خذوا حضارتكم ...!
أي نعم هناك فوائد من هذه الحضارة وهناك ارتياح لأستخدام تقنيتها .ولكن ... !
عرفنا الساعة والدقيقة والثانية ، بل وحتى أجزاءها . فماذا استفدنا ؟
ألم نكن نعرف التوقيت قبل ساعات الكاسيو الرقمية وأخواتها؟! بلى . كنا نراقب الشمس والظل ، ونعرف متى نسرح ومتى نروح . ولم نستفد من هذه التوقيتات الدقيقة إلا ارتفاع الضغط وتوتر الأعصاب في كل انتظار وترقب !
عرفنا السيارة وركبناها فارتحنا وأختصرت علينا المسافات وأوصلتنا إلى أيّ مكان نريد . ولكنها تسببت أيضا في قتنلنا وتشويهنا وإعاقتنا . وأصبحنا نركبها خائفين ، بعدما كنا مطمئنين على ظهور الخيل والجمال والبغال والحمير التي لم يأتينا منها أي أضرار !
عرفنا الطيارات وركبناها ففرحنا وطربنا وأوصلتنا إلى أماكن لم نكن لنبلغها ، ولكنها حملت في بطونها ماكان سببا في القتل والتدمير والرعب والخوف والضرر الذي لا حدود له !
جاء الطب والأطباء فشخصوا الداء ووصفوا الدواء ، فماذا استفدنا؟ هل قضوا على الأمراض وقللوا من الأموات ؟ بالتأكيد لا . بل عرفنا أمراضا لم نكن نعرفها وأصبح الموت يأتينا على حين غفلة وبأعداد كثيرة جدا !
جاءت وسائل الأعلام ففرحنا بها ووارتحنا لها . زودتنا بالأخبار ونقلتها إلينا بالصوت والصورة في وقت حدوثها . فماذا استفدنا ؟ كان الخبر المفجع لا يأتينا إلا بعد مضي وقت يسمح بالأستعداد لتلقيه دون إنزعاج وبلا صدمات . فأصبحنا نترقب المفاجأة ونتحسس الأخبار غير السارة في كل لحظة تمر بأعصاب متوترة وقلوب خائفة وأحاسيس متبلدة في بعض الأحيان !
جاءتنا وسائل الأتصال ففرحنا بها أيضاً ، فاستخدمناها استخداما سيئا ، فساهمت في نشر الرذيلة وتسببت في القطيعة وفي كثرة القيل والقال وإضاعة المال !
جآءت وسائل التكييف والتدفئة ، وتقنية العوازل في بناء المنازل ، فساهمت في نعومتنا وتدليلنا للدرجة التي لم نعد معها قادرين على التكيّف مع الظروف المستجدة . وفقدنا خشونتنا التي كانت سمة من سمات الرجولة !
قالوا إنّ هذه الحضارة ساهمت في إطالة متوسط عمر الإنسان فأصبح بين الستين والسبعين بعدما كان أربعين ، وقد كذبوا في ذلك ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا عن متوسط أعمارنا قبل تقنياتهم وحضاراتهم التي لم أرَ منها شخصيا إلا الخسارة والتعب !
خذوا حضارتكم وأعيدوا إلي حياتي وبساطتي .
:::: ::::
تعليق