جريدة عكاظ الاحد 7/6/1430هـ الكاتب خلف الحربي
أفضل عملية فساد!
منذ سنوات تكونت لدي قناعة بأن الفساد لم يعد ظاهرة محدودة بل تحول إلى علم و( بيزنس)، وأصبح هناك العديد من الأشخاص الموهوبين والمبدعين في هذا المجال ولابد من تكريمهم وتشجيعهم عبر تخصيص جائزة سنوية لأفضل عملية فساد خلال العام.
و لاشك أن قيام إحدى جمعيات البر الكبرى بتقديم قرض حسن لإحدى الشركات المساهمة بقيمة 8 ملايين ريال هو عمل يستحق أن يكون في طليعة الأعمال المرشحة لنيل جائزة الفساد لهذا العام، خصوصا أن رئيس مجلس إدارة الجمعية هو ذاته رئيس مجلس إدارة الشركة المساهمة أي أن الرجل قام بالتوقيع بالنيابة عن الجهة المانحة، كما قام بالتوقيع عن الجهة المقترضة ليثبت للجميع أننا نعيش في زمن ( السبهللة)!.
يستحق هذا العمل جائزة الفساد لعدة أسباب وأولها الجرأة الواضحة في هذه العملية، حيث لم يتردد صاحبنا في إقراض الشركة التي يترأسها من الأموال التي يستحقها الفقراء والمساكين ولأن العملية (خيرية) فإن القرض جاء (حسنا) ودون فوائد فقد تخلص الرجل من حالة الحرج التي يمكن أن تصاحب هذا الإجراء بعد أن وجد أن شركته المساهمة التي لم تسدد ديونها لبعض الجهات الحكومية والبنوك المحلية أكثر استحقاقا من الفقراء والمحتاجين الذين لايحتاجون أكثر من كيس أرز وكرتون حليب يمكن أن يحصلوا عليه من أي جمعية خيرية أخرى، فلا أحد يموت من الجوع!.
كما أن هذا القرض التاريخي يمثل دعما كبيرا للتراث الشعبي فهو يتناغم مع العديد من الأمثال الشعبية الشهيرة التي يمكن أن تندثر مع تغيرات العصر مثل: (الجيب واحد)، (ما يحك جلدك مثل ظفرك)، (جلد مهو جلدك جره على الشوك)، (حلال عمك لا يهمك)، وهكذا حتى نصل إلى المثل الذي يقول: (اللي ما فيه خير لنفسه مافيه خير للناس)!.
الشيء الوحيد الذي يضعف فرص هذه العملية الخلاقة في الحصول على جائزة الفساد لهذا العام هو أن صاحبنا قدم الملايين الثمانية لشركته على هيئة قرض حسن ولم يقدمها على هيئة (صدقة) أو (حسنة)، فإذا كانت المسألة في مجملها عمل (خيري) فما الداعي لكل هذا العناء؟!. (والله ماكانت تستاهل)!!.
أنقل لكم هذا الخبر الذي طالعتنا به جريدة عكاظ في التاريخ أعلاه سبحان الله بلغت الجرأة بهولاء القوم على الإقدام على سرقت أموال اليتامى والمساكين لمصلحة سعادة المدير المحترم نقول لماذا تحصل الزلازل والكوارث ولماذا نستسقي فلا يستجاب لنا التقوا الله أيه القوم وأعلموا أنكم ميتون وعما تعملون مسئولون
أفضل عملية فساد!
منذ سنوات تكونت لدي قناعة بأن الفساد لم يعد ظاهرة محدودة بل تحول إلى علم و( بيزنس)، وأصبح هناك العديد من الأشخاص الموهوبين والمبدعين في هذا المجال ولابد من تكريمهم وتشجيعهم عبر تخصيص جائزة سنوية لأفضل عملية فساد خلال العام.
و لاشك أن قيام إحدى جمعيات البر الكبرى بتقديم قرض حسن لإحدى الشركات المساهمة بقيمة 8 ملايين ريال هو عمل يستحق أن يكون في طليعة الأعمال المرشحة لنيل جائزة الفساد لهذا العام، خصوصا أن رئيس مجلس إدارة الجمعية هو ذاته رئيس مجلس إدارة الشركة المساهمة أي أن الرجل قام بالتوقيع بالنيابة عن الجهة المانحة، كما قام بالتوقيع عن الجهة المقترضة ليثبت للجميع أننا نعيش في زمن ( السبهللة)!.
يستحق هذا العمل جائزة الفساد لعدة أسباب وأولها الجرأة الواضحة في هذه العملية، حيث لم يتردد صاحبنا في إقراض الشركة التي يترأسها من الأموال التي يستحقها الفقراء والمساكين ولأن العملية (خيرية) فإن القرض جاء (حسنا) ودون فوائد فقد تخلص الرجل من حالة الحرج التي يمكن أن تصاحب هذا الإجراء بعد أن وجد أن شركته المساهمة التي لم تسدد ديونها لبعض الجهات الحكومية والبنوك المحلية أكثر استحقاقا من الفقراء والمحتاجين الذين لايحتاجون أكثر من كيس أرز وكرتون حليب يمكن أن يحصلوا عليه من أي جمعية خيرية أخرى، فلا أحد يموت من الجوع!.
كما أن هذا القرض التاريخي يمثل دعما كبيرا للتراث الشعبي فهو يتناغم مع العديد من الأمثال الشعبية الشهيرة التي يمكن أن تندثر مع تغيرات العصر مثل: (الجيب واحد)، (ما يحك جلدك مثل ظفرك)، (جلد مهو جلدك جره على الشوك)، (حلال عمك لا يهمك)، وهكذا حتى نصل إلى المثل الذي يقول: (اللي ما فيه خير لنفسه مافيه خير للناس)!.
الشيء الوحيد الذي يضعف فرص هذه العملية الخلاقة في الحصول على جائزة الفساد لهذا العام هو أن صاحبنا قدم الملايين الثمانية لشركته على هيئة قرض حسن ولم يقدمها على هيئة (صدقة) أو (حسنة)، فإذا كانت المسألة في مجملها عمل (خيري) فما الداعي لكل هذا العناء؟!. (والله ماكانت تستاهل)!!.
أنقل لكم هذا الخبر الذي طالعتنا به جريدة عكاظ في التاريخ أعلاه سبحان الله بلغت الجرأة بهولاء القوم على الإقدام على سرقت أموال اليتامى والمساكين لمصلحة سعادة المدير المحترم نقول لماذا تحصل الزلازل والكوارث ولماذا نستسقي فلا يستجاب لنا التقوا الله أيه القوم وأعلموا أنكم ميتون وعما تعملون مسئولون
تعليق