حول العالم
الرجل الذي زرع البحر
من / فهد عامر الأحمدي
أثناء انتظاري في عيادة للأسنان قرأت في إحدى المجلات المهملة نبذة عن صناعة اللؤلؤ في الخليج العربي وكيف أنها تراجعت بسبب اليابان .. وعندها ابتسمت وقلت في سري "ليس بسبب اليابان بل بسبب ميكوموتو"!!.
وميكوموتو أيها السادة ليس إحدى شخصيات البوكيمون أو أبطال الديجتال بل رجل عصامي حوّل اليابان إلى أعظم دولة في إنتاج اللؤلؤ - بعد أن كانت كغيرها تستورده من الخليج العربي..
وقصة ميكوموتو بدأت في قرية توبا حين ولد لرجل فقير يبيع الأرز المسلوق. ومنذ طفولته كان يساعد والده ويقضي نهاره في دفع عربة صغيرة لبيع الأرز. وفي سن الثامنة عشرة عمل في بيع الأصداف وكان يهوى جمع النادر منها. وذات يوم سأل أحد الصيادين عن السبب في ندرة الأصداف التي تنتج اللؤلؤ مقارنه بوفرة الأصداف العقيمة. فأخبره أن اللؤلؤ مادة جيرية تغلف بها القوقعة الطفيليات الداخلة إليها كوسيلة لحمايتها. وهذه الطفيليات قد تكون حبة رمل او قشرة سمكة او حشرة صغيرة. وبمرور الزمن تتجمد هذه المادة حول الطفيل فلا يعود يؤذي المحارة .. ومن يومها وفكرة انتاج اللؤلؤ بطريقة صناعية لاتفارق مخيلة ميكوموتو!!
ورغم بساطة الفكرة الا انها لم تجرب من قبل - وبسبب تداخل عوامل إنتاج اللؤلؤ الجيد. ولكن ميكوموتو بدأ بإجراء تجاربه الخاصة لزرع أجسام غريبة داخل القواقع لعل وعسى .. وطوال خمسة عشر عاما لم تنجح أي من محاولاته حتى أصيب بفقر مدقع واتهمه الناس بالجنون. وحين دب فيه اليأس قرر العودة لبيع الأرز المسلوق. ولكن زوجته رفضت تراجعه وقالت له : سأدفع انا عربة الأرز وتستمر أنت حتى يظهر اللؤلؤ !!
وبعد آلاف المحاولات أدرك ميكوموتو أن ازدحام القواقع في سلة واحدة يصيبها بطفيليات مميتة ؛ اضف لذلك أن نوعية الأجسام المزروعة وحرارة المياه تلعبان دورا كبيرا في حث المحارة على انتاج اللؤلؤ ..
وفي الثامن والعشرين من سبتمبر 1859كان ميكوموتو في نزهة مع زوجته لإطلاعها على سلال القواقع الطافية على وجه الماء. وفجأة توقفت وطلبت منه أن تجرب حظها في فتح قوقعة مضى عليها في البحر أكثر من عشرة أعوام. وأمام اصرارها ذهب ليأتيها بالقوقعة المطلوبة وهو مشفق عليها - كونه شخصيا فتح آلاف القواقع وأجرى عشرات التجارب دون فائدة - .. غير ان ميكوموتو كاد يغمى عليه من الفرحة حين رأى لؤلؤة حقيقية ضخمة في يد زوجته .. والأهم من هذا الخبرات التي اكتسبها والمبادئ التي تعلمها طوال خمسة عشر عاما من المحاولة (والتي مايزال بعضها سرا إلى اليوم)!!.
.. وتكريما له لقب ب"ملك اللؤلؤ" وغدا واحدا من أثرى أثرياء العالم. كما اصبح الثامن والعشرون من ديسمبر منعطفا تاريخيا ازدهرت فيه صناعة اللؤلؤ في اليابان وكسدت في دول الخليج العربي- وهو حاليا يوم اجازة لدى شركات اللؤلؤ اليابانية!!
وبهذا الانجاز الرائع يكون ميكوموتو قد انضم إلى عباقرة وعصاميين أنشأوا شركات عظيمة كتويوتا وسوني وهوندا وشارب وكان لهم الفضل في رفع شأن اليابان وتحويلها إلى دولة صناعية عظيمة!!
- هل عرفتم الآن لماذا ابتسمــت؟
... تعجبا من عصامية رجل واحد رفع قدر دولته وحرم شعوب الخليج من أعظم ثرواتها الطبيعية..
وميكوموتو أيها السادة ليس إحدى شخصيات البوكيمون أو أبطال الديجتال بل رجل عصامي حوّل اليابان إلى أعظم دولة في إنتاج اللؤلؤ - بعد أن كانت كغيرها تستورده من الخليج العربي..
وقصة ميكوموتو بدأت في قرية توبا حين ولد لرجل فقير يبيع الأرز المسلوق. ومنذ طفولته كان يساعد والده ويقضي نهاره في دفع عربة صغيرة لبيع الأرز. وفي سن الثامنة عشرة عمل في بيع الأصداف وكان يهوى جمع النادر منها. وذات يوم سأل أحد الصيادين عن السبب في ندرة الأصداف التي تنتج اللؤلؤ مقارنه بوفرة الأصداف العقيمة. فأخبره أن اللؤلؤ مادة جيرية تغلف بها القوقعة الطفيليات الداخلة إليها كوسيلة لحمايتها. وهذه الطفيليات قد تكون حبة رمل او قشرة سمكة او حشرة صغيرة. وبمرور الزمن تتجمد هذه المادة حول الطفيل فلا يعود يؤذي المحارة .. ومن يومها وفكرة انتاج اللؤلؤ بطريقة صناعية لاتفارق مخيلة ميكوموتو!!
ورغم بساطة الفكرة الا انها لم تجرب من قبل - وبسبب تداخل عوامل إنتاج اللؤلؤ الجيد. ولكن ميكوموتو بدأ بإجراء تجاربه الخاصة لزرع أجسام غريبة داخل القواقع لعل وعسى .. وطوال خمسة عشر عاما لم تنجح أي من محاولاته حتى أصيب بفقر مدقع واتهمه الناس بالجنون. وحين دب فيه اليأس قرر العودة لبيع الأرز المسلوق. ولكن زوجته رفضت تراجعه وقالت له : سأدفع انا عربة الأرز وتستمر أنت حتى يظهر اللؤلؤ !!
وبعد آلاف المحاولات أدرك ميكوموتو أن ازدحام القواقع في سلة واحدة يصيبها بطفيليات مميتة ؛ اضف لذلك أن نوعية الأجسام المزروعة وحرارة المياه تلعبان دورا كبيرا في حث المحارة على انتاج اللؤلؤ ..
وفي الثامن والعشرين من سبتمبر 1859كان ميكوموتو في نزهة مع زوجته لإطلاعها على سلال القواقع الطافية على وجه الماء. وفجأة توقفت وطلبت منه أن تجرب حظها في فتح قوقعة مضى عليها في البحر أكثر من عشرة أعوام. وأمام اصرارها ذهب ليأتيها بالقوقعة المطلوبة وهو مشفق عليها - كونه شخصيا فتح آلاف القواقع وأجرى عشرات التجارب دون فائدة - .. غير ان ميكوموتو كاد يغمى عليه من الفرحة حين رأى لؤلؤة حقيقية ضخمة في يد زوجته .. والأهم من هذا الخبرات التي اكتسبها والمبادئ التي تعلمها طوال خمسة عشر عاما من المحاولة (والتي مايزال بعضها سرا إلى اليوم)!!.
.. وتكريما له لقب ب"ملك اللؤلؤ" وغدا واحدا من أثرى أثرياء العالم. كما اصبح الثامن والعشرون من ديسمبر منعطفا تاريخيا ازدهرت فيه صناعة اللؤلؤ في اليابان وكسدت في دول الخليج العربي- وهو حاليا يوم اجازة لدى شركات اللؤلؤ اليابانية!!
وبهذا الانجاز الرائع يكون ميكوموتو قد انضم إلى عباقرة وعصاميين أنشأوا شركات عظيمة كتويوتا وسوني وهوندا وشارب وكان لهم الفضل في رفع شأن اليابان وتحويلها إلى دولة صناعية عظيمة!!
- هل عرفتم الآن لماذا ابتسمــت؟
... تعجبا من عصامية رجل واحد رفع قدر دولته وحرم شعوب الخليج من أعظم ثرواتها الطبيعية..
"الله يستر" لايخترع احدهم بديلا للبترول
العقـــاب الدوســـي
تعليق