هذا الجزء الأخير من سير الرحلة وهي إلى وادي لجب بمحافظة الريث شمال شرق جازان

كان وصولنا من فرسان إلى جيزان قبيل العصر والوقت يضيق علينا لم يبق من مدة الرحلة

إلا يوم واحد ومن أهداف الرحلة الوصول لوادي لجب الذي يقع شمال شرق جيزان حوالي

140كيلو.منها 80 كيلو خط زراعي مسفلت وبه عقبه ممهدة تنزل على الوادي قررنا السير

بعد العصر رغم أن الليل سيستقبلنا في طريق الوادي وعزمنا أن يكون المبيت قرب الوادي

ولم يكن أحد منا يعرف الخط ولا طبيعته قطعنا مسافة 60كيلو من الخط العام وقبل مدينة

بيش شمال جيزان توجهنا يمين عبر مفرق يؤدي إلى - الحقو- كان الوقت قبل الغروب

وأشعة الشمس زادت منظر الأرض المنبسطة التي تكسوها الخضرة والأعشاب جمالاً

وكانت مشبعة بمياه الأمطار الغزيرة التي سقطت قبل وصولنا مما زادالجمال جمالاً

ومن منطقة – الحقو - تزودنا بالوقود وسألنا عن طريق وادي لجب وطبيعته

فأخبرونا أن أما منا محافظة الريث بها خدمات مطاعم ومحطات وبعدها تصعدون

عقبة تنزلون منها إلى الوادي وصلنا الريث وقت صلاة العشاء ولم نجد فيهامكان

للمبيت فقررنا المبيت قرب الوادي فواصلنا السير وصعدنا العقبة ليلا ووجدنا أثار

انهيارات الصخور والأحجار من الأمطار الغزيرة على جانبي الطريق وجزء منها غير

مسفلت ويبدو أن البلدية قد قامت بالإصلاح والتمهيد قبل وصولنا وعندما توسطنا العقبة

وفي مكان صعب الوقوف ضرب حجر حاد جانب الكفرة الخلفية للسيارة فتوقفنا لإصلاحه

مدة من الزمن وقبل الوادي حطينا الرحال للراحة والمبيت وكان الجو يميل إلى البرودة

ولم تكن شديدة نمنا تلك الليلة تحت نجوم السماء الصافية في ليلة شاتية جميلة

وبعد صلاة الفجر وشبة النار ودلة القهوة والأفطار كان النزول إلى وادي لجب الذي

كان يسمى بوادي الموت لانه يقع بين جبلين يصل أرتفاعهما إلى 800 م لا يستطيع

تسلقه إلا بالحبال وعرضه لا يزيد عن ثمانية إلى عسرة أمتار وبمجرد نزول الأمطار

وجريان الوادي لا يمكن لمن كان بداخله النجاة فسمي بوادي الموت وطبيعة الوادي

وعرة لاتدخله السيارات ويقدرطوله ب 15كيلوا تجري فيه المياه العذبة التي تصب

في سد وادي بيش وهو من أفضل الأودية التي يقصده السواح ويشتهر هذا الوادي

بمياهه وشلالاته الباردة وأشجاره الخضراء على جدران الجبلين

وهذه صورلمدخل الوادي وبعض جوانبه وشلالاته











ثم ينحدر الوادي كلما تعمقنا فيه وتكثر فيها الشلالات ذات المناظر الجميلة وفي بعض

أجزاءه يصعب العبور والنزول ولذلك لاينا سب أصحاب الأجسام البدينة وكبار السن

لصعوبة الطريق فيه بل يوجد أماكن لاتتجاوزها إلا سباحة ومما يميزه أشكال الصخور

العجيبة فيه وكثرة أشجاره المعلقة في سفوحه والغريب وجود النخل والأشجار المختلفة

المعلقة في تلك الجبال مع نزول المياه من جوانبه لتصب في الوادي في منظر جميل خلاب .















وكان لسقوط الأمطار الغزيرة قبل وصولنا أثر في جمال الوادي وروعته .

مكثنا في الوادي نتنقل بين شلالاته سيرا على الأقدام حتى الساعة العاشرة والنصف

لم نشاهد الشمس طيلة ذلك الوقت رغم صفاء الجو وعدم وجود الغيوم ولم تصل إشعتها

داخل الوادي لارتفاع الجبال وضيق الوادي








تركنا هذا الوادي الجميل الذي يحتاج إلى مزيد من الاهتمام والعناية وتوفير الخدمات

فهو بحق معلم سياحي جميل لولا نقص مقومات السياحة والخدمات

وفي ختام هذا التقرير تقبلوا مني جميعا جزيل الشكر والتقدير على متابعتكم لهذا العرض

المتواضع لهذه الرحلة دمتم في حفظ الله ورعايته

كتبه الشعفي

في 16/2/1430هـ