يقول :
لي زميلٌ في المدرسةِ لا يفرّق في تعامله بين ( طالبٍ وزميلٍ وصديقٍ ) ، فهو رسمي في كل أحواله ، لم أره إلا ( متجهمَ ) الوجه وكأن بينه وبين الابتسامة ( سوء تفاهم ) ..!
لي زميلٌ في المدرسةِ لا يفرّق في تعامله بين ( طالبٍ وزميلٍ وصديقٍ ) ، فهو رسمي في كل أحواله ، لم أره إلا ( متجهمَ ) الوجه وكأن بينه وبين الابتسامة ( سوء تفاهم ) ..!
اتجهتُ أنا وهو ذات مساء إلى أحد المطاعم لتناولِ وجبةِ عشاءٍ خفيفةٍ ، وفي الطريق ناديته باسمه مجردًا ، فالتفت إليّ وعلامات الاستغراب على وجهه ، وقال : من فضلك، اسمي ( الأستاذ ) فلان ..!
قلت : أعرف ، لكنك أستاذٌ هناك ، أما هنا فلا أرى لها وجهـًا بيننا ..!
قال : وإن ، فلي ( برستيج ) معين ولا أريده أن ( يُخدش ) ..!
قلت : حاضر ..!
قلت : أعرف ، لكنك أستاذٌ هناك ، أما هنا فلا أرى لها وجهـًا بيننا ..!
قال : وإن ، فلي ( برستيج ) معين ولا أريده أن ( يُخدش ) ..!
قلت : حاضر ..!
يقول : نحن في المطعم والناس يأكلون ويمزحون ويضحكون في سعادةٍ وأنس ، أما أنا فقد كان كل همي ألا أوذي ( برستيج ) صاحبي ، إذ كنتُ أتفنن في عبارات الخطاب الرسمية المهذبة مثل:
من فضلك يا أستاذ فلان ، لو سمحت يا أستاذ فلان ، أتريد شيئـًا يا أستاذ فلان ، بعد أذنك يا أستاذ فلان ، ومع كل خطابٍ كان ينفخ صدره ، لمَ لا وهو الأستاذ الوحيد في المطعم ..!
من فضلك يا أستاذ فلان ، لو سمحت يا أستاذ فلان ، أتريد شيئـًا يا أستاذ فلان ، بعد أذنك يا أستاذ فلان ، ومع كل خطابٍ كان ينفخ صدره ، لمَ لا وهو الأستاذ الوحيد في المطعم ..!
كان عشاؤنا ( سمكتين مشويتين ) رائحة البهارات التي عليهما تفتح النفس ، وضعتُ واحدةً أمام الأستاذ والأخرى أمامي ..
دقائق لم تتجاوز الخمس كانت كافية لتبدو سمكتي هيكلاً عظميـًا تذكرني بتلك الصورة التي في كتاب ( العلوم ) ..!
أما صاحبي فلم يأكل من سمكته إلا برأسي إصبعيه فقد بقيت كما هي ..!
قلت له : لمَ لا تأكل ..؟
قال : الحمد لله ، لستُ مثلك عبثيـًا في الأكل ، هيا بنا ..!
فمددتُ يدي ، وقلت : ( هات السمكة ، دافعين فيها فلوس ، خيبك الله وخيب برستيجك ) ..!
قام غاضبـًا ، وتركني على طاولة الطعام واتجه إلى السيارة ، ومن حولي يضحكون على الموقف ، فنظرتُ إليهم وقلت : لا عليكم ، في المجتمع عاهات ..!
دقائق لم تتجاوز الخمس كانت كافية لتبدو سمكتي هيكلاً عظميـًا تذكرني بتلك الصورة التي في كتاب ( العلوم ) ..!
أما صاحبي فلم يأكل من سمكته إلا برأسي إصبعيه فقد بقيت كما هي ..!
قلت له : لمَ لا تأكل ..؟
قال : الحمد لله ، لستُ مثلك عبثيـًا في الأكل ، هيا بنا ..!
فمددتُ يدي ، وقلت : ( هات السمكة ، دافعين فيها فلوس ، خيبك الله وخيب برستيجك ) ..!
قام غاضبـًا ، وتركني على طاولة الطعام واتجه إلى السيارة ، ومن حولي يضحكون على الموقف ، فنظرتُ إليهم وقلت : لا عليكم ، في المجتمع عاهات ..!
بعد أن سمعتُ هذه الحكاية ، قلت : سبحان الله ، الكثير لا يعرفون أن لكلِّ مقامٍ مقالاً ، فحياتهم تسير على وتيرة واحدة ، ولستُ أدري كيف لا يملّون ..!
تعليق