Unconfigured Ad Widget

Collapse

الجنادرية والعشماوي

Collapse
X
 
  • الوقت
  • عرض
مسح الكل
new posts
  • عبدالله الزهراني
    إداري ومؤسس
    • Dec 2000
    • 1542

    الجنادرية والعشماوي

    الجنادرية والعشماوي
    كلُّ ما صاغَه خيالُ الظُّنونِ **يتهاوى أمَام فجرِ اليقينِ

    لغةُ الفجرِ ذاتُ معنىً صحيحٍ **ولسانٍ طَلْقٍ، ولفظٍ مبينِ

    يتهاوى أمامها كلُّ ليل **سرمدي من العذاب المُهينِ

    لغةٌ تمنح القلوبَ صفاءً **ونقاءً في عصرنا المفتونِ

    ها هنا الفجرُ، ما يزال يُريني **كيف ينجو من الخِضَمِّ سَفيني

    كيف أَلْقى بشائر الخيرِ، لمَّا **تتضاغى سِباغُ ذاتِ القرونِ

    كيف نمضي وإنْ أُقيمتْ سدودٌ **من أكاذيب حاقد وخؤون

    ها هنا الفجرُ مشرقاً فاطمئنِّي **يا قلوباً، ويا عيونُ استبيني

    ها هنا الفجر، فاقرأوه كتاباً **سُطِّرتْ فيه ذكرياتُ الحنينِ

    أيَّ فجر تعنيه؟، كان سؤالاً **جارحاً من مواجعي وشجوني

    من ربوع الإسراء للرُّعب فيها **قصصٌ سُطِّرتْ بحبر المَنُونِ

    من بناتٍ محصَّناتٍ يتامى **لا تقولوا: مَنْ هُنَّ لا تَجرحوني

    لا تقولوا: مَنْ هُنَّ، هُنَّ دموعٌ **ذرفتْها جفونُ عرضٍ مَصُونِ

    كان قبلَ الغاراتِ عرضاً مصوناً **وهو اليومَ، وصْمةٌ في الجبينِ

    أي فجرٍ تعنيه، كان سؤالاً **من عجوز يعيش عِيشَةَ هُونِ

    من ثكالى وَلَجْن بابَ المآسي **شاحباتٍ يبكينَ فقد البنينِ

    من صغارٍ في القدس ذاقوا وبالاً **ولهذا بِحُرْقةٍ سألوني:

    أيَّ فجر تعنيه، والليلُ أعمى **مزَّق القَصْفُ فيه ثوبَ السُّكونِ؟

    أيَّ فجرٍ تعنيه، هل هو فجرٌ **من ترانيم شعرك الموزونِ؟؟

    من عباراتك الجميلة، إنَّا **لنراها بديعةَ التَّلحينِ؟

    نحن يا شاعرَ التفاؤلِ نَحيا **مُنْذُ دهرٍ في ليلنا «الصهيوني»

    كيف تشدو بالفجر والناسُ تشكو **من ظلام مُعَتَّقٍ بالأنينِ؟!

    أي فجر رأيته؟ هل تناءَى **بك وعيٌ عن صرخة من سجينِ؟!

    عن دموع الأيتام في كل أرضٍ **والثكالى ومُسْقِطاتِ الجنينِ؟!

    عن قتيل في القدس من غير ذنبٍ **عمره في الشهور، قبل السنينِ؟!

    عن بيوت الأفغان صارتْ ركاماً **أكْسَبَتْهُ الدماءُ حمرةَ طينِ؟!

    عن ألوف المشردين الضحايا **يتمنون حَفْنَةً من طحينِ؟!

    لغة الفجر عذبة غير أنَّا **لم نُمَتَّعْ بلحنها منذ حين

    أيَّ فجر تعنيه، هل هو فجرٌ **لانتصارات ألْفِنا المليون؟!

    أيَّ فجر تعنيه؟، يا لسؤال **مرَّ كالسهم نحو قلبي الحزين؟!

    هزَّني ذلك السؤال، وكادتْ **حسرتي تحت وقعه تَجْتَويني

    غيرَ أني نفضتُ وَهْمَ انكساري **حين لاحت أنواره تدعوني

    إنه الفجر، كيف تنسون فجراً **ساطعَ النور، في الكتاب المبين؟!

    في هُدَى الأنبياء من عهد نوح **وختاماً بالصادق المأمون؟

    منذ أن عاش في حراء وحيداً **ثم نادى في أهله: دثروني

    ثم أحيا القلوب بعدَ مواتٍ **وحماها من وسوسات اللعين

    ها هنا الفجر، فاركضي يا قوافي **في ميادين لهفتي واتبعيني

    وابعثي لحنك الجميل نداءً **من صميم الفؤاد، لا تَخْذُليني:

    يا ابن أرض الهُدَى، أرى العصر يشكو **من دعاة التيئيس والتوهينِ

    وأرى السَّامريَّ يصنع عجلاً **وينادي برأيه المأْفون

    وأرى صَوْلةَ البُغاة علينا **روَّعتْنا في قُدسنا المحزون

    وأرى فتنةً تلاحق أخرى **وجنوناً للحرب بعد حنون

    وأرى القوة العظيمة صارتْ **آلةَ الموت في يد «التِّنينِ»

    وأرى الوهم مُمْسِكاً بالنواصي **مُستخفّاً بكل عقل رزينِ

    يا أبا متعب أرى الغربَ يرمي **بدعاوى ممهورة بالظنون

    هم أراقوا دَمَ العدالة لمَّا **واجهوا أمتي بحقد دفين

    أهدروا «دُرَّةَ» الصِّغار وصانوا **دَمَ سفاح قُدسنا «شارون»

    رسموا العنف لوحةً لوَّنوها **بدماء الضعيف والمسكين

    نسبوها زُوراً إلينا ولسنا **في يَسارٍ من أمرها أو يمين

    عجباً، غيَّروا الحقائق حتى **منحوا للهزيل وصف السمين

    ألبسونا الإرهاب ثوباً غريباً **ورمونا بكلِّ فعلٍ مَشينِ

    أيكونُ الإرهابَ في صَدِّ باغٍ **مستبد وظالم مُستهينِ؟؟

    أيكونُ الإرهاب في نصر حقٍ **واحتكام إلى تعاليم دينِ؟!

    إنها الحربُ أشعلوها، فماذا **يَصْنَع السيفُ في يدِ المستكين؟!

    يا أبا متعب أرى الأرض عَطْشى **تطلب الماء من شحيح ضنين

    تتلوَّى جوعاً على باب أفعى **ونريد الإنقاذ من حَيْزَبُونِ

    لو أصَخْنا سمعاً إليها رهيفاً **لسمعنا نداءها: أنقذوني

    أنقذوني من ظالم مستبد **لم تزلْ نارُ ظُلمه تُصْليني

    أنقذوني من الفساد، تمادى **وسرى في النفوس كالطاعون

    يا أبا متعب، هي الأرض تشكو **وتنادي يا قوم لا تتركوني

    عندنا نحن أمنُها وهُداها **ولدينا وسائل التأمينِ

    من حمى بيتنا الحرام انطلقنا **نُنقِذُ الناس من ظلام السجون

    أنتَ أعلنتَها بياناً صريحاً **ما به حاجةٌ إلى تَبْييِن:

    دينُنا الرُّوحُ لا نساومُ فيه **أو نُحابي به دُعاة الفُتون

    نحن أهل القرآن منه ابتدأنا **ومضينا بنوره في يقين

    وتلوناه للوجود، فأجرى **للقلوب الظماء أصفى مَعين

    وسكنَّا من آيهِ في حصونٍ **شامخات الذُّرى وحرزٍ مكينِ

    وفتحنا نوافذَ الكونِ حتى **صار سِفْراً لنا بديع الفنون

    ورفعنا الأَذانَ حياً فتاقتْ **كلُّ نفسٍ إلى جميل اللُّحون

    عندنا الكنزُ، كنزُ دين حنيفٍ **نحن أغنى بفضله المخزون

    عندنا حكمة الشيوخِ، وفينا **همَّةٌ للشباب ذاتُ شؤون

    إن خسرنا، والكنزُ فينا، فبُعداً **ثم بعداً لنا، ولا تعذلوني

    يا ابنَ أرض الهُدى، عُلانا هُدانا **وهدانا هدى النبيِّ الأمينِ

    أرضنا الواحة العظيمة تُدني **من يد المجتني ثمارَ الغصونِ

    أرضنا للعباد صدرٌ حنونٌ **يا رعى اللهُ كلَّ صدرٍ حنونِ

    نحن في هذه البلاد اتَّخذنا **منهجاً واضحاً منيعَ الحصونِ

    ومددنا أواصر الحق فينا **واتصلنا منها بحبل متينِ

    وسقينا بواسقَ النخل حباً **فسعدنا بطلعها الميمون

    ومحالٌ أن يصبح التمر جمراً **ويكون الأصيل مثل الهجين

    يا أخا الفهد، عصرنا لا يُبالي **بضعيف يحيا على التخمين

    لا يبالي بأمة تتساقى **بكؤوس من الخضوع المَشين

    عَصْرُنا عصرُ ذَرَّةٍ وفضاءٍ **واكتشاف المجمهول والمكنون

    فافتحوا الباب للشموخ، فإنا **قد وَرِثنا بالدين وَعْيَ القرون

    رَسَمَ الغربُ للحضارة وجهاً **دموياً مشوَّه التكوين

    ملأوا الأرض بالعلوم ولكن **أثخنوها بفسقهم والمجون

    ورَسَمْنا وجهَ الحضارة طَلْقاً **ومدَدْنا لها ظلال الغصون

    مُنْذُ فاضت بطحاء مكَّةَ بِشْرًا **وانتشى بالضياء «رِيْعُ الحُجون»

    إن ضَعُفْنا في عصرنا فلأنَّا **قد ركنَّا للغرب أقسى رُكونِ

    يا ابنَ أرضِ الهُدى سيرعى خُطانا **مَنْ رعى في محيطهِ «ذا النُّونِ»

    إنما الأمرُ في يدِ اللهِ يُمضي **ما طوى علمُه بكافٍ ونونِ

    دَعْوَةُ الكُفر تنتهي وستبقى **دعوةُ الحقِّ دعوةَ التمكينِ
  • الزاهر
    عضو مؤسس ومميز
    • May 2001
    • 1805

    #2
    قصيدة رائعة من شاعر اكثر من رائع
    شكرا اخي العزيز عبد الله
    وقد استمعت اليها

    <b>إنما الأمرُ في يدِ اللهِ يُمضي **ما طوى علمُه بكافٍ ونونِ
    دَعْوَةُ الكُفر تنتهي وستبقى **دعوةُ الحقِّ دعوةَ التمكينِ
    </b></span></p>

    تعليق

    Working...