مازالت الأجهزة المختصة في الكويت وتحديدا في مدينة الجهراء تلملم أشلاء ضحايا حريق خيمة العرس الذي اندلع مساء أمس الأول ليأكل في طريقه أكثر من 44 ضحية وأكثر من 100 مصاب بحروق مختلفة ، و انقلب الفرح إلى حزنٍ عمّ الكويت لينتقل إلى المملكة العربية السعودية بعد ورود أنباء بوفاة سعوديات .
وقد بدأت المأساة من خيمة فرح مقامة أمام بيت العريس في محافظة الجهراء في منطقة العيون ،حيث عمد أهل العريس لاقامة حفل النساء في خيمة تنصب أمام المنزل بدلا من صالة للنساء. وحسب ناجيات من الحريق نقلن شهادتهن أنه في تمام الساعة التاسعة من مساء أمس الأول وفي ذروة حضور النساء وقبل وصول العروس إلى خيمة العرس اندلع حريق مهول في خيمة العرس أسقط الخيمة بنيرانها على من فيها ما ادى لوفاة 44 سيدة وإصابة أكثر من 100 سيدة أخرى وتفحم العشرات لم يتم التعرف على هوياتهن .
31 سيارة إسعاف :
وقال شهود عيان: إن أهالي المنطقة وأهالي الجهراء بشكل عام فزعوا لنقل المصابات إلى مستشفى الجهراء الذي اكتظ بذوي الضحايا.
وفزعت أكثر من 31 سيارة إسعاف لنقل المصابات و5 مراكز للإطفاء لإخماد نيران خيمة العرس التي تحولت رمادا.
فيما قالت مصادر: إن معظم الضحايا من النساء والأطفال الذين لم يتمكنوا من المغادرة والهروب وتحولت الخيمة إلى كتلة من اللهب في ثوان معدودة ،فيما تم العثور على نساء متفحمات يحتضن أطفالهن بشكل مأساوي
وقال مدير عام الإدارة العامة للإطفاء، اللواء جاسم المنصوري: إن الحصيلة الأولية للجثث المنتشلة من موقع حريق الجهراء بلغت 44 جثة.
وأضاف المنصوري: في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا): إن عمليات البحث والتدقيق على ضحايا الحريق لا تزال مستمرة نظرا إلى التفحم الشديد لبعض الجثث.
مأساة حقيقية
من جانبه قال وزير الصحة الكويتي، هلال الساير: إن سيارات الإسعاف قامت بنقل 76 إصابة بحروق مختلفة إلى عدد من المستشفيات وتم وضع بعضها في العناية المركزة.
وأوضح الساير أنه تم نقل 13 مصاباً إلى مركز البابطين للحروق وثلاث إصابات إلى مستشفى مبارك الكبير وحالتين إلى مستشفى الفروانية فيما استقبل مستشفى الجهراء أكبر عدد من الإصابات بلغ 58 حالة.
وذكر وزير الصحة الكويتي أنه تم استنفار جميع الوحدات الطبية وتجهيز 40 سيارة إسعاف لنقل الحالات المصابة بالحريق في فترة قياسية لم تتجاوز العشر دقائق ،حيث كانت في موقع الحريق في أسرع وقت ممكن.ولم تكشف السلطات الكويتية حتى اللحظة عن أسباب اندلاع الحريق المميت،
ورفض الساير التعليق على سؤال هو تحميله المسؤولية السياسية من قبل بعض النواب، بالقول: «لن أتحدث عن السياسة.. أنا أمام مأساة».
واتهم مدير مستشفى الفروانية د. عبدالعزيز الفرهود، رجال الأمن بالتقصير في التعامل مع الحريق، لافتاً إلى أنه لم تتواجد عند الحريق في البداية سوى دوريتين، لا يستطيع من كان فيهما التعامل مع حجم الحدث.
لجنة تحقيق :
وقال مدير عام الإدارة العامة للإطفاء اللواء جاسم المنصوري: إن عدد الوفيات تجاوز 44 سيدة وطفلا تم التعرف على 4 منهن مرجعاً أسباب حالات الوفاة إلى سقوط الخيمة المشتعلة على الحضور، فضلاً عن ضيق المساحة.
وأضاف المنصوري: إنه بعد الانتهاء من عمليات المكافحة والانقاذ تم اكتشاف جثث تحت معدات الخيمة وتحت جثث أخرى، فضلاً عن أطفال توفوا في أحضان أمهاتهم.
فيما أعلن وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء روضان الروضان عن تشكيل لجنة تحقيق على مستوى مجلس الوزراء ومن الجهات المختصة، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي للحريق هو عدم توافر اشتراطات الأمن والسلامة في الخيمة.
السفارة : 120 ألف سعودي في الكويت
مازالت السفارة السعودية بالكويت تنتظر رد وزارة الداخلية باعداد السعوديات بالخيمة المحترقة ، وقال غازي المطيري ان امه وابنته وشقيقاته الثلاث كن بالحادث حيث تم العثور على اثنتين من شقيقاته ووالدته، في حين مازال البحث جاريا عن الشقيقة الثالثة والابنة حيث تم نقل الوالدة والاخت الناجية الى المستشفى في حالة خطيرة.
وبين المطيري ان الأدلة الجنائية بالكويت أخذت منه عينة لــ d n a بعد الحادث بساعات قليلة للتأكد من صلته بالجثث المتفحمة.
وقال مسئول الرعاية السعودية بسفارة خادم الحرمين الشريفين بالكويت خالد السحلي ان السفارة لا تستبعد وجود سعوديات اخريات بالحريق خصوصا ان عدد السعوديين بالكويت 120 الف شخص.
وبين السحلي ان السفارة لم تتلق أي اتصال من قبل سعوديين بالكويت ولم يتم مراجعة السفارة من قبل سعوديين بخصوص الحريق ، كما ان السفارة تتابع مع المسئولين بوزارة الداخلية الكويتية ومتحدثها الرسمي عن وضع السعوديات في الحادث.
مشاهدات من الحدث
- كانت الحاضرات في صراخ وفزع وهرع وذهول، بعد أن بدأت شرارة النيران في زاوية الخيمة وسرعان ما تحولت إلى جمرة من النيران تأكل كل من حولها.
- النساء هرعن للخروج من أبواب الخيمة وسط بكاء وبحث عن أفراد أسرهن.
- النيران تشتعل في أجساد بعضهن، والأخريات يحاولن إنقاذهن، ولكن دون جدوى..
- جثث أمهات يحتضن الأطفال .
- يُمّه.. يمه.. يمه.. تصرخ إحداهن بصوت عالٍ تبحث عن والدتها.. ولكن دون جدوى.
- صراخ آخر.. وين أم «فلان» وين أختي.. وين بنتي.. وين أمي..
- العرس يتحول إلى مأتم.. وكل شيء تحول إلى أشبه بالرماد ،والنيران أكلت كل من كان حولها.
- تواجدت في الخيمة 220 سيدة مع الأطفال.
تعليق