يُبْكى علينا ولا نبكي على أحدٍ ... لنحن أغلظ أكباداً من الأبل
لا أعرف قائل هذا البيت ولا المناسبة التي قاله فيها . وإن كنت قد أعجبتْ فيه قديما إلا أنني تجاهلته فيما بعد حتى نسيته ، ولم أتذكّره إلى عندما سمعت عن قصة بن رومي الذي كان له أبنا وحيدا لا يماثله في الحب إلا ناقته التي كانت تتفرد أيضاً بصفات لا توجد اليوم حتى في تلك المزايين التي تبلغ أثمانها عشرات بل مئات الملايين !
شاركه في حبّها والهيام بها ابنه الذي خرج ذات يوم إليها ليتسلّى بالنظر إليها ويستأنس بملاطفة حوارها الذي لازالت ترضعه . فما كان منها إلاّ أن رتحته فأصابته في مقتل فقضى إلى ربه !
حزن بن رومي حزنا شديدا حتى كاد يتفطر قلبه من الألم . فقرر أن ينتقم منها على طريقتها ، فأخذ الحوار وذبَحه أمامها وهي تنظر إليه . ومع أنه قد أصابها من الألم ما أصابها ، إلا أنها لم تجد ما تعمله غير الصبر ومحاولة النسيان .
مرّت الأيام والشهور حتى حملت وجاءت بحوار آخر ، فكبر حتى صار في عمر أخيه فأخذ نفس المصير . فأصبحت تحنّ بصوت تتفطّر له أغلظ الأكباد ، وتذرف الدمع من عينيها بطريقة تتتصدّع لها أقسى الأحجار !
وجاء الثالث ، وكان الإنتقام لا زال هو الشعور الذي يملأ قلب صاحبها الذي لم يتمكن من نسيان ابنه رغم ما لناقته من مكانة في قلبه .
كان الألم في المرّة الثالة أكبر من أن يحتمل ، فلم تستطع الناقة الصبر ، إذ لم تتكن تتوقع من صاحبها أن ينتقم منها بتلك الطريقة المتعمدة ، بينما لم تكن هي قاصدة إلا الدفاع عن حوارها ! ولم تحتمل أن يتكرر العقاب ثلاث مرات متتالية ، بينما لم تخطيء هي إلا مرة واحدة وعن غير قصد . فما كان منها إلا أنْ برَكَتْ على مابقي من حوارها من دم وفرث ... لافظةً أنفساها ، بعد أن تفطّرت أكبادها !
عزيزي القاريء : كيف هي كبدك ؟
::: ::::
لا أعرف قائل هذا البيت ولا المناسبة التي قاله فيها . وإن كنت قد أعجبتْ فيه قديما إلا أنني تجاهلته فيما بعد حتى نسيته ، ولم أتذكّره إلى عندما سمعت عن قصة بن رومي الذي كان له أبنا وحيدا لا يماثله في الحب إلا ناقته التي كانت تتفرد أيضاً بصفات لا توجد اليوم حتى في تلك المزايين التي تبلغ أثمانها عشرات بل مئات الملايين !
شاركه في حبّها والهيام بها ابنه الذي خرج ذات يوم إليها ليتسلّى بالنظر إليها ويستأنس بملاطفة حوارها الذي لازالت ترضعه . فما كان منها إلاّ أن رتحته فأصابته في مقتل فقضى إلى ربه !
حزن بن رومي حزنا شديدا حتى كاد يتفطر قلبه من الألم . فقرر أن ينتقم منها على طريقتها ، فأخذ الحوار وذبَحه أمامها وهي تنظر إليه . ومع أنه قد أصابها من الألم ما أصابها ، إلا أنها لم تجد ما تعمله غير الصبر ومحاولة النسيان .
مرّت الأيام والشهور حتى حملت وجاءت بحوار آخر ، فكبر حتى صار في عمر أخيه فأخذ نفس المصير . فأصبحت تحنّ بصوت تتفطّر له أغلظ الأكباد ، وتذرف الدمع من عينيها بطريقة تتتصدّع لها أقسى الأحجار !
وجاء الثالث ، وكان الإنتقام لا زال هو الشعور الذي يملأ قلب صاحبها الذي لم يتمكن من نسيان ابنه رغم ما لناقته من مكانة في قلبه .
كان الألم في المرّة الثالة أكبر من أن يحتمل ، فلم تستطع الناقة الصبر ، إذ لم تتكن تتوقع من صاحبها أن ينتقم منها بتلك الطريقة المتعمدة ، بينما لم تكن هي قاصدة إلا الدفاع عن حوارها ! ولم تحتمل أن يتكرر العقاب ثلاث مرات متتالية ، بينما لم تخطيء هي إلا مرة واحدة وعن غير قصد . فما كان منها إلا أنْ برَكَتْ على مابقي من حوارها من دم وفرث ... لافظةً أنفساها ، بعد أن تفطّرت أكبادها !
عزيزي القاريء : كيف هي كبدك ؟
::: ::::
تعليق