودتني زاداً
وقال عمر : بعد أن علم أن خالد بن الوليد لم يترك بعد موته إلا فرسه وسلاحه ولم يخلف مالاً أو عقاراً ، عندها قال: رحم الله أبا سليمان كنا نظن به أموراً ما كانت وتزوج عمر بعد وفاته زوجته ، فرحم عمر وخالد وجميعنا وإياهما على سرر متقابلين .
ومن فوائد حياة هذا القائد :
1- أن الجهاد إنما يكون تحت راية إسلامية وولاية شرعية .
2- طاعة ولي الأمر في المنشط والمكره وذلك في قول خالد: ( نسمع ونطيع لولاتنا ونفخر ونخدم موالينا ) .
3- أن العقل الراجح سبب لهداية صاحبه .
4- أن الإسلام يهدم ما قبله من أعمال سيئة وكذا التوبة.
5- أن الكرامة تكون للأولياء والمعجزة للأنبياء ( شرب السم ) .
6- أن القادة العظماء لابد وأن يقعوا في الخطأ العظيم ، لأنهم بشر ويعملون أعمالاً عظيمة ، ولكن لا يقرون على ذلك .
7- جواز أكل الضب .
8- أن عمر لما عزل خالداً كان يرى أن الناس قد فتنوا به .
9- أن عمر أراد بعزل خالد وجه الله ، وذلك بشهادة خالد نفسه .
10- أن الظن لا يغني من الحق شيئاً .
11- وجوب الظن الحسن بالقادة والزعماء وغيرهم من المسلمين، والأصل السلامة وبراءة الذمة .
12- الكافر يرى الرؤى وتقع ( رؤيا خالد ) .
13- أن الجن أعداء للأنس .
14- أن الحروب تحتاج إلى العالم بسياسته ولايكفي فيه الشجاعة وحدها .
15- أن السلاح والعتادة لا يكفي وحده ، بل لا بد من قادة عالمون بالحروب وفنونها .
16- أن الانسحاب من المعارك ليس معناه الهزيمة .
17- أن بعض النساء قد يكن أكمل عقلاً من بعض الرجال .
18- أن الصحابة ليسوا على درجة واحدة في الفضل والمنزلة .
19- أن الصحابة بشر ويقع بينهم ما يقع بين البشر .
20- أن من علم من نفسه القدرة على القيادة جاز له طلبها ، وهذا في كل ولاية .
21- أن القائد الناجح له أعداء .
22- أن القائد البارز أخطاءه محسوبة .
23- بركة شعر رسول الله وعرقه وريقه.
24- قوة خالد بن الوليد الجسمانية والعقلانية .
25- أن الجهاد مما شغل خالد عن العلم والقرآن ولا يضره ذلك.
26- أن العجلة مذمومة في كل شيء .
27- أنه يرى الحاضر ما لا يرى الغائب ( خالد وعمر ) .
28- أن النصر من الله وليس من خالد أو أحداً من عباده .
29- أن لباس الحرير محرم على ذكور هذه الأمة إلا عند الظرورة .
30- أن خالد علم صدق عمر في قراره .
31- أن عمر لم يكن يحابـي أحداً في دين الله حتى لو كان ابـنه أو ابـن خاله ( خالد ) أو أي قريب.
32- إن العبرة في حياة المرء ليست بطول العمر ، ولكن بقدر الأعمال والمنجزات ، وهكذا كان خالد ، حيث لم يمض سوى سبعة أعوام قائد ثم عزل .
33-إن من فتن الناس به ، وجب على ولي الأمر تنحيته ولو كان صادقاً ، فكيف إذا كان مشكوكاً فيه ، كبعض القراء ، والمفتون ، والمتحدثون عبر القنوات .
34- اطلب الموت توهب لك الحياة ، وهكذا مات خالد على فراشه ولم يقتل في ميادين القتال .
وإلى اللقــــــــــــــاء ...
فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري
مدير إدارة الأوقاف بمحافظة المجمعة
(( الأمير المعزول ))
فلقد رغب مني مكتب الدعوة بالصفراء في مدينة بريدة أن أتحدث في محاضرة عن سيرة بطل من الأبطال الشجعان يوم السبت 18/4/1431هـ في جامع الراجحي – إن شاءالله - .
فكتبت عنه:
كان إذا حزبه أمر نظر إلى الأرض ساعة ثم إلى السماء ساعة ثم يفرق له رأيه ، لم يكن خطيباً بقدر ما كان قائداً شجاعاً عالماً بالحرب ، لقد أقبل وأدبر ، وقدم وأخر ودوخ المناوئين للإسلام ، وقتل جماعة من الأبطال الشجعان ، كان في الجاهلية على أعنة الخيل لم يحفظ كثيراً من القرآن والعلم حيث أشغله الكر والفر عنهما ، يقول عن نفسه : ( لقد قاتلت يوم مؤتة فانقطع في يدي تسعة أسياف ) قال فيه المصطفى ( اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به ) وتكون أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث خالته وخالة ابن عباس ولقد أكل الضب عندها بحضرت رسول الله وله أخت كثير ما يأخذ برأيها ، عقله هداه الله للإسلام ، قيل أنه شرب السم فلم يضره ، انتشل الجيش الإسلامي في مؤتة من كارثة محققة وموت جماعي ، وذلك عندما قُِتل القادة الثلاثة زيد بن حارثة ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن رواحه ، ووقع الناس في حيرة ودهش حتى أخذ الراية فجرد سيفه وحرك دابته وسحب جيشه ، وجعل الميمنة مكان الميسرة والميسرة مكان الميمنة ، والمقدمة مكان المؤخرة والعكس ، حتى اختلفت الوجوه على الروم وظنوا أنه المدد ، وحمي الوطيس وضعف الأعداء وعندها قال النبي ( وأخذ الراية سيف من سيوف الله ، وحمي الوطيس ) ثم رفع يديه وقال : ( اللهم هذا سيف من سيوفك فانتقم به ) وشتدت الحرب ، وظهرت المقاومة ، وجاء النصر للمسلمين ، وبعثه أبو بكر إلى بني سليم بعد ردتهم عن الإسلام ، فجعلهم في حظائر ثم حرقهم ومضى فلقي أسد وغطفان فأنزل بهم هزيمة منكرة ، ثم قال : لا أنتهي حتى أناطح مسيلمة ، فقال بعض جيشه أنا لن نصحبك ، فتركهم وجاءهم النصر بعد ذلك ، ولقد أنزل بالمرتدين هزائم متوالية ، ولما فرغ من اليمامة جاءه كتاب أبي بكر يأمر بالمسير إلى الشام ،فينجد جند الإسلام في الشام فمضى وقطع البرية في سرية معه، حتى سلك عين التمر ، فمر بدومة الجندل ، ومضى حتى قدم الشام وكان النصر و الفتح ، ثم جاءه كتاب أبي بكر للمضي إلى العراق لنجدة المثنى ، فمضى وقاد الجيوش في العراق ثم كان النصر ، فسبحان من جعل الشجاعة في قلبه ، والقوة في سواعده .
كان إسلامه في أول يوم من صفر سنة 8 وفرح النبي بإسلامه ، وأسلم معه عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة ، وقال له النبي ( الحمدلله الذي هداك ، قد كنت أرى لك عقلاً ، ورجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير ) وروي أن خالد رأى رؤيا ذكرها لأبي بكر بعد إسلامه يقول خالد : ( وأرى في النوم وكأني في بلاد ضيقة جديبة ، فخرجت إلى بلد أخضر واسع ، فقلت : إن هذه لرؤيا فلما قدمت المدينة قلت: لأذكرنها لأبي بكر وقال : فذكرتها ، فقال: هو مخرجك الذي هداك الله للإسلام ، والضيق الذي كنت فيه الشرك ) وكان في مقدمة الجيش يوم حنين وجرح جراحات كثيرة بعد أن انهزم الناس . وروي أن خالد قال: يا رسول الله إن كائداً من الجن يكيدني ، قال: قل: (( أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض ، ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر ما يعرج في السماء ، وما ينزل منها ، ومن شر كل طارق ، إلا طارق يطرق بخير يا رحمن )) قال: ففعلت فأذهبه الله تبارك وتعالى عني .
وبعثه النبي إلى بني جذيمة ومعه بنو سليم فقتل قوماً فيهم مسلمون خطأ ، فلما علم النبي رفع يديه إلى السماء وقال: ( اللهم أني أبرأ إليك من صنع خالد مرتين أو ثلاثاً ) وعابه عبدالرحمن بن عوف ، وأبو قتادة وابن عمر وعمر بن الخطاب ، وأكثروا عليه في ذلك ، وحرق بنو سليم لما ارتدوا عن الإسلام وسبوا الرسول ، فكلم عمر أبا بكر أن يعزله ، فقال أبو بكر : لا أشيم سيفاً سله الله – عز وجل – على الكفار حتى يكون الله الذي يشيمه .
وقتل مالك بن نويرة التميمي ، وكان يدخل على أبي بكر متقلداً السيف معتماً في عمامته أسهم فيها دم ، ولما توفي أبو بكر الصديق عزله عمر بن الخطاب ، وكانت إقالته في رجب سنة 14 بعد فتح دمشق ، وكان عمر يقول : أما والله لئن صيرن الله هذا الأمر إليّ لأعزلن المثنى بن حارثة عن العراق ، وخالد بن الوليد عن الشام ، حتى يعلم الناس أن النصر من الله وحده وليس منهما .
ولقد تقبل خالد بن الوليد قرار عزله بكل صدر رحب حين قال : ( نسمع ونطيع لولاتنا ) وثبت أنه قال لأبي الدرداء والله يا أبا الدرداء لئن مات عمر لترين أموراً تنكرها وقد كنت وجدت عليه في نفسي أمور لما تدبرتها في مرضي هذا وحضرني من الله حاضر عرفت أن عمر كان يريد الله بكل ما فعل ، وكنت وجدت عليه في نفسي حيث بعث إلي من يقاسمني مالي حتى أخذ فرد نعلي فرأيته فعل ذلك مع أهل السالفة ومن شهد بدراً وكنت أدل عليه بقرابة فرأيته لا يبالي قريباً ، ولا لوم لائم في غير الله فذلك الذي أذهب ما كنت أجدُ عليه ، وكان يكثر عليّ عنده ، وما كان ذلك مني إلا على النظر كنت في حرب ومكابدة وكنت شاهداً وكان غائباً ، فكنت أعطي على ذلك ، فخالفه ذلك من أمري ، وقد جعلتُ وصيتي وتركتي وإنفاذ عهدي إلى عمر بن الخطاب ) .
وقيل أن عمر بن الخطاب ندم بعد ذلك على عزل خالد ، ولما توفي خالد بن الوليد سنة 21 في حمص وعلم عمر أقبل يصيح ويقول لطلحة بن عبيدالله ، يا أبا محمد يا طلحة ، لقد مات أبو سليمان ، مات أبو سليمان رحم الله أبا سليمان ، فقال له طلحة :
لا عرفتك بعد الموت تندبني وفي حياتي مازودتني زاداً
وقال عمر : بعد أن علم أن خالد بن الوليد لم يترك بعد موته إلا فرسه وسلاحه ولم يخلف مالاً أو عقاراً ، عندها قال: رحم الله أبا سليمان كنا نظن به أموراً ما كانت وتزوج عمر بعد وفاته زوجته ، فرحم عمر وخالد وجميعنا وإياهما على سرر متقابلين .
ومن فوائد حياة هذا القائد :
1- أن الجهاد إنما يكون تحت راية إسلامية وولاية شرعية .
2- طاعة ولي الأمر في المنشط والمكره وذلك في قول خالد: ( نسمع ونطيع لولاتنا ونفخر ونخدم موالينا ) .
3- أن العقل الراجح سبب لهداية صاحبه .
4- أن الإسلام يهدم ما قبله من أعمال سيئة وكذا التوبة.
5- أن الكرامة تكون للأولياء والمعجزة للأنبياء ( شرب السم ) .
6- أن القادة العظماء لابد وأن يقعوا في الخطأ العظيم ، لأنهم بشر ويعملون أعمالاً عظيمة ، ولكن لا يقرون على ذلك .
7- جواز أكل الضب .
8- أن عمر لما عزل خالداً كان يرى أن الناس قد فتنوا به .
9- أن عمر أراد بعزل خالد وجه الله ، وذلك بشهادة خالد نفسه .
10- أن الظن لا يغني من الحق شيئاً .
11- وجوب الظن الحسن بالقادة والزعماء وغيرهم من المسلمين، والأصل السلامة وبراءة الذمة .
12- الكافر يرى الرؤى وتقع ( رؤيا خالد ) .
13- أن الجن أعداء للأنس .
14- أن الحروب تحتاج إلى العالم بسياسته ولايكفي فيه الشجاعة وحدها .
15- أن السلاح والعتادة لا يكفي وحده ، بل لا بد من قادة عالمون بالحروب وفنونها .
16- أن الانسحاب من المعارك ليس معناه الهزيمة .
17- أن بعض النساء قد يكن أكمل عقلاً من بعض الرجال .
18- أن الصحابة ليسوا على درجة واحدة في الفضل والمنزلة .
19- أن الصحابة بشر ويقع بينهم ما يقع بين البشر .
20- أن من علم من نفسه القدرة على القيادة جاز له طلبها ، وهذا في كل ولاية .
21- أن القائد الناجح له أعداء .
22- أن القائد البارز أخطاءه محسوبة .
23- بركة شعر رسول الله وعرقه وريقه.
24- قوة خالد بن الوليد الجسمانية والعقلانية .
25- أن الجهاد مما شغل خالد عن العلم والقرآن ولا يضره ذلك.
26- أن العجلة مذمومة في كل شيء .
27- أنه يرى الحاضر ما لا يرى الغائب ( خالد وعمر ) .
28- أن النصر من الله وليس من خالد أو أحداً من عباده .
29- أن لباس الحرير محرم على ذكور هذه الأمة إلا عند الظرورة .
30- أن خالد علم صدق عمر في قراره .
31- أن عمر لم يكن يحابـي أحداً في دين الله حتى لو كان ابـنه أو ابـن خاله ( خالد ) أو أي قريب.
32- إن العبرة في حياة المرء ليست بطول العمر ، ولكن بقدر الأعمال والمنجزات ، وهكذا كان خالد ، حيث لم يمض سوى سبعة أعوام قائد ثم عزل .
33-إن من فتن الناس به ، وجب على ولي الأمر تنحيته ولو كان صادقاً ، فكيف إذا كان مشكوكاً فيه ، كبعض القراء ، والمفتون ، والمتحدثون عبر القنوات .
34- اطلب الموت توهب لك الحياة ، وهكذا مات خالد على فراشه ولم يقتل في ميادين القتال .
وإلى اللقــــــــــــــاء ...
فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري
مدير إدارة الأوقاف بمحافظة المجمعة
تعليق