Unconfigured Ad Widget

Collapse

أولويات تسبق السياحة

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • احمد السريفي
    عضو مميز
    • Sep 2001
    • 1688

    أولويات تسبق السياحة

    * عندما يحل موسم الصيف يتكرر الحديث في موضوعين رئيسيين، القبول في الجامعات والسياحة الداخلية، ورغم ذلك لن يكون موضوعي اليوم عن القبول في الجامعات ولا عن موضوع السياحة، بل عن الباحة التي يتكرر ذكرها في حديث السياحة الداخلية، وتختلف وجهات النظر في مضمون ذلك الحديث، فمن هم خارج الباحة ويرون تكرار منظر تلك الغابتين الجميلتين المتكرر في التلفزيون، وتكرار المقابلات الإعلامية عن منطقة الباحة يصور لهم بأن هذه المنطقة أمسكت أطراف المجد الجمالي والتنموي بكل أبعاده، أما أهل المنطقة فلسان حالهم يود لو انتقلت فلاشات الإعلام وأقلام الصحافة الى الهموم الحقيقية التي يعانيها أبناء المنطقة، فالطبيعة الجميلة التي وهبها الخالق سبحانه وتعالى للمنطقة، لا يمكن انكارها ولكن الحياة اليومية ومتطلباتها ومعاناتها تتجاوز مجرد شجرة جميلة يستظل بظلها أو رقصة سيف فلكلورية، الحياة اليومية المعاصرة لها أولويات أساسية منها الماء والطريق والصحة والتعليم، هذه الأولويات حظيت بأدنى الاهتمامات في منطقة غالية علينا مثلها مثل بقية مناطق بلادنا التي حباها الله بالخير الوفير والعدل الكريم المستمد من شريعتنا الخالدة شريعة الإسلام.

    الماء
    أقيمت مشاريع تحلية المياه في كافة أرجاء الوطن تقريباً، في أبها، الطائف، مكة، جدة، الرياض، الدمام، وغيرها ومنطقة الباحة منطقة شحيحة بالمياه كونها تعتمد على مياه الأمطار الموسمية التي لم تعد كافية لمتطلبات الحياة المختلفة، ومنذ أكثر من عشرين عاماً أو تزيد وهناك (نغمة) تتردد حول انشاء مشروع تحلية للمياه يغذي منطقة الباحة بالماء العذب، سيما والبحر الأحمر ليس ببعيد عن المنطقة وتضاريسها ليست أكثر تعقيداً من تضاريس مناطق أخرى كمنطقة عسير التي استفادت من مشاريع التحلية، وحينما أقيم مشروع جلب المياه من منطقة العقيق الى مدينتي الباحة وبلجرشي كان الاعتقاد بأن ذلك وضع مؤقت ريثما يتم ارساء وانهاء مشروع التحلية، الذي يتردد الحديث عنه كثيراً، ولكن للأسف يبدو أن المشروع تحول من مؤقت إلى دائم وكما تم تجفيف مياه وادي تربة لصالح مشروع مياه الطائف، يبدو أن الوضع سيتكرر وسيتم القضاء على مصدر الزراعة بمنطقة العقيق الزراعية باستنزاف مخزونها من المياه وسيبقى قدر ساكني الباحة الاعتماد على صهاريج المياه في كل الأوقات، حيث المشكلة ليست فقط في كون مصدر المياه عن طريق العقيق وامكانية نضوب ذلك المصدر قريباً، بل لانعدام شبكة الماء في غالبية اجزاء منطقة الباحة وبالتالي فإن مشروع آبار العقيق ليس مشروع مياه متكاملا بل هو مجرد جلب للمياه الى نقطة واحدة تتم تعبئة صهاريج ووايتات المياه منها..

    الطريق
    في عالم اليوم أصبحت المواصلات تصنف ضمن أساسيات الحياة مثلها مثل الماء والصحة والتعليم وطريق الطائف الباحة أبها تم افتتاحه قبل ربع قرن من الزمان، تقريباً، أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين لمنطقة الباحة، وكان آنذاك ولياً للعهد، والوعد المتكرر هو بتوسعة ذلك الطريق ليصبح مزدوجاً بأسرع ما يمكن، لكثافة الحركة المرورية على ذلك الطريق الذي تفرضه كثافة سكان المنطقة الجنوبية ويفرضه عدم وجود وسائل مواصلات مساعدة لنقل البضائع، ويمر العام تلو العام ليتحول ذلك المارد الأسود، طريق الجنوب، رمزاً للموت والحزن والفاجعة، فلا يأتي الحديث عن طريق الباحة ـ الطائف أمام مواطني الباحة دون تذكر قريب أو صديق اختطفه ذلك الطريق فجأة ودون سبب يذكر سوى أنه من أهل منطقة الباحة التي لا يمر عام دون أن تبكي على فقدان زهرات من أبنائها وبناتها على ذلك الطريق، ولكن دعونا نتعرف على حلول وزارة المواصلات تجاه طريق الباحة الطائف؟
    الحل الذي ردده المسؤولون مؤخراً هو أنه سيتم بجهود ذاتية البدء في تنفيذ عملية ازدواج الطريق، ويشرحون ذلك بأن تتولى بلدية الطائف توسعة الطريق من جانب الطائف بجهودها الذاتية ومثلها ستفعل الباحة من الجهة الأخرى حتى تلتقي التوسعتان، ورغم أن البعض صدق امكانية هذا الحل فإن نتيجته يمكن التعرف عليها بقراءة ما يحدث في مشروع توسعة طريق الباحة بلجرشي وهو طريق لا تتجاوز مسافته خمسة وثلاثين كيلو متر فقط ومنذ عشر سنوات لم تكتمل تلك التوسعة، وقياساً عليه سنحتاج الى مالا يقل عن ستين عاما لانجاز توسعة طريق الطائف الباحة حسب مقترح الجهود الذاتية، فهل هذا ما تريده وزارة المواصلات أم أنها تريد القول بأن الأرواح المهدرة في طريق الطائف الباحة لا تستحق الاستعجال، فكم هي ستون عاماً في حساب الحضارات؟
    والغريب أن منطقة الباحة غائبة عن خطط ودراسات ومشاريع وزارة المواصلات فمشروع سكة الحديد نسمع عن دراسات قيامه من الشمال للغرب ومن الشرق للشمال ومن الوسط للغرب ومن الوسط للشمال ولكن الجنوب لا يأتي ذكره أبداً، وحين يسأل لماذا؟ تكون الإجابة بأن الباحة والجنوب بصفة عامة لا يوجد بها صناعة وليس هناك جدوى اقتصادية من انشاء خط سكة حديد..
    كم هو محزن أن لا يتم حساب الأرواح التي يتم فقدها على طريق الجنوب ضمن الخسائر الاقتصادية وكم هو مخجل أن تحتل الصناعة الأولوية على الإنسان، وكم يبعث على الأسى أن توجه خطط التنمية لخدمة الصناعة وليس لخدمة الإنسان والحد من بشاعة هذا الخطر الذي يحاصر أهل الجنوب عبر طريق الطائف الباحة أبها..
    وذكر المواصلات وشبه النسيان التام الذي توليه وزارة المواصلات لمنطقة الباحة، نذكر مثالاً آخر، مشروع عقبة حزنة الذي أقدم الأهالي على تبنيه قبل خمس سنوات أو تزيد، وبمبادرات أولئك الأهالي بدئ في تنفيذ المشروع الذي يختصر الطريق بين المخواة عاصمة تهامة الباحة وبلجرشي الى أقل من خمس عشرة دقيقة، ولكن لأن المواصلات رأت تنفيذ الطريق تحت اشرافها وفق مواصفات ترتضيها استلمت المشروع من الأهالي لتتولى اكماله، وبدلا من اكمال الطريق يمكن القول بأنه جمد وظل يراوح مكانه، فهل كانت نية وزارة المواصلات بذلك التجميد عقاب أهل المنطقة المستفيدين منه جزاء اقدامهم على التفكير بمشاريع تخدم منطقتهم أم ماذا؟ بل ان السؤال الأكثر جدارة بالطرح هو ما فائدة فرع وزارة المواصلات بالباحة اذا كانت مصاريف الفرع وموظفيه ربما تفوق قيمة المشاريع التي ينفذها بالباحة؟

    الصحة
    يمكن التحلي بالشجاعة والمغامرة وتحمل السفر عبر وسيلة غير مأمونة كالسفر عبر خط الجنوب، ويمكن تحمل ظروف الحياة والاعتماد على (القربة) في الحصول على قطرة ماء، ولكن لا يمكن التخلي عن أولوية الصحة والباحة وهي منطقة مستقلة يسأل أهلها هل كتب علينا الاعتماد على مستشفى واحد بكل عيوبه، مستشفى الملك فهد، وبقية المستشفيات تبقى مجرد مسميات بحاجة إلى علاج قبل أن تتمكن من علاج المرضى؟ مستشفى بلجرشي ابرز مثال على هذا التساؤل ولمن لا يعرف مستشفى بلجرشي فهو مستشفى متهالك انشئ قبل أكثر من ثلاثين عاما وكان حينها المستشفى الأول بالمنطقة، وتدخلت جراحات التجميل الصيانية فيه عدة مرات حتى أصبح مكاناً يصلح لأي شيء سوى أن يكون مستشفى يخدم منطقة يتجاوز سكانها المائة ألف نسمة، وملحقاته مثل مستشفى الولادة ومستشفى الصحة النفسية والمركز الصحي ببلجرشي جميعها تقع في دور مستأجرة متواضعة، ومستشفى بلجرشي مثل مشاريع المياه والطرق والتعليم التي تحظى بها الباحة، نسمع عنها ولا نراها في الواقع، فلقد سمعنا قبل عشر سنوات أو يزيد بالتوجه نحو بناء مستشفى جديد تم حجز الأرض المناسبة له.
    ورغم ذلك فلازلنا بانتظار تحقيق تلك الأحلام لنتجاوز مجرد الاحتفال بمناظر الطبيعة الى الاحتفال بمشاريع التنمية..

    التعليم
    حينما يأتي الحديث عن التعليم فإن حلم أهالي المنطقة متواضع ولا يصل الى مرحلة المطالبة بوجود جامعة كاملة، بل فقط إيجاد فرع لاحدى الجامعات بالمنطقة تحوي بعض الكليات العلمية المرموقة، فغالبية مناطق المملكة توجد بها جامعات أو فروع جامعات، والباحة منطقة ادارية مستقلة مثلها مثل بقية المناطق وتستحق أن يلتفت اليها التعليم العالي في خططه ومشاريعه المستقبلية، فعدم وجود جامعة بالمنطقة ادى الى هجرة ابنائها إلى خارج المنطقة وبالتالي تدني مستوياتها الرياضية والثقافية وحينما صاحب ذلك نقص كثير من مشاريع التنمية المشار إليها أعلاه وصلت نسبة أهالي الباحة المقيمين خارج منطقة الباحة، الى سبعين في المائة أو يزيد من أهالي المنطقة، فهل هي ضمن أولوياتنا تفريغ منطقة الباحة من أبنائها؟ مع تقديرنا بأن جميع مناطق بلادنا ترحب بأبناء الباحة ويفخر أبناء الباحة من غامد وزهران بعملهم واقامتهم في مختلف مناطق بلادنا الغالية..
    أمام ضروريات الحياة أجد حرجا في الحديث عن احتياجات الباحة الأخرى فإيجاد فرق نظافة بالقرى يعتبر ترفا أمام فقدان مصدر الماء والمطالبة بإيجاد مقر لنادي الحجاز (غامد) يصبح ترفاً أمام تدني مستوى الخدمات الصحية، والمطالبة بعدم هجرة أهل المنطقة إلى مناطق المملكة الأخرى يعتبر ضرباً من الخيال عندما لا يوجد جامعة بمنطقة الباحة، والمطالبة لرجال الأعمال بالاستثمار في مشاريع السياحة بالباحة يعتبر عبثاً أمام انتشار البلهارسيا في سدودها ومنتزهاتها.. ورغم ذلك نحث الجميع الى زيارة الباحة والاستمتاع بالطبيعة التي وهبها الخالق ونقول لهم لا تنسوا زيارة المعالم الرئيسية بالباحة مثل مركز توزيع الماء على أصحاب الصهاريج الواقع أمام بوابة امارة بلجرشي أو زيارة الرمز الأثري مستشفى بلجرشي ويمكن الاستدلال على موقعه بكثرة روائح مياه المجاري حوله، أو المرحوم مركز مكافحة الملاريا ويقع على مرمى النظر من أحد سدود المياه الذي ربما ترتفع فيه قواقع البلهارسيا وتتبختر على ضفافه البعوض، وان لم تعجبكم كل تلك المعالم فما عليكم سوى الخروج قليلاً عن مدينتي الباحة وبلجرشي الى القرى المجاورة لتروا كيف يعيش أهلكم أهل الباحة ولا تنسوا النصيحة الأخيرة، قبل السفر على طريق الطائف الباحة اكتبوا وصاياكم فالطريق لا يعرف كبيراً أو صغيراً على خط الجنوب ولا يفرق بين أصحاب العوائل والعزاب، ولا يعنيه ان كان الفرد راكبا شبح أو هايلكس..

    بقلم محمد عبدالله الخازم

  • الباشا
    عضو مميز
    • Aug 2001
    • 1496

    #2
    لك الله يا ارض الشهداء
    لك الله يا ديرتي

    تحياتي
    الباشا
    [frame="2 80"][align=center]سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم[/align][/frame]

    تعليق

    • أحمد
      إداري ومؤسس
      • Dec 2000
      • 1525

      #3
      الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الباشا
      لك الله يا ارض الشهداء
      لك الله يا ديرتي

      تحياتي
      أحمد
      نفسي التي تملك الأشياء ذاهبة *** فكيف أبكي على شيء إذا ذهب
      ==============================

      إذا الـمرء لا يلقـاك إلا تـكـلـفاً = فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
      ففي الناس إبدال وفي الترك راحة = وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
      فــما كـل مـن تـهـواه يهــواك قـلـبه = ولا كل من صافيته لك قد صفا

      تعليق

      Working...