زواج الأجانب يبدأ بالغرام وينتهي في المحاكم!!
تحقيق - راشد الزهراني
قد لا تكون ظاهرة ولكنها مشكلة أوقعت ببعض النساء ضحايا الزوج الأجنبي والعكس من الرجال السعوديين، وقد أشبع هذا الموضوع كثيراً ولكن هناك حالات لم تعد في الحسبان يرويها ل(الجزيرة) بعض هؤلاء الضحايا في سياق هذا التحقيق والذي يتضمن ألواناً من المشاكل والجرائم من شعوذة وسحر وممارسات خاطئة حكاها لنا من وقعوا في هذه الكارثة بالإضافة الى بعض آراء المختصين في مكافحة هذه القضية، حيث شهدت ساحات القضاء السعودي مؤخراً قضايا من نوع خاص رفعتها سعوديات ضد أزواجهن الأجانب لإثبات نسب أبنائهن، وذلك بعد أن تم الزواج عرفياً دون الحصول على الموافقة من الجهات المسئولة.
كما أن الجهات المعنية تعكف حالياً على إعداد دراسة عن أولاد السعوديات من أجانب، واللواتي لم يحصلن على موافقة الجهات المعنية، أو اللواتي رفضت الجهات المعنية تصحيح أوضاعهن وتوثيق زواجهن غير النظامي:
في البداية دعونا نتعرّف على قضية (فاطمة) التي تجرَّعت كأس المر من زوجها الأجنبي الذي كان يخدعها بضحكته الماكرة, حيث قالت: بسبب حرصي على إكمال الدراسة وقد فاتني قطار الزواج ولم أجد بعد تخرجي الرجل الذي يناسبني في سنه وعقله, وجدت هذا الرجل يعمل مهندساً في شركة أبي وهو من دولة مجاورة كان وسيماً صاحب أخلاق, كنت عندما اتصل بمكتب والدي هو من يرد على الهاتف ومع الأيام أحسست بحبه نحوي وبالفعل بعد فترة أخبرني بأنه يريدني زوجة له, فطلبني من والدي ولم يوافق لكونه أجنبياً فطلب مني أن أقنع والدي بالموافقة وبعد تردد وخجل فاتحت والدي بالموضوع بأسلوب المرأة المحرومة من الحياة الزوجية فتعاطف معي ومع حالتي ووافق, وبعد مرور خمس سنوات من الزواج اكتشفت أنه متزوج من ابنة عمه التي طلبت منه أن يطلقني بمجرد أن يستولي على أملاكي وأملاك والدي, وقد طلب مني في إحدى السنين أن أسافر معه إلى بلده لكي أتعرف على أهله وبالفعل كان له ما أراد وسافرت معه وبعد مدة طلب مني العودة وترك أبنائي حتى يلحقوا بي بعد فترة لكنه أرسل لي ورقة الطلاق واستولى على الأبناء فكرهته ولكن فلذات أكبادي أجبروني على كسر شوكتي والانصياع له في كل ما يطلبه مني وها أنا اليوم أدفع ثمن غلطة جنتها أفكاري ورغباتي.
السفر وراء زواجي
وتروي (أم ديمة) قصتها قائلة: اعتدت في كل عام السفر لإحدى الدول العربية لقضاء الإجازة السنوية وقد تعرَّفت على شاب كان يتظاهر بالأخلاق الحميدة كان يعمل كدليل يرشدنا على أماكن السياحة وكنت أراسله واتصل به وقد أحبه جميع أفراد عائلتي, وفي إحدى الزيارات طلب يدي للزواج فوافقت بعد موافقة أبي وتزوجت به وعشت معه في نفس بلدته ووسط عائلته, وبعد سنة فقط بدأت المشاكل وبدأ أهله وعشريته يتضايقون مني وبدأت أنا أكره حياتهم التي لا تتناسب مع عاداتنا, وكان دائماً يهددني بالطلاق إذا لم أحضر له مالاً من والدي فكنت أوافقه على ذلك حتى أحسست بالذنب وتدهور حال والدي من الخسائر, وبعد أن رفضت طلبه في المرة الأخيرة ضربني وقال لي كلمة لن أنساها مدى الدهر (أنت لا تملكين من الجمال شيئاً سوى جمال مال والدك) وطلقني.
أبقاني على ذمته 9 سنوات
أما السيدة (أم وائل) فقد عانت كثيراً في قضية طلاقها من زوجها الأجنبي الذي تزوجته في دولة عربية، حيث لم تشترط عليه أوراق الزواج الخاصة بالموافقة من قِبل سفارة السعودية في بلدته سوى شرطين، كانا في نظرها ضماناً لحقها عند ظهور الخلافات الزوجية، هما حضانة الأطفال وعدم إرغامها على الرحيل معه لبلاده. وقالت أم وائل: (تزوجته ولم أعلم بنواياه نحوي، وبعد مرور سنة من زواجنا وتحديداً بعد ظهور بوادر الحمل الذي كان يرفضه شعرت وقتها بخفاياه، ثم حاول أن يبتز أموالي لأكتب له عقاراً في بلده، ورفضت بدوري ذلك بحجة استقراري العملي في السعودية، وبعد أن أنجبت الطفل وبلغ سنتين ونصف السنة سافر إلى بلاده واشترط علي هاتفياً إما أن ألحق به أو أن أطلق منه ويأخذ الابن، وبقيت أعاني من ذلك الأمر الذي أبقاني على ذمته 9 أعوام، خوفاً على أخذ ابني مني وأصبحت بعدها زوجة معلقة، وانقطعت أخباره عني).
وأردفت أم وائل ولم ير زوجي ابنه منذ رحيله، وطلقت منه غيابياً في محاكم بلده عن طريق محام قام بتلك الإجراءات، حيث كنت أذهب إلى بلده لحضور الجلسات التي دعوت الله أن لا أراه أو أقابله هناك، حتى يتم طلاقي منه غيابياً، وحتى لا يشعر بوجودي في بلده ويأخذ ابني الذي لم ينفق عليه قرشاً واحداً، وعشت على أعصابي خلال جلسات المحاكمة، أتضرع فيها بالدعاء إلى الله بالفرج والطلاق منه.وتشير أم وائل في ختام حديثها إلى أنها لا تزال تواجه الصعاب من أجل ولدها في مجال تعليمه في السعودية، حيث إنه لا يملك أوراقاً رسمية من أبيه سوى شهادة الميلاد.
تزوجته دون موافقة
وتقول (إيمان) البالغة من العمر 35 عاماً: تزوجت من شاب أجنبي فلسطيني الجنسية مقيم بالبلاد منذ عامين، وتم الزواج العرفي في مكتب محام بدولة عربية مجاورة أثناء إجازتنا الصيفية، بعد أن اعترضت عائلتي على زواجنا. فبعد زواجنا بفترة أنجبت منه طفلة، ثم ظهر زيف زوجي الذي كان يستغلني كثيراً، ويقيم مشاريع تجارية باسمي لأنني سعودية ويحق لي الحصول على تراخيص لإقامة مشاريع، وأيضاً دفعني إلى الاقتراض من البنوك تحت ذريعة أنه يمر بضائقة مالية، وبعد عدة شهور تحملت خلالها جميع صنوف العذاب من عائلتي التي اكتشفت زواجي عرفياً، هرب زوجي ولا أعلم أين ذهب، وما هو مصير طفلتي خاصة أنني تزوجته دون موافقة الجهات الرسمية، وبالتالي لم أسجل ابنتي.
سحرني زوجي
قصة غريبة سردتها لنا أم عادل وهي في حالة نفسية غريبة تقول لقد تزوجت برجل أجنبي كان يعمل لدينا منذ صغره وكنت أراقب طموحاته وحماسه في العمل وقد أعجبت به كثيراً وبعد وفاة والدي خفت على أموالي من الضياع وكان هذا الرجل يحدثني عن الأمانة وعن حرصه في زيادة رأس المال ولم أجد سواه بأن يساندني رغم أن هناك من السعوديين تقدموا لي ولكن رفضتهم لأني أدركت بأنهم يطمعون في مالي لكبر سني وقلت في نفسي هؤلاء الأجانب لا ينظرون إلى الجمال بقدر نظرتهم إلى جمال الروح بحسب الكلمات التي كنت أسمعها منه وبالفعل عرض علي الزواج وكان بصفة سرية حتى لا يكثر الحديث عنا ثم طلب مني بأن أكون في المنزل ويتحمّل العناء وحده ولكن خوفي من الضياع كنت أصرفه وأرفض ومع الأيام والشهور طلب مني السفر معه إلى بلده وهناك كانت الطامة غير المحسوبة، حيث رجعت من هناك مسحورة وأصبحت بين أصابع يديه يقلبني كيف شاء إلى أن أعطيته نصف أملاكي ولكن بفضل الله سبحانه ثم تدخل أقاربي لفك لغز السحر أنقذني من الإفلاس ولم أستطع الطلاق منه إلا بعد ما دفعت له أكثر من مليون ريال في سبيل حريتي.
الزواج السياحي
وفي الجانب الآخر زواج السعوديين من أجنبية وما يلحقه من مخاطر فمع كل إجازة يغادر فيها العديد من السعوديين إلى خارج البلاد، تضع بعض العائلات يدها على قلبها خوفًا وترقبًا، حيث تتنامى ظاهرة زواج السعوديين من أجنبيات خلال موسم الصيف الذي تزداد فيه حركة السفر إلى خارج البلاد، إذ بات حزم حقائب السفر يشكل مصدر قلق خصوصاً أن كثيراً من الأسر اهتز كيانها واضطربت حياتها بعد عودة ذلك الأخ أو الزوج بعد زواج مؤقت ربما أثمر جنيناً ومن ثم أبناءً مشردين.
فبحسب تقرير جمعية رعاية الأسر السعودية في الخارج فإن إقبال الشبان السعوديين على الزيجات الخارجية المؤقتة بمختلف أشكالها يزداد يوماً بعد يوم سواءً كانت المسيار، أو الصيفي، أو الدراسي أو المسفار، وغيرها من الزيجات غير المكلّفة والسريعة، حيث يتعرض السعوديون إلى حكايات عدة في الخارج، خصوصاً عند الزواج من الأجنبيات زواجاً مؤقتاً، وهو الأمر الذي دفع إلى وجود أطفال سعوديين مشردين في الشوارع في الدول الأجنبية، دون تصاريح إقامة أو غيرها من الوثائق، وعن أسر سعودية تحتاج إلى مساعدة مالية نتيجة لغياب الأب الذي لا يقدّم لهم الرعاية إما لوفاته أو لتطليقه أمهم الأجنبية.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية فقد بلغ عدد الأطفال في الخارج من آباء سعوديين وأمهات غير سعوديات نتيجة زيجات غير نظامية أكثر من 853 حالة، وتتصدر سوريا الحالات بأكثر من 300 طفل، يليها مصر بـ282 طفلاً، إضافة إلى أطفال لم يتم حصرهم نتيجة زيجات عرفية.
ولم تشمل هذه الإحصاءات عدة دول لصعوبة حصر الحالات مثل الأردن والبوسنة والهرسك واليمن ولبنان والهند.
خدعتني بالخلفة
أبو بشير موظف حكومي كان يسافر كثيراً وكان بحاجة إلى زوجه تعوّضه في سفره فتزوج بفتاة وكان اتفاقهما منع الخلفة وكان هذا شرطاً ودياً دون تقييده في العقد. يقول أبو بشير وبعد مرور مدة رجعت إليها وتفاجأت بأنها حامل وفي شهرها الأخير فأصبحت حائراً أمام هذا الطفل وكيف اعترف به وزواجي السري ومكانتي وعملي الذي قد يفصلني فأخذت الدنيا تقلب علي وها هو ابني يكبر كل يوم أمامي وحتى أدفع ثمن سكوتها صرت أرسل لها كل ما تريده وتشتت أفكاري وأصبت بالهموم والأمراض وكانت تستغلني حتى في مساعدة أقاربها. والمصيبة إذا كبر الولد كيف أحقق مستقبله أو كيف به لو عرف بأبيه وسوف يذهب للبحث عني ويطالب بحقوقه.
طلقتها والضحية الأبناء
ويقول أبو رامي لقد تزوجتها بحب وكنت أحاول أن أبحث عن سعادتها فهي حلم بالنسبة لي ومن شدة جمالها وصغر سنها كنت أدفع لها كل ما تريد وبعد الزواج كتب لها عقاراً واشتريت لها سيارة وكنت أبعث لها بالهدايا من السعودية لها ولأقاربها ولم أغيب عنها أكثر من 3 أشهر وكنت أفكر في تسفيرها مع إلى المملكة وكان شرطها بأن أطلق زوجتي أم عيالي الستة وكنت أنوي ذلك حال وصولها الى المملكة فجمالها الفتّان يحيرني أمام طلباتها لدرجة أصبحت أكره زوجتي الأولى وعيالها وأفكر في هذه الناعمة الصغيرة الشقراء صاحبة الدلال والرومانسية. وذات يوم سافرت صدفة إلى زوجتي الأجنبية ومعي هدايا مكلفة وبالصدفة اكتشفت خيانتها لي فصعقت وذهبت وتركتها وأنا أتذكر غبائي وظلمي لزوجتي الأولى.
نظرة المجتمع
وبسؤال الأخصائية الاجتماعية خيرية السعدي عن هذه الظاهرة قالت: من أسباب زواج المرأة السعودية من رجل أجنبي تقدم السن ونظرة المجتمع لها كونها مطلقة أو أرملة، ومن النادر أن تكون جميلة أو صغيرة في السن وتتزوج أجنبياً, وفي النهاية المرأة هي المظلومة وهي الضحية لأنها لم تجد من يغيّر من تلك النظرة, فالرجال لا ينظرون لها. ولو نظرنا إلى خير من وطئت قدماه الأرض محمد صلى الله عليه وسلم وقد تزوج بعدد من النساء وكلهن مطلقات وأرامل ما عدا عائشة رضي الله عنهن أجمعين.
رصد مشاكل زواج الأجانب
من جانبها علّقت د. سهيلة زين العابدين عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مؤكّدة على أن الجمعية بدأت التحرك لتقصي مشاكل زواج السعوديات من أجانب، واحتوائها ووضعتها في سلم أولوياتها، مشيرة إلى أن الجمعية تنوي قريباً إعداد دراسة (ميدانية) شاملة تشمل كافة مناطق المملكة وتركّز بصورة خاصة، على المنطقة الجنوبية ومنطقة حائل والمواقع الحدودية شمال المملكة لرصد حالات السعوديات المتزوجات من أجانب وبحث أوضاعهن، والمشاكل التي يعانين منها من كافة الجوانب والأبعاد.
وقالت إن الدراسة الميدانية تهدف بالدرجة الأولى إلى حصر جميع الحالات التي تمت الموافقة الرسمية من وزارة الداخلية لها بالزواج من أجانب، ومن ثم دراسة كافة هذه الحالات من خلال استمارات خاصة ستوزع في مختلف تلك المناطق لرصد المشاكل التي تواجههن وتحليل نتائج هذه الاستبيانات في دراسة علمية ترفع نتائجها للجهات المعنية، معربة عن أملها في التوصل إلى نتائج وتوصيات تمكنهم، وجهات الاختصاص من حل مشاكل كثير من الأسر التي تعيش في المملكة وتعاني من مثل هذه الحالات.
وطالبت د. سهيلة بأن يكون للمرأة السعودية حق إعطاء الجنسية لأبنائها أسوة بالرجل السعودي، مؤكدة أن هذه المسألة ليست لها علاقة أو تعارض مع الدين، بل على العكس، الدين يحث على تزويج من نرضى دينه وخلقه ولا نستطيع منع هذا النوع من الزيجات الموجودة في كثير من المجتمعات البشرية منذ القدم..
توقف صدور الحكم
ويقول الشيخ عبد الكريم الغامدي مسئول مشروع الزواج بمحافظة جدة: تعاني الكثير من السعوديات المطلقات من غير سعوديين، من مشاكل كثيرة ناجمة عن تبعات الانفصال من حضانة الأبناء والنفقة أو البقاء (معلقات) دون زواج أو طلاق. وأذكر قصة حدثت مع سيدة سعودية تقول إنها من عائلة معروفة، حيث تزوجت من بريطاني ذي أصل عربي وباعتبار أن والدتي بريطانية كنت أعتقد أن ذلك سيساعدني على التأقلم مع طبيعة الحياة في الغرب. وتقول تم عقد قراني في المجمع الإسلامي في مدينة لندن وأنجبت له طفلين حصلا على جنسية الأب، وعند مرض والدي أردت العودة إلى السعودية والإقامة بها الأمر الذي زاد من نشوب الخلاف بيني وبينه اضطررت من بعدها إلى الهروب لبلدي السعودية طالبة الطلاق من المحاكم هناك والتي رفضت من قبلها الحكم في القضية لغياب الزوج. ولكون عقد القران مبرم في بريطانيا، وتوقف صدور الحكم في القضية لرفض زوجي المقيم في لندن حضور الجلسات في السعودية لإصدار الطلاق، وذهبت من بعدها إلى والدتي المقيمة هناك، لكي أمضي بقية حياتي معها وأصبحت قضيتي معلقة حتى ذلك الوقت.
تزوجت من كندي مسلم
ويضيف الغامدي نموذج آخر من القضية بقولة لقد علمت بقصة المرأة التي تزوجت من كندي مسلم، وأنجبت منه طفلتين، حيث عاشت مع زوجها في السعودية. وتقول لقد كانت حياتنا مليئة بالمشاكل، وعندما فكرنا بالانفصال واجهت الكثير من المتاعب عند لجوئي للمحاكم السعودية، لأنني متزوجة من أجنبي، ولكنني حصلت على الطلاق وحضانة الطفلتين بعد جدال عنيف دام مدة عامين، تأثرت ابنتاي نفسياً خلال تلك الفترة بمشاكلنا، كما حصلت موافقة قضائية بحضانة بنتي رغم علم هذه المرأة بأن حرمانها من ابنتيها بعد سنوات بات أمراً لا بد منه، لأن جنسيتهما كندية تبعاً لوالدهما، والذي يحتم عليهما العيش مع أبيهما في كندا حتى تنتهي مدة الحضانة عندما تبلغا السن القانونية (18 سنة).
فهذا نموذج من هذه القضايا وفي الجانب الآخر يعيش الكثير من الأبناء في الخارج وفي سن المراهقة فتيات وفتيان وهؤلاء سهل اصطيادهم ولكن لا نملك سوى الدعاء لهم بأن يحفظهم الله.
ويضيف الغامدي قائلاً: إن زواج السعوديات من غير السعوديين ملف كبير، وقد ينتمون لهن بصلة قرابة، الغالبية من المتزوجات من أجانب، وغالباً ما يتم هذا النوع من الزواج باقتران فتاة سعودية بقريبها لأمها وينتقل بها للعيش في بلده، وتكون الأسرة قد ترددت كثيراً على البلد الذي تعيش فيه الابنة، وهذا لا يشكل مشكلة بالحجم الكبير، ولكن تشكل نوعية المعيشة وأسلوبها واحداً من أسباب الخلل.
وأضاف الغامدي هناك فئة ثانية من تلك الزيجات تتمثّل بزواج سعوديات من رجال أجانب ثقافتهم مختلفة سواء كانوا مسلمين أو من الذين أسلموا حديثاً كزواج بعض الفتيات من أوروبيين، أو زواج خارج إطار موافقة الأهل، وإن كان ذلك يحدث بنسبة نادرة جداً. وهناك فئة ثالثة من الزيجات تتم من غير علم الجهات المسؤولة، ولا تتخذ فيها الفتاة أي خطوات تحمي أو تضمن لنفسها الحق في الحصول بما يكفل لها ولأبنائها الحضانة وخلافها.
ولكن عند بدء المشاكل بين الزوجين تظهر بشكل جلي عيوب هذا النوع من الزواج نتيجة اختلاف القوانين والتصورات والبيئات الثقافية ومتطلبات المعيشة المختلفة، ويسبب أوضاع غير مرغوب فيها، وتتدخل فيها السلطات أسوة بما هو قائم في كثير من الدول بأن تحتاط وتضع الشروط الكبيرة والطويلة لاقتران السعودية بغير السعودي.
ويعتبر التأخير في إجراءات الموافقة والحصول على التصريح للسعودية للزواج من أجنبي في السعودية فرصة جيدة لكي يراجع ذوو الفتاة أنفسهم أكثر من مرة، ولهذا ينبغي الاعتماد على الإجراءات الحكومية والقانونية بما يكفل لها حقوقها.
ضمان حقوق الزوجة
من جانب آخر يرى المحامي القانوني الدكتور إبراهيم أحمد سعيد أنه لا بد على الأهل من إيجاد آليات تسمح بضمان حقوق ابنتهم عند ارتباطها بغير سعودي، ويكون ذلك بإبرام عقد الزواج بشكل قانوني وشرعي وسليم يحفظ للفتاة حقوقها كاملة من مؤخر الصداق والنفقة، بالإضافة إلى حضانة الأطفال وتربيتهم بشكل واضح وصريح لا يقبل الجدل أو المناقشة، وأن يسجل هذا العقد بشكل مدني في سفارة الزوج الأجنبي حتى لا يحاول أخذ الأبناء والهروب بهم من دون علم والدتهم، وأن يكون الاختصاص القضائي للمحاكم السعودية، وأن تشترط الزوجة في عقد زواجها ما يضمن لها عدم مواجهة مشاكل في حياتها مع زوجها، دون حرج أو خجل.
وأوضح المحامي أن الزوج الأجنبي وأولاده من المرأة السعودية، قد ينعمون بحياة هانئة طالما كانت الزوجة على قيد الحياة، ولكن في حالة وفاتها فإن الزوج غالباً لا يستطيع الدخول في شركات سعودية أو تملك عقارات إلا بعد اتخاذ العديد من الإجراءات القانونية، والعكس صحيح بالنسبة للزوجة الأجنبية وأبنائها من الجنسية السعودية، حيث يتم تقسيم الإرث على أبنائها بتصفية تلك الشركات التابعة للأم بأبخس الأثمان، وتضيع على أبنائها حقوق كثيرة.
وأكَّد المحامي على أهمية معرفة الزوجة السعودية وإلمامها بكل ذلك مسبقاً، لكي تتجنب الوقوع في مشاكل قانونية معقدة تحرمها وأبناءها من تقسيم الإرث عليهم، خاصة إذا علمنا أن أي مطالبة ستكون في دولة أخرى غير المملكة تمتلك أنظمة مالية وضرائبية مختلفة.
الراغبات في الزواج من أجنبي
ويضيف الشيخ عيدروس السقاف مأذون شرعي بأن المصريين واللبنانيين والفلسطينيين يمثّلون النسبة الأكبر كأجانب متزوجين من سعوديات. وقال إن إمارات المناطق بدأت مؤخراً منح تسهيلات للسعوديات الراغبات في الزواج من أجانب. وأشار إلى أن هذه التسهيلات تعطي الموافقة لمن يزيد عمرها عن 25عاماً بشرط موافقة ولي أمرها وجهة عملها وتقديم صورة من هويتها الشخصية. وتأتي معظم الطلبات من طبيبات وأكاديميات وأيضاً لمن تربطها صلة قربى بمن ترغب في الزواج منه وينتمي لجنسية أخرى وكذلك الحالة الاجتماعية كأن تكون مطلقة.
وعن الإجراءات اللازمة للحصول على الموافقة قال السقاف إنه فور تقديم الطلب يتم رفعه إلى وزارة الداخلية مرفقاً بتقرير من اللجنة، وفي العادة تحصل الفتاة على الموافقة على الزواج من أجنبي خلال شهر من تاريخ تقديم الطلب في حالة انطباق الشروط عليها، موضحاً أن هناك طلبات عديدة تم رفضها ابتداءً من اللجنة بسبب طبيعة مهنة مقدمة الطلب التي تمنع زواجها من أجنبي مثل الموظفات في وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع والطيران أو مستشفيات الحرس الوطني والعسكري.
وتحدث السقاف عن كيفية توثيق عقد الزواج العرفي بقوله إنه بعد أن تتقدم الزوجة السعودية بطلب تصحيح وضعها لقسم الشرطة التابعة له يتم رفعه إلى لجنة الزواج بالإمارة، حيث تعد تقريراً ترفعه مرفقاً بالطلب إلى وزارة الداخلية للحصول على الموافقه النهائية. وأشار إلى حالات تم رفضها من قبل اللجنة رغم أن لديهم أولاداً من أزواجهن الأجانب مرجعاً أسباب الرفض إلى تقدير اللجنة وأيضا بناء على سن الزوجة أو مهنتها. وعن مصير هذه الزيجات قال في حال الرفض يكون الزواج شرعياً ولكنه غير رسمي أي غير موثق ولا يعتد به أثناء تسجيل الأولاد أو استخراج أوراق ثبوتية لهم.
وأوضح السقاف أنه لا يحق لمأذون الأنكحة عقد زواج سعودية على أجنبي، فذلك من اختصاص محاكم الضمان والأنكحة المنتشرة، مشيراً إلى أن رغبة الفتاة السعودية في الزواج من وافد تقابل في معظم الأحيان باستهجان عائلتها واستغرابهم، إلا أن هناك من أولياء الأمور من يطلب من المأذون عقد زواج ابنته من أجنبي قبل البدء في تنفيذ إجرءات الحصول على الموافقة من الجهات المختصة، متذرعاً بأن ذلك يدفع الحرج الاجتماعي الذي تشعر به العائلة من زيارة الشاب لها بوصفه خاطباً لابنتهم.
وأضاف أن المأذون الذي يعقد زواج السعودية بدون موافقة الجهات الرسمية يتعرض للعقوبة لمخالفته الأنظمة المعمول بها في البلاد، مؤكداً أن هناك عدداً من الطبيبات، وخصوصاً ممن تأخر سن زواجهن، يلجأن للزواج من وافد أجنبي هرباً من العنوسة، وبصرف النظر عن مهنة الزوج، وهناك فعلياً سعوديات تزوجن من سائقيهن أو العاملين الأجانب لدى عائلاتهن.
وقلّل من خطورة ما يترتب على ذلك من مشاكل اجتماعية نتيجة الزواج من أجنبي، وخصوصاً بالنسبة للأطفال، أو إمكانية تعرضهن لعمليات احتيال وابتزاز ونصب واستغلال من قِبل ضعاف النفوس من أزواجهن الأجانب.
مشكلة الأبناء
ويقول الدكتور طلال البكري رئيس لجنة الشئون الاجتماعية والأسرة بمجلس الشورى إن القانون الجديد الخاص بزواج السعودية من الخارج تم عرضه في مجلس الشورى وحظي بمداخلات عديدة من قبل الأعضاء، ثم أعيد للجنة المختصة للنظر فيه من جديد في ظل المقترحات المضافة، كما أن القانون الجديد سيعالج مشكلة أبناء السعوديين في الخارج من خلال مسارين الأول يختص بآباء اعترفوا بأبوتهم لهؤلاء الأطفال، وهؤلاء سيتم الانتهاء من إجراءاتهم القانونية قريباً لتمكين الأبناء من العودة إلى المملكة، والثاني لبعض الآباء الذين رفضوا الاعتراف بأبنائهم، حيث سيطالب النظام الجديد الزوجة في هذه الحالة بإثبات زواجها من هذا المواطن عبر الأجهزة المعنية، سواء عن طريق وزارتي الخارجية أو الداخلية بالإضافة إلى السفارة، وإذا عجزت عن الإثبات يتم إحالة الموضوع للمحكمة لإجراء فحص الحمض النووي وإذا ما ثبتت أبوته تلزمه المحكمة بالنفقة على أبنائه.
وفيما يتعلق بالإطار العام للقانون أشار البكري إلى أن القانون يتعلّق بزواج السعودي الذي يتم في الخارج، وخصوصاً الزيجات غير النظامية التي تتم دون علم السلطات السعودية لأن هذه الزيجات تفرز مشاكل عديدة عكس الزواج النظامي.
أما زواج السعوديات من أجانب فقال عنه: القانون لم يتطرق إلى هذه المسألة، ولكن هناك بعض الأعضاء في المجلس تطرقوا إليها وطالبوا بإدراجها في القانون، وسوف تنظر اللجنة في هذا الأمر وهو قابل للنقاش.
وسائل الإعلام هي السبب
المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ طلال العقيل يرى أن الوعي المجتمعي أحد أهم الحلول الناجعة لهذه المشكلة، داعياً الشباب السعودي إلى ضرورة التفكير جيداً قبل الإقدام على هذه الخطوة، كما طالب هيئة كبار العلماء بتوحيد فتاوى الزواج حتى لا يلجأ الشباب إلى أخذ الفتوى من غير أهلها والتي تبيح العديد من الزيجات وتحت مسميات كثيرة مما ينتج في النهاية أطفالاً سعوديين مجهولي النسب بالخارج، مشيراً إلى ضرورة قيام جهد شعبي ورسمي لتسهيل الزواج في الداخل، حتى لا يلجأ البعض إلى الزواج من الخارج والذي يتسبب في هذه المشاكل، فمن هذا المنطلق فإن الموضوع ليس بجديد ولكن قد تكون المعايير قد اختلفت عند الناس وفي هذا الزمن الذي تحكمه وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ولكن يظل كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الفيصل وهو الذي يحكم بين الناس في معاملاتهم وتعاملاتهم، حيث قال: (إذا جاءكم من ترضون دينة وخلقه فزوجوه)، وكذلك أوصى بالاختيار عندما ركز وقال فاظفر بذات الدين، فهذا هو المعيار الذي سوف ينجينا كثيراً من السلبيات في العلاقات الزوجية.
تحقيق - راشد الزهراني
قد لا تكون ظاهرة ولكنها مشكلة أوقعت ببعض النساء ضحايا الزوج الأجنبي والعكس من الرجال السعوديين، وقد أشبع هذا الموضوع كثيراً ولكن هناك حالات لم تعد في الحسبان يرويها ل(الجزيرة) بعض هؤلاء الضحايا في سياق هذا التحقيق والذي يتضمن ألواناً من المشاكل والجرائم من شعوذة وسحر وممارسات خاطئة حكاها لنا من وقعوا في هذه الكارثة بالإضافة الى بعض آراء المختصين في مكافحة هذه القضية، حيث شهدت ساحات القضاء السعودي مؤخراً قضايا من نوع خاص رفعتها سعوديات ضد أزواجهن الأجانب لإثبات نسب أبنائهن، وذلك بعد أن تم الزواج عرفياً دون الحصول على الموافقة من الجهات المسئولة.
كما أن الجهات المعنية تعكف حالياً على إعداد دراسة عن أولاد السعوديات من أجانب، واللواتي لم يحصلن على موافقة الجهات المعنية، أو اللواتي رفضت الجهات المعنية تصحيح أوضاعهن وتوثيق زواجهن غير النظامي:
في البداية دعونا نتعرّف على قضية (فاطمة) التي تجرَّعت كأس المر من زوجها الأجنبي الذي كان يخدعها بضحكته الماكرة, حيث قالت: بسبب حرصي على إكمال الدراسة وقد فاتني قطار الزواج ولم أجد بعد تخرجي الرجل الذي يناسبني في سنه وعقله, وجدت هذا الرجل يعمل مهندساً في شركة أبي وهو من دولة مجاورة كان وسيماً صاحب أخلاق, كنت عندما اتصل بمكتب والدي هو من يرد على الهاتف ومع الأيام أحسست بحبه نحوي وبالفعل بعد فترة أخبرني بأنه يريدني زوجة له, فطلبني من والدي ولم يوافق لكونه أجنبياً فطلب مني أن أقنع والدي بالموافقة وبعد تردد وخجل فاتحت والدي بالموضوع بأسلوب المرأة المحرومة من الحياة الزوجية فتعاطف معي ومع حالتي ووافق, وبعد مرور خمس سنوات من الزواج اكتشفت أنه متزوج من ابنة عمه التي طلبت منه أن يطلقني بمجرد أن يستولي على أملاكي وأملاك والدي, وقد طلب مني في إحدى السنين أن أسافر معه إلى بلده لكي أتعرف على أهله وبالفعل كان له ما أراد وسافرت معه وبعد مدة طلب مني العودة وترك أبنائي حتى يلحقوا بي بعد فترة لكنه أرسل لي ورقة الطلاق واستولى على الأبناء فكرهته ولكن فلذات أكبادي أجبروني على كسر شوكتي والانصياع له في كل ما يطلبه مني وها أنا اليوم أدفع ثمن غلطة جنتها أفكاري ورغباتي.
السفر وراء زواجي
وتروي (أم ديمة) قصتها قائلة: اعتدت في كل عام السفر لإحدى الدول العربية لقضاء الإجازة السنوية وقد تعرَّفت على شاب كان يتظاهر بالأخلاق الحميدة كان يعمل كدليل يرشدنا على أماكن السياحة وكنت أراسله واتصل به وقد أحبه جميع أفراد عائلتي, وفي إحدى الزيارات طلب يدي للزواج فوافقت بعد موافقة أبي وتزوجت به وعشت معه في نفس بلدته ووسط عائلته, وبعد سنة فقط بدأت المشاكل وبدأ أهله وعشريته يتضايقون مني وبدأت أنا أكره حياتهم التي لا تتناسب مع عاداتنا, وكان دائماً يهددني بالطلاق إذا لم أحضر له مالاً من والدي فكنت أوافقه على ذلك حتى أحسست بالذنب وتدهور حال والدي من الخسائر, وبعد أن رفضت طلبه في المرة الأخيرة ضربني وقال لي كلمة لن أنساها مدى الدهر (أنت لا تملكين من الجمال شيئاً سوى جمال مال والدك) وطلقني.
أبقاني على ذمته 9 سنوات
أما السيدة (أم وائل) فقد عانت كثيراً في قضية طلاقها من زوجها الأجنبي الذي تزوجته في دولة عربية، حيث لم تشترط عليه أوراق الزواج الخاصة بالموافقة من قِبل سفارة السعودية في بلدته سوى شرطين، كانا في نظرها ضماناً لحقها عند ظهور الخلافات الزوجية، هما حضانة الأطفال وعدم إرغامها على الرحيل معه لبلاده. وقالت أم وائل: (تزوجته ولم أعلم بنواياه نحوي، وبعد مرور سنة من زواجنا وتحديداً بعد ظهور بوادر الحمل الذي كان يرفضه شعرت وقتها بخفاياه، ثم حاول أن يبتز أموالي لأكتب له عقاراً في بلده، ورفضت بدوري ذلك بحجة استقراري العملي في السعودية، وبعد أن أنجبت الطفل وبلغ سنتين ونصف السنة سافر إلى بلاده واشترط علي هاتفياً إما أن ألحق به أو أن أطلق منه ويأخذ الابن، وبقيت أعاني من ذلك الأمر الذي أبقاني على ذمته 9 أعوام، خوفاً على أخذ ابني مني وأصبحت بعدها زوجة معلقة، وانقطعت أخباره عني).
وأردفت أم وائل ولم ير زوجي ابنه منذ رحيله، وطلقت منه غيابياً في محاكم بلده عن طريق محام قام بتلك الإجراءات، حيث كنت أذهب إلى بلده لحضور الجلسات التي دعوت الله أن لا أراه أو أقابله هناك، حتى يتم طلاقي منه غيابياً، وحتى لا يشعر بوجودي في بلده ويأخذ ابني الذي لم ينفق عليه قرشاً واحداً، وعشت على أعصابي خلال جلسات المحاكمة، أتضرع فيها بالدعاء إلى الله بالفرج والطلاق منه.وتشير أم وائل في ختام حديثها إلى أنها لا تزال تواجه الصعاب من أجل ولدها في مجال تعليمه في السعودية، حيث إنه لا يملك أوراقاً رسمية من أبيه سوى شهادة الميلاد.
تزوجته دون موافقة
وتقول (إيمان) البالغة من العمر 35 عاماً: تزوجت من شاب أجنبي فلسطيني الجنسية مقيم بالبلاد منذ عامين، وتم الزواج العرفي في مكتب محام بدولة عربية مجاورة أثناء إجازتنا الصيفية، بعد أن اعترضت عائلتي على زواجنا. فبعد زواجنا بفترة أنجبت منه طفلة، ثم ظهر زيف زوجي الذي كان يستغلني كثيراً، ويقيم مشاريع تجارية باسمي لأنني سعودية ويحق لي الحصول على تراخيص لإقامة مشاريع، وأيضاً دفعني إلى الاقتراض من البنوك تحت ذريعة أنه يمر بضائقة مالية، وبعد عدة شهور تحملت خلالها جميع صنوف العذاب من عائلتي التي اكتشفت زواجي عرفياً، هرب زوجي ولا أعلم أين ذهب، وما هو مصير طفلتي خاصة أنني تزوجته دون موافقة الجهات الرسمية، وبالتالي لم أسجل ابنتي.
سحرني زوجي
قصة غريبة سردتها لنا أم عادل وهي في حالة نفسية غريبة تقول لقد تزوجت برجل أجنبي كان يعمل لدينا منذ صغره وكنت أراقب طموحاته وحماسه في العمل وقد أعجبت به كثيراً وبعد وفاة والدي خفت على أموالي من الضياع وكان هذا الرجل يحدثني عن الأمانة وعن حرصه في زيادة رأس المال ولم أجد سواه بأن يساندني رغم أن هناك من السعوديين تقدموا لي ولكن رفضتهم لأني أدركت بأنهم يطمعون في مالي لكبر سني وقلت في نفسي هؤلاء الأجانب لا ينظرون إلى الجمال بقدر نظرتهم إلى جمال الروح بحسب الكلمات التي كنت أسمعها منه وبالفعل عرض علي الزواج وكان بصفة سرية حتى لا يكثر الحديث عنا ثم طلب مني بأن أكون في المنزل ويتحمّل العناء وحده ولكن خوفي من الضياع كنت أصرفه وأرفض ومع الأيام والشهور طلب مني السفر معه إلى بلده وهناك كانت الطامة غير المحسوبة، حيث رجعت من هناك مسحورة وأصبحت بين أصابع يديه يقلبني كيف شاء إلى أن أعطيته نصف أملاكي ولكن بفضل الله سبحانه ثم تدخل أقاربي لفك لغز السحر أنقذني من الإفلاس ولم أستطع الطلاق منه إلا بعد ما دفعت له أكثر من مليون ريال في سبيل حريتي.
الزواج السياحي
وفي الجانب الآخر زواج السعوديين من أجنبية وما يلحقه من مخاطر فمع كل إجازة يغادر فيها العديد من السعوديين إلى خارج البلاد، تضع بعض العائلات يدها على قلبها خوفًا وترقبًا، حيث تتنامى ظاهرة زواج السعوديين من أجنبيات خلال موسم الصيف الذي تزداد فيه حركة السفر إلى خارج البلاد، إذ بات حزم حقائب السفر يشكل مصدر قلق خصوصاً أن كثيراً من الأسر اهتز كيانها واضطربت حياتها بعد عودة ذلك الأخ أو الزوج بعد زواج مؤقت ربما أثمر جنيناً ومن ثم أبناءً مشردين.
فبحسب تقرير جمعية رعاية الأسر السعودية في الخارج فإن إقبال الشبان السعوديين على الزيجات الخارجية المؤقتة بمختلف أشكالها يزداد يوماً بعد يوم سواءً كانت المسيار، أو الصيفي، أو الدراسي أو المسفار، وغيرها من الزيجات غير المكلّفة والسريعة، حيث يتعرض السعوديون إلى حكايات عدة في الخارج، خصوصاً عند الزواج من الأجنبيات زواجاً مؤقتاً، وهو الأمر الذي دفع إلى وجود أطفال سعوديين مشردين في الشوارع في الدول الأجنبية، دون تصاريح إقامة أو غيرها من الوثائق، وعن أسر سعودية تحتاج إلى مساعدة مالية نتيجة لغياب الأب الذي لا يقدّم لهم الرعاية إما لوفاته أو لتطليقه أمهم الأجنبية.
ووفقاً للإحصاءات الرسمية فقد بلغ عدد الأطفال في الخارج من آباء سعوديين وأمهات غير سعوديات نتيجة زيجات غير نظامية أكثر من 853 حالة، وتتصدر سوريا الحالات بأكثر من 300 طفل، يليها مصر بـ282 طفلاً، إضافة إلى أطفال لم يتم حصرهم نتيجة زيجات عرفية.
ولم تشمل هذه الإحصاءات عدة دول لصعوبة حصر الحالات مثل الأردن والبوسنة والهرسك واليمن ولبنان والهند.
خدعتني بالخلفة
أبو بشير موظف حكومي كان يسافر كثيراً وكان بحاجة إلى زوجه تعوّضه في سفره فتزوج بفتاة وكان اتفاقهما منع الخلفة وكان هذا شرطاً ودياً دون تقييده في العقد. يقول أبو بشير وبعد مرور مدة رجعت إليها وتفاجأت بأنها حامل وفي شهرها الأخير فأصبحت حائراً أمام هذا الطفل وكيف اعترف به وزواجي السري ومكانتي وعملي الذي قد يفصلني فأخذت الدنيا تقلب علي وها هو ابني يكبر كل يوم أمامي وحتى أدفع ثمن سكوتها صرت أرسل لها كل ما تريده وتشتت أفكاري وأصبت بالهموم والأمراض وكانت تستغلني حتى في مساعدة أقاربها. والمصيبة إذا كبر الولد كيف أحقق مستقبله أو كيف به لو عرف بأبيه وسوف يذهب للبحث عني ويطالب بحقوقه.
طلقتها والضحية الأبناء
ويقول أبو رامي لقد تزوجتها بحب وكنت أحاول أن أبحث عن سعادتها فهي حلم بالنسبة لي ومن شدة جمالها وصغر سنها كنت أدفع لها كل ما تريد وبعد الزواج كتب لها عقاراً واشتريت لها سيارة وكنت أبعث لها بالهدايا من السعودية لها ولأقاربها ولم أغيب عنها أكثر من 3 أشهر وكنت أفكر في تسفيرها مع إلى المملكة وكان شرطها بأن أطلق زوجتي أم عيالي الستة وكنت أنوي ذلك حال وصولها الى المملكة فجمالها الفتّان يحيرني أمام طلباتها لدرجة أصبحت أكره زوجتي الأولى وعيالها وأفكر في هذه الناعمة الصغيرة الشقراء صاحبة الدلال والرومانسية. وذات يوم سافرت صدفة إلى زوجتي الأجنبية ومعي هدايا مكلفة وبالصدفة اكتشفت خيانتها لي فصعقت وذهبت وتركتها وأنا أتذكر غبائي وظلمي لزوجتي الأولى.
نظرة المجتمع
وبسؤال الأخصائية الاجتماعية خيرية السعدي عن هذه الظاهرة قالت: من أسباب زواج المرأة السعودية من رجل أجنبي تقدم السن ونظرة المجتمع لها كونها مطلقة أو أرملة، ومن النادر أن تكون جميلة أو صغيرة في السن وتتزوج أجنبياً, وفي النهاية المرأة هي المظلومة وهي الضحية لأنها لم تجد من يغيّر من تلك النظرة, فالرجال لا ينظرون لها. ولو نظرنا إلى خير من وطئت قدماه الأرض محمد صلى الله عليه وسلم وقد تزوج بعدد من النساء وكلهن مطلقات وأرامل ما عدا عائشة رضي الله عنهن أجمعين.
رصد مشاكل زواج الأجانب
من جانبها علّقت د. سهيلة زين العابدين عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان مؤكّدة على أن الجمعية بدأت التحرك لتقصي مشاكل زواج السعوديات من أجانب، واحتوائها ووضعتها في سلم أولوياتها، مشيرة إلى أن الجمعية تنوي قريباً إعداد دراسة (ميدانية) شاملة تشمل كافة مناطق المملكة وتركّز بصورة خاصة، على المنطقة الجنوبية ومنطقة حائل والمواقع الحدودية شمال المملكة لرصد حالات السعوديات المتزوجات من أجانب وبحث أوضاعهن، والمشاكل التي يعانين منها من كافة الجوانب والأبعاد.
وقالت إن الدراسة الميدانية تهدف بالدرجة الأولى إلى حصر جميع الحالات التي تمت الموافقة الرسمية من وزارة الداخلية لها بالزواج من أجانب، ومن ثم دراسة كافة هذه الحالات من خلال استمارات خاصة ستوزع في مختلف تلك المناطق لرصد المشاكل التي تواجههن وتحليل نتائج هذه الاستبيانات في دراسة علمية ترفع نتائجها للجهات المعنية، معربة عن أملها في التوصل إلى نتائج وتوصيات تمكنهم، وجهات الاختصاص من حل مشاكل كثير من الأسر التي تعيش في المملكة وتعاني من مثل هذه الحالات.
وطالبت د. سهيلة بأن يكون للمرأة السعودية حق إعطاء الجنسية لأبنائها أسوة بالرجل السعودي، مؤكدة أن هذه المسألة ليست لها علاقة أو تعارض مع الدين، بل على العكس، الدين يحث على تزويج من نرضى دينه وخلقه ولا نستطيع منع هذا النوع من الزيجات الموجودة في كثير من المجتمعات البشرية منذ القدم..
توقف صدور الحكم
ويقول الشيخ عبد الكريم الغامدي مسئول مشروع الزواج بمحافظة جدة: تعاني الكثير من السعوديات المطلقات من غير سعوديين، من مشاكل كثيرة ناجمة عن تبعات الانفصال من حضانة الأبناء والنفقة أو البقاء (معلقات) دون زواج أو طلاق. وأذكر قصة حدثت مع سيدة سعودية تقول إنها من عائلة معروفة، حيث تزوجت من بريطاني ذي أصل عربي وباعتبار أن والدتي بريطانية كنت أعتقد أن ذلك سيساعدني على التأقلم مع طبيعة الحياة في الغرب. وتقول تم عقد قراني في المجمع الإسلامي في مدينة لندن وأنجبت له طفلين حصلا على جنسية الأب، وعند مرض والدي أردت العودة إلى السعودية والإقامة بها الأمر الذي زاد من نشوب الخلاف بيني وبينه اضطررت من بعدها إلى الهروب لبلدي السعودية طالبة الطلاق من المحاكم هناك والتي رفضت من قبلها الحكم في القضية لغياب الزوج. ولكون عقد القران مبرم في بريطانيا، وتوقف صدور الحكم في القضية لرفض زوجي المقيم في لندن حضور الجلسات في السعودية لإصدار الطلاق، وذهبت من بعدها إلى والدتي المقيمة هناك، لكي أمضي بقية حياتي معها وأصبحت قضيتي معلقة حتى ذلك الوقت.
تزوجت من كندي مسلم
ويضيف الغامدي نموذج آخر من القضية بقولة لقد علمت بقصة المرأة التي تزوجت من كندي مسلم، وأنجبت منه طفلتين، حيث عاشت مع زوجها في السعودية. وتقول لقد كانت حياتنا مليئة بالمشاكل، وعندما فكرنا بالانفصال واجهت الكثير من المتاعب عند لجوئي للمحاكم السعودية، لأنني متزوجة من أجنبي، ولكنني حصلت على الطلاق وحضانة الطفلتين بعد جدال عنيف دام مدة عامين، تأثرت ابنتاي نفسياً خلال تلك الفترة بمشاكلنا، كما حصلت موافقة قضائية بحضانة بنتي رغم علم هذه المرأة بأن حرمانها من ابنتيها بعد سنوات بات أمراً لا بد منه، لأن جنسيتهما كندية تبعاً لوالدهما، والذي يحتم عليهما العيش مع أبيهما في كندا حتى تنتهي مدة الحضانة عندما تبلغا السن القانونية (18 سنة).
فهذا نموذج من هذه القضايا وفي الجانب الآخر يعيش الكثير من الأبناء في الخارج وفي سن المراهقة فتيات وفتيان وهؤلاء سهل اصطيادهم ولكن لا نملك سوى الدعاء لهم بأن يحفظهم الله.
ويضيف الغامدي قائلاً: إن زواج السعوديات من غير السعوديين ملف كبير، وقد ينتمون لهن بصلة قرابة، الغالبية من المتزوجات من أجانب، وغالباً ما يتم هذا النوع من الزواج باقتران فتاة سعودية بقريبها لأمها وينتقل بها للعيش في بلده، وتكون الأسرة قد ترددت كثيراً على البلد الذي تعيش فيه الابنة، وهذا لا يشكل مشكلة بالحجم الكبير، ولكن تشكل نوعية المعيشة وأسلوبها واحداً من أسباب الخلل.
وأضاف الغامدي هناك فئة ثانية من تلك الزيجات تتمثّل بزواج سعوديات من رجال أجانب ثقافتهم مختلفة سواء كانوا مسلمين أو من الذين أسلموا حديثاً كزواج بعض الفتيات من أوروبيين، أو زواج خارج إطار موافقة الأهل، وإن كان ذلك يحدث بنسبة نادرة جداً. وهناك فئة ثالثة من الزيجات تتم من غير علم الجهات المسؤولة، ولا تتخذ فيها الفتاة أي خطوات تحمي أو تضمن لنفسها الحق في الحصول بما يكفل لها ولأبنائها الحضانة وخلافها.
ولكن عند بدء المشاكل بين الزوجين تظهر بشكل جلي عيوب هذا النوع من الزواج نتيجة اختلاف القوانين والتصورات والبيئات الثقافية ومتطلبات المعيشة المختلفة، ويسبب أوضاع غير مرغوب فيها، وتتدخل فيها السلطات أسوة بما هو قائم في كثير من الدول بأن تحتاط وتضع الشروط الكبيرة والطويلة لاقتران السعودية بغير السعودي.
ويعتبر التأخير في إجراءات الموافقة والحصول على التصريح للسعودية للزواج من أجنبي في السعودية فرصة جيدة لكي يراجع ذوو الفتاة أنفسهم أكثر من مرة، ولهذا ينبغي الاعتماد على الإجراءات الحكومية والقانونية بما يكفل لها حقوقها.
ضمان حقوق الزوجة
من جانب آخر يرى المحامي القانوني الدكتور إبراهيم أحمد سعيد أنه لا بد على الأهل من إيجاد آليات تسمح بضمان حقوق ابنتهم عند ارتباطها بغير سعودي، ويكون ذلك بإبرام عقد الزواج بشكل قانوني وشرعي وسليم يحفظ للفتاة حقوقها كاملة من مؤخر الصداق والنفقة، بالإضافة إلى حضانة الأطفال وتربيتهم بشكل واضح وصريح لا يقبل الجدل أو المناقشة، وأن يسجل هذا العقد بشكل مدني في سفارة الزوج الأجنبي حتى لا يحاول أخذ الأبناء والهروب بهم من دون علم والدتهم، وأن يكون الاختصاص القضائي للمحاكم السعودية، وأن تشترط الزوجة في عقد زواجها ما يضمن لها عدم مواجهة مشاكل في حياتها مع زوجها، دون حرج أو خجل.
وأوضح المحامي أن الزوج الأجنبي وأولاده من المرأة السعودية، قد ينعمون بحياة هانئة طالما كانت الزوجة على قيد الحياة، ولكن في حالة وفاتها فإن الزوج غالباً لا يستطيع الدخول في شركات سعودية أو تملك عقارات إلا بعد اتخاذ العديد من الإجراءات القانونية، والعكس صحيح بالنسبة للزوجة الأجنبية وأبنائها من الجنسية السعودية، حيث يتم تقسيم الإرث على أبنائها بتصفية تلك الشركات التابعة للأم بأبخس الأثمان، وتضيع على أبنائها حقوق كثيرة.
وأكَّد المحامي على أهمية معرفة الزوجة السعودية وإلمامها بكل ذلك مسبقاً، لكي تتجنب الوقوع في مشاكل قانونية معقدة تحرمها وأبناءها من تقسيم الإرث عليهم، خاصة إذا علمنا أن أي مطالبة ستكون في دولة أخرى غير المملكة تمتلك أنظمة مالية وضرائبية مختلفة.
الراغبات في الزواج من أجنبي
ويضيف الشيخ عيدروس السقاف مأذون شرعي بأن المصريين واللبنانيين والفلسطينيين يمثّلون النسبة الأكبر كأجانب متزوجين من سعوديات. وقال إن إمارات المناطق بدأت مؤخراً منح تسهيلات للسعوديات الراغبات في الزواج من أجانب. وأشار إلى أن هذه التسهيلات تعطي الموافقة لمن يزيد عمرها عن 25عاماً بشرط موافقة ولي أمرها وجهة عملها وتقديم صورة من هويتها الشخصية. وتأتي معظم الطلبات من طبيبات وأكاديميات وأيضاً لمن تربطها صلة قربى بمن ترغب في الزواج منه وينتمي لجنسية أخرى وكذلك الحالة الاجتماعية كأن تكون مطلقة.
وعن الإجراءات اللازمة للحصول على الموافقة قال السقاف إنه فور تقديم الطلب يتم رفعه إلى وزارة الداخلية مرفقاً بتقرير من اللجنة، وفي العادة تحصل الفتاة على الموافقة على الزواج من أجنبي خلال شهر من تاريخ تقديم الطلب في حالة انطباق الشروط عليها، موضحاً أن هناك طلبات عديدة تم رفضها ابتداءً من اللجنة بسبب طبيعة مهنة مقدمة الطلب التي تمنع زواجها من أجنبي مثل الموظفات في وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع والطيران أو مستشفيات الحرس الوطني والعسكري.
وتحدث السقاف عن كيفية توثيق عقد الزواج العرفي بقوله إنه بعد أن تتقدم الزوجة السعودية بطلب تصحيح وضعها لقسم الشرطة التابعة له يتم رفعه إلى لجنة الزواج بالإمارة، حيث تعد تقريراً ترفعه مرفقاً بالطلب إلى وزارة الداخلية للحصول على الموافقه النهائية. وأشار إلى حالات تم رفضها من قبل اللجنة رغم أن لديهم أولاداً من أزواجهن الأجانب مرجعاً أسباب الرفض إلى تقدير اللجنة وأيضا بناء على سن الزوجة أو مهنتها. وعن مصير هذه الزيجات قال في حال الرفض يكون الزواج شرعياً ولكنه غير رسمي أي غير موثق ولا يعتد به أثناء تسجيل الأولاد أو استخراج أوراق ثبوتية لهم.
وأوضح السقاف أنه لا يحق لمأذون الأنكحة عقد زواج سعودية على أجنبي، فذلك من اختصاص محاكم الضمان والأنكحة المنتشرة، مشيراً إلى أن رغبة الفتاة السعودية في الزواج من وافد تقابل في معظم الأحيان باستهجان عائلتها واستغرابهم، إلا أن هناك من أولياء الأمور من يطلب من المأذون عقد زواج ابنته من أجنبي قبل البدء في تنفيذ إجرءات الحصول على الموافقة من الجهات المختصة، متذرعاً بأن ذلك يدفع الحرج الاجتماعي الذي تشعر به العائلة من زيارة الشاب لها بوصفه خاطباً لابنتهم.
وأضاف أن المأذون الذي يعقد زواج السعودية بدون موافقة الجهات الرسمية يتعرض للعقوبة لمخالفته الأنظمة المعمول بها في البلاد، مؤكداً أن هناك عدداً من الطبيبات، وخصوصاً ممن تأخر سن زواجهن، يلجأن للزواج من وافد أجنبي هرباً من العنوسة، وبصرف النظر عن مهنة الزوج، وهناك فعلياً سعوديات تزوجن من سائقيهن أو العاملين الأجانب لدى عائلاتهن.
وقلّل من خطورة ما يترتب على ذلك من مشاكل اجتماعية نتيجة الزواج من أجنبي، وخصوصاً بالنسبة للأطفال، أو إمكانية تعرضهن لعمليات احتيال وابتزاز ونصب واستغلال من قِبل ضعاف النفوس من أزواجهن الأجانب.
مشكلة الأبناء
ويقول الدكتور طلال البكري رئيس لجنة الشئون الاجتماعية والأسرة بمجلس الشورى إن القانون الجديد الخاص بزواج السعودية من الخارج تم عرضه في مجلس الشورى وحظي بمداخلات عديدة من قبل الأعضاء، ثم أعيد للجنة المختصة للنظر فيه من جديد في ظل المقترحات المضافة، كما أن القانون الجديد سيعالج مشكلة أبناء السعوديين في الخارج من خلال مسارين الأول يختص بآباء اعترفوا بأبوتهم لهؤلاء الأطفال، وهؤلاء سيتم الانتهاء من إجراءاتهم القانونية قريباً لتمكين الأبناء من العودة إلى المملكة، والثاني لبعض الآباء الذين رفضوا الاعتراف بأبنائهم، حيث سيطالب النظام الجديد الزوجة في هذه الحالة بإثبات زواجها من هذا المواطن عبر الأجهزة المعنية، سواء عن طريق وزارتي الخارجية أو الداخلية بالإضافة إلى السفارة، وإذا عجزت عن الإثبات يتم إحالة الموضوع للمحكمة لإجراء فحص الحمض النووي وإذا ما ثبتت أبوته تلزمه المحكمة بالنفقة على أبنائه.
وفيما يتعلق بالإطار العام للقانون أشار البكري إلى أن القانون يتعلّق بزواج السعودي الذي يتم في الخارج، وخصوصاً الزيجات غير النظامية التي تتم دون علم السلطات السعودية لأن هذه الزيجات تفرز مشاكل عديدة عكس الزواج النظامي.
أما زواج السعوديات من أجانب فقال عنه: القانون لم يتطرق إلى هذه المسألة، ولكن هناك بعض الأعضاء في المجلس تطرقوا إليها وطالبوا بإدراجها في القانون، وسوف تنظر اللجنة في هذا الأمر وهو قابل للنقاش.
وسائل الإعلام هي السبب
المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية الشيخ طلال العقيل يرى أن الوعي المجتمعي أحد أهم الحلول الناجعة لهذه المشكلة، داعياً الشباب السعودي إلى ضرورة التفكير جيداً قبل الإقدام على هذه الخطوة، كما طالب هيئة كبار العلماء بتوحيد فتاوى الزواج حتى لا يلجأ الشباب إلى أخذ الفتوى من غير أهلها والتي تبيح العديد من الزيجات وتحت مسميات كثيرة مما ينتج في النهاية أطفالاً سعوديين مجهولي النسب بالخارج، مشيراً إلى ضرورة قيام جهد شعبي ورسمي لتسهيل الزواج في الداخل، حتى لا يلجأ البعض إلى الزواج من الخارج والذي يتسبب في هذه المشاكل، فمن هذا المنطلق فإن الموضوع ليس بجديد ولكن قد تكون المعايير قد اختلفت عند الناس وفي هذا الزمن الذي تحكمه وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ولكن يظل كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الفيصل وهو الذي يحكم بين الناس في معاملاتهم وتعاملاتهم، حيث قال: (إذا جاءكم من ترضون دينة وخلقه فزوجوه)، وكذلك أوصى بالاختيار عندما ركز وقال فاظفر بذات الدين، فهذا هو المعيار الذي سوف ينجينا كثيراً من السلبيات في العلاقات الزوجية.
تعليق