لم أكن من المتحمسين لأوباما ، بل وكنت أراهن على عدم فوزه بالرئاسة ، ولكنه وقد فاز، وسيجلس في المكتب البيضاوي اعتبارا من عشرين يناير 2009 م ، فإنني لست متفائلا أبدا بسنوات حكمه ، فهو يختلف عن الرؤساء الذين سبقوه جميعا ، حيث لا يرتكز على إرث تاريخي ، مما سيضطره إلى الإتكاء على بعض أصحاب النفوذ والتأثير من أصحاب النظريات الأمريكية الجديدة ، التي تنادي بالأستمرار في بناء القوة التي تمكنهم من قيادة العالم والتحكم في جميع مصادره ، وذلك لكي يضمن ، على الأقل ، بقاءه في البيت الأبيض للأربع سنوات المقبلة .
ولو تأملنا في أعضاء إدارته الذين اختارهم لوجدنا مايؤيد وجهة نظري . فولاء هيلاري كلينتون - التي اختارها سكرتيرة للخارجية - لأسرائل ، أكثر من ولاءها لوليم بيل كلينتون الوسيم ! وروبرت غيتس من طلبة قاسبر وينبرغر ومن متبني النظرية الشهيرة "الهايبر بور" . وإرك هولدر من أشد المؤيدين لمعتقلات قونتانموا . أما رام اسرائيل ايمانويل ،كبير موظفي البيت الأبيض، فإنه - وهو اليهودي المتعصب ، والذي يعتبر أكثر نفوذا من نائب الرئيس - من أشد المؤيدين لأسرائل ، ولديه أمكانيات هائلة للتأثير على غيره ، بما يتمتع به من ذكاء حاد ، وطموح كبير، بدأ به من عامل في مطعم وجبات سريعة ، حيث قُطع طرف أصبعه الأوسط ، ولا يعلم إلاّ الله أين سينتهي به هذا الطموح !
لذا فإنني لست متفائلا أبدا ببرّاك حسين أوباما ( اسمه الأساسي برّاك ، وليس باراك ) . كما لم أكن متفائلا بسلفه !
تعليق