في قصة تتعدى الخيال :
أسرة تبحث عن ابنها المخطوف في الحرم منذ 23 عاما
أسرة تبحث عن ابنها المخطوف في الحرم منذ 23 عاما
احمد العدواني – الدمام
عبدالعزيز يروى قصة أخيه
رحلة بحث لم يتخللها اليأس لطفل مختطف مازالت فصولها مستمرة لاكثر من 23 عاما تحمل في ثناياها نوعا من الخيال بدأت من بيت الله الحرام بمكة المكرمة ومازالت نازفة في قلوب أصحابها حتى الآن. الحكاية بدأت مع قدوم عائلة لاداء العمرة في عام 1407 هـ من جدة حيث مقر عمل الوالد وعند دخولهم الحرم رفع الاذان لاعلان دخول صلاة المغرب وكان مرافقا للطفل المخطوف والده ووالدته وجدته واخته الصغيرة واخوه. تفاصيل اكثر يرويها «لليوم» عبدالعزيز الزهراني الأخ الأكبر للطفل المخطوف «محمد» ليخرج ما يكنه صدره من حزن وألم ولعل لقاءه هذا مفتاح فرج للقاء اخيه .
سيدة منتقبة :
يعمل عبدالعزيز الزهراني في المنطقة الشرقية ويجدد فيها دعوة الجهات المختصة والمجتمع في تقصي الحقيقة حول اختطاف أخيه الصغير حيث تجاوزت سنوات الغياب 23عاما يتقطع فيها قلبه وكل جميع أفراد الاسرة كل ثانية ودقيقة عندما تلوح صورة الاخ في خيالهم ويتذرع بالدعاء ان يفتح الله الأبواب في معرفة مكان أخيه الاصغر .
وبدأ الحكاية قائلا : قدمنا للعمرة مع عائلتي وكنت حينها صغير السن في عام 1407 هـ ( 7 سنوات ) وعندما نودي لصلاة المغرب انقسمنا فذهبت مع والدي إلى قسم الرجال وتركت والدتي وجدتي واختي الصغيرة واخي محمد في قسم النساء ولما انتهت الصلاة وجدت عائلتي تبكي بحرقة وعند سؤالهم تبين انهم تركوا محمد مع اختي الصغيرة التي تصغرني بـ 4 سنوات وكانوا قد توجهوا للصلاة.
وعندما سألوها قالت : بانها كانت تحمل محمد في حضنها وجاءتها سيدة «منتقبة» وطلبت مني ان اجلب لها الماء وقمت وانا احمل محمد فطلبت ان تساعدني في حمل محمد حتى اعود بكأس الماء لها وعندما عدت لم اجدها ولم اجد اخي الصغير .
بحث بلا جدوى :
واضاف عبدالعزيز : بدأت رحلة البحث عن محمد استمرت حتى ساعات فجر اليوم الثاني ولم نستطع الخروج من المسجد ولم نصدق ما حدث لنا حيث اصبنا بشلل في التفكير ولم نتوقع ان يختطف اخي في اطهر بقاع الارض واكثرها امانا واصبحنا نهيم في المسجد ونسأل كل من حولنا وقمنا بابلاغ شرطة الحرم ولكن بلا تفاعل وقمنا بالاتصال على من نعرف في مكة المكرمة حتى يأتي ليساعدنا ولكن بلا جدوى وحين انهكنا التعب والسهر قررنا الخروج الى منزل احد اقاربنا.
وأكد الزهراني ان رحلة البحث لن تنتهي وسيظل يبحث عن اخيه حتى يصل الى دليل بوجوده أو وفاته وان الأسرة بأكملها مازال الأمل يحدوها لمقابلة ابنهم المخطوف.
مشيرا الى انه يتلقى اتصالات من أشخاص لا يعرفهم يدّعون فيها معرفة معلومات عن أخيه فيضطر للخروج من عمله متجها لمدينة اخرى يتقصى الحقيقة إلا انه يكتشف اكاذيب اصحاب تلك المكالمات مؤكدا أن والده عرض مكافأة 100 الف ريال لمن يدلي بمعلومات حقيقية عن أخيه وحتى الان لم يجد جديد إلا أنهم لن يكفوا عن البحث.
صحيفة اليوم السبت 1430-02-19هـ الموافق 2009-02-14م
تعليق