بدأت قوات الجيش الإسرائيلي عملية توغل في قطاع غزة، حيث دخل رتل من المركبات العسكرية الإسرائيلية تساندها الطائرات المروحية شمالي القطاع.
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي لبي بي سي العربية إن "مهمة الجيش الاسرائيلية من خلال الاجتياح هو الدفاع عن المواطنين الاسرائيليين وأن حماس ستتلقى ضربة قوية والرسالة ستصل"، مؤكدا توقع القادة العسكريين "بحدوث خسائر في صفوف القوات الاسرائيلية" التي اجتاحت غزة.
ورفض أفيخاي أدرعي الإدلاء بأي تفاصيل حول العملية العسكرية الاسرائيلية. وكان الرقيب العسكري الاسرائيلي قد أصدر أمرا بحظر نشر أي معلومات حول العملية البرية.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الهدف من التوغل هو السيطرة على المناطق التي يطلق منها مسلحون فلسطينيون صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل.
كما أكد متحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لبي بي سي العربية أن القوات الاسرائيلية لا تريد احتلال قطاع غزة بالكامل وإنما تريد فقط السيطرة على المناطق التي تنطلق منها الصواريخ باتجاه غزة.
وقال شهود عيان إن القوات الاسرائيلية دخلت شمال القطاع انطلاقا من أربع نقاط منفصلة، فيما قال شاهد عيان يقيم في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع إن القوات الاسرائيلية تخطت الحدود تحت جنح الظلام.
حذر مشعل اسرائيل من القيام بعملية برية في غزة
من جانبها وجهت حركة حماس بيانا للشعب الفلسطيني تلاه اسماعيل رضوان القيادى فى الحركة، دعا فيه المواطنين إلى الحصول على المعلومات من قيادة الحركة.
وأشاد رضوان بما سماه "صمود وبسالة" عناصر الحركة الذين يواجهون الجنود الإسرائيليين وقال إن "حماس ستحول قطاع غزة الى مقبرة للقوات الاسرائيلية".
كما دعا الشعوب العربية إلى "الانتفاض وفتح الحدود ونصرة الشعب الفلسطيني".
أما موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، فقال لبي بي سي العربية إن "الفلسطينيين سيلقنون الإسرائيليين درسا في المعركة البرية وأن حماس لديها من الأسلحة ما يكفي لمحاربة القوات البرية للجيش الاسرائيلية".
ونسبت وكالة رويترز للأنباء إلى محمد نزال القيادي في حماس أن مقاتلي الحركة تمكنوا من قتل بعض الجنود الإسرائيليين شرقي قطاع غزة.
من ناحيته قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إن حماس لم تترك خيارا لاسرائيل سوى القيام بهجوم بري على غزة.
كما قال باراك إن إسرائيل مستعدة لأي تطور على الجبهة اللبنانية، في تحذير مبطن لحزب الله.
جلسة خاصة لمجلس الأمن
في هذه الأثناء قال المكتب الصحفي للأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة خاصة خلال ساعات لبحث تطورات الوضع في غزة.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة العالم على تكثيف جهودهم من أجل التوصل إلى وقف فوري لاطلاق النار بين حماس وإسرائيل يتضمن وجود مراقبين دوليين لفرض الهدنة فضلا عن احتمال حماية المدنيين الفلسطينيين.
ويتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعديد من وزراء الخارجية العرب إلى نيويورك لحث مجلس الأمن على تبني مشروع قرار عربي بإدانة إسرائيل ووقف قصف غزة.
ردود الافعال
وفي أول رد فعل دولي على الهجوم البري الاسرائيلي قالت رئاسة الإتحاد الأوروبي إنها تعتبر العملية الاسرائيلية "دفاعية" في طبيعتها أكثر منها هجومية، كما صرح ييري بوتيسنيك المتحدث باسم الرئاسة الدورية التشيكية للإتحاد الأوروبي .
قادة الجيش يؤيديون عملية برية ولكن قصيرة الأمد
غير أن السفارة البريطانية في إسرائيل قالت إن البيان الصادر عن رئاسة الاتحاد الأوروبي لا يعبر عن موقف الحكومة البريطانية.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إن هذا التصعيد سيؤدي إلى الاستنفار والفزع. ونددت فرنسا بقوة بالهجوم البري الاسرائيلي.
وفي مدريد أجرى وزير الخارجية الاسباني ميخيل أنجيل موراتينوس اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني ليعبر له عن "تضامنه ودعمه" بعد بدء العملية البرية الاسرائيلية في قطاع غزة.
وأفادت مراسلة البي بي سي في رام الله هديل وهدان أن الرئاسة الفلسطينية ادانت على لسان نمر حماد مستشار الرئيس محمود عباس التوغل البري الاسرائيلي في قطاع غزة.
وحذر حماد من تبعات ما سماه العدوان الاسرائيلي على مستوى حجم الخسائر البشرية التي يمكن ان تنجم عنه.
وطالب حماد مجلس الامن الدولي بسرعة اتخاذ قرار يلزم اسرائيل بوقف عملياتها العسكرية.
وفي واشنطن قال متحدث باسم البيت الأبيض إنه تم إطلاع الرئيس الأمريكي جورج بوش على الوضع في قطاع غزة.
وقال جوردون جوندرو "إن المسؤولين الأمريكيين على اتصال بنظرائهم في إسرائيل ودول المنطقة وأوروبا" لمتابعة تطورات الوضع في غزة.
استدعاء جزء من الاحتياط
الغارات تواصلت صباح السبت
وقد استدعت الحكومة الاسرائيلية دفعة جديدة من جنود الاحتياط بلغت عشرات الالاف.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية ستستمر عدة أيام، وقال مسؤولون عسكريون إن عشرة آلاف عسكري يشاركون في العملية البرية، والهدف منها الاستيلاء على منصات إطلاق الصواريخ.
وكانت إسرائيل قد طورت الهجوم في يومه الثامن بقصف مدفعي لأنحاء القطاع للمرة الأولى منذ بدء العملية.
وأفادت أنباء بأن غارة على مسجد في بيت لاهيا شمال شرقي مدينة غزة أدت إلى مقتل 16 شخصا على الأقل بينهم أطفال وجرح عشرات آخرين.
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان أن مسجد إبراهيم المقادمة استهدف بصاروخ أطلقته طائرة حربية أثناء صلاة المغرب.
وقد أدى الهجوم على غزة منذ السبت الماضي إلى مقتل أكثر من 450 فلسطينيا تؤكد الأمم المتحدة أن ربعهم على الأقل مدنيون وجرح أكثر من 2200 آخرين.
تعليق