المرأة لها أعظم الأدوار في حياة الأمة ، فالتي تحرك المهد بيمينها تحرك العالم بيسارها . والتي تربي أطفالا تخرج أجيالا . إلا أنّ هذا التأنيث الذي تمارسه وسائل الأعلام لا يؤدي إلاّ إلى تأنيث الأمة وتمييع رجولتها !
أعرف أن النساء صواحب يوسف ، وأنّ كيدهن عظيم . وقد يصْرعن ذا اللب . وقد يبدعن في مجالات التبرّج والخلاعة والسفور . وقد ينجحن في مجالات السياسة والأدب . وقد يستخدمن لأغراض أستخباراتية وتجسسية ، إلا أنني لا أفهم لماذا تصرّ وسائل الأعلام على إقحام العناصر النسائية بهذه الطريقة التي نراها اليوم ...؟!
لماذا لا يختارون إلا نساءا جميلات فاتنات لقراءة الأخبار ، وإجراء المقابلات ، وإعداد التقارير الإخبارية والتوثيقية والاقتصادية ؟!
كيف بالله عليكم يتناسب حدث تفجير في تلعفر أو الرمادي أو أي مكان آخر ، تصّوره لنا الكاميرا ، فنشاهد الدماء والأشلاء وبقايا من الأحياء ، كيف يتناسب مع وجه مذيعة حسناء ، متبرجة ، متصنعة بأشكال الزينة والماكياج ، تعلن الخبر وهي تبتسم وتداعب خصلات شعرها المنثور على وجهها ؟
كيف نتفاعل ونتأثر مع أخبار الكوارث والحروب ، ونحن نتلقاها من وجوه بلهاء ، تعلن الخبر وكأنه خبر انتصار للأمة ، أو زيادة في الرواتب وفتح مزيد من الوظائف ؟!
كيف بالله عليكم نستسيغ تلك الحلقات من صناعة الموت عندما تعدها وتذيعها صانعة الغنج والتبرج والدلال ؟!
لماذا يضطر شيخ من شيوخ الجهاد في أفغانستان الذي كان له شرف المشاركة في إخراج الروس منها ، لتقابله تلك الفاتنة الكاسية العارية ، التي أشغلتنا بحركاتها المكررة التي تتظاهر بأنها ترد بها الغطاء الذي يكشف أكثر مما يستر ؟!
لماذا لا يقرأ تقارير الاقتصاد إلا نساء اً فاتنات ، لا يمارسن الاقتصاد إلا في ملابسهن وأخلاقهن ، ولا نرى غيرهن صباح مساء ، يعلن ويتنبأن بإفلاسنا وهن ضاحكات مستبشرات ؟!
هل يعرف أحد منكم أيه الحكاية ؟!
تعليق