بينما كانت العائلة مجتمعة في فناء المنزل ينزل العقاب على الشجرة القريبة ، يسأل الأب ، الذي بلغ الخامسة والثمانين ، يسأل ابنه البالغ خمسة وأربعون عاما ؛ ماهذا يا أبني ؟
يجيب الأبن : إنّه عقاب .
يسأل الأب مرة أخرى ، فيجيبه الأبن ولكن بصوت مرتفع : إنه عقاب ، عقاب .
يكرر الأب السؤال مرة ثالثة : ماهذا الطائر ؟
فيسارع الإبن إلى الإجابة ولكن بصوت مرتفع أكثر من المرة الماضية : ألم نخبرك بأنه عقاب ؟! ألا تسمع ؟
يعود الأب إلى السؤال للمرة الرابعة ؟ فينهره الأبن هذه المرة . قلنا لك أنه عقاب . ألا تفهم ؟
يصمت الأب لبرهة ثم يغادر المكان ، ليعود حاملا ورقة صفراء متقطعة . ويقذفها ناحية الأبن . وإذا بها من مذكرات الأب عندما كان ابنه في الثالثة من عمره وفيها :" اليوم بلغ ابني الثالثة من عمره ، وقد طار أمامنا عقابا فسألني ابني عنه ، فأجبته بأنه عقاب . ولم يقتنع بالإجابة بل استمر في تكرار السؤال ثلاثا وعشرين مرة . وأجيبه في كل مرة وأنا مبتسما ومسرورا لتسآؤله... " !
يجيب الأبن : إنّه عقاب .
يسأل الأب مرة أخرى ، فيجيبه الأبن ولكن بصوت مرتفع : إنه عقاب ، عقاب .
يكرر الأب السؤال مرة ثالثة : ماهذا الطائر ؟
فيسارع الإبن إلى الإجابة ولكن بصوت مرتفع أكثر من المرة الماضية : ألم نخبرك بأنه عقاب ؟! ألا تسمع ؟
يعود الأب إلى السؤال للمرة الرابعة ؟ فينهره الأبن هذه المرة . قلنا لك أنه عقاب . ألا تفهم ؟
يصمت الأب لبرهة ثم يغادر المكان ، ليعود حاملا ورقة صفراء متقطعة . ويقذفها ناحية الأبن . وإذا بها من مذكرات الأب عندما كان ابنه في الثالثة من عمره وفيها :" اليوم بلغ ابني الثالثة من عمره ، وقد طار أمامنا عقابا فسألني ابني عنه ، فأجبته بأنه عقاب . ولم يقتنع بالإجابة بل استمر في تكرار السؤال ثلاثا وعشرين مرة . وأجيبه في كل مرة وأنا مبتسما ومسرورا لتسآؤله... " !
تعليق