حقوق السنة في إيران
كانت إيران دولة سنية حتى القرن العاشر الهجري. حين وصل الشاه
إسماعيل الصفوي إلى الحكم سنة 907 هـ و أجبر أهل السنة على التشيع
وخيرهم بينه وبين الموت وكان شديد الحماس في ذلك سفاكاً لا يتردد أن يأمر
بذبح كل من يخالف أمره أو لا يجاريه. قيل إن عدد قتلاه ناف على مليون سني
(موسوعة ويكيبييدا).
وظلت سياسة التنكيل بالسنة في مختلف العهود الفارسية بما فيها الثورة الإسلامية.
ومع أن هناك حوالي نصف مليون نسمة من سكان طهران الأصليين من السنة
لكن ليس لهم مسجد واحد يصلون فيه ولا مركز يجتمعون فيه بينما توجد كنائس
للنصارى وبيع لليهود وبيوت النار للمجوس وغيرهم. والمواطن المسلم
السني محروم من تولي المناصب العالية في الدولة مهما بلغ هذا المواطن
من العلم ومهما نال من تأييد جماهيري حيث إن الدستور الذي وضع على أساس
عنصري وطائفي يشترط في الفقرة الخامسة من المادة الخامسة عشرة بعد المئة
أن الاعتقاد بمذهب التشيع شرط أساس لتولي المناصب. ويشهد إقليم خوزستان
العربي (عربستان) ومدينة الأهواز، الغني بالنفط جنوب غرب البلاد والذي تقطنه
أغلبية عربية سنية عملية تفريس مكثفة حيث ينقل السنة والعرب عموما من
مناطقهم ويتم توطين عائلات من عرق فارسي. وتشهد مناطق السنة سواء
غرب البلاد أو شرقها (بلوشستان) عملية تهميش متعمدة في التنمية ويتم إقصاء
أبناء هذه المناطق عن الوظائف(علي عبدالعال – السنة في إيران).
والنظرة العنصرية لا تخص السنة فقط بل هي موجهة للعرب جميعا. حيث تطلق
النكات الساخرة على العربي ويلزم عمال النظافة (ومعظمهم إيرانيون عرب)
بلبس الغترة العربية تحقيرا لهم وتمييزا عن بقية الإيرانيين. وفي عام 2002
كنت في زيارة لإيران واستعنت بلاجئ عراقي ليكون سائقا ومترجما، فشكا لي من
سوء تعامل الإيرانيين وازدرائهم للعرب وأبدى ندمه على الإقامة في طهران. وقال:
إن إيران لا تكرم إلا القيادات السياسية التي تحقق أهدافها. ورغم عمليات التصفية
لعلماء وقيادات عربية وسنية في إيران واعتقال ومطاردة ناشطين اجتماعيين
والتضييق على الثقافة العربية فإن المنظمات الحقوقية الدولية ساكتة فيما يشبه
التواطؤ مع نظام الملالي. ولم نسمع إلا احتجاجات بسيطة على ما واجهت المحامية
الفارسية شيرين عبادي . وآخر إدانة لما يتعرض له العرب والسنة في إيران
كانت منذ 4 سنوات عندما أدانت منظمة (هيومان رايتس واتش) في تقريرها العالمي
لعام 2005م ما يتعرض له السنة في إيران وجاء بالتقرير ما نصه: "ما برح أبناء
الأقليات العرقية والدينية في إيران عرضة للتمييز بل وللاضطهاد". ورغم أن البيت
الإيراني يبدو زجاجيا وهشا فإن نظام طهران لا يبرح التدخل في شؤون جيرانه
ويعمل للتسلل إلى مؤسسات الثقافة والإعلام وتحريض الأقليات ونشر المفاهيم
الطائفية وإنشاء الأحزاب الدينية المذهبية وغرس مخالبه في السياسات الداخلية
بل وتمادى إلى دعم التطرف السني، لكي يربك الاستقرار الداخلي والسلام الاجتماعي .
الكاتب
سليمان العقيلي
الاثنين 28 صفر 1430هـ الموافق 23 فبراير 2009م الوطن العدد (3069) السنة التاسعة
تعليق