ثمانيني يتحدى هزّات الشاقة ويعيش في قلب الحرة “ المتأرجحة”
على بُعد كيلوين من جبل أبو نار بل لا نبالغ إذا قلنا فى وسط الحرة « المتأرجحة» و قلب الهزات آثر هذا الثمانيني العجوز البقاء فى مكانه ولم يلتفت لأصوت السلامة والنجاة ومناشدات الإخلاء التى حرص على تكرارها المسؤولون. واكتفى بتسليم مقاليد الحكاية لرب العباد مؤمنا بأن لكل انسان أجله المعلوم وميقاته الذي لا يخطئه .. انه « حماد جوبير النعمي أو ما يطلق عليه صديق الهزات ورفيقها الدائم . حكايته لا تخلو من طرافة وغرابة بل نراها درسا فى القوة والثبات .. (المدينة) ذهبت إليه فى قلب الحرة واستمعت لحكايته الغريبة والمثيرة للدهشة
يقول النعمي: “ أنا من أهل المنطقة وقد عشت ونشأت في هذه المناطق وأنا أعشق تربية الإبل برغم المشقة والصعوبة التي أواجهها , ولا أعتمد على بيعها والكسب المادي من ورائها ولكن تعلقت بها وحسب , فأنا أصحو قبل الفجر وأصلي وأضع ( العلف ) لإبلي ثم أتركها ترعى حرة طليقة وأترك صغارها في حظيرتها حتى تعود لي في المساء فأضع لها الشعير والبرسيم فترضعها وهكذا كل يوم هذا هو جدولي اليومي والإبل التي لا تأتي في المساء أبحث عنها حتى أجدها) فهو يكد ويتعب خلف هذه الجمال ولا يعرف قيادة السيارة وليس لديه أبناء ولا زوجة فهو يعيش منفرداً !!. وعن الزلازل والبراكين يقول العم حماد: الأصوات التي تشبه الرعد نسمعها من زمان وليست غريبة , ولكن الهزات جديدة فهي أتت فجأة وبدأت تشتد وتزداد حتى رجفة ليلة الأربعاء الشهيرة بقوتها وقد كنت نائماً آخر الليل وأحسست بالأرض تتحرك من تحتي وترجف فخفت خوفاً شديداً لأني أول مرة أشعر بها وأحسست أن قوة تحت الأرض ترجفها فقمت وتوضأت وصليت حتى الصباح , وجاءني الدفاع المدني وطلب مني الإخلاء فرفضت لأني لا أستطيع العيش خارج المكان الذي آلفته ولمن أترك إبلي بعدها جاءتني الشرطة وذهبت معهم لمركز العيص ثم رجعت وأنا باق إلى الآن ليس قوة مني ولكن أنا مؤمن بالقدر وأن ما أراده الله كائن في العيص أو الفقعلي أو هنا في الحرضية , ولم تنقطع أصوات الزلازل من بدايتها إلى اليوم ولكن نسأل الله اللطف والتخفيف لأن العبد ضعيف مهما حاول واجتهد .
الجميل هو ما رصدته ( المدينة ) خلال لقائها بالنعمي حيث بدا نشيطا لا تكاد تملّ من جلسته مثقف مستمع للأخبار عن طريق الراديو فهو يحدثك عما حصل في مجلس الشورى وعن الأحداث في المنطقة العربية والعالمية وعن أوباما وانفلونزا الخنازير وأسماء الزوار الذين توافدوا على حرة الشاقة.
صحيفة المدينه الأحد, 21 يونيو 2009
يقول النعمي: “ أنا من أهل المنطقة وقد عشت ونشأت في هذه المناطق وأنا أعشق تربية الإبل برغم المشقة والصعوبة التي أواجهها , ولا أعتمد على بيعها والكسب المادي من ورائها ولكن تعلقت بها وحسب , فأنا أصحو قبل الفجر وأصلي وأضع ( العلف ) لإبلي ثم أتركها ترعى حرة طليقة وأترك صغارها في حظيرتها حتى تعود لي في المساء فأضع لها الشعير والبرسيم فترضعها وهكذا كل يوم هذا هو جدولي اليومي والإبل التي لا تأتي في المساء أبحث عنها حتى أجدها) فهو يكد ويتعب خلف هذه الجمال ولا يعرف قيادة السيارة وليس لديه أبناء ولا زوجة فهو يعيش منفرداً !!. وعن الزلازل والبراكين يقول العم حماد: الأصوات التي تشبه الرعد نسمعها من زمان وليست غريبة , ولكن الهزات جديدة فهي أتت فجأة وبدأت تشتد وتزداد حتى رجفة ليلة الأربعاء الشهيرة بقوتها وقد كنت نائماً آخر الليل وأحسست بالأرض تتحرك من تحتي وترجف فخفت خوفاً شديداً لأني أول مرة أشعر بها وأحسست أن قوة تحت الأرض ترجفها فقمت وتوضأت وصليت حتى الصباح , وجاءني الدفاع المدني وطلب مني الإخلاء فرفضت لأني لا أستطيع العيش خارج المكان الذي آلفته ولمن أترك إبلي بعدها جاءتني الشرطة وذهبت معهم لمركز العيص ثم رجعت وأنا باق إلى الآن ليس قوة مني ولكن أنا مؤمن بالقدر وأن ما أراده الله كائن في العيص أو الفقعلي أو هنا في الحرضية , ولم تنقطع أصوات الزلازل من بدايتها إلى اليوم ولكن نسأل الله اللطف والتخفيف لأن العبد ضعيف مهما حاول واجتهد .
الجميل هو ما رصدته ( المدينة ) خلال لقائها بالنعمي حيث بدا نشيطا لا تكاد تملّ من جلسته مثقف مستمع للأخبار عن طريق الراديو فهو يحدثك عما حصل في مجلس الشورى وعن الأحداث في المنطقة العربية والعالمية وعن أوباما وانفلونزا الخنازير وأسماء الزوار الذين توافدوا على حرة الشاقة.
صحيفة المدينه الأحد, 21 يونيو 2009
عبدالعزيز العرفي - بخيت العرفي تصوير - علي الزهراني
تعليق