المنهاج النبوي في تصحيح أخطاء الفرد والجماعة(1)
مقدمة
إن من الأخطاء ما يُحدث مضرةً لصاحبه ولغيره من الناس, وبعضها يشكل خطراً على صاحبه, وقد تتعدى خطورته إلى الناس, كل ذلك يجعلنا نقف مع الأخطاء وقفة جادة, ونراها بعين البصيرة, لنحذَر ونُحَذِّر منها,
ولأن عاقبة الخطأ قد لا تكون على المُخطئ نفسه; بل قد تتعدى إلى آخرين(2).
فأما مضرة الخطأ على الفرد:
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال "أما يخشى أحكم -أوَلا يخشى أحدكم- إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار, أو يجعل صورته صورة حمار..."(3)
ففي هذا الحديث بين -عليه الصلاة والسلام- أن من ال خطأ الواضح البيّن أن يرفعالمأموم رأسه قبل إمامه, وهذا من الكبائر للتوعد عليه بأشنع العقوبات وأبشعها وهو المسخ.(4)
فانظر كيف أضرَّ هذا الخطأ بصاحبه كل هذا الضرر, ولكن من كمال شفقته -عليه الصلاة والسلام- بأمته, وبيانه لهم الأحكام وما يترتب عليهما من الثواب والعقاب حيث بيّن لهم وحدثهم بهذا الأمر.
وأما مضرة الخطأ على الجماعة:
عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام- "لتسوّن صفوفكم, أو ليخالفَنّ الله بين وجوهكم"(5)
ففي هذا الحديث بيان لمضرة الخطأ على الجماعة بأكملها, حيث يعمّ الجميع اختلاف الوجوه بسبب هذا الخطأ وهو عدم تسوية الصفوف.
قال النووي -رحمه الله- "والأظهر والله أعلم أن معناه: يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب; كما يُقال: تغيّر وجه فلان عليّ, لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم, واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن.(6)
لذا كان لزاماً إظهار هذه الأضرار وهذه الأخطار الكامنة في هذه الأخطاء, للابتعاد عنها وتحاشيها; اقتداءً بسيد ولد آدم محمد -عليه الصلاة والسلام-, حيث كان يُبيّن ما في هذه الأخطاء من أضرار على الفرد والجماعة
مقدمة
إن من الأخطاء ما يُحدث مضرةً لصاحبه ولغيره من الناس, وبعضها يشكل خطراً على صاحبه, وقد تتعدى خطورته إلى الناس, كل ذلك يجعلنا نقف مع الأخطاء وقفة جادة, ونراها بعين البصيرة, لنحذَر ونُحَذِّر منها,
ولأن عاقبة الخطأ قد لا تكون على المُخطئ نفسه; بل قد تتعدى إلى آخرين(2).
فأما مضرة الخطأ على الفرد:
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال "أما يخشى أحكم -أوَلا يخشى أحدكم- إذا رفع رأسه قبل الإمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار, أو يجعل صورته صورة حمار..."(3)
ففي هذا الحديث بين -عليه الصلاة والسلام- أن من ال خطأ الواضح البيّن أن يرفعالمأموم رأسه قبل إمامه, وهذا من الكبائر للتوعد عليه بأشنع العقوبات وأبشعها وهو المسخ.(4)
فانظر كيف أضرَّ هذا الخطأ بصاحبه كل هذا الضرر, ولكن من كمال شفقته -عليه الصلاة والسلام- بأمته, وبيانه لهم الأحكام وما يترتب عليهما من الثواب والعقاب حيث بيّن لهم وحدثهم بهذا الأمر.
وأما مضرة الخطأ على الجماعة:
عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -عليه الصلاة والسلام- "لتسوّن صفوفكم, أو ليخالفَنّ الله بين وجوهكم"(5)
ففي هذا الحديث بيان لمضرة الخطأ على الجماعة بأكملها, حيث يعمّ الجميع اختلاف الوجوه بسبب هذا الخطأ وهو عدم تسوية الصفوف.
قال النووي -رحمه الله- "والأظهر والله أعلم أن معناه: يوقع بينكم العداوة والبغضاء واختلاف القلوب; كما يُقال: تغيّر وجه فلان عليّ, لأن مخالفتهم في الصفوف مخالفة في ظواهرهم, واختلاف الظواهر سبب لاختلاف البواطن.(6)
لذا كان لزاماً إظهار هذه الأضرار وهذه الأخطار الكامنة في هذه الأخطاء, للابتعاد عنها وتحاشيها; اقتداءً بسيد ولد آدم محمد -عليه الصلاة والسلام-, حيث كان يُبيّن ما في هذه الأخطاء من أضرار على الفرد والجماعة
تعليق