جميل هوأبو عمرو جميل بن عبد الله بن معمّر أحد عشّاق العرب المشهورين. أحب ابنة عمه،وعُرف بها فدعي ‘جميل بثينة‘ وقد اشتهر بشدة حبه لبثينة
وهو الذي يقول في عفة بثينة
لا والذي تسجد الجَبــاه له مالي بما دون ثوبهاخبرُولا بفيها ، ولا هممتُ بهــــا ما كان إلا الحديثُ والنظر
بدأت قصة العاشقين عندما التقى جميل ببثينة في أحد الأعياد وكان جميل بدويا يعيش في وادي القرى؛ فعشقها مذ كان غلاما، فلما كبر خطبها، فرد عنها-لأنه شبب بها في شعره !
ثم شاءت الظروف أن تقترن بثينة برجل سواه، فلم يزدد بها إلا ولعا وحبا، ولم يفلح أهله في إقناعه بوجوب الكف عن هوى بثينة
إهدار دمه
لقد كان على جميل أن يبتعد عن بثينة، وألا يحاول الاقتراب من ديار بني عمه بعد أن أصبحت لغيره
ولما أقرح الحب قلبه طلب إليها أن ترحمه قائل ارحميني، فقد بُليتُ ، فحسبي بعض ذا الداءِ ، يابثينةُ حسبي لامني فيكِ – يا بثينةُ – صحبي لا تلوموا ، فقد أقرح الحب قلبي إن قصة جميل تمثل الشخصية النبيلة التي بلغت الغاية في الشعر والعشق،وسارت أخبارها في الرجولة والشهامة
لم تنقطع محاولات جميل، فقد أعماه الحب ولم يكن يطيق فراقها ؛فكان يحاول أن يلقاها بمنزلها بوادي القرى، وجمع له قومها جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى وقال
ولو أن ألفا دون بثنية كلهــــُـم غيارى ، وكلٌ حاربٌ مزمعٌ قتلي لحاولتُها إما نهارا مجاهـــرا وإما سُرىليلٍ ولو قُطعت رِجلي
ووسط رجاء بثينة اضطر جميل أن يرحل إلى مصر وفي مصر لقت روحه بارئها'ويأتيها الخبر فتقول
وإن سلوى عن جميلٍ لساعةٌ من الدهرِ لا حانت ولا حان حينهــا سواءٌ علينا يا جميلُ بن معمرٍ إذا متّ -بأساء ُ الحياةِ ولينُهــا هذا وأخبار جميل وبثينة تملأ كتب الأدب-وحكايتهم على كل لسان وشعره في بثينة من أروع ما قالته العرب: حيث يروى أن بثينة]دخلت على عبد الملك بن مروان فقال لها: والله يا بثينة ما أرى فيكِ شيئا مما كان يقول جمل'
قالت : يا أمير المؤمنين ؛ إنه كان يرنو إلىّ بعينين ليستا في رأسك وأنشدت تقول من شعر حبيبها..
ألا ليت شِعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى؟ إني إذاً لسعيدُ وهل ألقين فرداً بثينة مــــــرة تجودُ لنا من ودها، ونجــودُ علِقتُ الهوى منها وليداً،فلم يزل إلى اليوم ينمي حُبها ويزيــد وأفنيت عمري بانتظارِ وعدها وأبليتُ فيها الدهرَ وهو جديدُ فلا أنا مردودٌ بِما جئت طالبا ولا حبها فيما يبيــــدُ يبيــــدُ وقد ورد في الأثر أن آخر ما قاله جميل من الشعر-كان
يهواك ما عشت ُ-الفؤادُ وإن أمُت يتبع صدايَ صداكِ بين الأقبرِ
__
مرت في ذهني اليوم : إحدى قصائدة التي أُحب..
فأثرتُ أن أترك لها شرف الشروق هُنا سريعاً قبل مغيبها
في ذهني ..
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
بأُمّ حسين، بعد عهدكَ، من عَهدِ؟
سلي الركبَ: هل عجنا لمغناكِ مرً
صدورُ المطايا، وهيَ موقرة ُ تخدي
وهل فاضتِ العينُ الشَّروقُ بمائِها
، من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي
وإني لأستَجري لكِ الطيرَ جاهداً
، لتجري بيمنٍ من لقائكِ أوْ سعدِ
وإني لأستبكي، إذا الرّكبُ غرّدوا
بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركبُ إذ يحدي
فهل تجزيني أمُّ عمروٍ بودها
فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي
وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ حهدهِ
وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ
إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً، إن نأتْ
جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ
أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ
سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي
تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا
، ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً،
وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد
ولكنّه باقٍ على كلّ حالة ٍ،
وزائِرُنا في ظُلمة ِ القبرِ واللحد
وما وجدتْ وجدي به أمٌ واحدٍ
ولا وجدَ النهديّ وجدي على هندِ
ولا وجدَ العذريّ عروة ُ، إذ قضى
كوجدي، ولا من كان قبلي ولا بعدي
على أنّ منْ قد ماتَ صادفَ راحة
ً، وما لفؤادي من رَواحِ ولا رُشد
يكاد فَضِيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدَها
، إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقة ِ الجلدِ
وإني لمشتاقٌ إلى ريح جيبها
، كما اشتاقُ إدريسُ إلى جنة ِ الخلدِ
لقد لامني فيها أخٌ ذو قرابة ٍ،
حبيبٌ إليه، في مَلامتِه، رُشدي
وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ
ببَثنة َ، فيها قد تُعِيدُ وقد تُبدي؟
فقلتُ له: فيها قضى الله ما ترى
عليّ، وهَلْ فيما قضى الله من ردّ؟
فإن كان رُشداً حبُّها أو غَواية ً
، فقد جئتهُ ما كانَ منيّ على مدِ
لقد لَجّ ميثَاقٌ من الله بيننا، وليس، لمن لم يوفِ الله، من عَهْد
فلا وأبيها الخير، ما خنتُ عهدها
ولا ليَ عِلْمٌ بالذي فعلتْ بعدي
وما زادها الواشونَ إلاّ كرامة ً
عليّ، وما زالتْ مودّتُها عندي
أفي الناس أمثالي أحبَّ، فحالُهم
كحالي، أم أحببتُ من بينهم وحدي
وهل هكذا يلقَى المُحبّونَ مثلَ ما
لقيتُ بها، أم لم يجدَ أحدٌ وجدي
يغور، إذا غارت، فؤادي، وإن تكن
بنجدٍ، يَهِمْ منّي الفؤادُ إلى نجد
أتيتُ بنيّ سعدٍ صحيحاً مسلماً
وكانَ سقَامَ القلب حُبُّ بني سعد
وهو الذي يقول في عفة بثينة
لا والذي تسجد الجَبــاه له مالي بما دون ثوبهاخبرُولا بفيها ، ولا هممتُ بهــــا ما كان إلا الحديثُ والنظر
بدأت قصة العاشقين عندما التقى جميل ببثينة في أحد الأعياد وكان جميل بدويا يعيش في وادي القرى؛ فعشقها مذ كان غلاما، فلما كبر خطبها، فرد عنها-لأنه شبب بها في شعره !
ثم شاءت الظروف أن تقترن بثينة برجل سواه، فلم يزدد بها إلا ولعا وحبا، ولم يفلح أهله في إقناعه بوجوب الكف عن هوى بثينة
إهدار دمه
لقد كان على جميل أن يبتعد عن بثينة، وألا يحاول الاقتراب من ديار بني عمه بعد أن أصبحت لغيره
ولما أقرح الحب قلبه طلب إليها أن ترحمه قائل ارحميني، فقد بُليتُ ، فحسبي بعض ذا الداءِ ، يابثينةُ حسبي لامني فيكِ – يا بثينةُ – صحبي لا تلوموا ، فقد أقرح الحب قلبي إن قصة جميل تمثل الشخصية النبيلة التي بلغت الغاية في الشعر والعشق،وسارت أخبارها في الرجولة والشهامة
لم تنقطع محاولات جميل، فقد أعماه الحب ولم يكن يطيق فراقها ؛فكان يحاول أن يلقاها بمنزلها بوادي القرى، وجمع له قومها جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى وقال
ولو أن ألفا دون بثنية كلهــــُـم غيارى ، وكلٌ حاربٌ مزمعٌ قتلي لحاولتُها إما نهارا مجاهـــرا وإما سُرىليلٍ ولو قُطعت رِجلي
ووسط رجاء بثينة اضطر جميل أن يرحل إلى مصر وفي مصر لقت روحه بارئها'ويأتيها الخبر فتقول
وإن سلوى عن جميلٍ لساعةٌ من الدهرِ لا حانت ولا حان حينهــا سواءٌ علينا يا جميلُ بن معمرٍ إذا متّ -بأساء ُ الحياةِ ولينُهــا هذا وأخبار جميل وبثينة تملأ كتب الأدب-وحكايتهم على كل لسان وشعره في بثينة من أروع ما قالته العرب: حيث يروى أن بثينة]دخلت على عبد الملك بن مروان فقال لها: والله يا بثينة ما أرى فيكِ شيئا مما كان يقول جمل'
قالت : يا أمير المؤمنين ؛ إنه كان يرنو إلىّ بعينين ليستا في رأسك وأنشدت تقول من شعر حبيبها..
ألا ليت شِعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى؟ إني إذاً لسعيدُ وهل ألقين فرداً بثينة مــــــرة تجودُ لنا من ودها، ونجــودُ علِقتُ الهوى منها وليداً،فلم يزل إلى اليوم ينمي حُبها ويزيــد وأفنيت عمري بانتظارِ وعدها وأبليتُ فيها الدهرَ وهو جديدُ فلا أنا مردودٌ بِما جئت طالبا ولا حبها فيما يبيــــدُ يبيــــدُ وقد ورد في الأثر أن آخر ما قاله جميل من الشعر-كان
يهواك ما عشت ُ-الفؤادُ وإن أمُت يتبع صدايَ صداكِ بين الأقبرِ
__
مرت في ذهني اليوم : إحدى قصائدة التي أُحب..
فأثرتُ أن أترك لها شرف الشروق هُنا سريعاً قبل مغيبها
في ذهني ..
ألم تسالِ الدارَ القديمة َ: هلَ لها
بأُمّ حسين، بعد عهدكَ، من عَهدِ؟
سلي الركبَ: هل عجنا لمغناكِ مرً
صدورُ المطايا، وهيَ موقرة ُ تخدي
وهل فاضتِ العينُ الشَّروقُ بمائِها
، من أجلكِ، حتى اخضل من دمعها بردي
وإني لأستَجري لكِ الطيرَ جاهداً
، لتجري بيمنٍ من لقائكِ أوْ سعدِ
وإني لأستبكي، إذا الرّكبُ غرّدوا
بذكراكِ، أن يحيا بكِ الركبُ إذ يحدي
فهل تجزيني أمُّ عمروٍ بودها
فإنّ الذي أخفي بها فوقَ ما أبدي
وكلّ محبٍ لم يزدْ فوقَ حهدهِ
وقد زدتها في الحبّ منيّ على الجهدِ
إذا ما دنتْ زدتُ اشتياقاً، إن نأتْ
جزعتُ لنأيِ الدارِ منها وللبعدِ
أبى القلبُ إلاّ حبَّ بثنة ِ لم يردْ
سواها وحبُّ القلبِ بثنة َ لا يجدي
تعلّقَ روحي روحَها قبل خَلقِنا
، ومن بعد ما كنا نطافاً وفي المهدِ
فزاد كما زدنا، فأصبحَ نامياً،
وليسَ إذا متنا بِمُنتقَضِ العهد
ولكنّه باقٍ على كلّ حالة ٍ،
وزائِرُنا في ظُلمة ِ القبرِ واللحد
وما وجدتْ وجدي به أمٌ واحدٍ
ولا وجدَ النهديّ وجدي على هندِ
ولا وجدَ العذريّ عروة ُ، إذ قضى
كوجدي، ولا من كان قبلي ولا بعدي
على أنّ منْ قد ماتَ صادفَ راحة
ً، وما لفؤادي من رَواحِ ولا رُشد
يكاد فَضِيضُ الماءِ يَخدِشُ جلدَها
، إذا اغتسلتْ بالماءِ، من رقة ِ الجلدِ
وإني لمشتاقٌ إلى ريح جيبها
، كما اشتاقُ إدريسُ إلى جنة ِ الخلدِ
لقد لامني فيها أخٌ ذو قرابة ٍ،
حبيبٌ إليه، في مَلامتِه، رُشدي
وقال: أفقْ، حتى متى ّ أنتَ هائمٌ
ببَثنة َ، فيها قد تُعِيدُ وقد تُبدي؟
فقلتُ له: فيها قضى الله ما ترى
عليّ، وهَلْ فيما قضى الله من ردّ؟
فإن كان رُشداً حبُّها أو غَواية ً
، فقد جئتهُ ما كانَ منيّ على مدِ
لقد لَجّ ميثَاقٌ من الله بيننا، وليس، لمن لم يوفِ الله، من عَهْد
فلا وأبيها الخير، ما خنتُ عهدها
ولا ليَ عِلْمٌ بالذي فعلتْ بعدي
وما زادها الواشونَ إلاّ كرامة ً
عليّ، وما زالتْ مودّتُها عندي
أفي الناس أمثالي أحبَّ، فحالُهم
كحالي، أم أحببتُ من بينهم وحدي
وهل هكذا يلقَى المُحبّونَ مثلَ ما
لقيتُ بها، أم لم يجدَ أحدٌ وجدي
يغور، إذا غارت، فؤادي، وإن تكن
بنجدٍ، يَهِمْ منّي الفؤادُ إلى نجد
أتيتُ بنيّ سعدٍ صحيحاً مسلماً
وكانَ سقَامَ القلب حُبُّ بني سعد
تعليق