Unconfigured Ad Widget

Collapse

التهـــــديد بالأذان

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • رمضان عبدالله
    عضو مميز
    • Oct 2007
    • 1853

    التهـــــديد بالأذان

    التهديد بالأذان
    ذكر ابن كثير في تاريخه أن رجلاً من ضعفاء الناس كان له على بعض الكبراء مال كثير ..
    فماطله ومنعه حقه .. وكلما طالبه الفقير به آذاه .. وأمر غلمانه بضربه ..
    فاشتكاه إلى قائد الجند .. فما زاده ذلك إلا منعاً وجحوداً ..
    قال هذا الضعيف المسكين :
    فلما رأيت ذلك يئست من المال الذي عليه ودخلني غمّ من جهته .. فبينما أنا حائر إلى من أشتكي ..
    إذ قال لي رجل : ألا تأتي فلاناً الخياط إمام المسجد ..
    فقلت : ما عسى أن يصنع خياط من هذا الظالم ؟ وأعيان الدولة لم يقطعوا فيه !
    فقال : الخياط هو أقطع وأخوف عنده من جميع من اشتكيتَ إليه .. فاذهب لعلك أن تجد عنده فرجاً ..
    قال : فقصدته غير محتفل في أمره .. فذكرت له حاجتي ومالي وما لقيت من هذا الظالم ..
    فقام وأقفل دكانه .. ومضى يمشي بجانبي حتى وصل إلى بيت الرجل .. وطرقنا الباب .. ففتح الرجل الباب مغضباً .. فلما رأى الخياط .. فزع .. وأكرمه واحترمه ..
    فقال له الخياط : أعط هذا الضعيف حقه ..
    فأنكر الرجل وقال : ليس له عندي شيء ..
    فصاح به الخياط وقال : ادفع إلى هذا الرجل حقه وإلا أذنتُ ..
    فتغير لون الرجل ودفع إليّ حقي كاملاً ..
    ثم انصرفنا ..
    وأنا في أشد العجب من هذا الخياط .. مع رثاثة حاله .. وضعف بنيته .. كيف أنطاع وانقاد ذلك الكبير له ..
    ثم إني عرضت عليه شيئاً من المال فلم يقبل ..
    وقال : لو أردتُ هذا لكان لي من المال مالا يحصى ..
    فسألته عن خبره وذكرت له تعجبي منه .. فلم يلتفت إليَّ .. فألححت عليه ..
    وقلت : لماذا هددته بأن تؤذن ؟! ..
    قال : قد أخذت مالك فاذهب .. قلت : لا بدَّ والله أن تخبرني ..
    فقال : إن سبب ذلك أنه كان عندنا قبل سنين في جوارنا أميرٌ تركي من أعالي الدولة وهو شاب حسن جميل .. فمرت به ذات ليلة امرأة حسناء قد خرجت من الحمام وعليها ثياب مرتفعة ذات قيمة ..
    فقام إليها وهو سكران .. فتعلق بها .. يريدها على نفسها .. ليدخلها منزله ..
    وهي تأبى عليه وتصيح بأعلى صوتها .. وتستغيث بالناس .. وتدافعه بيديها ..
    فلما رأيت ذلك ..قمت إليه .. فأنكرت عليه .. وأردت تخليص المرأة من بين يديه ..
    فضربني بسكين في يده فشج رأسي وأسال دمي .. وغلب المرأة على نفسها فأدخلها منزله قهراً ..
    فرجعت وغسلتُ الدم عني وعصبت رأسي .. وصحت بالناس وقلت :
    إن هذا قد فعل ما قد علمتم فقوموا معي إليه لننكر عليه ونخلص المرأة منه ..
    فقام الناس معي فهجمنا عليه في داره فثار إلينا في جماعة من غلمانه بأيديهم العصي والسكاكين يضربون الناس .. وقصدني هو من بينهم فضربني ضرباً شديداً مبرحاً حتى أدماني .. وأخرجنا من منزله ونحن في غاية الإهانة والذل ..
    فرجعت إلى منزلي وأنا لا أهتدي إلى الطريق من شدة الوجع وكثرة الدماء ..
    فنمت على فراشي فلم يأخذني النوم .. وتحيرتُ ماذا أصنع .. والمرأة مع هذا الفاجر ..
    فأُلهمتُ أن أصعد المنارة .. فأؤذنَ للفجر في أثناء الليل .. لكي يظن الخبيث أن الصبح قد طلع فيخرجها من منزله ..
    فتذهب إلى منزل زوجها ..
    فصعدت المنارة وبدأت أؤذن وأرفع صوتي ..
    وجعلت أنظر إلى باب داره فلم يخرج منه أحد .. ثم أكملت الأذان فلم تخرج المرأة ولم يفتح الباب ..
    فعزمت على أنه إن لم تخرج المرأة .. أقمتُ الصلاة بصوت مسموع .. حتى يتحقق الخبيث أن الصبح قد بان ..
    فبينما أنا أنظر إلى الباب .. إذ امتلأت الطريق فرساناً وحرساً من السلطان ..
    وهم يتصايحون : أين الذي أذن هذه الساعة ؟ ويرفعون رؤوسهم إلى منارة المسجد ..
    فصحت بهم : أنا الذي أذنت .. وأنا أريد أن يعينوني عليه ..
    فقالوا : انزل ! فنزلتُ ..
    فقالوا : أجِب الخليفة .. ففزعت .. وسألتهم بالله أن يسمعوا القصة فأبوا .. وساقوني أمامهم .. وأنا لا أملك من نفسي شيئاً حتى أدخلوني على الخليفة ..
    فلما رأيته جالساً في مقام الخلاقة ارتعدتُ من الخوف وفزعتُ فزعاً شديداً ..
    فقال : ادنُ فدنوتُ ..
    فقال لي : ليسكُن روعك وليهدأ قلبك .. وما زال يلاطفني حتى اطمأننت وذهب خوفي ..
    فقال لي : أنت الذي أذنت هذه الساعة ؟
    قلت : نعم يا أمير المؤمنين ..
    فقال : ما حملك على أن أذنت هذه الساعة .. وقد بقى من الليل أكثر مما مضى منه ؟
    فتغرَّ بذلك الصائم والمسافر والمصلي وتفسد على النساء صلاتهن ..
    فقلت : يؤمّنني أميرُ المؤمنين حتى أقصَّ عليه خبري ؟
    فقال : أنت آمن .. فذكرتُ له القصة .. فغضب غضباً شديداً ..
    وأمر بإحضار ذلك الرجل والمرأة فوراً .. فأُحضرا سريعاً فبعث بالمرأة إلى زوجها مع نسوة من جهته ثقات .. ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له :
    كم لك من الرزق ؟ وكم عندك من المال ؟ وكم عندك من الجواري والزوجات ؟ فذكر له شيئاً كثيراً ..
    فقال له : ويحك أما كفاك ما أنعم الله به عليك حتى انتهكت حرمة الله .. وتعديت على حدوده .. وتجرأت على السلطان ؟!
    وما كفاك ذلك ..
    حتى عمدت إلى رجل أمرك بالمعروف ونهاك عن المنكر .. فضربته وأهنته وأدميته ؟!
    فلم يكن له جواب .. فغضب السلطان ..
    فأمر به فجُعل في رجله قيد وفي عنقه غلّ ثم أمر به فأدخل في كيس ..
    وهذا الرجل يصيح ويستغيث .. ويعلن التوبة والإنابة .. والخليفة لا يلتفت إليه ..
    ثم أمر الخليفة به فضرب بالسكاكين ضرباً شديداً حتى خمد ..
    ثم أمر به فأُلقيَ في نهر دجلة فكان ذلك آخر العهد ..
    ثم قال لي الخليفة :
    كلما رأيتَ منكراً .. صغيراً كان أو كبيراً ولو على هذا – وأشار إلى صاحب الشرطة – فأعلِمْني ..
    فإن اتفق اجتماعُك ني وإلا فعلامة ما بيني وبينك الأذان .. فأذّن في أي وقت كان .. أو في مثل وقتك هذا .. يأتك جندي فتأمرهم بما تشاء ..
    فقلت : جزأك الله خيراً .. ثم خرجت ..
    فلهذا : لا آمر أحداً من هؤلاء بشيء إلا أمتثلوه .. ولا أنهاهم عن شيء إلا تركوه خوفاً من الخليفة ..
    وما احتجت أن أؤذن في مثل تلك الساعة إلى الآن .. والحمد لله .
    فأين أولئك .. الذين يرون المنكرات .. ولا تنشط نفوسهم لإنكارها .. بل ربما أنكروا مرة أو مرتين فلما لم يقبل منهم ..
    يئسوا من الإصلاح .. وألقوا السلاح .. ,
    وأنتصر الحق وهو دائما منصور بإذن الله .
    آخر تعديل تم من قبل رمضان عبدالله; 25-06-2009, 09:45 PM.
  • عبدالرحمن رمضان الحاسر
    عضو مشارك
    • Dec 2008
    • 336

    #2
    والدي رمضان عبدالله



    جزاك الله الف خير والدي الفاضل


    الله يعطيك العافيه


    موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
    [FONT=Diwani Letter][SIZE=7][COLOR=dimgray][align=center]
    ((ابـــو رمــضـــان))

    تعليق

    • أبوهاجر
      عضو مميز
      • Oct 2004
      • 6592

      #3
      العم أبو عبد العزيز
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      جزاك الله خير أبا عبد العزيز وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك
      شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
      ♥ஓ♥ أسال الله أن يحفظهم من كل مكروه♥ஓ♥

      تعليق

      • رمضان عبدالله
        عضو مميز
        • Oct 2007
        • 1853

        #4
        ابو هاجر
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        شكرا لمروركم الكريم على موضوع هذا المؤذن المسكين الذي كان يهدد الجبابرة وماذلك إلا بفضل الصدق مع الله ثم إن الأذان له شأن عظيم في الاسلام ومنها ماورد في الحديث .
        عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم / قال : ' إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي التأذين أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر ، حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول له : اذكر كذا ، واذكر كذا . لما لم يكن يذكر من قبل ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى ' .
        موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

        تعليق

        • الهباق
          عضو مشارك
          • Apr 2005
          • 188

          #5
          العم أبو عبد العزيز
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          جزاك الله خيرا
          وجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك

          تعليق

          • رمضان عبدالله
            عضو مميز
            • Oct 2007
            • 1853

            #6
            الهباق
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزاك الله خير وتقبل الله دعاك ولك بالمثل .. موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

            تعليق

            • عبدالله فرشان
              عضو نشيط
              • Mar 2008
              • 559

              #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              الاخ/ابوعبدالعزيز حفظك الله

              مشكور علي هذ1 المجهود الرائع والجميل اسال الله لايحرمك الاجر وان يكتبه في موازين حسانتك موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

              تعليق

              • رمضان عبدالله
                عضو مميز
                • Oct 2007
                • 1853

                #8
                عبد الله فرشان
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزاك الله خير وتقبل الله دعاك ولك بالمثل شكرا أبا ماجد .. موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

                تعليق

                Working...