Unconfigured Ad Widget

Collapse

تفسير آية من كتاب الله

Collapse
هذا الموضوع مثبت
X
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • عبدالرحيم بن قسقس
    مشرف المنتدى العام
    • Nov 2004
    • 2600

    تفسير آية من كتاب الله

    .

    *****

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في هذا الموضوع سنقوم بإدراج آيات من كتاب الله ونختار تفسيرها من أحد التفاسير المشهورة التالية ( إبن كثير , الطبري , الجلالين , القرطبي )

    والموضوع مشاع للجميع ولكل من اراد أن يشارك فيه وندعو الله عز وجل أن يوفقنا ويعننا

    *****
  • عبدالرحيم بن قسقس
    مشرف المنتدى العام
    • Nov 2004
    • 2600

    #2
    .

    *****


    (البقرة)

    تلك الأيام "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر منه "هدى" حال هاديا من الضلالة "للناس وبينات" آيات واضحات "من الهدى" بما يهدي إلى الحق من الأحكام "والفرقان" ومن الفرقان مما يفرق بين الحق والباطل "فمن شهد" حضر "منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر" تقدم مثله وكرر لئلا يتوهم نسخه بتعميم من شهد "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" ولذا أباح لكم الفطر في المرض والسفر لكون ذلك في معنى العلة أيضا للأمر بالصوم عطف عليه "ولتكملوا" بالتخفيف والتشديد "العدة" أي عدة صوم رمضان "ولتكبروا الله" عند إكمالها "على ما هداكم" أرشدكم لمعالم دينه "ولعلكم تشكرون" الله على ذلك

    (تفسير الجلالين)
    *****

    تعليق

    • الشعفي
      مشرف المنتدى العام
      • Dec 2004
      • 3148

      #3

      جزاك الله خيرا أخي عبدالرحيم على فكرة هذا الموضوع وخير ما يشغل المسلم وقته به في هذا الشهر الكريم
      قراءة القرآن وتفسيره وهذه مشاركة مني بآية وشرحها

      ،،،

      يقول الله تعالى:
      وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ [الواقعة:7-9]

      يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله عز وجل: وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً
      أي: ينقسم الناس يوم القيامة إلى ثلاثة أصناف:

      قوم عن يمين العرش، وهم الذين خرجوا من شق آدم الأيمن، ويؤتون كتبهم بأيمانهم ويؤخذ بهم ذات اليمين،
      قال السدي : وهم جمهور أهل الجنة.

      وآخرون عن يسار العرش، وهم الذين خرجوا من شق آدم الأيسر، ويؤتون كتبهم بشمائلهم،
      ويؤخذ بهم ذات الشمال، وهم عامة أهل النار عياذاً بالله من صنيعهم.

      وطائفة سابقون بين يديه، وهم أخص وأحرى وأقرب من أصحاب اليمين فهم سادتهم،
      وفيهم الرسل والأنبياء والصديقون والشهداء، وهم أقل عدداً من أصحاب اليمين،

      ولهذا قال: فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ *
      وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ [الواقعة:8-10]،

      وهكذا قسمهم إلى هذه الأنواع الثلاثة في آخر السورة وقت احتضارهم، وهكذا ذكرهم في قوله تعالى:

      ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ

      بِإِذْنِ اللَّهِ [فاطر:32]، وذلك على أحد القولين في تفسير الظالم لنفسه بأنه الكافر.

      وقال ابن عباس : أصنافاً ثلاثة وقال مجاهد : فرقاً ثلاثاً، وقال ميمون بن مهران : أفواجاً ثلاثة

      فاثنان في الجنة وواحد في النار. كما جاء عن عثمان بن سراقة . وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه

      (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ [الواقعة:27]

      وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ [الواقعة:41]

      فقبض بيده قبضتين فقال: هذه للجنة ولا أبالي وهذه للنار ولا أبالي) .

      جلعني الله وإياكم ووالدينا وجميع المسلمين من أصحاب اليمين .
      من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

      تعليق

      • عبدالرحيم بن قسقس
        مشرف المنتدى العام
        • Nov 2004
        • 2600

        #4
        .

        *****

        (سورة الرحمن)
        من الآية (1)إلى (6)

        الرَّحْمَنُ

        سورة الرحمن : قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد عن عاصم عن زر أن رجلا قال كيف تعرف هذا الحرف من ماء غير آسن أو ياسن ؟ فقال : أوكل القرآن قد قرأت قال إني لأقرأ المفصل في ركعة واحدة فقال أهذا كهذ الشعر لا أبا لك ؟ قد علمت قرائن النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يقرن قرينتين قرينتين من أول المفصل وكان أول مفصل ابن مسعود " الرحمن " وقال أبو عيسى الترمذي : حدثنا عبد الرحمن بن واقد وأبو مسلم السعدي حدثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال " لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله " فبأي آلاء ربكما تكذبان " قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد " ثم قال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد ثم حكى عن الإمام أحمد أنه كان لا يعرفه ينكر رواية أهل الشام عن زهير بن محمد هذا ورواه الحافظ أبو بكر البزار عن عمرو بن مالك عن الوليد بن مسلم وعن عبد الله بن أحمد بن شبوية عن هشام بن عمارة كلاهما عن الوليد بن مسلم به ثم قال لا نعرفه يروى إلا من هذا الوجه وقال أبو جعفر بن جرير حدثنا محمد بن عباد بن موسى وعمرو بن مالك البصري قالا حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده فقال " مالي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ؟ " قالوا وما ذاك يا رسول الله ؟ قال" ما أتيت على قول الله تعالى " فبأي آلاء ربكما تكذبان ؟ " إلا قالت الجن لا بشيء من نعم ربنا نكذب " ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك به ثم قال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد . يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه فقال تعالى " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " قال الحسن يعني النطق وقال الضحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر وقول الحسن ههنا أحسن وأقوى لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو أداء تلاوته وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها .


        عَلَّمَ الْقُرْآنَ

        يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه فقال تعالى " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " قال الحسن يعني النطق وقال الضحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر وقول الحسن ههنا أحسن وأقوى لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو أداء تلاوته وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها .



        خَلَقَ الإِنْسَانَ

        يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه فقال تعالى " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " قال الحسن يعني النطق وقال الضحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر وقول الحسن ههنا أحسن وأقوى لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو أداء تلاوته وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها .

        عَلَّمَهُ الْبَيَانَ

        يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه على من رحمه فقال تعالى " الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان " قال الحسن يعني النطق وقال الضحاك وقتادة وغيرهما يعني الخير والشر وقول الحسن ههنا أحسن وأقوى لأن السياق في تعليمه تعالى القرآن وهو أداء تلاوته وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من مواضعها من الحلق واللسان والشفتين على اختلاف مخارجها وأنواعها .


        الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ

        وقوله تعالى " الشمس والقمر بحسبان " أي يجريان متعاقبين بحساب مقنن لا يختلف ولا يضطرب " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون " وقال تعالى " فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم " وعن عكرمة أنه قال لو جعل الله نور جميع أبصار الإنس والجن والدواب والطير في عيني عبد ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس لما استطاع أن ينظر إليها ونور الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي ونور الكرسي جزء من سبعين جزءا من نور العرش ونور العرش جزء من سبعين جزءا من نور الستر فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربه الكريم عيانا ؟ رواه ابن أبي حاتم .


        وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ

        قال ابن جرير اختلف المفسرون في معنى قوله والنجم بعد إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق فروي عن ابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النجم ما انبسط على وجه الأرض يعني من النبات وكذا قال سعيد بن جبير والسدي وسفيان الثوري وقد اختاره ابن جرير رحمه الله تعالى وقال مجاهد النجم الذي في السماء وكذا قال الحسن وقتادة وهذا القول هو الأظهر والله أعلم لقوله تعالى " ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس " .

        (تفسير ابن كثير)
        *****

        تعليق

        • ابن مرضي
          إداري
          • Dec 2002
          • 6171

          #5
          الأستاذ عبد الرحيم

          جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الذي يليق بالمناسبة . أسأل الله أن ينفع به .

          لي ملاحظ’على تكرر الموضوع لنفس الآيات من سورة الرحمن .

          كما أنّ لي سؤالا لمن يتمكن من الإجابة فلا يوجد لدي تفسير . وهو عن الآية رقم (195) من سورة الأعراف . لماذا جاءت الأيدي مكسورة بينما الأرجل والأعين والأذان مرفوعة ؟



          مع شكري وتقديري .
          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

          تعليق

          • عبدالرحيم بن قسقس
            مشرف المنتدى العام
            • Nov 2004
            • 2600

            #6
            .

            *****

            المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
            الأستاذ عبد الرحيم

            جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الذي يليق بالمناسبة . أسأل الله أن ينفع به .

            لي ملاحظ’على تكرر الموضوع لنفس الآيات من سورة الرحمن .

            كما أنّ لي سؤالا لمن يتمكن من الإجابة فلا يوجد لدي تفسير . وهو عن الآية رقم (195) من سورة الأعراف . لماذا جاءت الأيدي مكسورة بينما الأرجل والأعين والأذان مرفوعة ؟



            مع شكري وتقديري .
            حيا الله أبو احمد

            تم حذف المشاركة المكرره وسبب التكرار اعطال النت

            أما الجواب على سؤالك فأتمنى من المختصين الإجابة عليه كي تعم الفائده

            وكل عام والجميع بخير

            *****

            تعليق

            • عبدالرحيم بن قسقس
              مشرف المنتدى العام
              • Nov 2004
              • 2600

              #7
              .

              *****

              سورة البقرة
              الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)

              ثبت تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وأخبرهم بأن ما جاء به الرسول هو الحق الذي لا مرية فيه ولا شك فقال الحق من ربك فلا تكونن من الممترين .

              وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)

              قال العوفي عن ابن عباس " ولكل وجهة هو موليها " يعني بذلك أهل الأديان يقول لكل قبيلة قبلة يرضونها ووجهة الله حيث توجه المؤمنون وقال أبو العالية : لليهودي وجهة هو موليها وللنصراني وجهة هو موليها وهداكم أنتم أيتها الأمة إلى القبلة التي هي القبلة. وروي عن مجاهد وعطاء والضحاك والربيع بن أنس والسدي نحو هذا وقال مجاهد في الرواية الأخرى والحسن : لكن أمر كل قوم أن يصلوا إلى الكعبة وقرأ ابن عباس وأبو جعفر الباقر وابن عامر " ولكل وجهة هو مولاها " وهذه الآية شبيهة بقوله تعالى" لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا " وقال هاهنا " أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير " أي هو قادر على جمعكم من الأرض وإن تفرقت أجسادكم وأبدانكم .

              وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149)

              هذا أمر ثالث من الله تعالى باستقبال المسجد الحرام من جميع أقطار الأرض وقد اختلفوا في حكمة هذا التكرار ثلاث مرات فقيل تأكيد لأنه أول ناسخ وقع في الإسلام على ما نص عليه ابن عباس وغيره وقيل بل هو منزل على أحوال فالأمر الأول لمن هو مشاهد الكعبة والثاني لمن هو في مكة غائبا عنها والثالث لمن هو في بقية البلدان هكذا وجهه فخر الدين الرازي وقال القرطبي الأول لمن هو بمكة والثاني لمن هو في بقية الأمصار والثالث لمن خرج في الأسفار ورجح هذا الجواب القرطبي وقيل إنما ذكر ذلك لتعلقه بما قبله أو بعده من السياق : فقال أولا " قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها " إلى قوله " وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون " فذكر في هذا المقام إجابته إلى طلبته وأمره بالقبلة التي كان يود التوجه إليها ويرضاها .

              وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)

              قال في الأمر الثاني " ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون " فذكر أنه الحق من الله وارتقاءه المقام الأول حيث كان موافقا لرضا الرسول صلى الله عليه وسلم فبين أنه الحق أيضا من الله يحبه ويرتضيه وذكر في الأمر الثالث حكمة قطع حجة المخالف من اليهود الذين كانوا يتحججون باستقبال الرسول إلى قبلتهم وقد كانوا يعلمون بما في كتبهم أنه سيصرف إلى قبلة إبراهيم عليه السلام إلى الكعبة وكذلك مشركو العرب انقطعت حجتهم لما صرف الرسول صلى الله عليه وسلم عن قبلة إبراهيم التي هي أشرف وقد كانوا يعظمون الكعبة وأعجبهم استقبال الرسول إليها وقيل غير ذلك من الأجوبة عن حكمة التكرار وقد بسطها الرازي وغيره والله أعلم : وقوله " لئلا يكون للناس عليكم حجة " أي أهل الكتاب فإنهم يعلمون من صفة هذه الأمة التوجه إلى الكعبة فإذا فقدوا ذلك من صفتها ربما احتجوا بها على المسلمين ولئلا يحتجوا بموافقة المسلمين إياهم في التوجه إلى بيت المقدس وهذا أظهر قال أبو العالية " لئلا يكون للناس عليكم حجة " يعني به أهل الكتاب حين قالوا صرف محمد إلى الكعبة : وقالوا اشتاق الرجل إلى بيت أبيه ودين قومه وكان حجتهم على النبي صلى الله عليه وسلم انصرافه إلى البيت الحرام أن قالوا سيرجع إلى ديننا كما رجع إلى قبلتنا قال ابن أبي حاتم وروى عن مجاهد وعطاء والضحاك والربيع بن أنس وقتادة والسدي نحو هذا وقال هؤلاء في قوله " إلا الذين ظلموا منهم " يعني مشركي قريش ووجه بعضهم حجة الظلمة وهي داحضة أن قالوا إن هذا الرجل يزعم أنه على دين إبراهيم فإن كان توجهه إلى بيت المقدس على ملة إبراهيم فلم رجع عنه والجواب أن الله تعالى اختار له التوجه إلى البيت المقدس أولا لما له تعالى في ذلك من الحكمة فأطاع ربه تعالى في ذلك ثم صرفه إلى قبلة إبراهيم وهي الكعبة فامتثل أمر الله في ذلك أيضا فهو صلوات الله وسلامه عليه مطيع لله في جميع أحواله لا يخرج عن أمر الله طرفة عين وأمته تبع له وقوله " فلا تخشوهم واخشوني" أي لا تخشوا شبه الظلمة المتعنتين وأفردوا الخشية لي فإنه تعالى هو أهل أن يخشى منه : وقوله " ولأتم نعمتي عليكم " عطف على لئلا يكون للناس عليكم حجة أي لأتم نعمتي عليكم فيما شرعت لكم من استقبال الكعبة لتكمل لكم الشريعة من جميع وجوهها " ولعلكم تهتدون " أي إلى ما ضلت عنه الأمم هديناكم إليه وخصصناكم به ولهذا كانت هذه الأمة أشرف الأمم وأفضلها.


              (تفسير ابن كثير)
              *****

              تعليق

              • الشعفي
                مشرف المنتدى العام
                • Dec 2004
                • 3148

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
                الأستاذ عبد الرحيم

                جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الذي يليق بالمناسبة . أسأل الله أن ينفع به .

                لي ملاحظ’على تكرر الموضوع لنفس الآيات من سورة الرحمن .

                كما أنّ لي سؤالا لمن يتمكن من الإجابة فلا يوجد لدي تفسير . وهو عن الآية رقم (195) من سورة الأعراف . لماذا جاءت الأيدي مكسورة بينما الأرجل والأعين والأذان مرفوعة ؟



                مع شكري وتقديري .

                على عجل خذ هذه المعلومة أخي الكريم
                بعد سؤال أهل التخصص قالوا أن أصل الكلمة أيدي :
                وهي مبتدأ وكلمة أيدي أسم منقوص والاسم المنقوص في حالة الرفع تحذف اليا وترفع بضمة مقدرة )
                من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

                تعليق

                • ابن مرضي
                  إداري
                  • Dec 2002
                  • 6171

                  #9
                  شكرا أخي العزيز الشعفي . فقد استوقفتني هذه الآية أثناء القراءة ولم أجد جوابا لها حيث أنني غير متخصص في اللغة . ولم أجد تفسيرا يشفي غليلي في مثل هذه الأشياء .


                  شكرا مرة أخرى ولدي أيضا استفسارا آخر .

                  نسمع البعض يقول أسقط في يده أو في يدي . وقد وجدتها في القرآن هكذا " فسقط في أيديهم " ، فمن أين جاءت الألف التي يستخدمها البعض ، وهل الصحيح أُسْقِط ، أم سُقِط ؟

                  مع جزيل شكري وعظيم تقديري .
                  كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                  تعليق

                  • الشعفي
                    مشرف المنتدى العام
                    • Dec 2004
                    • 3148

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
                    شكرا أخي العزيز الشعفي . فقد استوقفتني هذه الآية أثناء القراءة ولم أجد جوابا لها حيث أنني غير متخصص في اللغة . ولم أجد تفسيرا يشفي غليلي في مثل هذه الأشياء .


                    شكرا مرة أخرى ولدي أيضا استفسارا آخر .

                    نسمع البعض يقول أسقط في يده أو في يدي . وقد وجدتها في القرآن هكذا " فسقط في أيديهم " ، فمن أين جاءت الألف التي يستخدمها البعض ، وهل الصحيح أُسْقِط ، أم سُقِط ؟

                    مع جزيل شكري وعظيم تقديري .

                    أخي الفاضل ابن مرضي أولاً اعتذر لأخينا عبدالرحيم على الاسترسال في علم اللغة في موضوع التفسير
                    والذي يشجعنا على الاستمرار أن علم اللغة يخدم التفسير وله علاقة وثيقة بمعاني القرآن الكريم
                    ثانياً : يسعدني واستمتع كثيرا عند مدارسة علوم اللغة العربية والبحث في مسائلها رغم أنها ليست من تخصصي وبضاعتي فيها مزجاة بل ليس لي فيها بضاعة أصلاً
                    وقبل أشهر حاولت أن أجلس عند متخصص في النحو لأتتلمذ على يديه وبدأت معه عدة أيام وقدر الله جاءت الإجازة وقطعت ذلك المشروع ومثل هذه المسائل تشجعني على القراءة والبحث في المكتبة الشاملة
                    وقد وجدت في كتاب مجمع الأمثال - لأبي الفضل النيسابوري هذا الكلام حول سؤالك :
                    ( - سُقطَ فِي يَدِهِ - يضرب لمن نَدِم )
                    وقال الأخفش : يقال سُقِط في يده أي نَدِم وقرأ بعضُهم ( ولما سُقِط في أيديهم ) كأنه أضمر الندم وجوز أُسْقِطَ في يده وقال أبو عمرو : لا يقال " أسْقِطَ " بالألف على ما لم يُسَمَّ فاعلُه وكذلك قال ثعلب وقال الفراء والزجاج : يقال سُقِط وأُسْقِطَ في يده أي ندم . قال الفراء : وسُقِط أكثر وأَجْوَد وقال أبو القاسم الزجاجي : سُقِط في أيديهم نَظْم لم يسمع قبل القرآن ولا عَرَفَتْهُ العرب ولم يوجد ذلك في أشعارهم والذي يدل على ذلك أن شعراء الإسلام لما سمعوا هذا النظم واستعملوه في كلامهم خفي عليهم وجهُ الاستعمال لأن عاداتهم لم تَجْرِ به فقال أبو نواس :
                    ونَشْوَة سُقِطْتُ مِنْهَا في يدي
                    وأبو نُوَاس هو العالم النحرير فأخطأ في استعمال هذا اللفظ لأن فُعِلْتُ لا يبنى إلا من فعل يتعدَّى لا يقال رُغِبْتُ ولا يقال غُضِبْت وإنما يقال : رُغِبَ فيَّ وغُضِبَ عليَّ قال : وذكر أبو حاتم : سَقَطَ فلان في يده أي ندم وهذا خطأ مثل قول أبي نواس هذا كلامه قلت : وأما ذكر اليد فلأن النادم يعضُّ على يديه ويَضْرِبُ إحداهما بالأخرى تَحَسُّراً كما قال ( ويومَ يعضُّ الظالم على يَدَيْه ) وكما قال ( فأصْبَحَ يُقَلِّبُ كفيه على ما أنفق فيها ) فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد

                    وقال فيصل المنصور في كتابِ التصريفِ :

                    ( علمتَ قبلُ أن الفعل نوعان ؛ مبني للمعلوم ، وهو الأصل ، ومبني للمجهول ، وهو فرعٌ عنه . وهو ضربانِ ؛ فإن كان المبنيّ للمعلوم لازمًا ؛ فيصاغُ منه كما هو ؛ تقولُ في ( جَلَس محمدٌ في البيت ) ( جُلِسَ في البيتِ ) فتحذف الفاعلَ وجوبًا ؛ فإن صُغته من ( أجلسَ محمدٌ زيدًا في البيتِ ) كانَ لك أن تقولَ : ( أُجلِسَ زيدٌ في البيتِ ) أو تحذفَ ( زيدٌ ) فيقوم الجار والمجرور مَقامَه ؛ فتقول : ( أُجلِس في البيتِ ) ؛ وعلى هذا نقولُ في ( سُقِط في يده ، وأُسقِط في يده ) لأن ( سُقِط ) فرعٌ عن ( سقَط الندمُ في يدِه ) اللازمِ . و ( أُسقِط ) أصله ( أسقطَ الله الندمَ في يدِه ) المتعدي ؛ فلك أن تقولَ : ( أُسقِط في يده ) فتحذف الفاعلَ والمفعولَ ، ولك أن تقولَ لو لم يكن مثلاً – لأن الأمثالَ لا تُغيَّرُ - : أُسقِط الندمُ في يدِه . فتحذفُ الفاعلَ . وفرقُ ما بينهما أنَّ الأولَ ( سُقِط ) فاعلُه ( الندم ) قامَ بالفعلِ بغير جعلِ جاعلٍ . والثاني ( أُسقِط ) فاعله ( الندم ) قام بالفعلِ بجعلِ جاعلٍ ، كما هو معنى همزة التعديةِ . أما قولُ بعضِهم ( سقَط في يده ) بالبناء للمعلومِ ، ففاعله محذوفٌ للدلالة الحاليةِ .
                    من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

                    تعليق

                    • ابن مرضي
                      إداري
                      • Dec 2002
                      • 6171

                      #11
                      العزيز الغالي الشعفي

                      أريد أن أبالغ في الثناء فلا أجد أفضل من الدعاء لك فجزاك الله خير الجزاء .

                      لقد أستفدت فعلا ، فنا لم أطرح الأسئلة إلا لحاجتي إلى الأجوبة فعلا . وهآ أنت أجبت فبارك الله فيك . ولا أظن أن الأستاذ العزيز عبد الرحيم سيلومنا على هذا لإننا في صلب موضوع التفسير ، وإذا كان ترى غير ذلك فلنفتح موضوعا جديدا يهتم بلغة القرآن الكريم فما أحوجنا إلى تدبر يؤدي بنا إلى فهم لكتاب الله .


                      شكرا لكما بما يليق .
                      كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                      تعليق

                      • عبدالرحيم بن قسقس
                        مشرف المنتدى العام
                        • Nov 2004
                        • 2600

                        #12
                        .

                        *****

                        حيا الله الأخوين الكريمين ابن مرضي والشعفي

                        الموضوع مشاع والأصل هو الفائدة للجميع وأنا ممن يستفيد

                        واتمنى إثراء الموضوع بكل مفيد

                        ولكما وللجميع تحياتي

                        *****

                        تعليق

                        • عبدالرحيم بن قسقس
                          مشرف المنتدى العام
                          • Nov 2004
                          • 2600

                          #13
                          .

                          *****

                          (سورة مريم)


                          كهيعص

                          سورة مريم مكية إلا آيتي ( 58 ) و ( 71 ) فمدنيتان وآياتها 98 نزلت بعد فاطر ولما كانت وقعة بدر , وقتل الله فيها صناديد الكفار , قال كفار قريش : إن ثأركم بأرض الحبشة , فأهدوا إلى النجاشي , وابعثوا إليه رجلين من ذوي رأيكم لعله يعطيكم من عنده من قريش , فتقتلونهم بمن قتل منكم ببدر ; فبعث كفار قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة , فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثهما , فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري , وكتب معه إلى النجاشي , فقدم على النجاشي , فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين , وأرسل إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم , ثم أمر جعفر أن يقرأ عليهم القرآن , فقرأ سورة مريم " كهيعص " وقاموا تفيض أعينهم من الدمع , فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون " [ المائدة : 82 ] . وقرأ إلى قوله : " الشاهدين " . ذكره أبو داود . وفي السيرة ; فقال النجاشي : هل معك مما جاء به عن الله شيء ؟ قال جعفر : نعم ; فقال له النجاشي : اقرأه علي . قال : فقرأ " كهيعص " فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته , وبكت أساقفتهم حتى أخضلوا لحاهم حين سمعوا ما يتلى عليهم ; فقال النجاشي : هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة , انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما أبدا ; وذكر تمام الخبر .

                          قوله تعالى : " كهيعص تقدم الكلام في أوائل السور . وقال ابن عباس في " كهيعص " : إن الكاف من كاف , والهاء من هاد , والياء من حكيم , والعين من عليم , والصاد من صادق , ذكره ابن عزيز القشيري عن ابن عباس ; معناه كاف لخلقه , هاد لعباده , يده فوق أيديهم , عالم بهم , صادق في وعده ; ذكره الثعلبي عن الكلبي /و السدي ومجاهد والضحاك . وقال الكلبي أيضا : الكاف من كريم وكبير وكاف , والهاء من هاد , والياء من رحيم , والعين من عليم وعظيم , والصاد من صادق ; والمعنى واحد . وعن ابن عباس أيضا : هو اسم من أسماء الله تعالى ; وعن علي رضي الله عنه هو اسم الله عز وجل وكان يقول : يا كهيعص اغفر لي ; ذكره الغزنوي . السدي : هو اسم الله الأعظم الذي سئل به أعطى , وإذا دعي به أجاب . وقتادة : هو اسم من أسماء القرآن ; ذكره عبد الرزاق . عن معمر عنه . وقيل : هو اسم للسورة ; وهو اختيار القشيري في أوائل الحروف ; وعلى هذا قيل : تمام الكلام عند قوله : " كهيعص " كأنه إعلام باسم السورة , كما تقول : كتاب كذا أو باب كذا ثم تشرع في المقصود . وقرأ ابن جعفر هذه الحروف متقطعة , ووصلها الباقون , وأمال أبو عمرو الهاء وفتح الياء , وابن عامر وحمزة بالعكس , وأمالهما جميعا الكسائي وأبو بكر وخلف . وقرأهما بين اللفظين أهل المدينة نافع وغيره . وفتحهما الباقون . وعن خارجة أن الحسن كان يضم كاف , وحكى غيره أنه كان يضم ها , وحكى إسماعيل بن إسحاق أنه كان يضم يا . قال أبو حاتم : ولا يجوز ضم الكاف والهاء والياء ; قال النحاس : قراءة أهل المدينة من أحسن ما في هذا , والإمالة جائزة في ها و يا . وأما قراءة الحسن فأشكلت على جماعة حتى قالوا : لا تجوز ; منهم أبو حاتم . والقول فيها ما بينه هارون القارئ ; قال : كان الحسن يشم الرفع ; فمعنى هذا أنه كان يومئ ; كما حكى سيبويه أن من العرب من يقول : الصلاة والزكاة يومئ إلى الواو , ولهذا كتبها في المصحف بالواو . وأظهر الدال من هجاء " ص " نافع وابن كثير وعاصم ويعقوب , وهو اختيار أبي عبيد ; وأدغمها الباقون .

                          ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا

                          " ذكر رحمة ربك " في رفع " ذكر " ثلاثة أقوال ; قال الفراء : هو مرفوع ب " كهيعص " ; قال الزجاج : هذا محال ; لأن " كهيعص " ليس هو مما أنبأنا الله عز وجل به عن زكريا , وقد خبر الله تعالى عنه وعن ما بشر به , وليس " كهيعص " من قصته . وقال الأخفش : التقدير ; فيما يقص عليكم ذكر رحمة ربك . والقول الثالث : أن المعنى هذا الذي يتلوه عليكم ذكر رحمة ربك . وقيل : " ذكر رحمة ربك " رفع بإضمار مبتدإ ; أي هذا ذكر رحمة ربك ; وقرأ الحسن " ذكر رحمة ربك " أي هذا المتلو من القرآن ذكر رحمة ربك . وقرئ " ذكر " على الأمر . " ورحمة " تكتب ويوقف عليها بالهاء , وكذلك كل ما كان مثلها , لا اختلاف فيها بين النحويين واعتلوا في ذلك أن هذه الهاء لتأنيث الأسماء فرقا بينها وبين الأفعال . " عبده " قال الأخفش : هو منصوب ب " رحمة " . " زكريا " بدل منه , كما تقول : هذا ذكر ضرب زيد عمرا ; فعمرا منصوب بالضرب , كما أن " عبده " منصوب بالرحمة . وقيل : هو على التقديم والتأخير ; معناه : ذكر ربك عبده زكريا برحمة ; ف " عبده " منصوب بالذكر ; ذكره الزجاج والفراء . وقرأ بعضهم " عبده زكريا " بالرفع ; وهي قراءة أبي العالية . وقرأ يحيى بن يعمر " ذكر " بالنصب على معنى هذا القرآن ذكر رحمة عبده زكريا . وتقدمت اللغات والقراءة في " زكريا " في " آل عمران " .

                          إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا

                          مثل قوله : " ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين " [ الأعراف : 55 ] وقد تقدم . والنداء الدعاء والرغبة ; أي ناجى ربه بذلك في محرابه . دليله قوله : " فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب " [ آل عمران : 39 ] فبين أنه استجاب له في صلاته , كما نادى في الصلاة . واختلف في إخفائه هذا النداء ; فقيل : أخفاه من قومه لئلا يلام على مسألة الولد عند كبر السن ; ولأنه أمر دنيوي , فإن أجيب فيه نال بغيته , وإن لم يجب لم يعرف بذلك أحد . وقيل : مخلصا فيه لم يطلع عليه إلا الله تعالى . وقيل : لما كانت الأعمال الخفية أفضل وأبعد من الرياء أخفاه . وقيل : " خفيا " سرا من قومه في جوف الليل ; والكل محتمل والأول أظهر ; والله أعلم . وقد تقدم أن المستحب من الدعاء الإخفاء في سورة " الأعراف " وهذه الآية نص في ذلك ; لأنه سبحانه أثنى بذلك على زكريا . وروى إسماعيل قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن أسامة بن زيد عن محمد بن عبد الرحمن وهو ابن أبي كبشة عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن خير الذكر الخفي وخير الرزق ما يكفي ) وهذا عام . قال يونس بن عبيد : كان الحسن يرى أن يدعو الإمام في القنوت ويؤمن من خلفه من غير رفع صوت , وتلا يونس " إذ نادى ربه نداء خفيا " . قال ابن العربي : وقد أسر مالك القنوت وجهر به الشافعي , والجهر به أفضل ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به جهرا .

                          قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي

                          "قال رب إني وهن " قرئ " وهن " بالحركات الثلاث أي ضعف . يقال : وهن يهن وهنا إذا ضعف فهو واهن . وقال أبو زيد يقال : وهن يهن ووهن يوهن . وإنما ذكر العظم لأنه عمود البدن , وبه قوامه , وهو أصل بنائه , فإذا وهن تداعى وتساقط سائر قوته ; ولأنه أشد ما فيه وأصلبه ; فإذا وهن كان ما وراءه أوهن منه . ووحده لأن الواحد هو الدال على معنى الجنسية , وقصده إلى أن هذا الجنس الذي هو العمود والقوام , وأشد ما تركب منه الجسد قد أصابه الوهن , ولو جمع لكان قصد إلى معنى آخر , وهو أنه لم يهن منه بعض عظامه ولكن كلها .

                          وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا

                          أدغم السين في الشين أبو عمرو . وهذا من أحسن الاستعارة في كلام العرب . والاشتعال انتشار شعاع النار ; شبه به انتشار الشيب في الرأس ; يقول : شخت وضعفت ; وأضاف الاشتعال إلى مكان الشعر ومنبته وهو الرأس . ولم يضف الرأس اكتفاء بعلم المخاطب أنه رأس زكريا عليه السلام . " وشيبا " في نصبه وجهان : أحدهما : أنه مصدر لأن معنى اشتعل شاب ; وهذا قول الأخفش . وقال الزجاج : وهو منصوب على التمييز . النحاس : قول الأخفش أولى لأنه مشتق من فعل فالمصدر أولى به . والشيب مخالطة الشعر الأبيض الأسود . قال العلماء : يستحب للمرء أن يذكر في دعائه نعم الله تعالى عليه وما يليق بالخضوع ; لأن قوله تعالى : " وهن العظم مني " إظهار للخضوع .

                          وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا

                          إظهار لعادات تفضله في إجابته أدعيته ; أي لم أكن بدعائي إياك شقيا ; أي لم تكن تخيب دعائي إذا دعوتك ; أي إنك عودتني الإجابة فيما مضى . يقال : شقي بكذا أي تعب فيه ولم يحصل مقصوده . وعن بعضهم أن محتاجا سأله وقال : أنا الذي أحسنت إليه في وقت كذا ; فقال : مرحبا بمن توسل بنا إلينا ; وقضى حاجته .

                          وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا

                          فيه سبع مسائل :

                          الأولى : قوله تعالى : " وإني خفت الموالي " قرأ عثمان بن عفان ومحمد بن علي وعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما ويحيى بن يعمر " خفت " بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء وسكون الياء من " الموالي " لأنه في موضع رفع " بخفت " ومعناه انقطعت بالموت . وقرأ الباقون " خفت " بكسر الخاء وسكون الفاء وضم التاء ونصب الياء من " الموالي " لأنه في موضع نصب ب " خفت " و " الموالي " هنا الأقارب وبنو العم والعصبة الذين يلونه في النسب . والعرب تسمي بني العم الموالي . قال الشاعر : مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : خاف أن يرثوا ماله وأن ترثه الكلالة فأشفق أن يرثه غير الولد . وقالت طائفة : إنما كان مواليه مهملين للدين فخاف بموته أن يضيع الدين , فطلب وليا يقوم بالدين بعده ; حكى هذا القول الزجاج , وعليه فلم يسل من يرث ماله ; لأن الأنبياء لا تورث . وهذا هو الصحيح من القولين في تأويل الآية , وأنه عليه الصلاة والسلام أراد وراثة العلم والنبوة لا وراثة المال ; لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة ) وفي كتاب أبي داود : ( إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ) . وسيأتي في هذا مزيد بيان عند قوله : " يرثني " .

                          الثانية : هذا الحديث يدخل في التفسير المسند ; لقوله تعالى : " وورث سليمان داود " وعبارة عن قول زكريا : " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " وتخصيص للعموم في ذلك , وأن سليمان لم يرث من داود مالا خلفه داود بعده ; وإنما ورث منه الحكمة والعلم , وكذلك ورث يحيى من آل يعقوب ; هكذا قال أهل العلم بتأويل القرآن ما عدا الروافض , وإلا ما روي عن الحسن أنه قال : " يرثني " مالا " ويرث من آل يعقوب " النبوة والحكمة ; وكل قول يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم فهو مدفوع مهجور ; قال أبو عمر . قال ابن عطية : والأكثر من المفسرين على أن زكريا إنما أراد وراثة المال ; ويحتمل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنا معشر الأنبياء لا نورث ) ألا يريد به العموم , بل على أنه غالب أمرهم ; فتأمله . والأظهر الأليق بزكريا عليه السلام أن يريد وراثة العلم والدين , فتكون الوراثة مستعارة . ألا ترى أنه لما طلب وليا ولم يخصص ولدا بلغه الله تعالى أمله على أكمل الوجوه . وقال أبو صالح وغيره : قوله " من آل يعقوب " يريد العلم والنبوة .

                          الثالثة : قوله تعالى : " من ورائي " قرأ ابن كثير بالمد والهمز وفتح الياء . وعنه أنه قرأ أيضا مقصورا مفتوح الياء مثل عصاي . الباقون بالهمز والمد وسكون الياء . والقراء على قراءة " خفت " مثل نمت إلا ما ذكرنا عن عثمان . وهي قراءة شاذة بعيدة جدا ; حتى زعم بعض العلماء أنها لا تجوز . قال كيف يقول : خفت الموالي من بعدي أي من بعد موتي وهو حي ؟ ! . النحاس : والتأويل لها ألا يعني بقوله : " من ورائي " أي من بعد موتي , ولكن من ورائي في ذلك الوقت ; وهذا أيضا بعيد يحتاج إلى دليل أنهم خفوا في ذلك الوقت وقلوا , وقد أخبر الله تعالى بما يدل على الكثرة حين قالوا " أيهم يكفل مريم " . ابن عطية : " من ورائي " من بعدي في الزمن , فهو الوراء على ما تقدم في " الكهف " .

                          الرابعة : قوله تعالى : " وكانت امرأتي عاقرا " امرأته هي إيشاع بنت فاقوذا بن قبيل , وهي أخت حنة بنت فاقوذا ; قاله الطبري . وحنة هي أم مريم حسب ما تقدم في " آل عمران " بيانه . وقال القتبي : امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران , فعلى هذا القول يكون يحيى ابن خالة عيسى عليهما السلام على الحقيقة . وعلى القول الآخر يكون ابن خالة أمه . وفي حديث الإسراء قال عليه الصلاة والسلام : ( فلقيت ابني الخالة يحيى وعيسى ) شاهدا للقول الأول . والله أعلم . والعاقر التي لا تلد لكبر سنها ; وقد مضى بيانه في " آل عمران " . والعاقر من النساء أيضا التي لا تلد من غير كبر . ومنه قوله تعالى : " ويجعل من يشاء عقيما " [ الشورى : 50 ] . وكذلك العاقر من الرجال ; ومنه قول عامر بن الطفيل : لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محضر

                          الخامسة : قوله تعالى : " فهب لي من لدنك وليا " سؤال ودعاء . ولم يصرح بولد لما علم من حاله وبعده عنه بسبب المرأة . قال قتادة : جرى له هذا الأمر وهو ابن بضع وسبعين سنة . مقاتل : خمس وتسعين سنة ; وهو أشبه ; فقد كان غلب على ظنه أنه لا يولد له لكبره ; ولذلك قال : " وقد بلغت من الكبر عتيا " . وقالت طائفة : بل طلب الولد , ثم طلب أن تكون الإجابة في أن يعيش حتى يرثه , تحفظا من أن تقع الإجابة في الولد ولكن يخترم , ولا يتحصل منه الغرض .

                          السادسة . قال العلماء : دعاء زكريا عليه السلام في الولد إنما كان لإظهار دينه , وإحياء نبوته , ومضاعفة لأجره لا للدنيا , وكان ربه قد عوده الإجابة , ولذلك قال : " ولم أكن بدعائك رب شقيا " , أي بدعائي إياك . وهذه وسيلة حسنة ; أن يتشفع إليه بنعمه , يستدر فضله بفضله ; يروى أن حاتم الجود لقيه رجل فسأله ; فقال له حاتم : من أنت ؟ قال : أنا الذي أحسنت إليه عام أول ; فقال : مرحبا بمن تشفع إلينا بنا . فإن قيل كيف أقدم زكريا على مسألة ما يخرق العادة دون إذن ؟ فالجواب أن ذلك جائز في زمان الأنبياء وفي القرآن ما يكشف عن هذا المعنى ; فإنه تعالى قال : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " [ آل عمران : 37 ] فلما رأى خارق العادة استحكم طمعه في إجابة دعوته ; فقال تعالى : " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة " [ آل عمران : 38 ] الآية .

                          السابعة : إن قال قائل : هذه الآية تدل على جواز الدعاء بالولد , والله سبحانه وتعالى قد حذرنا من آفات الأموال والأولاد , ونبه على المفاسد الناشئة من ذلك ; فقال : " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " [ التغابن : 15 ] . وقال : " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " [ التغابن : 14 ] . فالجواب أن الدعاء بالولد معلوم من الكتاب والسنة حسب ما تقدم في " آل عمران " بيانه . ثم إن زكريا عليه السلام تحرز فقال : ( ذرية طيبة ) وقال : " واجعله رب رضيا " . والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة , وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة . وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس خادمه فقال : ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) فدعا له بالبركة تحرزا مما يؤدي إليه الإكثار من الهلكة . وهكذا فليتضرع العبد إلى مولاه في هداية ولده , ونجاته في أولاه وأخراه اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والفضلاء ; وقد تقدم في " آل عمران " بيانه .


                          (تفسير القرطبي)

                          *****

                          تعليق

                          • ابن مرضي
                            إداري
                            • Dec 2002
                            • 6171

                            #14
                            شكرا للأستاذ عبد الرحيم على هذه الروح التي ليست بغريبة . وجزاه الله خير على هذه المبادرة التي نحن بأمس الحاجة إلى مثلها . فتدبر القرآن هو ما نحتاج إليه .

                            وهنا لي سؤال آخر لأهل اللغة وهو : لماذا جاء الخطاب ، في هذه الآية ، في كلمة تشقى مفردا وخاصا بآدم ، مع أن الخروج له ولزوجه أمنا حوّاء ؟



                            (يا آدم إن هذا عدوّ لك و لزوجك فلا يُخرجنكما من الجنَّة فتشقى)
                            كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                            تعليق

                            • الشعفي
                              مشرف المنتدى العام
                              • Dec 2004
                              • 3148

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ابن مرضي
                              شكرا للأستاذ عبد الرحيم على هذه الروح التي ليست بغريبة . وجزاه الله خير على هذه المبادرة التي نحن بأمس الحاجة إلى مثلها . فتدبر القرآن هو ما نحتاج إليه .

                              وهنا لي سؤال آخر لأهل اللغة وهو : لماذا جاء الخطاب ، في هذه الآية ، في كلمة تشقى مفردا وخاصا بآدم ، مع أن الخروج له ولزوجه أمنا حوّاء ؟



                              (يا آدم إن هذا عدوّ لك و لزوجك فلا يُخرجنكما من الجنَّة فتشقى)

                              أخي الفاضل ابن مرضي جميل هذه الأسئلة وهذه الوقفات مع كتاب الله التي تجعلنا نبحث ونتأمل في معانيها ومدلولاتها بعد البحث عن معنى الآية اتضح أن الخطاب موجه لآدم عليه السلام وقد فسر صاحب أضواء البيان الأمين الشنقيطي رحمه الله معنى كلمة تشقى فقال :

                              ( قوله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى
                              إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} .

                              وقوله في هذه الآية الكريمة: {فَتَشْقَى} أي: فتتعب في طلب المعيشة بالكدّ والاكتساب. لأنه لا يحصل لقمة العيش في الدنيا بعد الخروج من الجنة حتى يحرث الأرض، ثم يزرعها، ثم يقوم على الزرع حتى يدرك، ثم يدرسه، ثم ينقيه، ثم يطحنه، ثم يعجنه، ثم يخبره. فهذا شقاؤه المذكور.
                              والدليل على أن المراد بالشقاء في هذه الآية: التعب في اكتساب المعيشة قوله تعالى بعده: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} يعني احذر من عدوك أن يخرجك من دار الراحة التي يضمن لك فيها الشبع والري، والكسوة والسكن. قال الزمخشري: وهذه الأربعة هي الأقطاب التي يدور عليها كفاف الإنسان، فذكره استجماعها له في الجنة، وأنه مكفي لا يحتاج إلى كفاية كاف، ولا إلى كسب كاسب كما يحتاج إلى ذلك أهل الدنيا. وذكرها بلفظ النفي لنقائضها التي هي الجوع والعري والظمأ والضحو ليطرق سمعه بأسامي أصناف الشقوة التي حذره منها، حتى يتحامى السبب الموقع فيها كراهة لها. ا هـ.
                              فقوله في هذه الآية الكريمة: { إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى} قرينة واضحة على أن الشقاء المحذر منه تعب الدنيا في كدّ المعيشة ليدفع به الجوع والظمأ والعري ) انتهى كلامه رحمه الله

                              واتضح سبب ذكر آدم دون ذكر زوجه لأن الرجل هو الذي يكد لطلب المعيشة
                              والله أعلم
                              من مواضيع الشعفي في منتدى الديرة

                              تعليق

                              Working...