قال الإمام الشافعي رحمه الله
هموم الغــد
فخلِّ الهمَّ عني يا سعيد
إذا أصبحت عندي قوت يومي
فإن غد له رزق جديـد
ولا تُخْطَـرْ همـوم غد ببالي
فأترك ما أريد لما يريد
أُسَلِّم إن أراد الله أمــــرا
المتقون سادة والعلماء قادة ومجالستهم ريادة ، قال عيسى عليه السلام الدهر ثلاثة أيام أمس خلت عظته واليوم الذي أنت فيه لك وغدا لا تدري ما يكون.
حدثني أبو محمد السمسار القاسم بن هاشم قال أخبرنا المسيب بن واضح حدثنا محمد بن وليد قال قالوا للحسن صف لنا الدنيا قال أمس أجل واليوم عمل وغدا أمل. وقال زهير بن أبي سلمى
وأعلمُ ما في اليومِ والأمـسِ قَبْـلَهُ
ولكنني عن علم ما في غـدٍ عـَمِ
حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن النضر بن شميل قال قال الخليل بن أحمد الأيام ثلاثة معهود ومشهود وموعود فالمعهود أمس والمشهود اليوم والموعود غدا.
نعم إن المتقين سودتهم أعمالهم التي سمو بها عن سفاسف الأمور ، العلماء قادة : العلماء العاملون الذين يبينون للأمة سنن دينها في كل ناحية من النواحي التي تتناولها رسالة الإسلام ، بعلمهم يهتدي الضال عن الخطاء ويسير في الطريق المودية إلى رضوان الله ومجالستهم ريادة لطلاب العلم والمعرفة لينهلوا من معين المعرفة فهم كالسرج تنير الطريق وجلا الظلام ، وكما وصفه إسحاق الالبيري في قصيدته الموجهة لابنه قال :
أبا بكر دعوتك لو أجبتا ... إلى ما فيه حظـــك إن عقلتا
إلى علم تكــون به إماما ... مطاعا إن نهــــيت وإن أمرتا
وتجلو ما بعينك من غشاها ... وتهديك السبيل إذا ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجا ... ويكسوك الجمال إذا اغتربتا
ينالك نفعه ما دمت حيا ... ويـــــبقى ذخره لك إن ذهبتا
هو الغضب المهند ليس ينبو ... تصيب به مقاتل من ضربتا
وكنز لا تخاف عليه لصا ... خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكـــــثرة الإنفاق منه ... وينــقص أن به كفا شددتا
فلو قد ذقت من حلوا طعما ... لآثرت التعلم واجتهدتا
ولم يشغلك عنه هوى مطاع ... ولا دنيا بزخرفها فتنتا
ولا ألهاك عنه أنيق روض ... ولا خدر بربربه كلفتا
فقوت الروح أرواح المعاني ... فإن أعطاكه الله أخذتا
الدهر ثلاثة أيام أمس وقد مضى بما فيه وهو شاهد لك أو عليك . واليوم الذي أنت فيه هو حياتك ، فأغتنمه قبل الفوات وهو حياتك التي تعيشها ،وغدا في علم الغيب لا تدري تدركه أو لا ، وغد يطلق على ما بعد الموت جاء في التفسير الميسر عن آية الحشر ، ا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, خافوا الله, واحذروا عقابه بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه, ولتتدبر كل نفس ما قدمت من الأعمال ليوم القيامة, وخافوا الله في كل ما تأتون وما تَذَرون, إن الله سبحانه خبير بما تعملون, لا يخفى عليه شيء من أعمالكم, وهو مجازيكم عليها
تعليق