يقول الشهري كنا إذا أردنا الحج نسير ونتزود بما يكفينا إلى زهران ومن ثم يزودنا الزهارين بما يكفينا إلى مكة وفي أحد المرات دخلنا على أحد الزهارين فرحب وسهل بنا وقدم لنا العشاء وكان يجلس معنا ويقوم بخض اللبن فنضحك عليه عندما يخرج من عندنا ونتندر عليه كيف يمخض اللبن الظاهر الحرمه مربيته على كذا فتعشينا ثم نمنا وفي اليوم التالي وجدناه قد جهز الشكوة ( قربة يوضع فيها الحليب ثم يخض يمينا وشمالا حتى يفصل الزبد عن اللبن ) وجهز بندقيته بما يكفي للقضاء علينا وحلف بالله أنكم لتخضون اللبن أو تذوقون هذه المعابر فما حملني على مخض اللبن إلا أنني وحيد في هذا البيت فلا زوجة لي ولا معزبه وفعلت ذلك لأقوم بواجب الضيافة فيقول الشهري لم نغادر إلا بعد أن مخضنا له اللبن وحمدنا الله على السلامه فقد أستضافنا رجل من أكرم الناس وأشجعهم ولم نقدر مجلسه فاستاهلنا ماجانا .