الله على ذاك الزمن ، وعلى تلك ( الغمزة ) التي تُسْقـِطُ الصقور من أوكارها ..!
يقال : إن بعض رجالنا ( اعتركوا ) يومَ أن رأوها ( تغمز ) في شاشةِ ( الأبيضِ والأسودِ ) ، فكلُّ واحدٍ منهم يرى أن ( الغمزة ) له وحده ولا يشاركه فيها أحد ، ولم يفض العراك إلا الشيخ يوم أن كان الشيخُ شيخـًا ، إذ قال لهم : ( ابجم ، ابجم أنتَ وهو ، الغمزة يا قليلين الحياء للشيخ ) ..!
عجيب أيها الكبير ، حتى أنتَ ..؟!
لا بأس ..!
كنت أرى سميرة ، وأسمعها تغني :
بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل ** واسقوها للنشامى عـظهور الخيل
النشامـى انلاقيهـا وانحييـهـا ** ويلك يلي اتعاديها يا ويلـك ويـل
وأرى الفرسان على ظهور الخيول في استعراض جميل ، فأتجه إلى ( حماري ) وأركب ظهره وأنطلق ، يسوقني الوهم ، فلعلني أنال من كفها فنجانـًا يروي عطشي ..!
لا تستغربوا فخيال الصغار واسع ، وطموحاتهم كبيرة ، وما يتوهمونه أكبر ..!
سمعتها يومـًا تغني :
أشقر وشعره ذهـب ** في حبه شفت العجب
فعدت إلى أمي أسألها عن لون شعري ، فكان ( المغزل ) الذي رنَّ بين أذني جوابها رحمها الله ؛ لأنها عرفت أن سؤال الصغير لم يكن بريئـًا ، وأن ( وراء الأكمة ما وراءها ) ..!
( غمزة سميرة ) - أيها الأحبة - لم تكن إلاّ ( إرهاصـًا أوليـًا ) لما وصل إليه الفن وأهله اليوم من ميوعةٍ ، وتفسخٍ ، وعري ..!
لا غرابة ، فنحن اعتدنا أن نترك الشيء الصغير ينمو إلى أن يكبر ويستفحل فيخرج عن السيطرة ..!
ماذا لو قام العقلاء من قومي بـ ( سَمْلِ ) العينِ ( الغمّازة ) في ذلك الوقت ، أكنا سنرى هيفاء (عارية اليوم محتشمة الغد ) تدعو إلى ( بوس الواوا ) ..؟!
لا أظن ..!
لستُ ( دكتاتوريـًا ) ، ولا شريرًا ، لكنني أرى أنه ليس كثيرًا أن ( تُسمل ) عينُ فاتنةٍ من أجل أن تبقى أخلاق أمة ..!
تعليق