السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في زيارة مع وفد طلابي صيفي قمنا بزيارة لمستشفى شهار, أو بالأصح مستشفى الصحة النفسية بالطائف
وكنت من المعارضين لزيارة المستشفى لما انطبع في ذهني وذهن الجميع أن هذا المستشفى خاص بالمجانين
وكنت أتسأل ما العبرة والفائدة التي سنخرج بها من هذه الزيارة ؟ ولكن قدر الله وتقررت الزيارة بعد التنسيق مع
إدارة المستشفى وكان قسم العلاقات العامة في استقبالنا عند دخولنا المستشفى وفي بداية الأمر استقبلونا في
قاعة محاضرات تتسع لأكثر من 100 شخص , و قام الأخصائي الاجتماعي بشرح مفصل عن المستشفى وأقسامه
وحالات المرضى ومما قال : أن مستشفى شهار أول مستشفى للأمراض النفسية والعقلية في المملكة وقد
تأسس عام 1382هـ و يتسع لأكثر من 300 سرير , ويستقبل المرضى من جميع مناطق المملكة وبه قسم للرجال
وقسم آخر للنساء, ونتيجة للضغط الكبير على المستشفى وصل عدد المرضى فيه حوالي 690 مريضاً ومريضة
وأخبرنا أنه اعتمد إنشاء مستشفى جديد في منطقة سيسد شمال الطائف وانتهت وزارة الصحة من وضع الدراسات
والتصاميم اللازمة على أحدث طراز,ثم أشار إلى بعض المشاكل التي تواجه العاملين في المستشفى منها امتناع
الكثير من أهل المرضى عن استقبال مرضاهم بعد شفائهم وتحسن أوضاعهم الصحية.
وأوضح أن كثيرا من المرضى مضى على وجودهم عدة سنوات، وهم يعيشون الوحدة داخل أسوار
المستشفى, وقال هناك البعض منهم ساءت حالته النفسية بشكل حاد عندما علم بأن أهله رفضوا استلامه
ثم انتقل المحاضر لشرح الحالات المرضية النفسية وأسبابها وذكر أن هناك فرق بين المجنون وبين المريض
النفسي وأكثر نزلاء المستشفىهم مرضى نفسيا ولها أسباب كثيرة وبداية مرض بعضهم قد يكون بسبب المخدرات
أو المنشطات أو التشفيط للمواد الكيماويةالتي تسبب تلف في خلايا المخ وحذر الشباب من تعاطي هذه السموم
التي تؤدي لتلف خلايا المخ ولا يمكن علاجها وإصلاحها ثم تلقى المحاضر في نهاية محاضرته التي استمرت
نصف ساعة أسئلة من الحضور أجاب على تساؤلاتهم وما أشكل عليهم انتقلنا بعد ذلك في جولة عامة على أقسام
المستشفى ومرافقه فشاهدنا العيادات الطبية للمرضى كعيادة الأسنان والباطنية وشاهدنا قسم خاص بالقضايا
الجنائية الشرعية أ التي يتم تحويلها من الجهات الأمنية عندما يشتبه في القدرات العقلية للجاني أو أنه يدعي أنه
مريض نفسي علما أن تقارير المستشفى هي الوحيدة المعتمدة أمام السلطات الأمنية والقضائية
مررنا على النادي الترفيهي الخاص بالمرضى وهو مزود بالألعاب الخفيفة كالبلياردو وتنس الطاولة والطائرة
وغيرها ثم مررنا على ركن المهارات الذي يزاول فيه المريض بعض المهارات كالرسم والخط والنجارة والكهرباء
برعاية مختصين لهذه الحرف في آخر الجولة تم إدخالنا على بعض الأجنحة التي فيها المرضى وشاهدنا مجموعة
من المرضى بحالات مختلفة بعضهم يستقبلنا بالسلام والبعض يفر منا والآخر يطلب منا طلبات غريبة ويسأل
بعض الأسئلة والبعض يصلي على غير القبلة والبعض ينشد ويغنيوالبعض يقول لكم عندي نصيحة وكلما
شاهدناهم لهجة ألسنتنا سرا بالدعاء لهم بالشفاء ونردد الدعاء المأثور والمشروع
عند رؤية المبتلى فقد جاء في الحديث من رأىمبتلى فقال:
الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا،لم يصبه ذلك البلاء
في ختام الزيارة توجهنا لمكتب مدير المستشفى وقدمنا له هدية وشكرناه على ما وجدنا من اهتمام وترحيب
وقد رحب بنا وطلب منا تقديم مقترحات وملاحظات لصالح المستشفى والمرضى وطرحنا عليه فكرة الاستعانة
بالرقاة الشرعيين وفتح قسم لعلاج المرضى بالقرآن وقال إن الفكرة تحت الدراسة ومتى ما اكتملت
ستطبق في المستشفى ثم ودعناه وخرجنا من المستشفى بعبر ودروس كثيرة
سائلين المولى أن يشفى كل مريض ويعافي كل مبتلى
تعليق