أحبتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع في غاية الأهميه يغفل عنه الاكثير
الأب له دور فعّال و كبير في المحافظة على الكيان الأسري، فهو من يمتلك الحزم والقوة وقيادة الأسرة، وهو المكمل لدور الأم الذي يمتاز بالعاطفة والحنان ، فهي تلعب دورا كبيرا في تخفيف حدة التوتر بين الأب والأبناء بسبب ارتباطها النفسي بهم ،وهي تؤدى دورا معادلا نفسيا لدور الأب المعروف عنه أنه يتمتع بمكانة نفسية تتصف بالسيطرة والسلطة والضبط داخل الأسرة ،فبوظيفتهما ينشأ الأولاد نشأة متوازنة متسقة من حيث العاطفة الجياشة ومن حيث الحسم والصرامة.
لكن قد يحدث اختلال في هذا التوازن التربوي وذلك بغياب الأب عن الأسرة، لا الغياب الجسدي فحسب، بل الغياب الروحي، حيث يُحرم الأولاد من الشعور بوجود الأب معهم، ليواسيهم ويخفف عنهم المشاكل و الصراعات التي تواجههم في حياتهم .
ويتنوع حضور الأب في الأسرة بتنوع طريقته ،فبعضهم يكون وجوده في الأسرة للصرف فقط لا للتربية، فيتعامل مع أبنائه و كأنه آلة صرافة يسحب منها الأبناء متى شاءوا، هذا النموذج من الآباء يتفاخر أمام أقرانه بعدد الأموال التي يغدقها على أبنائه، و بموديل السيارة التي اشتراها لهم، وكم يفوق مصروفه الشهري مصروف الآخرين، في المقابل ينسى أنه حول علاقته مع أبنائه إلى علاقة مادية بحتة فقط! لا يسألون عنه إلا إذا دقّ جرس الحاجة المادية، وفي نهاية حياة هذا الأب سيكتشف أنه لم يكن مصدر سعادة لا إلى نفسه ولا إلى أولاده، بل مصدر تعاسة وشقاء، لأنه لن يجدهم في حال نضوب المال، أو في حال العجز والكبر.
أما الأب الحاضر الغائب الآخر فهو الأب الذي اتبع نزواته وشهواته، فينتقل من بلد إلى آخر بحثا عن ملذاته سواء في العلاقات المشبوهة مع النساء ، أو في تبذير الأموال والممتلكات في تناول المخدرات، هذه النوعية من الآباء تكثر في المجتمع وتكثر شكاوى النساء منها، ويتأثر الأبناء سلوكيا بسببها، هؤلاء الأولاد لا ينتابهم من آبائهم إلا حينما يشير المجتمع إليهم بالبنان، ويضيفهم إلى وصمة العار والفساد التي أفسدت نفسيتهم وهدمت مستقبلهم، فيقال عنهم إنهم أبناء ـ مدمن المخدرات فلان أو ابن كذا..ـ
أما الأب الآخر فهو من تكون الشدة والقسوة وسيلة الاتصال بينه وبين أبنائه، فيملأ المنزل الترويع والتهديد والتخوف والوعيد فجو المنزل يتحول في فترات وجوده إلى جو متوتر وعصبي، فقد يحصل هذا الأب على الاحترام والتقدير بالطريقة التي يريدها من أبنائه، لكن ليس الاحترام الحقيقي بل الخوف من عصاته وسطوة لسانه، هذا المنزل تنعدم فيه المودة والرحمة والحب والحنان التي أرادها الله له، وقد يسلك الأبناء الطريق الخاطئ بالعلاقات المشبوهة بطرق مختلفة من أجل البحث عن الحب والحنان المفقود من المنزل.
أما الأب الحاضر الغائب فهو الذي يعمل نهارا ويسهر في الديوانيات ليلا، أو يكون متغربا في عمله فترة غير قصيرة بدون تعويض الأبناء جراء هذا البعد،حيث يتحول هذا الأب إلى ضيف خفيف الظل لساعات قليلة على المنزل! هؤلاء الأبناء لا يجدون إلا أمهم تقاسمهم مرارة البعد والتي قد تفقد السيطرة عليهم بالذات في مرحلة المراهقة الذين هم بحاجة إلى متابعة مستمرة من قبل الأب.
فمهما كانت الظروف و مشاغل الحياة فإن الأسرة تبقى هي مسئولية الأب الأولى التي يجب الحفاظ عليها من التفكك والانهيار،وإلا فسيكون هؤلاء الآباء الحاضرون الغائبون بمثابة الأموات في الحياة، لأن وطأة الموت أهون وأخف من وجودهم في الحياة وبلا فائدة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع في غاية الأهميه يغفل عنه الاكثير
الأب له دور فعّال و كبير في المحافظة على الكيان الأسري، فهو من يمتلك الحزم والقوة وقيادة الأسرة، وهو المكمل لدور الأم الذي يمتاز بالعاطفة والحنان ، فهي تلعب دورا كبيرا في تخفيف حدة التوتر بين الأب والأبناء بسبب ارتباطها النفسي بهم ،وهي تؤدى دورا معادلا نفسيا لدور الأب المعروف عنه أنه يتمتع بمكانة نفسية تتصف بالسيطرة والسلطة والضبط داخل الأسرة ،فبوظيفتهما ينشأ الأولاد نشأة متوازنة متسقة من حيث العاطفة الجياشة ومن حيث الحسم والصرامة.
لكن قد يحدث اختلال في هذا التوازن التربوي وذلك بغياب الأب عن الأسرة، لا الغياب الجسدي فحسب، بل الغياب الروحي، حيث يُحرم الأولاد من الشعور بوجود الأب معهم، ليواسيهم ويخفف عنهم المشاكل و الصراعات التي تواجههم في حياتهم .
ويتنوع حضور الأب في الأسرة بتنوع طريقته ،فبعضهم يكون وجوده في الأسرة للصرف فقط لا للتربية، فيتعامل مع أبنائه و كأنه آلة صرافة يسحب منها الأبناء متى شاءوا، هذا النموذج من الآباء يتفاخر أمام أقرانه بعدد الأموال التي يغدقها على أبنائه، و بموديل السيارة التي اشتراها لهم، وكم يفوق مصروفه الشهري مصروف الآخرين، في المقابل ينسى أنه حول علاقته مع أبنائه إلى علاقة مادية بحتة فقط! لا يسألون عنه إلا إذا دقّ جرس الحاجة المادية، وفي نهاية حياة هذا الأب سيكتشف أنه لم يكن مصدر سعادة لا إلى نفسه ولا إلى أولاده، بل مصدر تعاسة وشقاء، لأنه لن يجدهم في حال نضوب المال، أو في حال العجز والكبر.
أما الأب الحاضر الغائب الآخر فهو الأب الذي اتبع نزواته وشهواته، فينتقل من بلد إلى آخر بحثا عن ملذاته سواء في العلاقات المشبوهة مع النساء ، أو في تبذير الأموال والممتلكات في تناول المخدرات، هذه النوعية من الآباء تكثر في المجتمع وتكثر شكاوى النساء منها، ويتأثر الأبناء سلوكيا بسببها، هؤلاء الأولاد لا ينتابهم من آبائهم إلا حينما يشير المجتمع إليهم بالبنان، ويضيفهم إلى وصمة العار والفساد التي أفسدت نفسيتهم وهدمت مستقبلهم، فيقال عنهم إنهم أبناء ـ مدمن المخدرات فلان أو ابن كذا..ـ
أما الأب الآخر فهو من تكون الشدة والقسوة وسيلة الاتصال بينه وبين أبنائه، فيملأ المنزل الترويع والتهديد والتخوف والوعيد فجو المنزل يتحول في فترات وجوده إلى جو متوتر وعصبي، فقد يحصل هذا الأب على الاحترام والتقدير بالطريقة التي يريدها من أبنائه، لكن ليس الاحترام الحقيقي بل الخوف من عصاته وسطوة لسانه، هذا المنزل تنعدم فيه المودة والرحمة والحب والحنان التي أرادها الله له، وقد يسلك الأبناء الطريق الخاطئ بالعلاقات المشبوهة بطرق مختلفة من أجل البحث عن الحب والحنان المفقود من المنزل.
أما الأب الحاضر الغائب فهو الذي يعمل نهارا ويسهر في الديوانيات ليلا، أو يكون متغربا في عمله فترة غير قصيرة بدون تعويض الأبناء جراء هذا البعد،حيث يتحول هذا الأب إلى ضيف خفيف الظل لساعات قليلة على المنزل! هؤلاء الأبناء لا يجدون إلا أمهم تقاسمهم مرارة البعد والتي قد تفقد السيطرة عليهم بالذات في مرحلة المراهقة الذين هم بحاجة إلى متابعة مستمرة من قبل الأب.
فمهما كانت الظروف و مشاغل الحياة فإن الأسرة تبقى هي مسئولية الأب الأولى التي يجب الحفاظ عليها من التفكك والانهيار،وإلا فسيكون هؤلاء الآباء الحاضرون الغائبون بمثابة الأموات في الحياة، لأن وطأة الموت أهون وأخف من وجودهم في الحياة وبلا فائدة!
صحيفة اليوم
تعليق